سودانايل:
2024-09-18@23:40:06 GMT

النكسة والخطأ

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

أ.د صلاح الدين خليل عثمان ابو ريان

(لقاء حمدوك يوم ٠٨/فبراير/٢٠٢٤ ، بى.بى سى. هارد توك )
من أبوظبى... تحدث حمدوك فى هذا اللقاء عن فترة حكومته ، التى وصفت بفترة الركود السياسى و التي لم تحسم القضايا العالقة.
كانت عبارة عن تحويل السياسة من ذاكرة متفتحة أساسها الإيمان بالوطن الى جسد ذابل .فقد كانت الدولة تسير فوق نفق مظلم وتحيط بها المخاطر والفتن المنتنه الأمر الذى أضاع امننا وأبدله رعبا.


هى الحقيقة التى جعلت سفينة الوطن تبحر فى إتجاه غير صحيح لعدم دقة البوصلة. فعشنا فى دوامة الكذب فى ظل وضوح الحقيقة، تركنا مشاعرنا وأحاسيسنا الوطنية للزمان وهذه هى النكسة والخطأ والطامة الكبرى . ومقدار ما افسدته تلك الفترة يعتبر عدوانا على قيمنا واخلاقنا، تمهيدا لتنفيذ مخطط دويلة الإمارات المختبئ وراء ستار مكشوف والذى يسعى إلى تنفيذ المخطط الغربى وهو التفكيك الأخلاقى كبديل للثورة الخلاقة و الذي يطبق على مراحل من سنة الى ٥ سنوات ثم الى ١٠ ثم الى ١٥ سنة. كانت فترة حكمه عبارة عن فراغ متمادى ساعد على عدم إعادة الحياة لشرايين الدولة.
قدم إستقالته وأفاد بانه لا يستطع القيام بواجباته . وكان ذلك تمهيدا لمرحلة التفكيك الأخلاقى الثانية. فتحركت ذئاب الخيانة والكراهية لإستلام السلطة وبدأت الحرب وكانت توقعات (قحت) بأن ستنتصر مليشيا الدعم ويعود حمدوك حسب المخطط. وتذكرت المحجوب رحمه الله وقلت فى نفسى (أيعقل أن يكون هذا جلس على كرسى المحجوب؟؟) .
حزين أنا ومجروح القلب إنها النكسة الكبرى ولا يمكن أن يعود مرة اخرى ، فمواصفات رئيس الوزراء لا تنطبق عليه بعد كل الذى جرى ويجرى دون مراعاة للدم المراق. وحتى لا يضيع الوطن هب الشعب جيش واحد شعب واحد باصوات حناجر مدوية تفوق أعاصير الشتاء فخلع الأقنعة وظهرت تلك الوجوه القبيحة التى تنفذ مخطط دويلة الامارات . الشعب صبر وتحمل كفى ويكفى حمل البندقية ونزع جلد الصبر بجلد الوطن الحر ، وطالب حواسه بان تسمع الحق وتفسح المجال للعقل لتلقى الفكر الصحيح وسيمسح من عينيه الغذى الذى وضعوه على عيونه وكل الذى جعله يرى الخطأ وكأنه الصواب .
لقد عاش الشعب دور الضحية لكنه أفاق وسيتجاوز هذه المحنة مهما كلف الأمر.
لا نريد لتاريخنا فى هذا العصر وصمة عار . من منا يقبل أن يتاجر بوطنه ليفجر ألغام الدمار؟ ...لا أحد .
لينهض الشعب حتى تتبعثر دويلة الشر فيحى الوطن وينعم بالإستقرار والأمن والوحده والرخاء ويقول الفرد منه للعالم اجمع (انا الأمير بموطنى) ..(أنا حر صانع لأوامرى) .فليسأل العالم عن سمعتنا الدولية وعن سودان الشمم والإباء. عن الصدق والوفاء والكرامة والشجاعة والحرية التى لا تحجبها سقوف تقليدية . نؤاخى الانسان ونكرم ضيفنا ونرعى جارنا ونصون أعراضنا ونفى بالعهد ونسرع الى النجدة ونخاف العار ونحترم العلم والعلماء ونقدم رجال الفضل والكرامة ونطيع ولى الأمر منا فى الحق. نحب البلاغة وأدبنا الشعبى والحكمة والأدب ونتخذ الشعراء وأصحاب البيان ندماء سمرنا وزينة مجالسنا فى المدن والبوادى. لنا إفتنان بالعلى وشغف بالندى وتسابق الى الغايات وسبق فى المرؤات دربنا من خلاله ضباط جيش وشرطة لدويلة الإمارات.. لكنه عطاء لمن لايستحق .هذا هو السودان وجود إقليمى ودولى ووجود راسخ فى عالمنا المعاصر .الولاء فيه للوطن كله .
أقول لدويلة الإمارات : *(ياناطحا جبلا برأسه ..إرفق براسك لاترفق على الجبل)*.

أ.د صلاح الدين خليل عثمان ابو ريان أستاذ الفكر المعاصر والدراسات المستقبلية . الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية .

yassir2002@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

سبتمبر وجه الجمهورية المشرق

كتب / محمد الحفيظي

أثمن ما في هذا الوطن سبتمبر كونه رمزاً لكل ما مضى، نرى فيها حاضرنا، ونستطيع أن نطِلّ به على مستقبلِنا؛ باعتباره مهد الحريه، ومدرج الجمهورية ومرتع العدالة، ومأوى الحقوق، ومنبع الذكرى، ونبراس الحياة، وموطن كرامة ونضال الآباء، والأجداد، وملاذ الأبناء، والأحفاد؛ فحبه حينئذ – مرتبط بنبض القلب في الجسد، والروح، ومرتبط بالوفاء له، والأحتفال بقدومه والتضحيه بالسير على نهجه بكل غالٍ، ونفيس؛ لأجل الحفاظ على ثوابت وقيم الثوره والنظام الجمهوري.

عشقناه في الوطنية، وعشناه في الهوية؛ لأننا أستمدنا منه أركان انتمائنا للوطن، فكان لنا أجزاء الكيان الإنساني للشعب اليمني بعد أن ترجمته  إرادة، وعزيمة الشعب إلى حب علني، وعملي بمرساته الخفية الراسخة، التي تربط سفن عواطفنا بمراسي أرض السعيده؛ لأنّ الأفتخار والأعتزاز بثورة سبتمبر ليس مجرد شعور إنساني يقتصر على القلب، إنما هو متجسِّد في سلوك الإنسان اليمني، وهو بالتأكيد أغلى الحكايات في الحب عندما تحب الشعوب الحريه والعداله والمساواه فإن القلوب تهواء ذكراه وكذلك الأفئدة، وتتحرك لذكره المشاعر فإنّ الانتساب إليه غاية، والانتماء إليه شرف. وحق على كل إنسان محب لهذا الوطن، أن يفتخر بسبتمبر  فله في قلب تاريخ وعهدا يتجدد ورسالة مكتوبة يصغي لها الأحرار؛ لأنه قام على الكهنوت الظالم والحاكم المستبد من أجل المساواة والحريةوالوفاء، والتضحية، والفداء فالإنسان بلا كرامه وحقوق لا يملك وطن، وبلا هوية، وبلا ماضٍ أو مستقبل سبتمبر هو أجمل نسخة تعيشها الجمهورية اليمنية في إطار الزمن تم ترجمته الحرفية إلى واقع، جميل، عقل كل حر يتحلى بالفطرة السليمه إذ لا يشذ عنه إلا من كان منحرف الفطرة، ولا يزيغ عن محجته الناصعة إلا من هو عديم الضمير النقي؛ لأنه يخفي وراء ذلك نفساً شريرة، وإرادة ضعيفة، وأهدافاً شخصية ومطامع مادية زائلة.

أن ثورة 26 من سبتمبر لم تكن مجرد هاله إعلامية أو عباره عن فوضى شعارات خصوصًا في زمن تزايد فيه الإنتهاكات وقلةالمتقمصون للأدوار النضاليه كانت ثورة السادس والعشرون من سبتمبر موسوعة شاملة وملحمة متكاملة، من حيث الكرامه والإنسانيه  في الأفكار والرؤى، غزيرًه في الحريه واسعة في الثقافة والتطلع، لم تكن تقدم لليمنيين برامج وجوائز مالية، بقدر ما كانت تنشر ثقافة الجمهورية والفكر النضالي وحرية الحقوق والقضايا الإنسانية، عبر قاداتها وخلال أعوام مراحل متتالية، أعادت للعالم كيفية تقديم التراث اليمني، والسياحة، والتاريخ، وحضارة  اليمن الخالدة، وأمجاد الشعب العريقة، كانت تحمل معارف  بكل أوضاع المجتمع اليمني في جميع ربوع الوطن وحالة الشعب كله المستعبد من قبل كهنة العصر وأئمة الظلام حتى وجدت من يقوم بها ويحافظ عليها، بلا عشوائية أو تساهل أو تسارع لتحقيق أهدافها.

لقد كانت ثورة السادس والعشرون من سبتمبر قضية وطنية لطالما تمناها المواطن اليمني بشتى أنواعهم وثقافاتهم المختلفة، تحدت كل العوائق  حينما وضعت في طريقها وعندما عرف اليمنيون أن سبتمبر عهدا يتجدد في كل مكان وزمان يحتشدون الشعب اليمني العظيم لأجلها ويهرعون من حولها، ليحتفلون بها في جميع ربوع السعيده ويشاركون ويتظاهرون بحبهم وأفتخارهم بها في ميادين الوطن الكبير، لقد كانت ثورة سبتمبر العظيم خطابًا للعقول والأفكار، وملامسًه  للهموم والوجدان فاستفاد منها اليمنيون جميعًا ودول الجوار والعالم أجمع، بثراء نظامها الجمهوريّ و شرعيتها الدستوريه وعملها في نواحي الحياة العلمية والمعرفية والثقافيه فأعادت في انجازاتها الأمجاد الماضية والروايات الخالدة.

لقد كان سبتمبر ملحمة متكاملة من العداله وموسوعة من الحريه في الشمول والإبهارللجمهورية اليمنية وأرض السعيدة مكتمله لهذا السبب هناك إجماعًا شعبيًا ووطنيًا، في الأحتفال بهذه المناسبه العظيمة وهذا كل ما يستحقه سبتمبر العظيم الشموخ والفخر والأعتزاز لأن الذي حققه سبتمبرهو جوهرلشخصية الانسان الحر والمقاوم للظلم والطغيان بقوة وشمولية الانسان اليمني العظيم هذه هي الحقيقة الخالصة، ومعالم أحتفالنا بذكرى ثورة السادس والعشرون من سبتمبر المجيده .

مقالات مشابهة

  • رسميا.. مكادي يضم أمير رجب لاعب أورانج والسكة الحديد
  • ﺳﻴﻨﻤﺎ اﻏﺘﻴﺎﻻت الموﺳﺎد ﻣﻦ ﺣﺼﺎن ﻃﺮوادة إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺠﺮ
  • فض اشتباك
  • هل يتراجع الوزير؟
  • ترامب.. والقادم الأسوأ للفلسطينيين!
  • عادل حمودة يكتب: 101 سنة هيكل.. الاختلاف لا ينفي الإعجاب
  • سبتمبر وجه الجمهورية المشرق
  • «المتحدة» إعلام يُعزّز حقوق الإنسان.. سياسيون وخبراء يشيدون بطرح تعديلات قانون الإجراءات الجنائية للمناقشة: دعم للشفافية وتوعية للمواطنين
  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!
  • 25 سنة في حب «الصقور».. هواية الملوك تجذب «حسن وسراج» من الصيد للرعاية والتدريب