الآثار المحتملة لزيارة أردوغان لمصر على ليبيا
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
بعد قطيعة دامت زهاء عشر سنوات، ومواقف متشددة خاصة من الرئيس التركي تجاه النظام المصري ورئيسه، حل أردوغان ضيفا على القاهرة، وقد جاء هذا التبدل في المواقف والسياسات نتاجا للتطورات التي شهدتها المنطقة خلال الثلاث سنوات الماضية، والتي كان من مظاهرها تفكك الحلف الخليجي المصري المناوئ لتركيا وقطر.
بالقطع سيكون الملف الليبي من ضمن مداولات الرئيسين، وسيكون لتقارب البلدين أثر مباشر على اتجاه النزاع وخيارات تسويته، لكن من المهم الإشارة إلى أن القضية الفلسطينية، والحرب الدائرة على غزة، وسيناريو تخريجها أقرب زمانا ومكانا للقاهرة وأنقرة، فلكليهما تخوفات من تصفية غزة على حسابهما، وتبدي تركيا قلقا من اتجاه إسرائيل لتعزيز نفوذها في المنطقة في حال تم لها ما تريد في غزة.
على صعيد النزاع الليبي، فمن الواضح أن أنقرة تدرك أن أوان حصاد ثمار الدور الذي لعبته في دعم جبهة الغرب الليبي لمواجهة مخطط السيطرة على مقاليد الأمور باجتياح العاصمة العام 2019م قد حان، ذلك أن الاتفاق الأمني العسكري قد ضمن عدم تكرار محاولة إخضاع الغرب الليبي بقوة السلاح، وأن اتفاق النفوذ الاقتصادي البحري وترسيم الحدود البحرية الذي تم توقيعه مع حكومة الوفاق في نوفمبر 2019م لا يمكن تمريره أو توظيفه بفاعلية دون تفاهمات مع جبهة الشرق (طبرق ـ الرجمة)، وتقارب مع القاهرة الداعمة لهما، الطرف الأساسي في منتدى المتوسط المتعلق بغاز ونفط شرق البحر المتوسط.
نفط وغاز شرق المتوسط كان المحرك الرئيسي لاندفاع تركيا ودخولها على خط الصراع الليبي، ولا يزال المحرك للتقارب التركي المصري وتطبيع العلاقة مع مجلس النواب الليبي، وربما قريبا مع القيادة العامة التابعة لمجلس النواب.
ولأن الحال كذلك، فإن أنقرة ستكون مستعدة لأي تفاهمات مع القاهرة تتعلق بالملف الليبي إذا ضمنت مصالحها ولو في الحد الأدنى من كعكة شرق المتوسط وفي المصالح الاقتصادية في ليبيا، لكنها لن تنجر إلى تنازلات كبيرة وسريعة تفقدها الأوراق التي تمسك بها والتي أهمها الحليف في الغرب الليبي والوجود العسكري هناك.
طبرق والرجمة ومن خلفهما القاهرة يطالبون بتغيير حكومي، قد لا ترفض أنقرة هذا الاشتراط، لكنها لن تغامر بتنصيب رئيس حكومة يعمل ضد مصالحها ويقوض حلفها في الغرب، وهنا ستكون مساحة المناورة والتفاوض إلى أن تستقر الأمور وتنتهي ربما إلى تشبيك مصالح جديد يعزز الوجود والحضور التركي في البلاد.
أنقرة ستكون مستعدة لأي تفاهمات مع القاهرة تتعلق بالملف الليبي إذا ضمنت مصالحها ولو في الحد الأدنى من كعكة شرق المتوسط وفي المصالح الاقتصادية في ليبيا، لكنها لن تنجر إلى تنازلات كبيرة وسريعة تفقدها الأوراق التي تمسك بها والتي أهمها الحليف في الغرب الليبي والوجود العسكري هناك.ختاما ينبغي الإشارة إلى مسألتين: الأولى هي الحاجة لفهم سلوك القيادات والأنظمة السياسية باتزان وعدم الغلو في تقييمها وتوصيفها لمجرد تصريحات ومواقف بدت متناغمة مع المبادئ والقيم التي يؤمن بها المعارضون للظلم والاستبداد والمطالبون بالحريات والحقوق، ذلك أن جُل القادة السياسيين، حتى الإسلاميين منهم، يقعون تحت ضغط المصلحة الخاصة ببلدانهم بل حتى أحزابهم وأشخاصهم، ويبدون في نهاية المطاف متناقضين مع أنفسهم الأمر الذي يشكل صدمة لمن بالغ في التعاطف معهم وتأييدهم، فالمسألة تتعلق بالمصالح في كثير من الأحيان.
ويذكرني التغيير الجذري في موقف أردغان من السيسي وتعهده بأن لن يصافحه وقد تلطخت يداه بدماء المصريين المعارضين له (إشارة إلى حادثة ميدان رابعة)، فقد كان للراحل القذافي موقفا متشددا من حسني مبارك، وريث الراحل السادات الموقع على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، والمدافع بقوة عنها، حتى أنه أطلق عليه لقب حسني "البارك" أي الجاثي على ركبتيه، وصارت هذه تسميته في الإعلام الليبي "الثوري الجماهيري" لسنوات، ثم انتهت مواقف القذافي المتشددة إلى إحضان وقبلات، بل صار مبارك حليفا قويا للقذافي حتى سقوط نظامهما العام 2011م، دون أن يتزحزح مبارك قيد أنملة في علاقته مع الصهاينة.
الثانية وهي المتعلقة بموقف الطرف الذي تحالف مع تركيا لصد العدوان، فالخطر المترتب على اجتياح حفتر وحلفائه الإقليميين والدوليين كان في تقديرهم أكبر من مفسدة التحالف مع تركيا وتوقيع اتفاقيات معها، خصوصا وأن شواهد عدة تؤكد أن لا ضرر سيترتب على تلك الاتفاقيات، بل تتحقق مصالح لليبيا كما في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، مع التنبيه إلى ضرورة التريث وعدم التسرع والحماس في نقل حالة تطابق المصالح إلى خانة الحلف القائم على القيم والمبادئ الذي تعضده الثقافة والتاريخ، فهذا المنحى يضر ولا ينفع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري تركيا مصر تركيا علاقات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الغرب اللیبی
إقرأ أيضاً:
إتصالات لزيارة الشرع الى لبنان
كتب ميشال نصر في" الديار": تكشف مصادر ديبلوماسية عربية، ان النقطة التي وصلت اليها الاتصالات بين دمشق وبيروت حاليا، تشكل تقدما كبيرا، ان كان على مستوى تمثيل الوفود او الاجتماعات، والملفات الشائكة المطروحة، التي انتجت حتى الساعة على الصعيد الامني والعسكري، لجنة عسكرية بين البلدين وآلية اثبتت نجاحها الى حد كبير في احتواء الاحداث على الارض ومنع تطورها، تماما كما حصل خلال الايام القليلة الماضية عند الحدود الشرقية.
وتشير المصادر الى ان الشروط الدولية المفروضة على سورية من اكثر من جهة، ساهمت في احداث هذا التغيير، تحديدا الاميركية، التي طلبت صراحة بعدم "تشكيل خطر على الجيران"، وهو ما التزمت به دمشق من خلال ضبط:
- المنظمات الفلسطينية: وهو ما ساهم بشكل فعال في "فكفكة" قواعد الجبهة الشعبية في البقاع الغربي والناعمة، واخلاء جزء كبير من المسلحين باتجاه المخيمات الفلسطينية.
- الحدود: من خلال وقف شبه كامل لعمليات تهريب السلاح في الاتجاهين، حيث برز أولا: التعامل بحزم مع مجموعات فلسطينية "حليفة" للنظام الجديد كحماس والجهاد، ورفض امدادها بالسلاح للتحرك من خلال جبهة لبنان، على ما كشفت تقارير غربية. ثانيا: المشاركة في عملية محاربة المخدرات والكبتاغون، وملاحقة التجار، وهو امر حصل بدفع سعودي مباشر. وثالثا: الحد من تدفق النازحين السوريين وتحديدا من غير العلويين، حيث تم ضبط الامر بشكل كبير.
وحول دعوة الرئيس السوري الى زيارة لبنان، تكشف المصادر ان ثمة مسعى لتأمين زيارة للرئيس السوري أحمد الشرع الى بيروت، بعد سلسلة اللقاءات والمحادثات اللبنانية – السورية، من دمشق الى باريس مرورا بالرياض، بمسعى تقوده كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر، خصوصا ان هكذا خطوة تحتاج الى "قبة باط" تركية، ذلك ان أهم الملفات العالقة بين البلدين ذات طابع أمني وعسكري، فضلا عن ترسيم الحدود البحرية المرتبط بالصراع الدولي – الاقليمي للامساك بورقة الغاز في المنطقة.
ورأت المصادر، انه وفقا للمعلومات المتوافرة لا يوجد اي عائق قانوني امام زيارة الشرع، حيث ان مراجعة الملفات والتحقيقات الامنية، التي تعود لحقبة وجود "جبهة النصرة" في لبنان وممارساتها الارهابية، تحت قيادة ابو مالك التلة، لم تظهر اي ذكر للاخير، او اتهامات مباشرة له، وبالتالي بامكانه زيارة لبنان من الناحية المبدئية.
وختمت المصادر بان المطلوب ان يحمل الشرع معه الى بيروت "هدية ما"، وهو ما يجري العمل على انضاجه حاليا، من خلال الاتصالات الدولية والعربية مع العاصمة السورية، مرجحة ان يكون ملف ترسيم الحدود الشرقية احد ابرز اهداف هذه الزيارة، متوقعة ان تحصل قبل نهاية العام الجاري، في حال استمر المنحى الايجابي في تطور العلاقة بين البلدين. مواضيع ذات صلة الرئيس السوري أحمد الشرع يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى تركيا والإمارات الأسبوع المقبل (الحدث) Lebanon 24 الرئيس السوري أحمد الشرع يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى تركيا والإمارات الأسبوع المقبل (الحدث) 28/04/2025 05:32:35 28/04/2025 05:32:35 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام اتصل بالشرع.. وزيارة قريبة إلى دمشق Lebanon 24 سلام اتصل بالشرع.. وزيارة قريبة إلى دمشق 28/04/2025 05:32:35 28/04/2025 05:32:35 Lebanon 24 Lebanon 24 ماكرون يبلغ عون بنتائج اتّصالاته وترقّب لزيارة أورتاغوس بعد عطلة الفطر Lebanon 24 ماكرون يبلغ عون بنتائج اتّصالاته وترقّب لزيارة أورتاغوس بعد عطلة الفطر 28/04/2025 05:32:35 28/04/2025 05:32:35 Lebanon 24 Lebanon 24 إتّصال بين الشرع والسوداني... ماذا دار بينهما؟ Lebanon 24 إتّصال بين الشرع والسوداني... ماذا دار بينهما؟ 28/04/2025 05:32:35 28/04/2025 05:32:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً لبنان الرسمي يُطالب واشنطن وباريس بتحمّل مسؤوليّاتهما Lebanon 24 لبنان الرسمي يُطالب واشنطن وباريس بتحمّل مسؤوليّاتهما 22:04 | 2025-04-27 27/04/2025 10:04:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل Lebanon 24 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل 22:06 | 2025-04-27 27/04/2025 10:06:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إنتخابات بيروت: ساعات حاسمة قبل التوافق أو التأجيل Lebanon 24 إنتخابات بيروت: ساعات حاسمة قبل التوافق أو التأجيل 22:08 | 2025-04-27 27/04/2025 10:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عدوان إسرائيلي يستبيح الضاحية: توسيع الحرب مُجدّداً Lebanon 24 عدوان إسرائيلي يستبيح الضاحية: توسيع الحرب مُجدّداً 22:03 | 2025-04-27 27/04/2025 10:03:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كفاءات وأصحاب خبرات عالمية Lebanon 24 كفاءات وأصحاب خبرات عالمية 17:24 | 2025-04-27 27/04/2025 05:24:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة "أحلى لحظة بحياتي"... ممثل سوريّ "يطلب يدّ" داليدا خليل (فيديو) Lebanon 24 "أحلى لحظة بحياتي"... ممثل سوريّ "يطلب يدّ" داليدا خليل (فيديو) 08:40 | 2025-04-27 27/04/2025 08:40:00 Lebanon 24 Lebanon 24 اقتصادياً.. أمر إيجابي يحصل في لبنان Lebanon 24 اقتصادياً.. أمر إيجابي يحصل في لبنان 03:15 | 2025-04-27 27/04/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور... ابنا مكسيم خليل يلفتان الأنظار بجمالهما Lebanon 24 بالصور... ابنا مكسيم خليل يلفتان الأنظار بجمالهما 07:07 | 2025-04-27 27/04/2025 07:07:13 Lebanon 24 Lebanon 24 تغريدة جديدة لأدرعي... ماذا طلب من سكان الضاحية؟ Lebanon 24 تغريدة جديدة لأدرعي... ماذا طلب من سكان الضاحية؟ 15:52 | 2025-04-27 27/04/2025 03:52:25 Lebanon 24 Lebanon 24 بدت عليها علامات التقدّم بالسن.. نادين الراسي بإطلالة خارجة عن المألوف (صور) Lebanon 24 بدت عليها علامات التقدّم بالسن.. نادين الراسي بإطلالة خارجة عن المألوف (صور) 23:00 | 2025-04-26 26/04/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 22:04 | 2025-04-27 لبنان الرسمي يُطالب واشنطن وباريس بتحمّل مسؤوليّاتهما 22:06 | 2025-04-27 حوار عون و"حزب الله"لم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل 22:08 | 2025-04-27 إنتخابات بيروت: ساعات حاسمة قبل التوافق أو التأجيل 22:03 | 2025-04-27 عدوان إسرائيلي يستبيح الضاحية: توسيع الحرب مُجدّداً 17:24 | 2025-04-27 كفاءات وأصحاب خبرات عالمية 16:28 | 2025-04-27 وزير الاعلام: الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لا يمكن قبولها مهما كان السبب فيديو أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 28/04/2025 05:32:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 28/04/2025 05:32:35 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 28/04/2025 05:32:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24