كلام الناس
نورالدين مدني
*لم أكن أبالغ عندما قلت في يوم الحب إن هناك أزمة حب عالمية ، هذا ما أكده من قبل الأستاذ الألماني الذي كان يحاضرنا في معهد الصحافة ببرلين قبل سنوات عندما قال لنا إنه وزوجته يمضيان طوال اليوم أمام جهازهما الالكتروني ، كل منهما في عالم آخر.
*المسلسلات التلفزيونية تطفح بالمعضلات العاطفية من كل جنس وحدب تؤكد أيضا عمق الأزمة العاطفية ، كذلك دخلت أشرطة الفيديو في التنافس على طرح هذه المعضلة وقد ظهر مؤخرا فيديو بعنوان (أنا ما بدي غير شقفة زلمة) ليس بعيدا عن حال بناتنا.
*لا نقول هذا للتخفيف على أنفسنا فمعضلتنا مع الحب أكثر تعقيدا الأمر الذي جعل أصحاب الخيال الظريف يبتكرون نكاتا موجعة مثل تلك التي تقول إن إحدى اللاتي تخطاهن قطار الزواج وقفت وهي ترفع أكفها سائلة الله الحنان المنان أن يجعل السماء تمطر رجالا وعندما التفتت ووجدت الى جوارها طفلا صغيرا شهقت فرحة: الحمد لله بدأت تمطر.
*لذلك لم أدهش من التعبيرات التي رشحت في النت ، خاصة من البنات الأكثر تأثرا بالمعضلة العاطفية ابتداء من - الحب حسب الشريحة - كما قالت كيلوباترا السودانية إحدى مدمنات الفيس وهي تقصد أن الشريحة هي التي تحدد الطرف الآخر أما أصحاب الخطوط فهم الأكثر حظاً لأن فرصهم أكبر في (اللت والعجن).
*العبقرية السودانية ابتدعت مشروعات حدائق(حبيبي مفلس) وشرائح ( قدر ظروفك) وحرامي القلوب وراجل المرة .. وأصبح الحب الحقيقي في الروايات ومخيلة الشعراء وثلة من الرومانسيين وبعض الرومانسيات، وماتزعلوا مننا ياناس الجندر.
*نحن لا نتحدث عن الحب الأفلاطوني الذي اندثر من حياتنا ولكننا نتحدث عن الحد الأدنى من الحب الذي به تكتمل الحياة الزوجية وبناء الأسرة وسلام المجتمع فقد غلبت قيم وسلوك الانتهازية حتى في العلاقات العاطفية التي هي أساس الحياة الأسرية.
*هناك ظاهرة استجدت في مجتمعنا ربما تحدث بحسن نية ، لكنها لا تخلو من مغامرة ، فما يكاد زيد(يفتح خشمه) ب (قولة خير) تجاه إحدى بنات الأسر حتى يستعجل أهل العروس عقد القران وأحيانا دون مشورة او تدبر.
*نقول هذا لأننا أكثر قلقا على بناتنا وأبنائنا لأننا ندرك حجم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة التي تلقي بظلالها السالبة على حياتهم الاجتماعية والنفسية والعاطفية، وكل ما نستطيعه تجاههم أن ننير لهم الطريق وهم يؤسسون حياتهم بأنفسهم لمواجهة هذه التحديات والمصاعب والمطبات الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية.
*يزداد قلقنا عليهم لأننا ندرك أيضا أنهم - حماهم الله وحفظهم وسدد خطاهم - يعيشون الحب في زمن الجفاف العاطفي
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
خدعة الغازلايتنج.. حين يتحول الحب إلى ساحة تشكيك وتدمير نفسي
كشف الدكتور أحمد أمين، المتخصص في العلاقات الإنسانية، عن خطورة ظاهرة "الغازلايتنج" أو التلاعب النفسي، التي قد تتحول فيها العلاقة العاطفية من مصدر للأمان والدعم إلى ساحة مليئة بالارتباك والتشكيك بالذات.
معلومات لا تعرفها عن خدعة الغازلايتنجوقال الدكتور أحمد في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد الإخباري، إن "الغازلايتنج هو أحد أكثر أشكال التلاعب النفسي خطورة، حيث يتم فيه زرع الشك داخل عقل الطرف الآخر بشكل ممنهج، لدرجة تجعله يشكك في مشاعره، وفي إدراكه للواقع وحتى في سلامة عقله".
وأضاف أمين، إلى انه غالبًا ما يُمارس هذا النوع من التلاعب من قبل شخصية نرجسية، تسعى للسيطرة التامة على العلاقة، حتى لو كان الثمن هو تحطيم ثقة الطرف الآخر بنفسه.
وتابع أمين، أن ما يزيد الأمر خطورة أن الغازلايتنج لا يظهر في شكل عنف مباشر أو إهانة صريحة، بل يتسلل في كلمات وجمل ظاهرها الحب والاهتمام، لكن باطنها تشكيك دائم وإلقاء للّوم على الطرف الآخر.
وذكر أمين بعض الأمثلة على التلاعب النفسي، والتي تعكس هذا النمط، ومن أبرزها : أن يرد الشريك على شكوى شريكته من جملة جارحة قالها بالأمس بقوله: "أنتِ درامية جدًا.. أنا لم أقل ذلك أصلًا.. أنتِ تتوهمين"، في محاولة لإقناعها بأن مشاعرها غير واقعية.
وكشف امين عن بعض علامات التعرض للغازلايتنج، ومن أبرزها ما يلي :
- الشعور المستمر بالذنب والاعتذار رغم عدم وجود خطأ واضح.
- الشك المتواصل في الذات وعدم الثقة بالمشاعر.
- الاعتماد الكامل على تقييم الآخرين لإدراك الحقيقة.
- فقدان القدرة على اتخاذ القرار أو التعبير عن الذات.
- تحويل الطرف المسيء لنفسه إلى "الضحية" دومًا.
وأوضح متخصص العلاقات الانسانية، أن أبرز الآثار النفسية لهذه الخدعة أن هذا النوع من العلاقات قد يؤدي إلى تدمير نفسي كامل، حيث تفقد الضحية ثقتها بنفسها، وتدخل في حالة من القلق والاكتئاب والعزلة، وقد تصل إلى مرحلة تشوه صورة الذات.
ونصح د. أحمد بضرورة الاعتراف بالمشكلة أولًا، ثم توثيق الأحداث والمشاعر لتقييم الأمور بموضوعية، إلى جانب اللجوء لدعم موثوق من الأصدقاء أو مختصين.
وشدد أمين، على أهمية إنهاء العلاقة في حال استمرار التلاعب، مؤكدًا أن: "العلاقة الصحية ليست علاقة مثالية، لكنها علاقة يشعر فيها الإنسان بالأمان والتقدير لا بالاتهام والشك".
وأختتم أمين بقوله: "إذا شعرتِ بأنك تفقدين نفسك في علاقة ما، توقفي واسألي: هل هذا حب حقيقي أم غطاء للتلاعب باسم الحب؟".