فى ذكرى وفاته.. الأزهر يقدم معلومات هامة عن شيخ المالكية أحمد طه ريان
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أحيا مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ذكرى وفاة الدكتور أحمد طه ريان شيخ السادة المالكية في الديار المصرية، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اليوم السبت .
ولد الإمام العَلَم فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد طه ريان في العاشر من فبراير لعام 1939م بقرية الغربى قمولا بمركز القرنة - محافظة الأقصر.
نشأ في بيت علم وصلاح، وحفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، ثم حصل على الشهادة الابتدائية من معهد «بلصفورة الديني»، وعلى الشهادة الثانوية من معهد «قنا الديني الأزهري»، وتربى على المعاني الصوفية والإيمانية الراقية في مجالس الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم، والإمام عبد الحليم محمود - شيخ الأزهر الأسبق، الملقب بـ «الإمام الزاهد».
التحق ريان بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وتخرج فيها بتفوق، وحصل منها على درجة الماجستير عام 1968م، ثم على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى في الفقه المقارن عام 1973م، ثم على درجة الأستاذية عام 1985م.
تولى عمادة كلية الشريعة والقانون بأسيوط عام 1982م لمدة عام واحد، ورئاسة قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة منذ عام 2001م وحتى عام 2004م.
تولى عضوية اللجنة العلمية للترقية لدرجة أستاذ، والتي نظرت في ترقية أعضاء سبعة عشر قسمًا للفقه المقارن على مستوى جامعة الأزهر، وكان عدد أعضائها سبعة أعضاء فقط.
اختير فضيلته عضوًا بهيئة كبار العلماء في تشكيلها الأول حين عودتها عام 2012م.
تلقى الإمام منذ حداثة سِنِّه علوم المذهب المالكي، ودرس أصوله، وفروعه، وتصانيفه، حتى برع فيه، وصنَّف، وشرح أمهات كتبه في حلقات علمية ممتدة، وأتاه طلاب المذهب من أقطار الأرض يجلسون بين يديه، ويتلقون العلم عنه.
بلغت مكانة الدكتور ريان في مذهب الإمام مالك رحمه الله أن كان شيخَ السادة المالكية في الديار المصرية.
كان للإمام الدكتور ريان مكانة مرموقة في العالم الإسلامي كله، وجولات علمية وتدريسية في دول عديدة، فقد أعير إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ عام 1976م وحتى عام 1981م، وإلى جامعة أم القرى بقسم الدراسات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية منذ عام 1985م وحتى عام 1991م، وإلى جامعة الأحقاف بحضر موت - الجمهورية اليمنية؛ حيث تولى بها عمادة كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية، بالإضافة إلى منصب نائب رئيس الجامعة لمدة عامين، كما شغل منصب وكيل كلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي- دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقام بالتحكيم للترقية من درجة أستاذ مساعد إلى مشارك، ومن أستاذ مشارك إلى درجة أستاذ لعدد من الجامعات، منها: جامعة الكويت، وجامعة الملك سعود بالرياض، وجامعة إربد الأهلية بالأردن.
وبالتحكيم لصلاحية النشر في عدد من المؤسسات العلمية والبحثية، منها: مجلة أوقاف الكويت، ومجلة كلية الشريعة بالكويت، ومجلة أم القرى بمكة المكرمة، ومجلة المسلم المعاصر بالرياض، ودار البحوث بدبي.
قام بزيارات علمية لبلدان عديدة منها: تونس، والأردن، وبنجلاديش، وباكستان، وأوزبكستان، وبريطانيا.
وزار الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة دورات شرعية في المراكز الإسلامية لسبع ولايات أمريكية، وللاشتراك في تأسيس مجمع فقهي كبير، تحت مُسمَّى: «مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا الشمالية».
وشارك في أعمال مجمع فقهاء الشريعة الذي عُقد في العاصمة الدنماركية «كوبنهاجن» لأول مرة بعد تأسيسه.
واشترك من خلال دار البحوث للتراث والدرسات الإسلامية بدبي في لجنتها الاستشارية لوضع قواعد التدليل على الفروع الفقهية للمذهب المالكي، وفي تقييم برنامج جامعة الكويت لوضع قواعد إنشاء درجة الدكتوراه في الفقه والأصول بكلية الشريعة والدرسات الإسلامية هناك.
وللإمام جهود علمية وفقهية كبيرة وكثيرة، فقد ترأس لجنة موسوعة الفقه الإسلامي التابعة لوزارة الأوقاف المصرية، والتي كانت تسمى «موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامي» منذ عام 2000م، وحتى عام 2004م.
وتولى الإشراف على أكثر من مائة رسالة ماجستير ودكتوراه.
له أعمال علمية منشورة عديدة، منها:
- المسكرات في الشريعة الإسلامية: آثارها وعلاجها.
- المخدرات بين الطب والفقه.
- تعدد الزوجات ومعيار العدل بينهن في الشريعة الإسلامية.
- سنن الفطرة بين المحدثين والفقهاء.
- ملامح من حياة الفقيه المحدث الإمام مالك بن أنس.
- ضوابط الاجتهاد والفتوى.
- هكذا تهدم معالم الإسلام، وهو نقض لكتاب حسين أحمد أمين الاجتهاد حق أم واجب.
- رخصة الفطر في صيام رمضان.
- بحث مطول في المعادلة بين المساواة والقوامة بين الرجال والنساء بمجلة الأمن والقانون التي تصدرها كلية شرطة دبي.
- بحث الذبائح في الحج: مصادرها ومصارفها في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- تذكرة الأحباب في بيان فتنة المال.
- المدخل الوجيز في التعريف بمذهب إمام أهل الفقه والحديث مالك بن أنس.
- فقهاء المذهب المالكي.
- الحكم الأدبية مما حفلت به النهايات الذهبية لكتب المالكية.
إضافةً لتراث فقهي صوتي ضخم لدى إذاعة القرآن الكريم عبر برنامجها الرائد «بريد الإسلام».
وعلى المستوى الإنساني كان الإمام رحمه الله حسن الخلق، كريم المعشر، لطيف الطبع، سخي النفس، زاهدًا، ورعًا، متواضعًا، عفَّ اللسان، يتخير من الكلام أهذبه، ويداعب طلابه، ويبش إليهم، ويترفق بهم.
وبعد حياة علمٍ وعملٍ وعبادةٍ وصلاحٍ انتقل الإمام الجليل إلى جوار ربه في السابع عشر من شهر فبراير لعام 2021م؛ متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، عن عمر ناهز اثنين وثمانين عامًا، رحمه الله رحمة واسعة، وتقبّله في الشُّهداء، وحشره في زُمرة الصِّدِّقين والأنبياء.
وقد نعاه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بكلمات بلغية مؤثرة قال فيها:
رَحِمَ الله أخي العزيز وزميلي الفاضل، رفيقَ رحلة التعلم والدراسة، أ.د. أحمد طه ريان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بأسيوط، وأستاذ الفقه المالكي بالأزهر الشريف، الذي عاش عالمًا جليلًا، ودارسًا مُدققًا، وسمحًا كريمًا معطاءً بين طلابه وتلاميذه.
فقد كان -رحمه الله- في دفاعه عن الشريعة يَصدَعُ بما يُؤمن به، ولا يخشى في قول الحق لومةَ لائم، عاش -رحمه الله- ومات في مكتبته، وأثرى المكتبة الأزهرية بالمؤلفات والأبحاث العلمية في الفقه والأصول والحديث الشريف.
وإن الأزهر ليفتقد بافتقاد فضيلته رُكنًا أصيلًا من أركان الفقه المالكي والتشريع بأروقة الأزهر الشريف وقاعات الدرس والبحث العلمي في كليات الشريعة والقانون في جامعة الأزهر.
وإني مع زملائي في هيئة كبار العلماء وأساتذة الأزهر الشريف لنحتسبه عند الله، ونعتصم بالصبر الجميل على قضائه وقدره، سائلين المولى -سبحانه وتعالى- أن يتقبَّله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يبارك في أهله وذريته ويلهمهم وتلاميذه ومُريديه الصبر والرضا بالقضاء والقدر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية کلیة الشریعة والقانون بکلیة الشریعة الأزهر الشریف کبار العلماء رحمه الله وحتى عام منذ عام
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يبحث تعزيز الدعم العلمي والدعوي مع وزير الأمن البوركيني
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الخميس بمشيخة الأزهر، ماهاما دوسانا وزير الأمن البوركيني، لبحث سبل تعزيز الدعم الأزهري المقدم لأبناء بوركينا فاسو.
ورحَّب الإمام الأكبر بالوزير البوركيني في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا متانة العلاقات التي تربط الأزهر ببوركينا فاسو، والتي لعب الطلاب الوافدين دورًا مهمًّا في تقدمها وتطورها، مشيرًا إلى أن الأزهر يدرس به 805 طلالب وطالبات من بوركينا فاسو في مختلف المراحل التعليمية، منهم 235 على منح أزهرية؛ حيث يخصص الأزهر 25 منحة سنويًّا لأبناء بوركينا فاسو للدراسة في معاهده وجامعته العريقة، كما أن هناك 27 مبتعثًا أزهريًّا متواجدين داخل بوركينا فاسو؛ لتدريس مختلف العلوم لأبناء المسلمين، إضافة إلى وجود معهد أزهري هناك، مضيفًا أن الأزهر الشريف يتعاون مع المؤسسات البوركينية لاعتماد شهادات عدد من المعاهد الأخرى بجانب الشهادة الأزهريّة.
مواجهة الجماعات المتطرفةمن جانبه، أعرب وزير الأمن البوركيني عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقدير بلاده لدور فضيلته في نشر قيم السلام العالمي، وما يقدِّمه الأزهر من مجهودات كبيرة لدعم الشعوب الإفريقية، وبخاصة أبناء بوركينا فاسو، مؤكدًا أن بوركينا فاسو تعول على الأزهر في مواجهة الجماعات المتطرفة التي تحاول التخفي خلف ستار الإسلام، من خلال تفنيد أفكار هذه الجماعات وبيان بطلان حجتها، وأيضًا من خلال خريجيه الذين يقومون بدور مهم في نشر الخطاب الوسطي وتصحيح المفاهيم لدى الشباب الذين يقعون في براثن الخطاب المتطرف، ويعودون بهم إلى الطريق الصحيح.
أكاديمية الأزهروأكَّد الوزير البوركيني تقدير بلاده لما يقدمه الأزهر من دعم كبير لأبناء بوركينا فاسو من خلال المنح الدراسية للطلاب، والمبعوثين الأزهريين المتواجدين في بروكينا فاسو واستضافة أئمة بوركينا فاسو للتدريب في أكاديمية الأزهر، كما قدم الشكر لشيخ الأزهر على مقترح مشروع مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية في بوركينا فاسو، الذي تم استعراضه خلال زيارة وزير الخارجية البوركيني لفضيلته خلال العام الماضي، مشيرًا إلى أنهم ماضون في إنشائه للاستفادة من جهود الأزهر ومناهجه ومعلميه، بما يلبِّى احتياجات الشعب البوركينى ويعزز قدراته فى مواجهة التحديات الداخلية.
وطلب وزير الأمن البوركيني من الإمام الأكبر تخصيص بعض المنح الدراسية لأبناء بوركينا فاسو لدراسة الطب والصيدلة والهندسة وغيرها من التخصصات العمليَّة في جامعة الأزهر.
ورحب شيخ الأزهر بذلك، موجهًا قيادات جامعة الأزهر بدراسته وإنجازه في أقرب وقت ممكن، كما طلب فضيلته تقديم قائمة بأسماء أبناء بوركينا فاسو من خريجي الأزهر حتى يتسنَّى للبلد الاستفادة منهم والاستعانة بهم في نهضة مجتمعاتهم.