«العرفج» يستطلع آراء متابعيه حول تخصيص يومًا عالميًا للتفاعل معه
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
نشر عامل المعرفة أحمد العرفج استطلاعًا عبر حسابه بمنصة «إكس» حول تبني فكرة مطروحة من أحد الكتاب بأن يكون هناك يوم عالميًا للتفاعل معه على غرار يوم الحب ويوم المعلم وغيرها من الأيام الأخرى التي يتم الاحتفاء بها عالميا.
وطلب العرفج، عبر حسابه بمنصة (إكس) آراء متابعيه في الاقتراح بأن يكون يوم العشرين من فبراير من كل عام هو «#اليوم_العالمي_للتفاعل_مع_العرفج».
وتفاعل متابعو العرفج، مع مقترحه فذكر أحدهم بأن يوم التفاعل مع العرفج يعني الإيجابية ، السعادة ، الحب ، العمل ، الهمة ، الحيوية.
وأبدى تفاعل أخر ترحيبه بالفكرة قائلا: يكون يوم العرفج جميلا وفخما، كذلك أعلن متابعه «مهند شوقي» دعمه للفكرة، فيما أضافت ريما: كلمات الشكر لا تفيه حقه وأبسط ما نفعله أن نحتفي بما قاله وتعلمناه منه
وعرف عامل المعرفة أحمد العرفج، بالدعوة إلى ترسيخ القيم الإيجابية والترويج لها وتشجيع الأفكار التي ترقى بمكانة الإنسان وتشجع العمل على تطوير الذات وله العديد من الحلقات التلفزيونية والمقالات التي تؤكد على مبادراتها، فضلا عن كثير من المتابعين له إعلاميا وعلى مواقع التواصل.
كذلك قدم العرفج إلى المكتبة العربية العديد من الكتب والمؤلفات الهامة في سياق دعوته إلى تعزيز الإيجابية والتغلب على أية سلبيات، ومنها كتب: «اصْطِخَاب المُفردات، يوميات مع الأزواج والزوجات، يوميات مع المشي والخطوات، كيف نستثمر قوة العقل الباطن» وغيرها من الكتب والمؤلفات.
يذكر أن لقب عامل المعرفة، يطلق على الأشخاص أصحاب الأدواء البناءة في المجتمعات كونهم موردا معرفيا مهما في تمكين المؤسسات لثورة معلوماتية ومعرفية، مع التركيز على الإيجابية التي تدعم عملية الإنتاج ومركز القوة في التحول نحو مجتمع معرفي قائم على الابتكار والإبداع.
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
متى يكون للحياة طعم؟
إسماعيل بن شهاب البلوشي
كثيرون هم الذين يسألون أنفسهم: متى يكون للحياة طعم؟ كيف نحيا ونشعر بلذة السعادة والراحة؟
لكن الأجوبة تختلف، والمواقف تتباين، تبعًا لطبيعة نظرة الإنسان إلى السعادة وسبل الوصول إليها. هناك من يرى أنَّ الحياة الطيبة مرهونة بالجلوس في المقاهي الفاخرة، أو بالسفر إلى البلدان البعيدة، أو بالعيش في أماكن راقية تزينها مظاهر الرفاهية. غير أن قليلًا منهم من يفكر كيف يصل إلى ذلك، كيف يجتهد، كيف يتعب، كيف يصنع لنفسه مقعدًا بين الناجحين، قبل أن يُطالب نفسه بثمار لم يزرعها.
إنّ للحياة طعمًا خاصًا لا يُدركه إلّا أولئك الذين عرفوا قيمة الجهد والتعب، الذين مرُّوا بمحطات الكد والسعي، وذاقوا مرارة الصبر قبل أن يتذوقوا حلاوة الراحة. هؤلاء حين يجلسون أخيرًا على مقاعد الراحة، لا يجلسون بأجسادهم فقط، بل تجلس أرواحهم قريرة مطمئنة، لأنهم يعرفون أنَّ ما وصلوا إليه لم يكن مصادفة ولا صدقة، بل كان نتاج سعيهم، ونصب أعينهم هدف رسموه بعقولهم وسقوه بعرقهم.
وعلى الضفة الأخرى، تجد أولئك الذين لم يبذلوا جهدًا حقيقيًا، لكنهم لا يكفون عن الشكوى واللوم. يعتقدون أنَّ سعادة الدنيا قد سُرقت منهم، وأن أيدي الآخرين قد اختطفت نصيبهم في متعة الحياة. ينسون- أو يتناسون- أنَّ السعادة لا تُهدى؛ بل تُنتزع انتزاعًا بالجد والاجتهاد. ينسون أن لحياة الطيبين المطمئنين أسرارًا، أولها أنهم لم يتكئوا على الأماني، ولم يحلموا بأطياف الراحة قبل أن تبلل جباههم عرق الاجتهاد.
ليس المطلوب أن يعادي الإنسان الراحة، ولا أن يرفض الجلوس في مكان جميل، ولا أن يمتنع عن السفر، ولكن المطلوب أن يعرف أن لكل متعة ثمنًا، وأن لكل راحة طريقًا.
الطريق إلى السعادة الحقة ليس معبّدًا بالكسل ولا مفروشًا بالاعتماد على الحظ أو الاتكالية على الآخرين، بل هو طريق طويل ربما ملأه التعب والسهر، وربما اختلط بالدموع والألم، لكنه الطريق الوحيد الذي يجعل للراحة طعمًا، وللحياة لونًا، وللسعادة معنى.
الحياة الحقيقية لا تطعم بالفراغ ولا تثمر بالركون إلى الأماني. متعة القهوة في المكان الراقي، ومتعة السفر، ومتعة الجلوس في الحدائق الجميلة، ليست في ذاتها، بل في الإحساس أنك وصلت إليها بجهدك، واستحققتها بكدك. حينها تصبح لكل رشفة طعم، ولكل لحظة لون، ولكل مكان ذاكرة تحمل عطر العناء الجميل.
هنا، يقف شخصان متقابلان؛ أحدهما عاشر التعب، وأرهقه السعي، فذاق الراحة بعد معاناة فكانت أطيب ما تذوق. والآخر ظل ينتظر السعادة تأتيه بلا عناء، فمات قلبه بالشكوى قبل أن تقترب إليه.
ما أجمل الحياة حين نحياها بالكد والعزم! وما أطيب طعمها حين ندرك أن اللذة الحقيقية ليست في المال الكثير ولا في الجاه العريض، بل في الرضا عن الذات، والشعور بأنك بذلت ما بوسعك، وقابلت النتائج بابتسامة الرضا لا تأفف الحاسد ولا حسرة المتكاسل.
فمتى يكون للحياة طعم؟
يكون لها طعم عندما نتذوق التعب ونحوله إلى لذة، ونحمل همّ الطريق ونتخذه رفيقًا لا عدوًا. يكون للحياة طعمًا حين نحيا بشغف، ونحب عملنا، ونسعى وراء أحلامنا مهما كانت بعيدة، وحين نصنع من كل يوم طوبة نبني بها صرح سعادتنا.
الحياة، في حقيقتها، ليست مجرد أيام تمضي، ولا متعٍ تُشترى. إنها قصة تُكتب بالتعب، وتُزيَّن بالأمل، وتُختم براحة الضمير وطمأنينة القلب.
حين نفهم هذه الحقيقة، ندرك أن طعم الحياة لا يُعطى هبةً، بل يُصنع بيدين متعبتين، وقلب مؤمن، ونفس طامحة لا تلين ولا تستسلم.
رابط مختصر