عربي21:
2024-11-15@16:35:44 GMT

فصل جديد من العلاقات التركية ـ المصرية

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

حظيت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة الأسبوع المنصرم للقاء نظيره المصري عبدالفتاح السيسي باهتمام بالغ من قبل المتابعين والمراقبين داخل القاهرة وخارجها على اعتبار أنّها الزيارة الأوّلى لأردوغان إلى القاهرة منذ حوالي 12 عاماً بعيد اندلاع الخلاف بين الجانبين على إثر الانقلاب العسكري الذي جرى في يوليو عام 2013 ضد أول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية في تاريخ مصر الحديث.



وتُتَوِّج الزيارة الحالية مسار عدّة سنوات من التقارب بين الجانبين نتيجة للتواصل بين القنوات الاستخباراتية والدبلوماسية، والذي تسارع بدوره بعد اتفاق العلا الذي أنهى الأزمة الخليجية في عام 2021، وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا العام الماضي. كما ساهمت الحرب الإسرائيلية على غزّة منذ أكتوبر الماضي مصحوبة بعدّة تطورات إقليمية من بينها إتفاق الخط البري الهندي الخليجي إلى أوروبا، وإتفاق أثيوبيا مع أرض الصومال للحصول على ممر دائم الى البحر الأحمر، في تسريع عملية التقارب بين مصر وتركيا.

خلال اللقاء الذي عقد بين الجانبين، ناقش الطرفان قضايا تتعلق بالعلاقات الثنائية وبالقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. على المستوى الثنائي، بحث الطرفان تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة وتعهدا برفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى أكثر من 15 مليار وإلى تعدي سقف الاستثمارات الحالي البالغ حوالي 3 مليار دولار إلى ما هو أكبر. كما ناقشا تعزيز التعاون في مجال الطاقة والغاز وفي المجال الثقافي والسياحي والدفاعي أيضا. كما اتفق الجانبان على تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين ليعقد جلسته الأولى خلال زيارة يقوم بها  السيسي إلى أنقرة في أبريل المقبل لمتابعة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

على المستوى الإقليمي، بدا الجانب المصري مهتما بالوضع الليبي أكثر من غيره على الرغم من إشارته إلى التطورات الإيجابية في شرق المتوسط ومحاولة البناء عليها لتسوية الخلافات بين دول حوض المتوسط لتحقيق التعاون بين الدول المعنية فيما يتعلّق بالإستغلال الأمثل للموارد والثروات الطبيعية للجميع. وقد أمل الجانب المصري في التعاون مع تركيا لعقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا وتوحيد المؤسسة العسكري لتحقيق الامن والاستقرار. كما أشارا الى فرص التعاون الموجودة للطرفين في أفريقيا من خلال تعاونهما.

وغالباً ما يُهمل المراقبون تأثير الديناميات الثنائية على الأطراف الثالثة والعكس بالعكس، فالتطبيع التركي ـ المصري تأثر بشكل كبير بالتفاعلات التي اطلقها اتفاق العلا والعلاقات التركية-الإماراتية والعلاقات الإماراتية ـ الاسرائيلية، كما أثّر بدوره على على تفاعلات أخرى ذات صلة بالعلاقات مع السعودية ومع اليونان ومع الصومال وغيرها من الدول. ومن المتوقع أن يترك التطبيع التركي ـ المصري أثرا إيجابيا على العلاقات الثنائية كما على المنطقة، لكن سيُنظر إليه بشكل مريب من قبل إسرائيل وبعض الاعبين الإقليميين.

وعلى الرغم من أنّ المباحثات حول العدوان الإسرائيلي على غزّة تصدّرت جدول أعمال الطرفين التركي والمصري، إلاّ انّ ما صدر عنهما كان دون مستوى التطورات الجارية ودون تطلعات الجانب الفلسطيني وعدد من المراقبين. الجانبان أكّدا على ضرورة مواصلة التنسيق في إيصال المساعدات الى الفلسطينيين، وعلى ضرورة وقف العملية العسكرية في رفح، وعلى خفض التصعيد في الضفة الغربية، وعلى الضغط باتجاه تحقيق وقف فوري لإطلاق النار والمضي قدما في مسار حل الدولتين.

إن التنسيق المصري ـ التركي تطور إيجابي يمكن البناء عليه، وإن كان اهتمام الجانب المصري ينصب حاليا على تطوير الشق الاقتصادي والاستثماري في العلاقات الثنائية في حين يولي الجانب التركي أولوية للجانب الخارجي المتعلق بعدد من الملفات الإقليمية دون أن يعني ذلك انه غير مهتم بالشق الثنائيلكن موقفهما من غزّة لم يذهب أبعد من التصريحات علماً أن أيديهما ليست مكتوفة وأنّهما إذا ما قررا الاتفاق على خطوات معيّة أو إجراءات مشتركة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزّة، فانّ موقفهما سيؤثر من دون شك بالديناميات الإقليمية والدولية، لكنّ المشكلة أنّ لكل منهما حساباته في هذا المجال، اذ بدا الجانب المصري أقل انتقادا لإسرائيل في اللقاء، وقد علّق بعض المحللين الإسرائيليين في صحيفة هآرتس على هذا الموقف بالقول أنّ الجانب المصري لا يتحمّل الانخراط في مواجهة كلامية مع إسرائيل نظرا لوضعه الداخلي.

ومع أنّ الجانب التركي ـ كما المصري ـ يولي أهمّية كذلك للوضع الاقتصادي إلا أنّ ذلك لا يمنع أنقرة من إعلاء السقف في السياسة الخارجية وإن كلامياً كما بدا في المؤتمر الصحفي الختامي. لكن في نهاية المطاف، فان التساؤل حول عدم قدرتهما على تغيير الأوضاع تجاه إسرائيل انما يرتبط بشكل أساسي بمدى توافر الإرادة السياسية على خوض مواجهة، والأهم من ذلك مدى توافر القدرة علة تحمّل النتائج والتبعات التي قد تنجم عن موقف أو إجراءات مشتركة ضد إسرائيل التي تتمتع بحصانة دولية غير مسبوقة وبدعم غير مشروط من قبل الولايات المتحدة وبعض القوى الاستعمارية السابقة كألمانيا وبريطانيا وبشكل لم يسبق له مثيل أيضا.

في جميع الأحوال، فإن التنسيق المصري ـ التركي تطور إيجابي يمكن البناء عليه، وإن كان اهتمام الجانب المصري ينصب حاليا على تطوير الشق الاقتصادي والاستثماري في العلاقات الثنائية في حين يولي الجانب التركي أولوية للجانب الخارجي المتعلق بعدد من الملفات الإقليمية دون أن يعني ذلك انه غير مهتم بالشق الثنائي، وإنما أنه يرى أن حل هذه الملفات سيساعد حكما على تحسين الوضع الداخلي للطرفين وعلى توثيق العلاقة بشكل أكبر وأسرع. يبقى السؤال المتعلق بمدى رغبة الجانب المصري في إعطاء مساحة لتركيا كموطئ قدم لأنقرة للعب دور أكبر في الملف الفلسطيني، ولأي مدى قد يرغب في إشراك الجانب التركي في جهود ثنائية حول القضية الفلسطينية، قائما.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه زيارة المصري تركيا العلاقات مصر تركيا علاقات زيارة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العلاقات الثنائیة الجانب المصری الجانب الترکی

إقرأ أيضاً:

أمير قطر يجري مباحثات مع الرئيس التركي في أنقرة

بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة العلاقات الثنائية، إضافة إلى شؤون إقليمية، أبرزها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان.

وكان أمير دولة قطر الشيخ تميم قد وصل لأنقرة للمشاركة، إلى جانب الرئيس التركي أردوغان، في ترؤس اجتماع الدورة العاشرة للجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين.

وتطرقت المباحثات إلى المرحلة التي وصلت إليها مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.

ومن المقرر أن تبحث اللجنة الإستراتيجية العليا في العلاقات الثنائية بجميع جوانبها، وأبرزها العلاقات التجارية والاقتصادية، يعقبها التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم من شأنها أن تعزز التعاون في مجالات مختلفة بين البلدين وخاصة في المجال التجاري.

ويذكر أن وزير التجارة التركي عمر بولات قد ذكر أمس الأربعاء أن بلاده تنتظر دخول اتفاقية التجارة الشاملة مع قطر حيز التنفيذ في وقت قريب.

9 اتفاقيات بمجالات مختلفة

ونقلت وكالة الأناضول عن السفير التركي في الدوحة مصطفى غوكصو قوله إن تركيا وقطر ستوقعان اليوم الخميس 9 اتفاقيات في مجالات الاقتصاد والدفاع والثقافة خلال الاجتماع العاشر للجنة التركية القطرية الإستراتيجية العليا.

وأوضح غوكصو، في حديثه للأناضول، أن اللجنة التركية القطرية أنشئت عام 2014، وأنها تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات وخاصة في السياسة والاقتصاد والتجارة والدفاع والأمن والتعليم.

وأضاف أن اللجنة التركية القطرية حققت نجاحا كبيرا منذ إنشائها بتوقيع 108 اتفاقيات مشتركة بين البلدين.

وأشار إلى أن حجم التجارة بين البلدين زاد 5 أضعاف في الأعوام العشرة الماضية، لافتا إلى وجود أكثر من ألف شركة تركية تعمل في قطاعات مختلفة بقطر، وما يقرب من 200 شركة قطرية تعمل في تركيا.

وحول مساهمة تركيا وقطر في السلام والأمن الإقليميين، قال إن السبيل الوحيد لمداواة الجراح النازفة بقطاع غزة هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين.

وأضاف أن البلدين يركزان على التعاون في مجالات مثل الدعم الإنساني والاستقرار الإقليمي، فضلا عن مساهمتهما بنشاط في حل الأزمات بمواقفهما التي تشجع على الحوار والمصالحة.

وأكد غوكصو أن التعاون التركي القطري في معالجة الأزمة في غزة يعمل على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وإعلاء حقوقه المشروعة وإيجاد حل شامل يلبي رغباتهم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يبحث العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية مع نظيره الفرنسي
  • تعرف على تاريخ العلاقات المصرية الجنوب أفريقية
  • ولي العهد‬⁩ والرئيس الفرنسي يستعرضان هاتفيا تطور العلاقات الثنائية
  • رئيس الدولة والعاهل الأردني يبحثان العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة
  • أمير قطر يجري مباحثات مع الرئيس التركي في أنقرة
  • النائب أيمن محسب يؤكد: العلاقات المصرية الإفريقية شهدت نقلة نوعية في مسار التعاون والتنسيق المشترك
  • أردوغان يدلى بتصريحات هامة حول تطبيع العلاقات التركية السورية
  • لتعزيز العلاقات الثنائية.. أمير قطر يزور تركيا الخميس
  • لن ننسحب من سوريا.. الدفاع التركية تدعو الأسد لاغتنام عرض أردوغان لتطبيع العلاقات
  • تأثير فوز ترامب على العلاقات الأمريكية التركية