أفراح النصر تضع خيارا واحدا للحرب
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الأفراح التي غمرت العديد من أحياء أم درمان ، بإلتقاء المتحرك العسكري القادم من كرري مع متحرك المهندسين في جنوب أم درمان، و الذي يؤكد الإغلاق العسكري الكامل لمناطق " الملازمين و بيت المال و أبوروف" التي يتواجد فيها عناصر من الجنجويد، و خاصة أؤلئك الذين يحتلون مبنى "الإذاعة و التلفزيون" أن هؤلاء سوف يمنع عنهم الإمداد و التشوين، و بالتالي ليس أمامهم غير تسليم أنفسهم للقوات المسلحة.
أن خروج الجماهير المندفعة نحو قواتها المسلحة إحتفالا بالنصر، و بتلاحم المتحركات، يؤكد أصرار الجماهير و الجنود على مواصلة الحرب حتى النصر، و عدم الإلتفات لدعوات التخزيل و الانكسار التي تمارسها بعض المجموعات الباحثة عن مصالحها الشخصية، و تحاول أن تنقذ عملية دحر الميليشيا، لأنها تعتقد أن هزيمة الميليشيا عسكريا تعني هزيمة المشروع الذي أدى إلي إندلاع الحرب. كما أن القيادة العسكرية نفسها قد تجاوزت مرحلة المناورة و التكتيك السياسي التي كانت تتطلبها المراحل السابقة، بهدف تخفيف الضغوط الخارجية عليها. و التي كانت تمارسها الرباعية " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الامارات مدعومة من الاتحاد الأوروبي" و أيضا الثلاثية " الاتحاد الإفريقي و الإيغاد و الإمم المتحدة" هؤلاء كانوا ينظرون للقضية السودانية من خلال مصالحهم، و كانت محاولاتهم تهدف إلي رفع القوى السياسية التي يعتقدون إنها سوف لا تقف ضد هذه المصالح.. فكانت مثابرة قيادات تلك القوى المدعومة خارجيا كبيرة، و لكنها كانت في الاتجاه الخطأ، حيث راهنت على الخارج دون الجماهير.. مما جعلها تفقد الدعم الجماهيري المطلوب.. الأمر الذي أفشل كل محاولاتها و خطتها السياسية و الإعلامية.. صحيح أنها كانت فاعلة؛ لكنها فاعلية دون أن تحرز أي نتائج على الأرض تجعلها أن تكون مؤثرة سياسيا في المستقبل. أمامها حلا واحدا؛ أن تقدم على كسر الحائط الذي بنته بينها و الجماهير، و هذا يتطلب منها الإعتذار و نقد ممارساتها السابقة، و تقبل بشروط المعادلة السياسية الجديدة، أن يكون الحوار الوطني الجامع في السودان هو الحل و دون أي إقصاء.. حتى لا تجعل دعوة مضادة لإقصاء كل الذين وقفوا بعيدا عن مساندة الجيش و دحر الميليشيا. و أيضا يجب عليها أن تفهم أن العلاقة المتوترة بين القوى السياسية و الجيش لا تساعد على نهضة البلاد.. و لابد من بناء علاقة جيدة بين الجانبين حتى تنجح عملية التحول الديمقراطي..
و أن قيادة الجيش رغم قصن الزيتون الذي حدثنا به شمس الدين الكباش من منبر كوستي، إلا أنه لن يوقف ضد مشروع دحر الميليشيا.. و أخر خطاب لهذه القيادة كان للفريق أول شمس الدين الكباشي الذي بين فيه لا عودة إلي " الاتفاق الإطاري و لا عودة إلي الإملاءات الخارجية" و لاءات الكباشي تحدد معالم الطريق الذي رسمته القوات المسلحة و أيدته الجماهير. هذه هي المعادلة الجديدة و التي سوف تكون عصية علي الكسر مرة أخرى. أن الحرب قد غيرت ميزان القوى مرة أخرى أن يكون لصالح الجماهير، و شعارات الجماهير التي تؤكد ديمومة ثورة ديسمبر في " حرية سلام و عدالة" فالحرية لنا و لغيرنا.. و الوصول للسلطة يجب أن يرجع للجماهير هي التي تختار حكومتها عبر صناديق الاقتراع.. و أيضا النقابات تختار قياداتها عبر صناديق الاقتراع بدلا من سرقة لسان المهنيين و العاملين..
أن الحرب الدائرة و محاولة الإجابة على الأسئلة متى تقف الحرب؟ هل بالنصر أم بالتفاوض؟ كلها ملهاة و تشغل الناس عن التركيز عن منازلهم و ما أصابها.. أن عودة الناس إلي منازلهم سوف يجدون حالة الضيق التي كانوا يعيشونها في أماكن نزوحهم هي أخف وطأة من معرفة حقيقة ما حدث لهم من سرقة و نهب و تدمير لمنازلهم و سوء استخدامها.. تلك الحظة التي يشعر فيها المواطن بالمرارة الحقيقية لأنه سوف يواجه الحقيقة دون أي رتوش عليها.. في تلك الحظة تصبح ردة الفعل عنيفة جدا.. فالذي يريد أن يعتذر للجماهير عليه أن يعجل قبل النصر على الميليشيا.. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
العلاق: العراق أصبح واحداً من أفضل دول العالم في السيطرة على بيع الدولار
الاقتصاد نيوز _ بغداد
أكد محافظ البنك المركزي علي العلاق، السبت، أن العراق أصبح واحداً من أفضل دول العالم في السيطرة على بيع الدولار.
وقال العلاق، في تصريح أوردته وكالة الانباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "العراق أصبح اليوم واحدًا من أفضل دول العالم في السيطرة على بيع الدولار، حيث تتم هذه العملية بشفافية ودقة، ويتحقق المواطن من خلالها من وثائقه ومغادرته البلاد"، موضحاً أن "هذه الآلية تُعد الأكثر انضباطًا وشفافية ورقابة في العالم، كما أشار إليها الخبراء الدوليون".
ونوه العلاق الى أن "الأخبار المغلوطة والتشويه الإعلامي قد يضرّا بمصلحة العراق والقطاع المصرفي"، مؤكداً أهمية الفخر بالتطورات الكبيرة التي يشهدها العراق".
وبين أن "الحكومة والبنك المركزي يعملان جاهدين على تثبيت الممارسات السليمة والمتوافقة مع المعايير الدولية"، داعيًا إلى "ضرورة تسليط الضوء على هذه الإنجازات في وسائل الإعلام".
ولفت الى أن "تسليط الضوء على هذه التحولات والتطورات يساعد في تعزيز الثقة الدولية في القطاع المصرفي العراقي، وهو أمر حيوي لمواصلة تطوير النظام المالي في العراق".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام