عربي21:
2025-03-04@03:08:59 GMT

الآثار المحتملة لزيارة أردوغان لمصر على ليبيا

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

بعد قطيعة دامت زهاء عشر سنوات، ومواقف متشددة خاصة من الرئيس التركي تجاه النظام المصري ورئيسه، حل أردوغان ضيفا على القاهرة، وقد جاء هذا التبدل في المواقف والسياسات نتاجا للتطورات التي شهدتها المنطقة خلال الثلاث سنوات الماضية، والتي كان من مظاهرها تفكك الحلف الخليجي المصري المناوئ لتركيا وقطر.

بالقطع سيكون الملف الليبي من ضمن مداولات الرئيسين، وسيكون لتقارب البلدين أثر مباشر على اتجاه النزاع وخيارات تسويته، لكن من المهم الإشارة إلى أن القضية الفلسطينية، والحرب الدائرة على غزة، وسيناريو تخريجها أقرب زمانا ومكانا للقاهرة وأنقرة، فلكليهما تخوفات من تصفية غزة على حسابهما، وتبدي تركيا قلقا من اتجاه إسرائيل لتعزيز نفوذها في المنطقة في حال تم لها ما تريد في غزة.



على صعيد النزاع الليبي، فمن الواضح أن أنقرة تدرك أن أوان حصاد ثمار الدور الذي لعبته في دعم جبهة الغرب الليبي لمواجهة مخطط السيطرة على مقاليد الأمور باجتياح العاصمة العام 2019م قد حان، ذلك أن الاتفاق الأمني العسكري قد ضمن عدم تكرار محاولة إخضاع الغرب الليبي بقوة السلاح، وأن اتفاق النفوذ الاقتصادي البحري وترسيم الحدود البحرية الذي تم توقيعه مع حكومة الوفاق في نوفمبر 2019م لا يمكن تمريره أو توظيفه بفاعلية دون تفاهمات مع جبهة الشرق (طبرق ـ الرجمة)، وتقارب مع القاهرة الداعمة لهما، الطرف الأساسي في منتدى المتوسط المتعلق بغاز ونفط شرق البحر المتوسط.

نفط وغاز شرق المتوسط كان المحرك الرئيسي لاندفاع تركيا ودخولها على خط الصراع الليبي، ولا يزال المحرك للتقارب التركي المصري وتطبيع العلاقة مع مجلس النواب الليبي، وربما قريبا مع القيادة العامة التابعة لمجلس النواب.

ولأن الحال كذلك، فإن أنقرة ستكون مستعدة لأي تفاهمات مع القاهرة تتعلق بالملف الليبي إذا ضمنت مصالحها ولو في الحد الأدنى من كعكة شرق المتوسط وفي المصالح الاقتصادية في ليبيا، لكنها لن تنجر إلى تنازلات كبيرة وسريعة تفقدها الأوراق التي تمسك بها والتي أهمها الحليف في الغرب الليبي والوجود العسكري هناك.

طبرق والرجمة ومن خلفهما القاهرة يطالبون بتغيير حكومي، قد لا ترفض أنقرة هذا الاشتراط، لكنها لن تغامر بتنصيب رئيس حكومة يعمل ضد مصالحها ويقوض حلفها في الغرب، وهنا ستكون مساحة المناورة والتفاوض إلى أن تستقر الأمور وتنتهي ربما إلى تشبيك مصالح جديد يعزز الوجود والحضور التركي في البلاد.

أنقرة ستكون مستعدة لأي تفاهمات مع القاهرة تتعلق بالملف الليبي إذا ضمنت مصالحها ولو في الحد الأدنى من كعكة شرق المتوسط وفي المصالح الاقتصادية في ليبيا، لكنها لن تنجر إلى تنازلات كبيرة وسريعة تفقدها الأوراق التي تمسك بها والتي أهمها الحليف في الغرب الليبي والوجود العسكري هناك.ختاما ينبغي الإشارة إلى مسألتين: الأولى هي الحاجة لفهم سلوك القيادات والأنظمة السياسية باتزان وعدم الغلو في تقييمها وتوصيفها لمجرد تصريحات ومواقف بدت متناغمة مع المبادئ والقيم التي يؤمن بها المعارضون للظلم والاستبداد والمطالبون بالحريات والحقوق، ذلك أن جُل القادة السياسيين، حتى الإسلاميين منهم، يقعون تحت ضغط المصلحة الخاصة ببلدانهم بل حتى أحزابهم وأشخاصهم، ويبدون في نهاية المطاف متناقضين مع أنفسهم الأمر الذي يشكل صدمة لمن بالغ في التعاطف معهم وتأييدهم، فالمسألة تتعلق بالمصالح في كثير من الأحيان.

ويذكرني التغيير الجذري في موقف أردغان من السيسي وتعهده بأن لن يصافحه وقد تلطخت يداه بدماء المصريين المعارضين له (إشارة إلى حادثة ميدان رابعة)، فقد كان للراحل القذافي موقفا متشددا من حسني مبارك، وريث الراحل السادات الموقع على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، والمدافع بقوة عنها، حتى أنه أطلق عليه لقب حسني "البارك" أي الجاثي على ركبتيه، وصارت هذه تسميته في الإعلام الليبي "الثوري الجماهيري" لسنوات، ثم انتهت مواقف القذافي المتشددة إلى إحضان وقبلات، بل صار مبارك حليفا قويا للقذافي حتى سقوط نظامهما العام 2011م، دون أن يتزحزح مبارك قيد أنملة في علاقته مع الصهاينة.

الثانية وهي المتعلقة بموقف الطرف الذي تحالف مع تركيا لصد العدوان، فالخطر المترتب على اجتياح حفتر وحلفائه الإقليميين والدوليين كان في تقديرهم أكبر من مفسدة التحالف مع تركيا وتوقيع اتفاقيات معها، خصوصا وأن شواهد عدة تؤكد أن لا ضرر سيترتب على تلك الاتفاقيات، بل تتحقق مصالح لليبيا كما في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، مع التنبيه إلى ضرورة التريث وعدم التسرع والحماس في نقل حالة تطابق المصالح إلى خانة الحلف القائم على القيم والمبادئ الذي تعضده الثقافة والتاريخ، فهذا المنحى يضر ولا ينفع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري تركيا مصر تركيا علاقات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الغرب اللیبی

إقرأ أيضاً:

السياحة تطلق حملة ترويجية لمصر خلال شهر رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلقت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، اليوم، حملة ترويجية تحت عنوان “مصر رُوحها في رمضان”، تستهدف الترويج للمقصد السياحي المصري داخل البلاد وفي عدد من الأسواق العربية، ومنها السعودية، الإمارات، الكويت، الأردن، قطر، والبحرين.

وتهدف هذه الحملة، التي سوف تستمر لمدة شهر ونصف، إلى الترويج للمقومات والمنتجات والأنماط السياحية المختلفة والمتنوعة بالمقصد السياحي المصري لجذب السائحين بالسوق العربي وتشجيع زيارتهم لمصر خلال شهر رمضان المعظم وأيام عيد الفطر المبارك للاستمتاع بتجارب سياحية فريدة ومتميزة حيث تتمتع مصر بروح وطبيعة خاصة في الشهر الكريم تجمع بين الجانب الروحاني والترفيهي، كما تروج أيضاً للسياحة الداخلية وتدعو المصريين بالاستمتاع بالأجواء المتميزة للشهر الفضيل في بلدهم الأم مصر.

ومن جانبه، أكد  عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، أن هذه الحملة تأتي في إطار تكليفات السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار للعمل على تعظيم الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة في الترويج السياحي لمصر من خلال تكثيف الاعتماد على التسويق الإلكتروني وإطلاق حملات إلكترونية حيث يتم إطلاق هذه الحملة على المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ولاسيما في ظل الاتجاه المتزايد نحو استخدام الإنترنت للبحث و الحجوزات.

وأضاف إنه تم تخصيص صفحة على الموقع الإلكتروني الترويجي للهيئة للترويج لشهر رمضان الكريم من خلال هذا الرابط بالضغط هنا، كما سيتم بث الفيديو الترويجي للحملة والحلقات قصيرة على العديد من منصات التواصل الاجتماعي منها فيسبوك، وانستغرام، وتيك توك، وسناب شات، وجوجل ديسبلاي، بالإضافة إلى منصة شاهد، بما يساهم في وصول الحملة للجمهور المستهدف.

وأشارت  سوزان مصطفي مدير عام إدارة الترويج السياحي بالهيئة، إلى إنه تم خلال هذه الحملة الترويجية استثمار الأجواء الإيجابية المبهجة والمميزة لشهر رمضان المبارك في مصر لإنتاج وإعداد محتوى ترويجي عن عادات وتقاليد المصريين لاستقبال هذا الشهر الكريم وقضاء أيامه ولياليه حيث تعكس مزيج من التراث الحضاري والثقافي الشعبي المميز، حيث يتضمن المحتوى الترويجي للحملة فيديو يلقي الضوء على الثراء والتنوع السياحي للمقصد المصري، بالإضافة إلى حلقات قصيرة يقدمها مؤثرون وصناع محتوي من العرب والمصريين عن أجواء الشهر الفضيل وعيد الفطر المبارك في مصر.

و أوضحت نسرين عثمانلي مستشار الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي لشئون مطار القاهرة الدولي، أنه يتم حالياً عرض الفيلم الترويجي الخاص بالحملة على شاشات العرض التعريفية الموجودة بمطار القاهرة الدولي بمباني الركاب 1، 2، 3 في صالتي السفر والوصول في مسار السائح بما يساهم في تعريفهم بمقومات مصر السياحية منذ وصولهم بالمطار.
 

مقالات مشابهة

  • عريضة بريطانية تجمع 70 ألف توقيع احتجاجًا على دعوة الملك تشارلز لترامب لزيارة رسمية
  • الشريف: التمر الليبي يتوج بمهرجان القاهرة وسط غياب مستنكر لمؤسساتنا الحكومية
  • ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
  • وزير العمل الليبي يشدد على أهمية تفعيل التأشيرات العمالية لضبط دخول العمالة المصرية إلى ليبيا
  • إعلام إيراني: استقالة جواد ظريف من منصب مساعد الرئيس الإيراني
  • صحفي ألماني: أردوغان يفوز دائما
  • سيارات الإسعاف تصطف أمام معبر رفح لاستقبال المصابين الفلسطينيين
  • السيسي ومفوضة الاتحاد الأوروبي يشددان على أهمية استقرار وسلامة ليبيا والسودان وسوريا
  • العابد يناقش في القاهرة حصر العمالة المصرية في ليبيا
  • السياحة تطلق حملة ترويجية لمصر خلال شهر رمضان