الارتباك في التعامل مع منظمة إيقاد بين البرهان والبشير (3/4)
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
د. سلمان محمد أحمد سلمان*
1
ناقشنا في المقالين السابقين حالة الارتباك و التخبّط التي تسود حكومة البرهان فيما يختصُّ بالتعامل مع منظمة إيقاد منذ نشوب الحرب في منتصف ابريل عام 2023. أوضحنا أن تدخّل الإيقاد في قضية الحرب في السودان تم بناءً على طلب البرهان نفسه، وبإلحاح، وأنه سافر إلى معظم دول الإيقاد ليحثَّ قادة هذه الدول على التوسّط في النزاع السوداني.
2
سوف نناقش في هذا المقال الارتباك والتخبط الذي تعاملت به حكومة الحركة الإسلامية بقيادة البشير مع مبادرة الإيقاد لحل قضية جنوب السودان. سيوضح المقال أن ما قامت وتقوم به حكومة البرهان من ارتباكٍ وتخبطٍ تجاه مبادرة الإيقاد لحل مشكلة الحرب في السودان هو امتدادٌ متكاملٌ لما قامت به حكومة البشير تجاه مبادرة الإيقاد لحل قضية جنوب السودان، وأن الليلة، في حقيقة الأمر، تشبه البارحة في كل أوجهها. فاللاعب الأساسي في الحالتين هو الحركة الإسلامية السودانية الحاكمة التي ما تزال تعتقد أن بإمكانها حسم الحرب الدائرة حالياً في السودان عن طريق البندقية، كما اعتقدت في بداية عهدها بعد استلامها السلطة عام 1989 بالحسم العسكري لمشكلة الحرب في جنوب السودان.
3
فور نجاح انقلابها في 30 يونيو 1989 قررت حكومة الحركة الإسلامية بقيادة البشير وضع كل إمكانياتها العسكرية والبشرية والاقتصادية لدحر ما واصلت تسميته بالتمرّد في جنوب السودان. تحولت الحرب في الجنوب بعد الانقلاب إلى حربٍ جهاديةٍ قاسيةٍ مدمرةٍ تغذيها شعاراتٌ عبثيةٌ مثل ساحات الفداء وعرس الشهيد وصيف العبور ومسك الختام. ومدّت الحركةُ الإسلامية الأممية يدَ العون بكل ما تستطيع لإخوة الدرب والدين في السودان.
لكن رغم كل هذه الاستعدادات والإمكانيات فقد توالت الهزائم واحدةً تلو الأخرى للجيش السوداني ومليشيات الحركة الإسلامية. أحسّت حكومة البشير بعد عامين من التصعيد العسكري بصعوبة إن لم تكن استحالة كسب الحرب. بدأ الجدل داخل أجهزة الحكومة العسكرية والأمنية والسياسية يدور حول اللجوء إلى التفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان لحل قضية جنوب السودان، وهو ما اتفقت عليه معظم القيادات الإسلامية في تلك الأجهزة.
سافر وفدٌ حكومي إلى أديس أبابا ليطلب من الحكومة الإثيوبية التوسط مع الحركة الشعبية. وافقت حكومة إثيوبيا على ذلك وبدأت التحضيرات للقاء الجانبين في أديس أبابا. غير أن حكومة البشير عادت وطلبت من إثيوبيا تأجيل بدء مواعيد التفاوض، وتوقّف ذلك الجهد من حيث بدأ.
4
في تلك الأثناء حدث الانشقاق الكبير داخل الحركة الشعبية وبرزت مجموعة الناصر بقيادة لام أكول ورياك مشار. قررت حكومة البشير اللجوء للتفاوض مع مجموعة الناصر والتخلّي عن مشروع وساطة إثيوبيا للتفاوض مع الحركة الشعبية الأم.كان غرض الإسلاميين من التفاوض مع فصيل الناصر المنشق هو توسيع هوّة الخلاف داخل الحركة الشعبية وإضعافها لتسهل هزيمتها.
بعد اتصالاتٍ مكثّفة، التقى وفدا حكومة البشير ومجموعة الناصر في فرانكفورت في 22 يناير عام 1992. بعد يومٍين من التفاوض وقّع الطرفان على إعلان فرانكفورت الذي منحت حكومة البشير بمقتضاه، لأول مرةٍ في تاريخ السودان، حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان. وقّع على إعلان فرانكفورت في 25 يناير عام 1992 الدكتور علي الحاج ممثلاً لحكومة البشير، والدكتور لام أكول ممثلاً لفصيل الناصر المنشق عن الحركة الشعبية الأم.
كان الثمن لهذا التنازل الكبير من حكومة البشير (منح حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان) أن يقوم فصيل الناصر بتوسيع هجومه العسكري علي جيش الحركة الشعبية، وتنسيق ذلك مع الجيش السوداني، بغرض هزيمة وسحق الحركة الشعبية الأم.
غير أن سذاجة هذا الافتراض وضحت بعد أشهر قلائل من توقيع إعلان فراكفورت. فقد تواصلت انتصارات الحركة الشعبية الأم على الجيش السوداني والفصيل المنشق، وتواصل سقوط المدن والحاميات في يدها.
5
أرغمت تلك الهزائم المتواصلة حكومةَ البشير على العودة إلى فكرة التفاوض المباشر مع الحركة الشعبية الأم. كما ذكرنا أعلاه فقد تعاملت الحكومة السودانية بارتباكٍ كبير مع طلبها لوساطة إثيوبيا التي سعت إليها ثم طلبت من الحكومة الإثيوبية تأجيلها. لذا فقد قررت حكومة البشير البحث عن وسيطٍ جديد.
قام الرئيس البشير بالسفر إلى أبوجا حيث التقى إبراهيم بابنجيدا رئيس جمهورية نيجيريا خلال مؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية، وطلب منه وساطة نيجيريا لحل النزاع في السودان.
كانت الحكومة السودانية تعتقد أن نيجيريا التي واجهت محاولة انفصال إقليم بيافرا وهزمتها في ستينيات القرن الماضي ستكون أكثر تعاطفاً مع السودان الذي يواجه وضعاً مماثلاً في الجنوب. كما أن هناك أوجه شبهٍ كثيرة، حسب رؤية الحكومة السودانية، بين نيجيريا والسودان في الشمال المسلم والجنوب المسيحي أو الوثني في كليهما، والذي نتج عنه قيام نظامٍ فيدرالي في نيجيريا له تجربة ثريّة وناجحة في قضايا اقتسام السلطة والثروة بين الإقليم والمركز. كما أن تولّي السيد بابنجيدا رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية ذاك العام كان سيعطي وساطته السلطة القانونية والسياسية والمعنوية المطلوبة للنجاح.
6
استجابت الحكومة النيجيرية لذلك الطلب وبسرعةٍ واهتمامٍ بالغين. بدأت المفاوضات في أبوجا في الأسبوع الأخير من شهر مايو عام 1992، بعد أربعة أشهر من إعلان فرانكفورت. وقد شاركت في المفاوضات التي بدأت في يوم 26 مايو ثلاثة وفودٍ مثّلت الحكومة السودانية، والحركة الشعبية الأم، وفصيل الناصر المنشق.
بدأت الخلافات منذ الساعات الأولى للاجتماعات عندما طالب وفد فصيل الناصر بإضافة حق تقرير المصير إلى الأجندة التي لم تشمل ذلك البند. اعترض الوفد الحكومي على ذلك بحجة أنه لم يكن هناك اتفاق على تضمين ذلك البند في الأجندة. أشار فصيل الناصر إلى إعلان فرانكفورت الذي منح شعب جنوب السودان حق تقرير المصير كما ناقشنا أعلاه. فوجئت الحكومة النيجيرية بذلك الإعلان لإنها لم تكن على درايةٍ به وبخلفياته. دار جدلٌ قانونيٌ حول إلزامية الإعلان، وأشار وفد حكومة البشير إلى أن الحركة الشعبية الأم ليست طرفاً في إعلان فرانكفورت، وعليه لا يمكن أن يكون جزءاً من أجندة المفاوضات. وتواصل ذلك الجدل العبثي في هذه المسألة طيلة اليوم الأول للمفاوضات.
7
مثّل حق تقرير المصير النقطة الجامعة لوفدي الحركة الشعبية - الأم وفصيل الناصر - إذ سرعان ما أعلنا أنهما قد توحّدا في وفدٍ واحد حول برنامجٍ تفاوضي مشترك مبنيٍ على حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان. كان ذلك الإعلان خبراً مفاجئاً وغير متوقّع وغير سار لوفد حكومة البشير الذي رهن تحركه واستراتيجيته التفاوضية على الانقسام داخل الحركة الشعبية. حاول الوفد التنصّل من حق تقرير المصير وأشار إلى أن حكومة السودان وقّعت على إعلان فرانكفورت مع فصيل الناصر، وبما أن هذا الفصيل لم يعد له وجودٌ قانونيٌ منفصل في المفاوضات فهي في حلٍّ من إعلان فرانكفورت. كان واضحاً أن حكومة البشير قد أحست بورطة منح شعب جنوب السودان حق تقرير المصير في فرانكفورت، ورأت في مفاوضات أبوجا فرصةً للتنصل منه وفتح ملف الفيدرالية الذي طبّقته نيجيريا بنجاح في قضية بيافرا.
8
أغضب ذلك التصرف المرتبك تجاه إعلان فرانكفورت من وفد حكومة البشير الوسيطَ النيجيري الذي كان قد وصل إلى قناعة، بعد متابعته لهذا النقاش المدهش، أن وفد حكومة البشير تنقصه الجدية ويفتقر إلى التفاوض بحسن نية. فقد أخفى عنها إعلان فرانكفورت، ثم عاد ليعترف به ويعلن في نفس الوقت أنه غير مُلزمٍ به.
بعد جولاتٍ أخرى من التفاوض المتعثّر قررت نيجيريا غسل يديها من الوساطة بين الوفدين، وأعلنت نهاية جهدها وإغلاق باب وساطتها. وهكذا انتهى فصل مفاوضات أبوجا من حيث بدأ بسبب ارتباك وتخبط حكومة البشير قي موقفها من حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان وإعلان فرانكفورت الذي كانت قد وقّعت عليه قبل أشهر قليلة.
9
في تلك الأثناء تواصلت الحرب في جنوب السودان وتواصلت هزائم الجيش السوداني وحلفائه في الفصيل المنشق. حاولت حكومة البشير بعد أشهر قلائل إعادة الحياة إلى مفاوضات أبوجا، لكن نيجيريا، بعد انتهاء دورة الرئيس بابنجيدا، لم يعد لديها الحماس لفتح ملف مفاوضات أبوجا، خصوصا بعد اقتناعها التام بعدم جدية حكومة السودان. عليه فلم يعد لحكومة البشير خيار غير العودة إلى جيرانها في شرق أفريقيا وطلب وساطتهم مرةً ثانية، وبإلحاحٍ شديدٍ هذه المرة .
10
انعقد في نهاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر عام 1993 في مدينة أديس أبابا اجتماع رؤساء دول وحكومات منظمة إيقاد. التقى الرئيس البشير برئيس وزراء إثيوبيا وقتها ميليس زيناوي وطلب منه فتح ملف وساطة إثيوبيا. قفز إلى ذهن ميليس زيناوي تجربته السابقة مع حكومة البشير في مسألة طلب التفاوض مع الحركة الشعبية، لذا اقترح أن تقود الوساطة منظمة الإيقاد وليس إثيوبيا لأن ذلك، حسب رأيه، سوف يعطي الوساطة وزناً أكبر. رحب الرئيس السوداني بهذا التعديل وطلب من بقية دول الإيقاد الوساطة، بعد أن اجتمع منفرداً بكلٍ من رؤسائها وناقش ذلك الطلب معه.
وافقت دول الإيقاد على القيام بالوساطة في النزاع السوداني بناءً على طلب الرئيس البشير، وفوّضت لجنة رباعية تكوّنت من كينيا ويوغندا وإثيوبيا وإريتريا للقيام بهذا الدور. اتفقت هذه الدول أن تكون كينيا مقراً لوساطة الإيقاد، وأن يشرف عليها رئيس جمهورية كينيا السيد دانيال أراب موي بنفسه.
11
سوف نناقش في المقال القادم (وهو المقال الأخير في هذه السلسلة من المقالات) بداية وتعثر مفاوضات الإيقاد، وانسحاب وفد حكومة البشير من المفاوضات بعد كيل الاتهامات للإيقاد بتجاوز صلاحياتها، ثم عودة نظام البشير طائعاً مختاراً لوساطة الإيقاد بعد أعوامٍ من النقد الحاد والهجوم القاسي عليها. وسوف يعكس المقال أوجه الشبه في الارتباك والتخبط من جانب حكومة البشير في مفاوضات قضية الجنوب، تماماً مثلما يحدث الآن بواسطة حكومة البرهان في وساطة الإيقاد في مشكلة حرب السودان، فاللاعبون هم نفس اللاعبين في الحالتين.
*رئيس مجلس جامعة الخرطوم
Salmanmasalman@gmail.com
www.salmanmasalman.org
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحکومة السودانیة مع الحرکة الشعبیة الحرکة الإسلامیة حکومة السودان فی السودان الحرب فی
إقرأ أيضاً:
منظمة حقوقية تدين استهداف جيش الاحتلال المباشر للأطباء في جنوب لبنان
أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بشدة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق العاملين الطبيين والإغاثيين والأطباء في لبنان، بما في ذلك استهدافهم المباشر والمنهجي بصفتهم المهنية، وخاصة أثناء قيامهم بأداء واجباتهم الإنسانية، مؤكدًا أن هذه الأفعال تمثل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني الذي يكفل حماية خاصة للعاملين في المجالات الإنسانية والطبية أثناء النزاعات المسلحة.
وقال المرصد الأورومتوسّطي، في بيان له اليوم السبت أرسل نسخة منه لـ "عربي21": إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ هجمات مباشرة ضد فرق الإنقاذ والإسعاف في لبنان، كان آخرها يوم أمس الجمعة، حيث قُتل خمسة مسعفين، ليرتفع العدد الإجمالي للمسعفين الذين قُتلوا منذ بدء العدوان على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين أوّل 2023 إلى ما لا يقل عن 219 مسعفًا.
وفي مساء اليوم نفسه، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات عنيفة على قضاء بعلبك، حيث استهدفت إحدى هذه الغارات منزل مدير مستشفى "دار الأمل الجامعي"، الطبيب "علي علّام"، في دورس قضاء بعلبك، قرب المستشفى، ما أدّى إلى مقتله مع عدد من الأشخاص من بينهم الطبيب "علي دياب"، فيما ما تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرّة.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ الاعتداءات الإسرائيليّة على الهيئات الصحيّة تعدّت 200 اعتداء، حيث طالت 55 مستشفى، استهدف 36 منها بشكل مباشر، ما أدّى إلى إقفال 8 منها بشكل قسريّ، فيما ارتفع عدد القتلى من العاملين في القطاع الصحّي إلى ما يزيد عن 14 فرد من أفراد الخدمة الطبيّة.
وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ هذه الاعتداءات تشكّل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدّولي الإنساني الذي يخصّص حماية خاصّة للوحدات الطبيّة المخصّصة لأغراض طبيّة وينص على وجوب احترامها وحمايتها في جميع الأحوال. كما تنص اتفاقيات جنيف وبروتوكوليها الإضافيين على وجوب احترام وحماية الأطباء وأفراد الخدمات الطبيّة، فإضافةً إلى كونهم مدنيين، فهم يتمتعون بحماية خاصّة خلال النزاعات المسلّحة نظراً إلى دقّة وخطورة عملهم خلال الحروب. أي هجمات متعمّدة ضدّ العاملين في مجال الرّعاية أو استهداف المنشآت الصحية تعد جريمة حرب عملًا بالمادّة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ودعا المرصد الأورومتوسّطي المجتمع الدّولي إلى إلزام إسرائيل بوقف الجرائم الإسرائيلية ضد أفراد الخدمات الطبيّة والأطباء والمسعفين والأعيان الطبية، وضمان حمايتهم في كل الأوقات وتمكينهم من أداء عملهم، وفرض العقوبات الفعّالة على إسرائيل، بما في ذلك فرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إليها، ووقف كافة أشكال الدعم السياسي والاقتصادي المقدمة إليها، وتنفيذ التزاماتهم القانونية بإلقاء القبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع بأول فرصة ممكنة بعد أن أصدرت المحكمة الجنائيّة الدّوليّة بحقهم أوامر قبض بتهمة ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حروب إبادة على غزة ولبنان، أسفرت عن أكثر من 165 ألف قتيل وجريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وكوارث إنسانية غير مسبوقة.
وتشن إسرائيل عدوانا بريا وجويا موسعا على لبنان، منذ سبتمبر / أيلول الماضي، بعد عام من اشتباكات محدودة مع فصائل مسلحة، أبرزها "حزب الله"، وذلك على وقع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و558 قتيلا و15 ألفا و123 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح.
فيما خلفت الحرب على غزة أكثر من 148 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
إقرأ أيضا: شهداء بقصف عنيف على بيروت وشاطئ صور.. وحزب الله يواصل عملياته