لاهاي – في قرارها الاحترازي بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، رأت محكمة العدل الدولية وجود “خطر حقيقي ووشيك بحدوث أضرار لا يمكن إصلاحها” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من المهم جدا التساؤل عمّا إذا كانت إسرائيل ستلتزم بقرار محكمة العدل الدولية؟!، حيث يتعين على الحكومة الإسرائيلية تقديم تقرير إلى المحكمة في غضون 30 يوماً حول الخطوات التي اتخذتها لتنفيذ التدابير الاحترازية.

وبالنظر إلى الوضع الحالي في غزة، فمن المثير للفضول التساؤل عن كيف ستقدم إسرائيل إلى المحكمة تقريرا يُظهر اتخاذها خطوات تجاه تنفيذ قرارات المحكمة.

في الواقع، إن عدم احترام إسرائيل للمحكمة وسيادة القانون لأمر مخز حقًا.

** إسرائيل تتجاهل قرارات المحكمة

تهدف قرارات محكمة العدل الدولية إلى منع ومعاقبة مرتكبي الإبادة الجماعية (إسرائيل) وضمان زيادة المساعدات الإنسانية لغزة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن إسرائيل عمدت على تكثيف هجماتها منذ قيام المحكمة باتخاذ قرارها الاحترازي. كما استهدفت إسرائيل العديد من المرافق الطبية في غزة، بما في ذلك مستشفى ناصر الطبي (بمدينة خانيونس جنوبي القطاع).

وبدلاً من وقف الأعمال التي يمكن أن تشكل إبادة جماعية بموجب الاتفاقية، توسعت العمليات العسكرية الإسرائيلية لتشمل رفح، التي تُعرف بأنها منطقة آمنة للمدنيين.

وأفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) أن القوات الإسرائيلية فتحت النار على قوافل الغذاء التي كانت متجهة لتقديم المساعدات الإنسانية.

وتسببت الهجمات التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بمقتل ما لا يقل عن 27 ألف شخص وإصابة أكثر من 66 ألف آخرين.

كما دعا كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى ترحيل الفلسطينيين عن غزة.

إن الممارسات الإسرائيلية الجارية في غزة، تتناقض بشكل واضح وصريح مع القرارات والأوامر القضائية الصادرة عن محكمة العدل الدولية، بما في ذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.

ورغم أن المحكمة لم تأمر بوقف إطلاق النار، إلا أن فتح المعابر وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة منوط بوقف الهجمات العسكرية على المناطق المدنية. ومع ذلك، فإن العكس تماما هو ما يجري ميدانيًا.

إن استمرار الوضع بهذا الشكل سيشكل مشكلة خطيرة، لاسيما إذا ما قدمت إسرائيل تقريرها إلى المحكمة بما يتماشى مع القرارات الاحترازية.

** تأثير قرار المحكمة على دول ثالثة

إن تأثير قرارات محكمة العدل الدولية يشمل دول ثالثة بالإضافة إلى إسرائيل، حيث يتعين على تلك الدول التفكير مليًا فيما إذا كان بإمكانها مواصلة تقديم جميع أنواع الدعم والمساعدة لإسرائيل.

إن استمرار الدعم الذي توفره تلك الدول، يمكن اعتباره بمثابة “تواطؤ” على انتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية.

وفيما يتعلق بـ”اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”، فإن الدول الموقعة على الاتفاقية ملزمة بعدم مساعدة أو دعم العمليات التي ينتج عنها انتهاكات وإبادة جماعية، فضلاً عن الالتزام بالمنع الفعال لجميع الممارسات التي تؤدي لارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

أما الدول التي لا تفي بتلك الالتزامات، قد تواجه دعاوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية وبالتالي التعرض لسلسلة من العقوبات.

وفي هذا السياق، علقت ما لا يقل عن 10 دول، من بينها تركيا والبحرين والأردن، علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، كما أوقفت إسبانيا بالفعل جميع مبيعات الأسلحة وصادراتها إلى إسرائيل.

وبهذه الإجراءات، باتت تل أبيب تواجه عزلة في المجتمع الدولي، وقد تواجه الدول الثالثة التي تواصل دعمها إجراءات مماثلة.

 

المصدر : وكالة الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة

إقرأ أيضاً:

حملة ترامب ضد المتحولين جنسيًا تبدأ بقرارات صارمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة من القرارات التنفيذية التي تضمنت إلغاء العديد من السياسات التي تبنتها إدارة جو بايدن، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا.

جاء ذلك خلال حفل توقيع حضره مؤيدون له في مقر الكونجرس الأمريكي، حيث ركز ترامب على تغيير عدة توجهات تم تنفيذها في السنوات الماضية.

أحد القرارات الرئيسية شمل إلغاء تشريع وقّعه بايدن في يناير 2021، والذي أتاح للأفراد المتحولين جنسيا فرصة الخدمة في القوات المسلحة الأمريكية.

برر ترامب هذا القرار بالإشارة إلى ما وصفه بسياسات الإدارة السابقة التي قال إنها غير قانونية وتسببت في تضخم إداري، بالإضافة إلى أنها عارضت القيم التقليدية.

شمل الإلغاء أيضًا مبادرات لتوسيع التنوع داخل الهيئات الحكومية الفيدرالية، بما في ذلك قرارات تهدف إلى حماية الأفراد من التمييز بناءً على هويتهم الجنسية أو توجههم الجنسي.

في هذا الإطار، أكدت إدارة ترامب أنها تسعى لإعادة صياغة سياسات الحكومة لتتماشى مع رؤيتها المحافظة.

ترامب كان قد أعلن خلال حملته الانتخابية أنه يسعى إلى إعادة تطبيق حظر يمنع الأفراد المتحولين جنسيا من الانضمام إلى الجيش، مؤكدًا في خطاب تنصيبه أنه يلتزم بتحديد الأدوار المجتمعية على أساس التعريف التقليدي للجنس.

تعد هذه الخطوة جزءًا من توجه أوسع داخل الحزب الجمهوري نحو تقييد السياسات التي تعتبر داعمة لقضايا المجتمع المتحول جنسيًا.

مقالات مشابهة

  • هذه الدول التي لديها أطول وأقصر ساعات عمل في العام 2024 (إنفوغراف)
  • فؤاد من إيطاليا: «إسرائيل» دولة مؤسسات وحرية لشعبها
  • الجريدة الرسمية تنشر قرار اعتماد مخطط قطعة أرض لتنفيذ مشروعات بترولية في العلمين
  • أروى جودة: اتجوزنا في وزارة العدل الساعة 8 الصبح
  • حملة ترامب ضد المتحولين جنسيًا تبدأ بقرارات صارمة
  • سؤال من عبد المسيح للشعب اللبناني.. إليكم التفاصيل
  • حفل تنصيب ترامب.. قراءة الشفاه تكشف "سؤال" أوباما لبوش
  • مصر وجنوب إفريقيا تتصدران الدول الأفريقية التي رفعت قدراتها من إنتاج الطاقة الشمسية في 2024
  • تطور كبير.. والد جندي إسرائيلي أسير يجتمع مع مدعي المحكمة الجنائية الدولية
  • الجارديان: هل تلتزم حماس وإسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة ؟