العملية المكثفة في رفح، قد تكون ضربة حاسمة للعلاقة المتدهورة بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي بدأ صبره ينفذ من إصرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتياهو، على مواصلة عملياته العسكرية في غزة.

هكذا تحدثت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، لافتة إلى أن بايدن يدرس التكلفة السياسية التي قد تترتب على الحفاظ على الوضع الراهن مع إسرائيل، بينما يتجه إلى معركة صعبة لإعادة انتخابه هذا الخريف، ربما ضد منافسه دونالد ترامب.

وبعد أيام فقط من وصف بايدن سلوك الرد الإسرائيلي على هجمات "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول بأنه "فوق القمة" (مبالغ فيه)، قدم الرئيس الأمريكي طلبا محددا وفوريا الإثنين، وقال إن العملية العسكرية المخطط لها في رفح "لا ينبغي أن تستمر"، دون "خطة ذات مصداقية، وذلك "لضمان عدم تعرض الأشخاص هناك للأذى".

وأضاف الرئيس أنهم "مكشوفون وضعفاء وبحاجة إلى الحماية."

ولجأ إلى رفح المدينة الواقعة على طول الحدود مع مصر نحو 1.5 مليون شخص (أكثر من نصف سكان غزة)، بحثاً عن ملاذ آمن، بعد أن أجبروا على ترك منازلهم، جراء العملية العسكرية في القطاع، والمستمرة منذ 134 يوما.

ولم يذكر بايدن تفاصيل العواقب، ولم يدين الهجوم المحتمل على رفح بعبارات صارخة، مثل حلفاء الولايات المتحدة مثل أستراليا وكندا ونيوزيلندا، الذين أصدر قادتهم بيانا مشتركا هذا الأسبوع حذروا فيه من أن العملية ستكون "كارثية".

اقرأ أيضاً

بعد مكالمة الـ40 دقيقة مع بايدن.. نتنياهو يجدد رفضه الاعتراف بالدولة الفلسطينية

لكنه أوضح الجمعة أن "توقعه" هو أن الإسرائيليين لن يقوموا بأي "غزو بري واسع النطاق"، بينما كانت المفاوضات بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار للسماح بالإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم "حماس" مستمرة.

وتشير هذه التصريحات الفظة إلى مصير رفح كنقطة تحول محتملة في العلاقة بين واشنطن والقدس، والصراع في الشرق الأوسط، وفق الصحيفة.

ووقف المسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك بايدن، باستمرار إلى جانب إسرائيل منذ بدء صراعها ضد "حماس"، لكن تسامحهم يؤدي بسرعة إلى تآكل نهج نتنياهو تجاهها، والأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وتقول وزارة الصحة في غزة، إن الغارات الإسرائيلية خلفت أكثر من 28 ألف شهيد، ونحو 70 ألف جريح، كما دمرت حوالي 80% من المنازل والمباني في شمال غزة.

وتحذر وكالات الأمم المتحدة من أن ربع سكان القطاع على الأقل معرضون لخطر المجاعة.

وضغطت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، والعمل مع السلطة الفلسطينية لصياغة خطة ما بعد الحرب، ومعالجة الاضطرابات المتفاقمة في الضفة الغربية، ولكن دون نجاح.

اقرأ أيضاً

ستريت جورنال: اقتراب اجتياح رفح يرفع علاقة بايدن ونتنياهو إلي نقطة الغليان

وكانت واشنطن تأمل وتتوقع أيضاً أن تكون إسرائيل قد حولت عملياتها الآن إلى استراتيجية أقل كثافة لمكافحة الإرهاب، ولكن فيما يتعلق برفح يبدو أنها تخطط لعكس ذلك تماماً.

وتعهد نتنياهو الأربعاء بـ"تحرك قوي" في المدينة لتحقيق "النصر الكامل" في غزة، وقال إنه سيتم السماح للمدنيين بالمغادرة، ولكن مع إغلاق الحدود المصرية، لم يعد هناك مكان آخر يمكنهم الفرار إليه.

وإذا تجاهلت إسرائيل تحذير بايدن وواصلت هجوماً برياً شديد الوطأة في المدينة غير آبهة بحياة المدنيين، فإن ذلك سيضر بالجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى والمحاولات الدبلوماسية للتوسط في تسوية أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده، وفق "فايننشال تايمز".

لكنه قد يؤدي أيضًا إلى وصول العلاقة المتوترة بين بايدن ونتنياهو إلى نقطة الانهيار، ويهدد برد فعل عنيف أوسع من الديمقراطيين في "الكابيتول هيل"، حيث يأمل الرئيس الأمريكي في تعزيز دعم الحزب قبل محاولته إعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني.

والأسوأ من ذلك، حسب الصحيفة، أن تحدي إسرائيل المستمر، وإحجام الولايات المتحدة عن الاستفادة من نفوذها الذي لا مثيل له على البلاد، يغذي الشكوك حول مدى النفوذ الحقيقي الذي تتمتع به الولايات المتحدة في المنطقة التي سعت إلى السيطرة عليها لعقود من الزمن، كما يزيد من تشويه مكانتها وصورتها في العالمين العربي والإسلامي.

يقول أستاذ الشؤون الدولية والشرق الأوسط بجامعة جونز هوبكنز فالي نصر، إن "التصور هو أن الولايات المتحدة لا تستطيع ولن تمارس ضغطًا كافيًا على إسرائيل لتحقيق مرادها، ويمكن لإسرائيل بسهولة أن تقاوم أهم قوة عظمى في العالم والمتبرع الرئيسي لها".

اقرأ أيضاً

هل يعمل نتنياهو على إسقاط بايدن؟

ويضيف: "تبدو الولايات المتحدة ضعيفة أمام العالم، وخاصة في الشرق الأوسط".

فيما يلفت عضو الكونجرس الديمقراطي من كولورادو جيسون كرو، إلى تصاعد القلق في بعض أنحاء واشنطن من احتمال انتقال الهجوم الإسرائيلي إلى رفح.

ويتابع: "لقد أذهلني بصراحة هذا النهج.. لا أعرف ما الذي يحاولون تحقيقه".

ويزيد: "إذا لم تحمي المدنيين، وإذا لم تكن أكثر دقة في عملياتك العسكرية، فإن ذلك يخلق مشاكل أكثر، وما نراه هنا الآن هو رد فعل سلبي هائل ضد إسرائيل، وهو ما لا يجعلها أكثر أمانا".

ويقول كرو، وهو عضو في لجنتي الشؤون الخارجية والاستخبارات بمجلس النواب، إن بايدن بحاجة إلى أن يكون أكثر حزما مع نتنياهو.

ويزيد: "لقد حان الوقت لنكون واضحين للغاية، بأن الولايات المتحدة لن تدعم هجوماً برياً في رفح، وسيؤدي ذلك إلى عرقلة فرص السلام، وسوف يعرقل فرصنا في تأمين صفقة الرهائن.. سيكون الأمر صعبًا للغاية بالنسبة للأمن القومي الأمريكي في المنطقة".

اقرأ أيضاً

كاتب أمريكي: إحباط بايدن من نتنياهو "حديث للاستهلاك المحلي"

واستخدم أعضاء آخرون في حزب بايدن مصطلحات أقوى، حيث قال السيناتور عن ولاية ماريلاند كريس فان هولين، في خطاب ألقاه في قاعة مجلس الشيوخ الإثنين، إن "الحجب المتقن" للمساعدات المقدمة لغزة من قبل إسرائيل هو "جريمة حرب نموذجية.. والسؤال الآن هو: ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟ ماذا سنفعل؟ ماذا سيفعل بايدن؟".

وأضاف: "الجواب في الكابيتول هيل، حيث يظل الدعم لإسرائيل يشكل حجر الأساس الذي لا يتزعزع للسياسة الخارجية الأمريكية".

وصوت حوالي 70 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من أصل 100 لصالح مشروع قانون تمويل الأمن القومي الذي قدمه بايدن بقيمة 95 مليار دولار هذا الأسبوع، والذي تضمن أموالاً لإسرائيل وكذلك أوكرانيا وتايوان.

ومن غير الواضح، ما إذا كان التشريع سيوافق على مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ولكن عدم اليقين هذا يرجع في الأساس إلى ردة الفعل العنيفة ضد المساعدات لأوكرانيا، وليس المساعدات لإسرائيل، وتعنتهم بشأن سياسات الهجرة على الحدود مع المكسيك.

واتخذ البيت الأبيض بعض الخطوات التي من شأنها إحباط إسرائيل.

وفي الأول من فبراير/شباط، اتخذت خطوة نادرة بفرض عقوبات مالية على 4 مستوطنين إسرائيليين بسبب أعمال العنف المتطرفة في الضفة الغربية المحتلة.

اقرأ أيضاً

بايدن لمستشاريه: نتنياهو يتجاهل النصائح ويعرقل جهود تخفيف أزمة بغزة

وأصدرت الأسبوع الماضي مذكرة للأمن القومي تتطلب استخدام أي مساعدات عسكرية أمريكية بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي، في تلميح إلى تطبيق أكثر صرامة للقوانين الأمريكية التي قد تفرض شروطا على مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

لكن إدارة بايدن لم تكن مستعدة للذهاب إلى أبعد من ذلك، ولم تهدد بحجب المساعدات العسكرية، وتواصل الضغط على الكونجرس للموافقة على مساعدات تزيد عن 14 مليار دولار لإسرائيل.

كما أنها لم تتحرك للاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، ولكن إسرائيل تعارضه.

خلف الكواليس، يقول المحللون إن بايدن أوضح لنتنياهو أنه سيحتاج في النهاية إلى اتخاذ خيارات صعبة لإنهاء الصراع والتحرك نحو تسوية طويلة الأمد مع الفلسطينيين.

يقول مفاوض السلام السابق في الشرق الأوسط الذي خدم في عهد ثلاثة رؤساء وهو مستشار في معهد واشنطن دينيس روس: "يميل بايدن إلى أن يكون مباشراً إلى حد ما، خاصة في المناسبات الخاصة، لذلك لا أعتقد أنه يترك الكثير للخيال".

ويعرف الزعيمان بعضهما البعض منذ 40 عاما لكن نادرا ما يلتقيان وجها لوجه.

اقرأ أيضاً

بعد أن دعمه علنا.. بايدن يزدري نتنياهو و يصفه بالأحمق سرا

وفي حفل استقبال بمناسبة عيد الحانوكا في البيت الأبيض في ديسمبر/كانون الأول، أعاد بايدن صياغة حكاية مفضلة عن نتنياهو، فقد وصف كيف يعرض الزعيم الإسرائيلي صورة في مكتبه لهما عندما التقيا للمرة الأولى عندما كانا شابين، وكتب بايدن عليها "بيبي.. أنا أحبك، لكنني لا أتفق مع أي شيء يجب أن تقوله".

ومنذ ذلك الحين، أصبحت التوترات في العلاقة أكثر وضوحا.

وكانت الأسابيع القليلة الماضية هي الأكثر برودة بين بايدن ونتنياهو منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، التي نفذتها "حماس"، عندما قُتل ما لا يقل عن 1200 إسرائيلي واحتجز المئات كأسرى.

وكانت هناك تقارير على قناتي "إن بي سي" و"بوليتيكو"، تفيد بأن بايدن كان غاضبًا بشكل خاص من نتنياهو، لدرجة أنه وصفه بـ"الأحمق" و"الرجل السيئ".

وعلى الرغم من الخلافات، يقول البيت الأبيض إن الاثنين واصلا الحديث، بما في ذلك محادثتان منفصلتان هذا الأسبوع.

في الواقع، وحسب "فايننشال تايمز" يشير المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون إلى أن بايدن يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع نتنياهو، ويدرك مدى الصعوبة التي يمكن أن يواجهها.

اقرأ أيضاً

بايدن لنتنياهو: لا عملية عسكرية في رفح دون خطة لحماية المدنيين

يقول سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك: "يعرف بايدن من تجربته الطويلة مع نتنياهو أنه سيضع دائما بقائه السياسي فوق مصالح الدولة".

ويضيف: "على الرغم من إحباطهم المتزايد، لا يرى مسؤولو إدارة بايدن أي بديل فوري للعمل مع نتنياهو، ويدركون أنه ربما يكون محاورهم الوحيد إذا كانوا يريدون إنهاء الحرب عاجلاً وليس آجلاً".

ويتابع: "نتنياهو هو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وعلى الرغم من كل الحديث عن إسقاط حكومته، فإن هذا لا يبدو في الأفق".

والسؤال الذي يتردد في ذهن بايدن هو ما هي التكلفة السياسية التي قد تترتب على الحفاظ على الوضع الراهن مع إسرائيل، بينما يتجه إلى معركة صعبة لإعادة انتخابه هذا الخريف، ربما ضد منافسه دونالد ترامب.

ويعتقد مساعدو بايدن أن دعمه القوي لإسرائيل في أعقاب هجمات أكتوبر/تشرين الأول، يتماشى إلى حد كبير مع آراء الجمهور الأمريكي، لكن المزاج قد يتغير.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته (AP-NORC) في يناير/كانون الثاني، أن 50% من البالغين الأمريكيين، بما في ذلك أغلبية متزايدة من الديمقراطيين وأغلبية المستقلين، يعتقدون أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة "تجاوز الحدود"، مقارنة بـ40% في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني.

اقرأ أيضاً

نتنياهو: لم أتكلم مع بايدن منذ انتقد العملية العسكرية في غزة.. ومكالمة متوقعة اليوم

ومما يزيد الأمور تعقيدًا بالنسبة لبايدن، فإن المجتمعات العربية الأمريكية التي تصوت تقليديًا للديمقراطيين في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل ميشيغان، يمكن أن تعاني من انخفاض نسبة الإقبال أو تشهد حصة أكبر من الأصوات لمرشحي الطرف الثالث، حيث يسعى السكان للاحتجاج على السياسة الأمريكية.

وفي الأسبوع الماضي، سافر العديد من كبار مساعدي بايدن، بما في ذلك نائب مستشار الأمن القومي جون فاينر، إلى ميشيغان لمعالجة مخاوفهم.

وفي تسجيل مسرب، قال فاينر إن إدارة بايدن تركت "انطباعًا ضارًا" حول مدى تقدير الولايات المتحدة لحياة الفلسطينيين، وأعرب عن أسفه بشأن "الخطوات الخاطئة" التي اتخذتها الإدارة في التعامل مع الصراع.

لكن مثل هذا الندم، قد يتبين أنه لا معنى له، إذا اعتبرت إدارة بايدن عاجزة عن منع عملية رفح.

ويمكن أن ينتشر الاستياء إلى أجزاء أخرى من ائتلاف بايدن، وخاصة الشباب الذين يميل تعاطفهم نحو الفلسطينيين.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع كلية "سيينا" في ديسمبر/كانون الأول، أن 46% من الناخبين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، مقارنة بـ27% قالوا نفس الشيء عن إسرائيل.

اقرأ أيضاً

واشنطن بوست: لـ3 أسباب بايدن يقترب من القطيعة مع نتنياهو

المصدر | فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن نتنياهو إسرائيل حرب غزة الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة فایننشال تایمز إدارة بایدن مع نتنیاهو بما فی ذلک اقرأ أیضا إلى أن فی غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

حقوقيون: مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية

سرايا - في تطور بارز على مسار العدالة الدولية، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

وأثار القرار ردود فعل متباينة على الساحة الدولية والإسرائيلية، حيث اعتبره حقوقيون انتصارًا للعدالة والمساءلة بعد عقود من الإفلات من العقاب فيما شهد العالم موجة من الترحيب بهذا الإجراء بالمقابل وصفت الحكومة الإسرائيلية القرار بأنه "كذبة سخيفة" مؤكدة استمرارها في الدفاع عن نفسها.

واعتبر حقوقيون، اليوم أن هذه المذكرات تمثل خطوة حاسمة تعكس أهمية حقوق الإنسان وتؤكد ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم ما يعيد الأمل في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وللضحايا عبر العالم.

وقال عميد كلية الحقوق في جامعة جرش الدكتور منصور الصرايرة، إن إصدار مذكرات التوقيف ضد كلٍ من نتنياهو وغلانت يمثل إقرارًا بفشل دولة الاحتلال في التأثير على المحكمة الجنائية الدولية لثنيها عن قرارها.
وأشار الصرايرة إلى أن قرار الملاحقة القضائية لقادة الاحتلال قد يفتح الباب أمام ملاحقة المشاركين الآخرين من رعاياها في جرائم الحرب.

وأوضح الصرايرة أن المحكمة الجنائية الدولية ليس لديها القدرة على تنفيذ مذكرات الاعتقال، ولكن هناك التزام قانوني على الدول الأعضاء في ميثاق روما بتنفيذ القرارات الصادرة عنها، ويواجه 124 دولة عضوًا الآن اختبارًا حقيقيًا بشأن التزاماتها الدولية حيث يجب احترام قرارات المحكمة هذه الالتزامات ستحد عمليًا من حركة نتنياهو وغلانت على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وتطرق الصرايرة إلى ضرورة التزام الدول الأعضاء بالقانون الدولي محذرًا من أن عدم الامتثال قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى وازدواجية المعايير في تطبيق قوانين العدالة الدولية، مشيرًا إلى أن مذكرات الاعتقال تصدر كقرارات نهائية غير قابلة للاستئناف، ما يمثل إدانة غير مباشرة للاحتلال الإسرائيلي.

وخلص الصرايرة إلى أن قرار المحكمة الجنائية الدولية يمثل دعوة للمجتمع الدولي للتحرك بشكل قانوني لوقف الجرائم في قطاع غزة، وكذلك لوقف انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي، محذرًا من أن الحلول المستدامة تتطلب احترام حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية اللازمة للسكان المحاصرين في غزة.

في نفس السياق، وصف عميد كلية الحقوق بجامعة العقبة للتكنولوجيا، الدكتور علي الزعبي، قرار المحكمة بأنه خطوة جريئة تعزز مصداقية المحكمة على الساحة الدولية، على الرغم من الضغوط التي تمارس عليها.
ورأى الزعبي أن القرار يعد انتصارًا للعدالة الدولية وحقوق الإنسان، مشددًا على ضرورة محاسبة دول الاحتلال على الجرائم والانتهاكات المرتكبة.

ورأى الزعبي أن مذكرات التوقيف هذه خطوة مهمة لاستعادة مصداقية النظام الدولي القائم على القواعد ونظامه القضائي وإنصاف الشعوب المسلوبة الإرادة ضد الانتهاكات والجرائم الإنسانية وما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي من سياسة ممنهجة وخطيرة في فرض سياسة الأمر الواقع في مسعى منها لتهجير الغزيين من بيوتهم قسريًا وبالقوة والتجويع.

ودعا المحامي الدكتور جضعان الهبارنة المجتمع الدولي إلى التعاون مع المحكمة لجلب المتهمين بجرائم الحرب، مؤكدًا أن قرار المحكمة يتماشى مع مصالح الشعب الفلسطيني ويتسم بوضوح في رفض الحجج الإسرائيلية المتعلقة باختصاص المحكمة.

وقال الهبارنة إن قرار المحكمة الجنائية الدولية يتوافق تمامًا مع المصالح الفلسطينية ومستقبل القضية الفلسطينية، لاسيما رفض المحكمة في وقت سابق الحجج التي قدمتها الاحتلال للطعن في اختصاص المحكمة في إصدار مذكرات الاعتقال بحق مواطنيها.

بترا





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 724  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 22-11-2024 09:05 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
نجل طباخ شهير يدهس عامل توصيل وزير يعجز عن الإجابة على سؤال طفلة .. ماذا سألت؟ جزائري التهم خروفاً بدقائق .. سليم الأكول يهز التواصل موزة ملصقة بشريط بيعت بالملايين .. تعرف على من اشتراها "مسبوقة بالأمطار" .. موجة برد سيبيرية... حادث سير يصدم رونالدو الدويري: لهذه الأسباب أعيد تأهيل كتيبة بيت لاهيا... “الأردن على موعد مع موجة برد سيبيرية مبكرة: برودة... نواب أمريكيون يسعون لوقف بيع بعض الأسلحة للإمارات 110 شهداء بغارات على غزة في يومين وعمليتان نوعيتان...غارات جديدة على لبنان وجرحى بتدافع قرب ملاجئ حيفا16 مليون دينار قروض بدون فوائد للمزارعين في 2025تردد إسرائيلي بشأن تقديم استئناف للجنائية الدوليةماذا كان يفعل عالم آثار يهودي في أرض المعركة؟بعد انسحاب "مات غيتز" .. من هي مرشحة...الحكومة البريطانية: نتنياهو معرض للاعتقال إذا سافر...الصليب الأحمر اللبناني: هناك 18 مسعفا مصابا و10...ميركل حزينة لعودة ترامب للرئاسة القبض على مخرج شهير بتهمة سرقة مجوهرات زوجة زميله أظهرت عضلات بطنها .. نادين الراسي بإطلالة جريئة إعلامي يكشف واقعة غريبة ليحيى الفخراني وفاة الفنان المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض زوج نوال الكويتية يبارك لها يوضح سبب نجاحها السلط والأهلي يجتازان الكتة وكفرنجة بدوري كرة اليد حادث سير يصدم رونالدو مواجهة نارية بين إيطاليا وألمانيا .. قرعة ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية مصطفى محمد يقترب من الدوري الإنجليزي ميسي ودي ماريا .. ناد أرجنتيني يخطط لصفقتين بعد ماكدونالدز .. الجزر يتسبب بوفاة واحدة وعشرات الإصابات بأميركا أثناء عمله في قبو .. سباك يعثر على كنز "ذهبي" إيلون ماسك ينتقد قانونًا مقترحًا في أستراليا! امرأة تقتل 14 صديقة بالسم .. هكذا كشف أمرها سيدة أميركية تتعرض لعملية احتيال .. ما علاقة إيلون ماسك؟ بمبلغ خيالي .. بيع "أغلى موزة في العالم" قتل والدته ووالده وأخته .. متهم يكسر جدار غرفة التحقيق ويحاول الهروب لا يوجد له علاج .. ما هو المرض الذي يعاني منه بيكهام؟ أثناء عمله في قبو .. سباك يعثر على كنز "ذهبي" بيع موزة وشريط لاصق بـ6.2 ملايين دولار

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز تجيب | كيف يمكن للجنائية الدولية محاكمة نتنياهو وجالانت؟
  • صحف عالمية: إسرائيل ربما تكون عرضة لحظر غربي للأسلحة
  • عاجل - محام بـ"الجنائية الدولية": الولايات المتحدة لا يمكنها حجب مذكرات اعتقال نتنياهو
  • حقوقيون: مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية
  • نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟
  • نيويورك تايمز: مذكرة الاعتقال ضد نتنياهو تشير إلى تورط الولايات المتحدة
  • بايدن يعلق على مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت: قرار مشين وسنقف مع إسرائيل
  • مبعوث بايدن يلتقي نتنياهو اليوم لبحث وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • الولايات المتحدة: نهاية الحرب في لبنان قد تكون قريبة
  • الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله