سودانايل:
2025-03-18@06:56:30 GMT

نبتة الشر الجنجويدية في السودان

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

عثمان محمد صالح
جهنم تفغر فاهها في السودان:

في الخامس عشر من أبريل من العام الماضي أعلن الجنجويد الحرب الشعواء على السودانيين إثر إخفاق خطتهم في الاستيلاء على السلطة في البلاد واغتيال رأس الدولة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان أو اعتقاله
والجنجويد هم جماعة عابرة للحدود قوامها مجرمون مغتصبون نهابون وسفاكون للدماء.

وكنوع من العقاب الجماعي للمدنيين سرعان ما ملأ الجنجويد سماء العاصمة الخرطوم
بالأغبرة السوداء المنبعثة من رماد الحرائق وأصوات الصراخ والعويل مختلطاً بأزيز الأعيرة النارية وصليل المدافع الثقيلة وأغبرة السيارات التي تهرب في عجل من الخرطوم حاملة في جوفها أفواج الناجين من مسلسل الرعب المطبق خناقه إلى أي بقعة آمنة في أقاليم السودان الأخرى أو في الدول المجاورة.

خرج الجنجويد على السودانيين بغتة من تلافيف رواية رعب.
، وكما يخرج المارد في ثنايا الحكايات القديمة من اسار القمم انفلتوا، يصولون ويجولون كالأرواح الشريرة منتشرين كالوباء في أحياء العاصمة المذهولة من هول وويلات أفعالهم الجنونية.
متحررين من صندوق باندورا محبس الأشرار انطلق الجنجويد كعصار من اللعنات يهب من كل حدب وصوب، واعملوا في أهل الخرطوم العزل قتلاً ونهباً وترويعاً واغتصاباً وتخريباً وحرقاً وطرداً للسكان من بيوتهم واحتلالها وجعلها أوكاراً للرذيلة ومقاراً عسكرية. ثم تمدّدوا من بعد ذلك في ولايات غرب السودان والجزيرة يرتكبون فيها ذات الفظاعات والانتهاكات الجسيمة التي أصبحت العلامة المسجَّلة التي يميّزهم بها السودانيون. من مكان إلى مكان مدفوعين بشهوة القتل والسلب والاغتصاب لايكتفي الجنجويد من اقتراف الكبائر واستحلال المحرمات، لايوقفهم في ذلك قانون ولايردعهم دين. يفعلون مايشاءون. غايتهم احتلال السودان أو هدمه على رؤوس أهله بالاتفاق مع قوى الحرية والتغيير وهي ثلة من السودانيين يظاهرون الجنجويد ليحكموا السودان ولسان حالهم لأهل السودان يقول : إمّا حكمناكم، أو ليذيقنكم الجنجويد سوء العذاب حتى تستسلموا وتسلموا لمشيئتنا.

أكذوبة الحرب على الفلول والكيزان:

يشنّ الجنجويد حربهم على السودانيين تحت راية مخاتلة هي الحرب على الفلول والكيزان، والأخيرين هم أنصار عمر البشير الرئيس السابق للسودان والذي أطاحت بنظام حكمه ثورة ديسمبر 2018 . يؤازر الجنجويد في نشر أكذوبتهم الفجّة هذه حلفاؤهم في قوى الحرية والتغيير . إذا كان هناك حقاً فلول وكيزان فاعلين في السودان مدججين بسلاح الثورة المضادة فهم الجنجويد انفسهم إذ أنهم صناعة الكيزان انفسهم يدينون بظهورهم في المشهد السياسي لارادة الرئيس السابق عمر البشير في إنشاء قوة مسلحة تحميه وتدفع عنه في وجه الجماعات المسلحة في إقليم دارفور.

تتجلّى أكذوبة حرب الجنجويد على الكيزان والفلول في وقائع الحرب نفسها إذ أنه مامن سوداني يحسب اليوم أنه في مأمن من بطش الجنجويد في أيّ بقعة تطأوها أقدامهم الثقيلة. فالجنجويد لايفرّقون بين الناس عندما يجتاحون منطقة من المناطق، أنهم لايوفّرون أحداً حتى أولئك الذين ينكسرون لهم، بل وحتى الخونة والعملاء من السودانيين لايسلمون من أذاهم بعد اتفاعهم من الخدمات التي يقدمونها لهم. لايستثني الجنجويد إذاً كائناً من كان من عقابهم الجماعي الذي يذلّون به كافة السودانيين بهدف تفريغ السودان من سكانه بالطرد أو الترهيب والاغتصاب والتقتيل. وإنها لخيانة للوطن ماتقوم به قوى الحرية والتغيير، كيفما تلوّنت باسمها المستحدث "تقدم"
بتحالفها مع الجنجويد ضد الجيش السوداني تسوقها إلى هذا الموقف كراهيتها للكيزان الذين انكسرت شوكتهم وتبدّدت قوّتهم وانطوت صفحتهم وذهبت دولتهم في ثورة ديسمبر 2018، وصاروا من أشباح الماضي. إن عدّو السودانيين اليوم هم الجنجويد وأعوانهم، أمّا قوى الحرية والتغيير بمسمّاها المستحدث "تقدم" فإن عدّوها ليس الجنجويد بل أشباح الماضى الذي ولّى . عدو السودانيين هم قتلة ومغتصبون ونهَّابة من لحم ودم يسعون في الأرض فساداً، أمّا قوى الحرية والتغيير"تقدم" فهي ماتزال حبيسة ماضٍ تولّى ودفعت بها هلاويس ذلك الماضي إلى التحالف مع الجنجويد الذين كانوا حراساً مخلصين لدولة الكيزان.

عثمان محمد صالح،
الخامس عشر من فبراير 2024

osmanmsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوى الحریة والتغییر

إقرأ أيضاً:

اختفاء 2000 شخص فى السودان منذ بدء الحرب

أعلنت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء، عن ارتفاع حالات الاختفاء في السودان، إلى نحو 2000 شخص، منذ ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب، وأشارت إلى أن معدلات الاختفاء قد تزايدات فى مختلف أنحاء السودان مع استمرار الحرب.

إذ تزداد التحديات في عمليات التوثيق، ومن أبرزها انقطاع شبكات الاتصالات ووسائل النقل؛ مما أدى إلى عزل العديد من المناطق، إلى جانب صعوبة الوصول إليها وانقطاع الكهرباء في معظم أنحاء البلاد.

كما أن توسع رقعة النزاع زاد من تعقيد عمليات الرصد، إذ ينشغل الأهالي بالنزوح، كما يخشون الإبلاغ عن حالات الاختفاء حفاظًا على بقية أفراد أسرهم، إضافة إلى تلقي بعض الأسر تهديدات وطلبات فدية مقابل الإفراج عن أبنائهم المفقودين، وفقا لصحيفة سودان تربيون.

أما فيما يتعلق بالولايات التي تشهد صعوبات خاصة في توثيق عمليات الرصد فيها (محليات بحري، أم درمان، وجبل أولياء)، النيل الأبيض، دارفور، كردفان، الجزيرة، وسنار.

وكشفت وسائل إعلام سودانية، أن الولايات الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع تشهد انتهاكات واسعة ضد المدنيين العزل، تشمل القتل، الاعتقال، الاغتصاب، الاختطاف، والاختفاء القسري.

وخلال تقرير سابق فى إبريل الماضى، أفادت المجموعة بأن عدد المفقودين بلغ 1140 شخصًا، بينهم 998 رجلًا، و27 طفلًا قاصرًا (20 صبيًا و7 فتيات)، إضافة إلى 116 فتاة، و11 شخصًا من ذوي الاضطرابات النفسية.

المصدر: اليوم السابع 

كلمات دالة:السوداناختفاءأوضاع انسانيةالخرطوم تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

رولا أبو رمان

عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.

انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...

الأحدثترند اختفاء 2000 شخص فى السودان منذ بدء الحرب حساسية الربيع: تعريفها،أعراضها،أسبابها، علاجها أناشيد عن الأم للأطفال عاجل| نزوح 90% من أهالي مخيم جنين وصفة لنسف دهون البطن Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • في الخرطوم .. لحظات عصيبة على الجنجويد
  • تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت (..)
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • اختفاء 2000 شخص فى السودان منذ بدء الحرب
  • فك الخلاف ما بين تحالف السودان التأسيسي و”الديمقراطيين السودانيين” والدعم السريع
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • أمريكا تتخذ خطوة حيال دخول السودانيين إلى أراضيها
  • السلاح والغذاء في حرب السودان
  • ليلة سحور المهندسين السودانيين في قطر .. يا سر الليالي