الصباح الجديد
أشرف عبدالعزيز
تطورات إيجابية بدأت تدب في أوساط الكتلة الديمقراطية، ويبدو أن مجموعات في داخلها وعت الدرس، وأدركت أن (المولد) السياسي سيتجاوزها إذا ظلت رهينة لسياسات الحلفاء من أنصار النظام البائد ومن يسير في خطهم غير آبه بحجم الدمار والويلات التي تتسبب فيها هذه الحرب العبثية يوماً بعد يوم.
رؤية الكتلة الديمقراطية وبعض المنظومات المتحالفة معها في جوبا بشأن وقف الحرب خطوة تستحق التشجيع، وإذا سارت هذه المنظومات على هذا النحو يعني أنها إنقلبت على إعلان (بورتسودان) وبدأت السير في الإتجاه الصحيح، لأن (تخندقها) في المحطة الأولى ينفي عنها صفة الحياد ولا تستطيع الإتصال بالدعم السريع ما دام أنها مصطفة مع الجيش بشكل كامل.
من المؤكد أن هذا الطريق الذي تسير فيه هذه المكونات السياسية ليس مفروشاً بالورود، وسيعمل من بداخلها على نسف هذه الخطوة، ومع ذلك لن يتمكن (الفلول) من السيطرة هذه المرة، لأن هذا التحول يجد التأييد من كل المجتمع الدولي، ومشاركة مصر في لقاء (المنامة) ينبغي النظر لها من واقع مختلف فقاهرة المعز ممسكة بالعديد من الملفات وتطمح في لعب دور مهم في الحل، وما دام أنها باتت مقتنعة بضرورة السلام ستحرك أذرعها نحوه بالطريقة التي يريدها المجتمع الدولي.
سيحاول (الفلول) تمزيق رؤية القوى المتحالفة معهم لوقف الحرب لأنها لم تتسق مع رؤاهم، وهذا يظهر جلياً في الخلافات حول الرؤية بين قيادات داخل الكتلة الديمقراطية التي طفحت إلى السطح بعد السجال الحامي الذي دار رحاه بين (الجاكومي) و(أردول) والذي عكس بشكل واضح تقاطعات الأجندة والتطورات الجديدة بشأن وقف الحرب.
ربما كثير من المراقبين لم يقرأوا حديث الكباشي بعدم عودة الاتفاق الاطاري بعمق، وظنوا أن الجنرال تراجع نتيجة الضغوط التي مورست عليه بعد لقاء المنامة، ولكن في تقديري الكباشي بث من خلال هذه التصريحات التطمينات للقوى السياسية والمدنية التي وقعت على رؤية وقف الحرب بجوبا بأن العملية السياسية ستشملهم ولن تستثنيهم.
وفي المقابل دعا الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل وحركة جيش تحرير السودان في بيان مشترك أمس الجمعة إلى حل سياسي للأزمة السودانية ينهي الحرب ويحقق السلام والاستقرار فى ربوع السودان ويفتح الطريق لمعالجة جذور الازمة السودانية، وجددا دعوتهما للمجتمع الاقليمي الدولي تقديم المساعدات الانسانية العاجلة والضرورية للسودانيين لتخفيف معاناة ومعالجة إفرازات الحرب .
وحث الجانبان، وفق البيان، القوي السياسية والمجتمعية السودانية الي بناء أكبر جبهة وطنية عريضة وفق شراكة حقيقية تضم القوي السياسية وحركات الكفاح المسلح والكيانات الأهلية والدينية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة عدا المؤتمر الوطني تعمل على انهاء الحرب وتحقيق السلام والاستقرار والمحافظة علي وحدة السودان .
الأيام القادمة كما قلنا ستكون حبلى بالتحولات الدراماتيكية التي تهيئ المشهد لوقف الحرب (بس ركزوا في عدا المؤتمر الوطني) فقد بلعها حتى الحلفاء.
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
جهل دبلوماسي!!
أطياف
صباح محمد الحسن
جهل دبلوماسي!!
طيف أول:أحيانا تربكك فكرة صلبك على حائط الفشل بسبب سوء تعبير!!
ومنذ بداية الحرب أمسكت الفلول بممحاة الحيلة لتنأى بنفسها بعيداً عن ساحات العدالة والمحاكمة، وبدأت بعمليات التدمير للمؤسسات الحكومية والعدلية وحرق المستندات والأدلة، محو آثار الجريمة بجريمة!!
قامت بذلك تزامنا مع إطلاق سراح المطلوبين والمساجين من قيادات وعناصر النظام المخلوع وافراد جهاز الأمن المتهمين بجرائم قتل الثوار، فمنهم من طاله القصاص الرباني في ميادين الحرب ومنهم من هرب وعلى عاتقه أرواح من الأبرياء
والحرب التي تم إشعالها للقضاء على الثورة، كانت لها أهدافها الخفية منها وأهمها طمس أدلة الجرائم والفساد وإفلات المتهمين من العدالة
والمندوب الدائم بمجلس الأمن الحارث ادريس لم يكشف في رده على مدعي المحكمة الجنائية كريم خان الذي طالب بتسليم المتهمين المطلوبين لدى الجنائية لم يكشف أن تلف الأدلة والمستندات في الحرب هي التي تحول دون تسليم الحكومة للمطلوبين للمحكمة الجنائية
ولكنه كشف معها عدم وجود أدلة وبراهين تؤهله للمنصب الذي يشغله، فالرجل أمام العالم كله قدم في إفادته كل أسباب “الجهل الدبلوماسي” الذي يلقي قوامه “الضوء على محدودية الفكر الكيزاني، وضحالته تثبت عن فقر دبلوماسي حد العوز، فالحارث ظهر وكأنه بمنطِقه المتواضع يخاطب المدير التنفيذي لمحلية بحري ليقنعه بالعدول عن قرار يتعلق بإزالة” دكان” في السوق المركزي
وفات عليه أنه يخاطب دوائر عدلية دولية لها من التاريخ والخبرات ومن الأدلة مايكفيها لمحاكمة المتهمين
وإن فرص الأخذ والعطاء، بينها والحكومة السودانية لاتتجاوز خلق روح من التعاون السلس لتقديم المتهمين للعدالة بطريقة تحترم الأعراف والقوانين الدولية
ولكن كشف إدريس أن العقلية الكيزانية بها من الخواء مايكفي للسخرية أمام اهل العدالة الذين خاطبهم ، فالمحكمة الجنائية الدولية عندما وجهت إتهاماتها للمدانين، ومن غير الممكن والمستحيل أن تعتمد على أدلة لإدانتهم تنتظر أن تعتمدها حكومة الفلول التي يرأسونها!!
فالفقرة “2” من المادة 94 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تقول ( للدولة الموجه إليها الطلب أن تنظر فيما إذا كان يمكن تقديم المساعدة فوراً، رهناً بشروط معينة
إذا اتخذت قرارا بالتأجيل عملاً بالفقرة 1، جاز للمدعي العام مع ذلك، أن يتخذ تدابير للمحافظة على الأدلة، وفقاً للفقرة 1 (ي) من المادة 93).
هذا بالإضافة للتقارير المسجلة والموثوقه وأدلة وإفادات الشهود
فعندما تطلب التعاون يكون ذلك بإسلوب القانون الدولي الذي يحترم سيادتك الوطنية ولكنها لن تسمح لك بإستغلاله لصالحك، فإن لم تتعاون الحكومة، فهذا لايمنع القبض على المتهمين
والحارث إدريس بإفاداته الساذجة “مرمط ” الدبلوماسية السودانية وكشف عن سوءاتها سيما أنه يقر أن السودان موقع على مذكرة تفاهم مع المحكمة الجنائية بتقديم المساعدة في التحقيقات التي تجريها المحكمة وتقديم ونقل المشتبه بهم) ولكنه يؤكد نيتها نكث عهدها ويقول الحارث: (بالرغم من قبول السودان التعاون مع المحكمة إلا ان هذا يحتاج أن يتم في سياق قانوني دائم وليس مؤقت) مما يعني أن تنتظر المحكمة إنتهاء المرحلة الإنتقالية التي ربما تستمر لسنوات بعد أن يتم وضع قانون دائم.
وإن لم يتم وضعه!!
فهذا (تحايل غبي) لن تقبل به المحكمة ولا يأتي من شخصية دبلوماسية مدركة للفقة الدبلوماسي، لكنه فشل مركب في عملية التمرير الجيد للحيلة الدبلوماسية وللخروج من مأزق التوقيع وبحجة وهمية لاتنطلي على خبراء الجنائية
فالحارث كان متواضعا للحد الذي يجعلك تيقن أنه يجهل وظيفته ومهمته الأساسية!!
وينفي معرفة الحكومة بمكان هارون!!
بالرغم من أن هارون كان يدير إجتماعاته بعطبره تحت حماية الفريق ياسر العطا من أجل استمرار الحرب التي يمسك بأمرها بجانب كرتي
ولكن لن تُسلّم السلطات السودانية هارون ولن تكشف عنه لأنه يمثل السلطة الأعلى بإعتباره يرأس الحزب الحاكم للبلاد الآن ، بأداة القوة والحرب ولوطلبت الجنائية غدا تسليم الفريق البرهان لإستجاب هارون وسلمه فورا وليس العكس فالسلطة في السودان بيد المتهم نفسه ، حتى أن ادريس استمراره في منصبه من ذهابه يقرره هارون فالدبلوماسية الكيزانية منذ الإنقلاب عادت وفقا لمزاج القيادات الإسلامية واختياراتهم على أسس الإنتماء الي التنظيم إذن من يسلم من!!
ولكن هل الجنائية الآن تنتظر تسليمهم الأمر الذي لم يتم تنفيذه منذ سنوات، أم أنها وصلت إلى قرار استلامهم!!
طيف أخير:#لا_للحرب
قال قائد البراء إنه ليس طالب سلطة وفور انتهاء الحرب سيسلم زيه للقوات المسلحة وهذه قناعة جديدة لا تأتي إلا بخيبة جديدة
والسؤال عندما يسلم قائد البراء زيه للقوات المسلحة هل سيسلم معه سلاحه!!
الوسومالحارث إدريس السودان المحكمة الجنائية صباح محمد الحسن مجلس الأمن