بقلم : حسن ابوزينب عمر
قل للذين يوزعون الظلم باسم الله في الطرقات
ان الله في نار الدموع
وفي صفوف الخبز والعربات والأسواق
والغرف الدمار
البحر... يا صوت النساء الأمهات
القحط ...يا صمت الرجال الأمهات
الله حي لا يموت
الصادق الرضي
بقلم: حسن ابوزينب عمر
بانزلاق شبكة الاتصالات في مستنقع الحرب القميئة اللعينة الكارثية التي اجمع السودانيون على تسميتها (الحرب العبثية) تخرج المواجهات العشوائية من حوش تمزيق اللحم الى مرحلة طحن العظم .
(2)
الآن أمامنا لوحة مشوهة ممزقة ملقية بطول البلاد وعرضها فالعاصمة المثلثة لم تعد كما صدح بها سيد خليفة ( جنة رضوان) ولا النيل القديم ياهو يانا ولم يعد ( يلمع في الظلام سيفا مجوهرا بالنجوم من غير نظام) كما ترنم صلاح أحمد إبراهيم ..كل ذلك أصبح نسيا منسيا وشيئا من خمط وشيء من سدر قليل ..تشتت كل هذا في المرافئ وفي صمت الخراب بعد أن تحالف عليها القصف العشوائي الجوي والأرضي وتركها أشبه بمدينة هيروشيما بعد أن انقض عليها عميد طيار بول تيبيتس في 6 أغسطس 1945 وجعلها قاعا صفصفا .
(3)
الدلائل والشواهد على الكارثة غير المسبوقة والتي كانت خارج حوش كل التوقعات لا تحصى ولا تعد كما يقول التقرير المدعوم بالأرقام والاحصائيات فالحرب بين الجيش والدعم السريع التي توقع أكثر المتشائمين أن لا يتجاوزعمرها أكثر من ثلاثة أيام أكملت أمس السبت 303 يوما بالتمام والكمال مخلفة 13 ألف قتيل و10 ملايين نازح ودمارا هائلا في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وخسائر اقتصادية قدرت بنحو 120 مليار دولار.
* أكثر من 20 مليون طفل يدفعون ثمنا باهظا للتدهور الأمني في معظم مناطق البلاد وفقا لمنظمة اليونسيف.
(4)
* تعرضت أكثر من 300 منشأة تاريخية وحيوية في الخرطوم ومدني ودارفور وكردفان لدمار شامل أو جزئي، كما فقد مئات الآلاف من سكان الخرطوم القدرة على العيش في منازلهم إما بسبب ما لحق بها من دمار كلي أو جزئي جعلها عرضة للخطر.
* دمرت الحرب عشرات الآلاف من منازل سكان الخرطوم والمئات من المنشآت المدنية الحيوية والتاريخية بما في ذلك جسورا ومتاحف ومنشآت بنية تحتية ومباني وزارات وبنوكا وجامعات وغيرها. إضافة إلى القصر الجمهوري الذي يبلغ عمره أكثر من 190 عاما، فقد تعرضت أجزاء كبيرة من مطار الخرطوم الدولي والقيادة العامة للجيش السوداني في وسط العاصمة الخرطوم لدمار هائل أيضا.
(5)
* 500 الى 600 مليون دولار يوميا تقديرات الخبراء للخسائر الاقتصادية الشهرية للحرب . وتشمل تلك التقديرات خسائر المجهود الحربي والدمار الذي يلحق بالبنية التحتية والمنشآت العامة وبيوت وأملاك المواطنين والمصانع والأسواق
* 20 % من الرصيد الرأسمالي للبنية الاقتصادية التحتية المقدر بنحو 550 مليار دولار تعرضت للجرف كما أن الناتج المحلي البالغ 36 مليار دولار سيتراجع 20 % .
* 120 مليار دولار خسائر الرصيد للبنية الاقتصادية وتلك الناجمة عن انكماش الناتج المحلي حتى الآن والحبل على الجرار.
(6)
* مليار دولار حجم الإنفاق العسكري الشهري للحرب.
* 70 % من الإنتاج الصناعي توقف بعد الأضرار الكلية والجزئية التي لحقت بأكثر من 400 مصنع في الخرطوم وحدها.
* 80 % من المشاريع الزراعية الكبرى والصغرى مهددة بالتوقف بسبب وجودها في مناطق عمليات عسكرية مما سيؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي في البلاد بشكل كبير إذا لم يتم الوصول الى حل ينهي الحرب.
* 45 تريليون جنيه تآكل موجودات البنوك السودانية المقدرة بنحو 45 تريليون جنيه بمقدار النصف بعد أن فقدت العملة الوطنية أكثر من 50 في المئة من قيمتها خلال الفترة الأخيرة .
(7)
* 70 % من فروع البنوك العاملة خرجت من الخدمة في البلاد.
* 25 مليون سوداني أي نحو 65 % من السكان البالغ عددهم 42 مليون نسمة باتوا بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة بحسب تقارير الأمم المتحدة.
* 8 ملايين من العاملين في القطاعين الحكومي والخاص والأعمال اليومية البسيطة فقدوا وظائفهم بالفعل أو انقطعت رواتبهم لشهور لشهور طويلة.
* 60 % من مناطق السودان تواجه شحا حادا في إمدادات المياه والكهرباء.
* 600 مصنع منها أكثر من 400 في الخرطوم وحدها توقفت عن الإنتاج بسبب تعرضها للتدمير والنهب إضافة إلى انقطاع سلاسل الإمداد.
(8)
* 70% من المستشفيات الموجودة في البلاد خرجت عن الخدمة .
* 19 مليون طالب انقطعوا في المدارس والجامعات السودانية عن الدراسة.
* 80 % من 160 جامعة وكلية متخصصة في البلاد تعرضت لأضرار كلية وجزئية. هذه الملايين والمليارات من الدولارات والتريليونات من الجنيهات كانت كفيلة بالقفز بالسودان الى مصاف الدول الكبرى اذا تم استثمارها لتطوير مواردنا الزراعية والحيوانية والمعدنية .. كانت كفيلة بحل أزمة مياه بورتسودان المستفحلة وكهربة كل مشاريعنا ومدننا والارتقاء بقطاعات الصحة والتعليم في البوادي المنسية في طريق الرفاهية والاستقرار ولكن ماذا نقول سوى ما قاله نزار قباني بعد فضيحة حرب حزيران (كان بوسع بترولنا الدافق في الصحراء أن يستحيل خنجرا من لهب ونار.. لكنه وأ حسرة الاشراف من قريش .. وحسرة الاشراف من أوس ومن نزار يراق تحت أرجل الجواري) .
(9)
الخلاصة ان ما حدث للسودان من نكبات وكوارث ورائه عسكر تباروا في تدمير السودان منذ أن تخلى عبود عن حلايب مقابل دراهم معدودات كانت قاصرة حتى لتغطية متطلبات تهجير سكان حلفا فتم استكمال الناقص من ميزانية الحكومة السودانية ومرورا بنميري الذي سددت مشاريعه العشوائية غير المدروسة الخاصة بالتأميم ضربة قاضية للاقتصاد كما حدث لاحقا للرئيس روبرت موجابي في زيمبابوي وليس انتهاءا بالبشير (الأب الروحي) للفساد الممنهج في السودان ثم جاء البرهان الذي تولى رعاية (الشيطان) حميدتي حتى استقوي على جيش الدولة قبل أن يطلقه كلبا (سعرانا) ينهش في جسد الوطن .. لن يستقيم الظل والعود أعوج .. الجيش خط أحمر ورسالته ودوره الطبيعي في الثكنات وليس دهاليز السياسة.. ينسحب هذا أيضا على الإدارة الأهلية التي تركت مهمتها في فض النزاعات الأهلية وتفرغت للقاء السفراء وممثلي الاتحاد الأوروبي.
(10)
السودان يعيش الآن في عزلة كبرى فالبرهان لم يترك بابا الا وطرقه ولا حجرا الا قلبه لإصدار قرار من المجتمع الدولي بشيطنة الدعم السريع واعتباره جماعة إرهابية ..لم يكترث له أحدا سيما فهو يحمل البطاقة الحمراء منذ انقلابه على حمدوك ..لكن الطامة الكبرى جائت في تقرير (طازة) قادم من أديس أباب يقول أنه تم ادراج القضية الفلسطينية في جدول أعمال قمة الاتحاد الأفريقي في الدورة السابعة والثلاثين المنعقدة في أديس اباب الأسبوع القادم وعدم ادراج ملف السودان رغم ان فلسطين ليست عضو الاتحاد الافريقي بل ليست في القارة الافريقية أصلا بعكس السودان أحد أبرز مؤسسي الاتحاد الأفريقي. ولا حول ولا قوة الا بالله .
oabuzinap@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ملیار دولار فی البلاد أکثر من
إقرأ أيضاً:
الجيش يهاجم الدعم السريع بعدة جبهات ويسعى للسيطرة على مركز الخرطوم
يواصل الجيش السوداني معاركه مع قوات الدعم السريع في عدة جبهات متفرقة حيث يسعى للسيطرة على مركز العاصمة الخرطوم، كما كثف هجماته الجوية على معاقل الدعم في الفاشر ويسعى للسيطرة على طرق رئيسية بولاية شمال كردفان، بعد أن حقق تقدما بولاية النيل الأبيض حيث توفي 100 شخص هناك بسبب وباء الكوليرا.
وتستمر المعارك بوتيرة متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ يسعى الجيش عبر محور وسط الخرطوم إلى السيطرة على مركز العاصمة، بما في ذلك القصر الرئاسي، ومرافق حكومية سيادية.
وفي ولاية شمال كردفان تدور مواجهات بين الجانبين ويسعى الجيش من خلالها للسيطرة على طرق رئيسية.
وجنوبا، تتواصل المعارك أيضا بولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق حيث أعلن الجيش سيطرته على مدن وبلدات تقع على الشريط الحدودي بين السودان وجنوب السودان.
وفي ولاية شمال دارفور، استهدفت قوات الدعم السريع بالمسيّرات مواقع بمدينة المالحة شمالي الولاية اليوم الأحد.
وفيما يتعلق بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قال الإعلام العسكري في بيان له "إن الطيران الحربي للجيش السوداني نفذ غارات جوية دقيقة، مستهدفا تجمعات العدو ـفي إشارة لقوات الدعم السريعـ بالمحور الشمالي الغربي مساء أمس مما كبّدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح".
إعلانوأضاف البيان أن مدينة الفاشر تشهد حالة من الاستقرار الأمني وأن القوات المسلحة تواصل تقدمها بثبات في جميع المحاور، وسط انهيار واضح في صفوف العدو وأن المعركة مستمرة حتى تحقيق النصر الكامل واستعادة أمن واستقرار البلاد وفقا للبيان".
وفي وقت سابق، قالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" إن مدرعات الفرقة السادسة مشاة بالفاشر "نفذت عملية عسكرية محكمة في المحور الشمالي الشرقي للمدينة، أسفرت عن تدمير عربة جرار محملة بالأسلحة والذخائر تابعة لمليشيا آل دقلو المتمردة، إضافة إلى تدمير 3 عربات لاندكروزر كانت تتولى حراستها، دون نجاة أي من العناصر التي كانت على متنها".
كما نقلت عن الفرقة السادسة مشاة قولها إن "الضربات المدفعية الثقيلة مستمرة بمعدل 4 حصص يوميا، بالتزامن مع حملات التمشيط والرمايات الدقيقة، مما أجبر عناصر المليشيا على الانسحاب الواسع من المدينة، بينما فر بعضهم سيرا على الأقدام نحو المناطق النائية".
وخلال هجمات قوات الدعم السريع في الولاية في 16 فبراير/شباط الماضي، أصابت قوات الدعم السريع محطة توليد الطاقة في ربك، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وتعطيل محطات المياه.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود وفاة نحو من 100 شخص بسبب وباء الكوليرا في غضون أسبوعين منذ بدء تفشي الوباء المنقول بالمياه في ولاية النيل الأبيض.
وقالت المنظمة، الخميس الماضي، إن 2700 شخص أصيبوا بالمرض منذ 20 فبراير/شباط، كما لقي 92 آخرون حتفهم.
وقالت المنظمة إن أهالي المنطقة اضطروا إلى الاعتماد بشكل أساسي على المياه التي يتم الحصول عليها من عربات تجرها الحمير، لأن مضخات المياه لم تعد تعمل.
وقالت مارتا كازورلا، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان "إن الهجمات على البنية التحتية الحيوية لها آثار ضارة طويلة الأمد على صحة المجتمعات الضعيفة".
إعلانوبلغ تفشي الكوليرا في الولاية ذروته بين 20 و24 فبراير/شباط الماضي، عندما هرع المرضى وأسرهم إلى مستشفى كوستي التعليمي، مما أدى إلى إرهاق المنشأة بما يتجاوز قدرتها.
ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، كان معظم المرضى يعانون من الجفاف الشديد، وقدمت المنظمة 25 طنا من المواد اللوجستية مثل الأَسِرة والخيام إلى كوستي للمساعدة في استيعاب المزيد من مرضى الكوليرا.
كما استجابت وزارة الصحة بولاية النيل الأبيض لتفشي المرض من خلال توفير إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة للمجتمع وحظر استخدام عربات الحمير لنقل المياه. كما أدار مسؤولو الصحة حملة تطعيم عندما بدأ تفشي المرض.
وقالت وزارة الصحة السودانية يوم الثلاثاء الماضي إن هناك 57 ألفا و135 حالة إصابة بالكوليرا، بما في ذلك 1506 حالات وفاة، في 12 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان.
وأعلنت وزارة الصحة رسميا تفشي الكوليرا في 12 أغسطس/آب من العام الماضي بعد الإبلاغ عن موجة جديدة من الحالات بدءًا من 22 يوليو/تموز من العام نفسه.
وانزلق السودان إلى الحرب منذ ما يقرب من عامين عندما تصاعدت التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقتلت الحرب في السودان ما لا يقل عن 20 ألف شخص، كما دفعت الحرب أكثر من 14 مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، ودفعت أجزاء من البلاد إلى المجاعة، وتسببت في تفشي الأمراض.