استمرار نفي سفن علاقتها بإسرائيل وأميركا وبريطانيا خوفا من استهداف الحوثيين
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أظهرت بيانات ملاحية أكثر من 20 سفينة شحن في البحر الأحمر وخليج عدن تضع في بياناتها عبارات تنفي صلتها بإسرائيل وبريطانيا وأميركا، حتى لا تتعرض لاستهداف من طرف جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).
وتنوعت العبارات الموضوعة بين "لا علاقة لنا بإسرائيل أو أميركا أو المملكة المتحدة" أو "لا ارتباط بإسرائيل" أو "كل الطاقم صيني" أو "الطاقم روسي".
ويلاحظ أن 8 من هذه السفن تابعة لشركات يونانية، بالإضافة إلى 4 سفن تابعة لشركات صينية، 3 تابعة لشركات في هونغ كونغ، كما أن 6 من الرحلات المرصودة خرجت من الصين.
وفي هذا السياق، صرح بيتروس باباس الرئيس التنفيذي لشركة "ستار بالك كارييرز" قائلا "لن نمر عبر قناة السويس بعد الآن، وذلك لتعرض السفينة "ستار إريس" التابعة للشركة لهجوم يوم 12 فبراير/شباط الجاري، كونها شركة مسجلة في أميركا.
ويأتي هذا في ظل زيادة التوترات في البحر الأحمر رغم توجه مزيد من السفن الحربية الأميركية والبريطانية والألمانية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر.
ويمر حوالي 12% من التجارة البحرية العالمية عبر الطريق الذي يستهدف فيه الحوثيون السفن، مما دفع عددا من شركات الشحن لإيقاف عبور سفنها البحر الأحمر.
وتضامنا مع قطاع غزة التي تواجه عدوانا إسرائيليا بدعم أميركي، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو متوجهة لإسرائيل في البحر الأحمر، وأكدوا العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.
ومنذ مطلع العام الجاري، يشن تحالف تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتهم في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
"تحالف مشبوه" بين الحوثيين وقراصنة الصومال بعد حرب غزة
بعد ما يقرب من عقد من التراجع، عادت عمليات القرصنة الصومالية للظهور مجدداً، مدفوعة بالأزمة المستمرة في البحر الأحمر والحرب في غزة، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وقالت الشبكة إن "هجمات ميليشيا الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر أجبرت القوات البحرية الدولية على تحويل مواردها إلى تلك المنطقة، مما ترك فجوات أمنية استغلها القراصنة الصوماليون".
وذكرت أن "حادثة اختطاف سفينة بنغلاديشية في مارس (آذار) 2024، على بعد 550 ميلاً بحرياً من سواحل الصومال، سلطت الضوء على هذا التهديد، حيث احتجز القراصنة طاقمها المكون من 23 فرداً لمدة 32 يوماً، قبل إطلاق سراحهم بعد دفع فدية".
من صيادين إلى قراصنة وتعود جذور ظاهرة القرصنة الصومالية إلى التسعينيات، عندما حمل الصيادون المحليون السلاح ضد سفن الصيد الأجنبية، التي كانت تستنزف مواردهم البحرية، وفق التقرير.لكن القرصنة تحولت مع مرور الوقت إلى نشاط إجرامي منظم مدفوع بدوافع مالية، أكثر من كونه انتقاماً من استغلال الثروة السمكية.
ويرى التقرير أن المجتمع الدولي بذل جهوداً لمواجهة القرصنة، من خلال دوريات بحرية وإجراءات أمنية على متن السفن، إلا أنه تم تجاهل الأسباب الأساسية مثل الفقر، وغياب الحكم الرشيد، والصيد غير المشروع. لماذا عادت؟
وأشارت "سي إن إن" إلى أن عدة عوامل ساهمت في عودة القرصنة، من بينها قرار إزالة منطقة الخطورة العالية (HRA) في المحيط الهندي عام 2023، ما أدى إلى تراجع الإجراءات الأمنية على السفن التجارية.
كما أن عدم تجديد مجلس الأمن لقرار يسمح بالتدخل البحري الدولي في المياه الصومالية عام 2022 أضعف الدفاعات البحرية.
بالإضافة إلى ذلك، تفيد تقارير بأن القراصنة أقاموا تحالفات مع جهات إقليمية مثل حركة الشباب الصومالية الإرهابية وميليشيا الحوثيين، ما وفر لهم موارد وقدرات أكبر.
ووفقًا لمصادر استخباراتية، يستخدم الحوثيون القراصنة في عمليات التهريب، ويتشاركون المعلومات حول مسارات السفن، مما يجعل التهديد أكثر تعقيداً.
يؤكد التقرير أن ظاهرة القرصنة لا تقتصر على عمليات الاختطاف فحسب، بل تؤثر على التجارة العالمية ككل، فارتفاع تكاليف الشحن، نتيجة اضطرار السفن إلى تجنب البحر الأحمر، والإبحار حول رأس الرجاء الصالح، أدى إلى زيادة نفقات الوقود والتأمين والتشغيل.
كما انخفضت حركة التجارة عبر قناة السويس بنسبة 50%، مما تسبب في اضطرابات بسلاسل الإمداد العالمية.
ولفت التقرير إلى معاناة البحارة، الذين وقعوا ضحايا للقرصنة، مثل "مد أتيك الله خان"، أحد أفراد طاقم السفينة (MV Abdullah)، الذي تحدث عن ظروف الاحتجاز القاسية، حيث عانى الطاقم من نقص المياه وسوء التغذية والخوف الدائم.
وحتى بعد الإفراج عنهم، تستمر آثار الصدمة النفسية، مما يترك البحارة أمام خيارات صعبة بين تأمين لقمة العيش والمخاطرة بحياتهم، بحسب التقرير.