سودانايل:
2025-03-10@12:41:10 GMT

لا للتمثيل بجُثث الهلكَى… ولكن!!!

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

خارج النص
*النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا بقتال الكفار والمشركين (كُفار قُريش ومن والاهم) والغُزاة والمُعتدين (المُتمردين/الحرامية/المُرتزقة ومن عاونهم) سرطان العصر ديل!!!.. ونهانا وشدد في النهي عن الآتي: التمثيل بالجُثث، قتل الأسرى، قتل الأطفال، قتل الكبار في السن، قتل النساء وقتل الراهب في صومعته.

..
* هذا هُو ديننا الحنيف اللِّي بنتعبَّد الله به...
* من أوائل من مثَّل بجثث القتلى في التاريخ الإسلامي هي (هند بنت عُبتة بن ربيعة القرشية والدة معاوية بن أبي سفيان).. وقصَّتها مشهورة مع سيف الإسلام سيدنا حمزة بن عبد المطلب عليه السلام... لم يتركها الدين الإسلامي وهي تقُوم بهذه الفِعْلَة الشنيعة فأهدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم دمها مع أُخريات.. ثم جاءت مسلمة تائبة بعد فتح مكة وعفى سيدنا اللطيف بالعباد عنها عندما صفح عن قومها من قريش...
* وتوالت هذه الأعمال القبيحة الدخيلة على المُسلمين بعد ذلك، فمُثِّل بجثة مالك بن نويرة، محمد بن أبي بكر الصديق، الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، عبد الله بن الزبير بن العوام وسيدنا زيد بن الإمام محمد الباقر وعيييييييييك.. لاحدي آخر جُثَّة مُثِّل بها في التاريخ الحديث، والي غرب دارفور السيد خميس أبكر (رحمه الله تعالى ورفع الله درجاته في عليين)...
* كل هذه الإمور في الإسلام مرفوووووووضة.. فقد صرخ سيدنا عُمر في وجه خالد بن الوليد الذي مثل بجثة مالك وطالب أمير المؤمنين حينها سيدنا أبو بكر بالقصاص منه.. وقد أدانت كل مؤسسات حقوق الإنسان العالمية قتل والي غرب دارفور بدمٍ بارد والتمثيل بجثته من قِبَل هؤلاء التتار!!!
* ما إستغربته هُو هذه الهجمة الشرسة من قِبَل بعض النُشطاء (بين قوسين عيال المُتمرِّد الهالك أصحاب البُوست بـ 5 دُولاااااااااااار والحسابة بتحسب) وهُم يكاكُون منذ الأمس بتويتر على قطع رأس أحد المُحاربين المُغتصبين الغُزاة بالأمس من قِبَل أحد الشباب المُستنفرين المغبوين منهم ومن فعائلهم التي أحدثوها بمدينة واد مدني وقراها والتي يندى لها الجبين.. وكأن هذه الفِعْلَة هي السِمَة الغالبة لجنودنا وشبابنا الأبطال..

* لا لا لا يا دجاجة المتمرِّد.. عُمُرنا ما سِمعنا بمثل هذه الفعلة الشنيعة وقواتنا تدُك في حصون المتمردين/الحرامية/المُرتزقة وتطاردهم عبر الأزقة والحواري بأُم درمان.. ودُونكم هذه المُسيَّرة مهاجر6 الإيرانية (مُرفق الفيديو) التي حلَّقت على نعش قائد ثالث الجنجويد الذي هلك أول أمس بمدينة المُهندسين وهو في طريقه إلى مثواه الأخير.. لم تضربهم إلا بعد رجوعهم من ستر الميت.. وبعدها بدقائق لحَّقُتُنْ بقائدهم الهالك!!!

لهؤلاء الرخيصين (بالتحديد) نقول:
- لماذا لم تدينُوا ساداتكم وهم يتلاعبون بجثة الوالي خميس أبكر؟؟؟
- لماذا لم تدينُوا حادثة حرائر الخرطوم وقد تم إغتصابهن وتصويرهن في حادثةٍ تُدمي القلب وقد قام هؤلاء الرعاع بتوثيقها بكاميراتهم ورفعوها بالفيسبوك!!!؟؟؟
- لماذا لم تدينُوا (بطح) شايب مدني وقد إجتمعت عليه كلاب لهَب من شيقة لا ميقة وقد أوسعوه ضرباً وهو كبير في العمر يتلوَّى من أوجاع سياطهم، ثم ما يدرينا أن من قطع رأس هذا الجنجويدي المُغتصب هُو إبن لهذا الرجل الذي أُنتهكت كرامته بتصويره وهو يتوجَّع عبر الميديا؟؟؟!!!
**على العموم.. مبدأنا الثابت المُعاملة الكريمة للأسير، وعدم التمثيل بجُثث الهَلْكَى.. والإيمان القاطع بأن الحرب أدب.. والصياعة ذااااااتة أدب كما قال الحاج القرموطي…

 

jamal.trane@gmail.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

(الدراما في زمن الحرب … الجزء الأول)

خلال إحدى زياراتي للخرطوم قبل الحرب اضطررت للوقوف امام ( بنشر ) علي مدخل كبري شمبات لمعالجة احد اطارات سيارتي ، اوقفت السيارة امام مدخل البنشر و نزلت ابحث عن العامل و لم اجده ، دخلت لداخل البنشر الذي كان عبارة عن دكان صغير فوجدت العامل راقدا علي سرير صغير داخل البنشر و رافعا اقدامه علي الارفف ، القيت عليه السلام و لم يتحرك بل ظل في ذات وضعه و قال لي ( مرحب ، مالها عربيتك ؟؟ ) حبنها اندهشت حقيقة من الاسلوب و قلت له ( عايز ارخصها ) .

هذا المشهد ليس بالغريب علينا ولا نستطيع ان نقول بانه سلوك فردي ، بل هي ظواهر و سلوكيات منتشرة في جميع بلادنا ، بداية من صاحب البقالة في الحي الذي يمتلك سرير داخل بقالته مرورا بالتجار الذين ينتهجون سياسة ( يفتح الله ) و انتهاءا” بموظفين الخدمة العامة الذين يخرجون جميعا في الصباح لزيارة زميلتهم التي انجبت مؤخرا” تاركين مراجعين المؤسسة بالعشرات في انتظار عودتهم ،
هذه السلوكيات و الظواهر التي اقعدت بلادنا ردحا من الزمان لا يمكن للدولة ان تعالجها بالقوانيين و اللوائح ، فالقانون لن يخدم ثقافة البيع و الشراء او يحسن في اداءها و لن يستطيع ان يسيطر علي التسيب و الكسل عند موظف الخدمة العامة .

كذلك مشاكلنا الاجتماعية التي تسيطر علي الساحة الآن من تفكك اسري و انتشار للمخدرات و جرائم الابتزاز و الاسرة و الطفل و جرائم المعلومات ، و كذلك آثار الحرب الاخلاقية و النفسية ، كلها يا سادتي لن يستطيع اي قانون علي وجه الارض ان يحد من انتشارها او يعالجها .
الحل يا سادتي في الدراما فقط ، الدراما هي وحدها القادرة علي نشر ثقافة البيع و الشراء و تثقيف المواطن بحقوقه القانونية و واجباته ، وحدها الدراما قادرة علي تثقيفنا سياسيا و اقتصاديا” و امنيا” .
مسلسل ( بيرزون بريك ) اشهر المسلسلات الامريكية لو اجريت بحثا” صغيرا حول اهم الممولين لانتاجه ستجد ان شبكة فوكس التلفزيونية الامريكية هي اكبر منتج للمسلسل و التي تملك الحكومة الامريكية اكبر اسهمها و اذا بحثت اكثر ستجد ان اكبر داعم لهذا المسلسل هي ( السجون ) الامريكية او المؤسسات الاصلاحية ، لماذا يا تري ؟
فقط لاجل تبصير المجتمع الامريكي بخطورة الدخول للسجون الامريكية التي يمكن ان تتعرض فيها للقتل بسهولة او للاغتصاب او ان تقضي فترة عقوبتك ك ( كمريرة) لاحد زعماء السجون حتي لو كانت تهمتك سرقة محفظة فقط .

دعكم من امريكا و لننظر لاخوتنا في شمال الوادي ، سنجد ان الحكومات المصرية كلها كانت تدفع بميزانية تقارب ميزانية التعليم لمجمع ( ماسبيرو ) او هيئة الاذاعة و التلفزيون المصري و لمدينة الانتاج الاعلامي ، هل كل هذه المبالغ كانت لدعم سياسات الانظمة الحاكمة هناك ؟
بالطبع لا ، بل كانت لانتاج مسلسلات تغرز في المواطن المصري حب بلاده و التضحية من اجلها مثال ( رافت الهجان ) و لاجل تثقيف المواطن باساليب البيع و الشراء و التسويق و لاجل توعية المواطن المصري من مخاطر الجريمة و لاجل تعليمه اسس و قواعد ادارة السياحة و التعامل مع السياح و لاجل توعيتهم بمخاطر الوجود الاجنبي و رفع مستوي الحس الامني للمواطن و لتعريف المواطن بحقوقه امام الشرطة و توعية الشرطة بواجباتها و حدود تعاملها مع المواطن مثال فيلم (هي فوضي ) و .. الخ .

الدراما المصرية درست اجيال كاملة تاريخ بلادهم و جسدت لهم شخصيات بلادهم الوطنية من جمال عبد الناصر الي انور السادات و شخصياتهم الفنية من ام كلثوم الي عبد الحليم و الموسيقار عبد اللوهاب .
قبل عدة سنوات تحدثت في مقال عن محمد احمد المحجوب و عمر الحاج موسي ، فسالتني احدي الصديقات في البوست قائلة ( ديل منو ؟؟ ) لا تثريب عليها بالطبع لان المناهج التعليمية لم توفيهم حقهم و الدراما السودانية عجزت عن تخليدهم باعمال درامية ، نحتاج لمسلسل درامي يوثق لمعركة الكرامة بشهداءها و لمسلسلات توثق ثورات اكتوبر و ابريل و لافلام تعيد لنا ارواح المحجوب و الازهري و كروما و خضر بشير ، افلام توثق لقواتنا المسلحة وهي تحرر الرهائن الامريكان من جبال بوما في اشهر عملية ادهشت العالم وقتها و نوثق لشرطتنا و مباحثنا التي كشفت اشهر الجرائم في ساعات قليلة و مخابراتنا التي قامت بعملية بدر الكبري في اكبر عملية مخابراتية شهدها العالم عندما خدعت القزافي .

افلام تحكي لنا قصص ابو داؤود و عظمة الحوت و تخبر العالم كله ان بالسودان كان هناك رجل اسمه محجوب عبد الحفيظ عندما اهتم بذوي الاحتياجات الخاصة و خصص لهم برنامج ( الصلات الطيبة ) بتلفزيون السودان لم يكن العالم وقتها قد قرر ان يخصص (باركنج ) للمعاقين .
نحتاج ان نوثق لفساد و عمالة احزابنا السياسية و ضلالهم في اكبر عمل درامي لنضمن ان الاجيال القادمة لن يخدعوها المعاقين فكريا” و نفسيا” من جديد .

في هذه السلسلة من المقالات سوف نحاول ان نعرف اسباب فشل ( الجقر ) في ( ديالا ) و نجاح ابوبكر الشيخ في ( اقنعة الموت ) فنحن من المؤمنين باهمية الدراما في المجتمع و نعلم جيداً بان الدراما ليست تسلية بل هي جزء من الحل ، فإهمال الدولة للدراما و تركها للتجار هو إهمال لا يقل خطورة عن إهمال الأمن القومي للبلاد .
نزار العقيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • يتنمر عليه
  • المطر يعيش ساعاته الأخيرة في العراق ولكن: موجة بـ3 دفعات قادمة والعيد قد يكون “طينيًا”
  • أبي أوصى بالحج عنه ولكن التكاليف مرتفعة فماذا أفعل؟.. الإفتاء تجيب
  • دروس وعبر من قصة سيدنا موسى.. ما هي معجزة شق البحر؟
  • ما حكم نقل الدم أثناء الصيام؟.. الإفتاء: يجوز ولكن بشرط
  • إبراهيم عليه السلام رمزٌ وقدوةٌ في البراءة من أعداء الله، لا التطبيع معهم!
  • دعاء يجلب الرزق ويمنع الفقر .. واظب عليه في قيام الليل
  • سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • (الدراما في زمن الحرب … الجزء الأول)