صحيفة عبرية: هكذا تمر البضائع المشحونة إلى إسرائيل عبر أبوظبي والرياض وعمّان تجنبا لحصار الحوثيين (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
سلطت صحيفة عبرية الضوء على طريق نقل بضائع الشحن القادمة من الصين والهند إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي عبر الإمارات والبحرين والسعودية والأردن، تجنبا لحصار الحوثيين للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب.
وقالت صحيفة "التايمز أوف إسرائيل" في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن تعطل التجارة البحرية في البحر الأحمر بسبب الهجمات المتواصلة التي تشنها جماعة الحوثي المدعومة من إيران على سفن الشحن، دفع شركات الشحن والخدمات اللوجستية الإسرائيلية إلى تجاوز المياه الخطرة واستخدام طرق برية أخرى لنقل البضائع من الشرق الأقصى إلى إسرائيل عبر السعودية.
وبحسب التقرير فإن "منتفيلد لوجيستيكس" وهي شركة شحن مقرها إسرائيل، هي إحدى الشركات التي أنشأت طريقًا تجاريًا يلتف حول البحر الأحمر، حيث ينقل البضائع من موانئ دبي والبحرين برًا على شاحنات تمر عبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، والأردن لتصل إلى الموانئ الإسرائيلية. كما أنشأت شركة ثانية مقرها إسرائيل، وهي Trucknet، مثل هذا الطريق.
وقالت إن "الأردن وقع اتفاق سلام مع إسرائيل منذ عام 1994. ووقعت الإمارات والبحرين اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020. ومن ناحية أخرى، لا تزال المملكة العربية السعودية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل - على الرغم من إحراز تقدم في هذا الصدد. الاتجاه تحت رعاية الولايات المتحدة".
ولفتت إلى أن السفن من الصين والهند تفرغ حاوياتها في موانئ البحرين ودبي.
ونقلت الصحيفة عن عمر إزهاري، الرئيس التنفيذي لشركة مينتفيلد، قوله "يتم بعد ذلك تحميل البضائع على شاحنات أردنية ونقلها براً إلى إسرائيل عبر جسر اللنبي، وهو معبر حدودي مع الأردن، حيث تنتظر الشاحنات الإسرائيلية البضائع".
وأضاف: "عشرات الشاحنات يومياً، وليس شاحناتنا فقط، تستخدم هذا الطريق لتقصير أوقات الشحن لبضائع متنوعة، من المنسوجات والإلكترونيات إلى المواد الخام الصناعية والأنابيب البلاستيكية والمعدنية والألومنيوم.
وأوضح ازهاري أنه أثناء مرورها عبر المملكة العربية السعودية والأردن، لم يتم تحديد البضائع على أنها متجهة إلى إسرائيل أو كبضائع إسرائيلية، لأنها في طريقها إلى ميناء حيفا. غالبًا ما يُستخدم هذا الإجراء، المعروف باسم إعادة الشحن، عندما لا يكون هناك اتصال مباشر بين مينائين ويلزم تفريغ البضائع من السفينة ونقلها إلى وسيلة أخرى لنقل البضائع، مثل الطرق أو السكك الحديدية، لإكمال الرحلة.
تشير الصحيفة إلى أنه منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، كانت السفن التجارية هدفًا لهجمات متواصلة بالصواريخ والطائرات بدون طيار من قبل الإرهابيين الحوثيين. وعلقت أكبر شركات الشحن في العالم، بما في ذلك شركة ميرسك الدنماركية وهاباج لويد الألمانية، بالإضافة إلى شركة النفط العملاقة بي بي، الشحن مؤقتًا في البحر الأحمر وقناة السويس، وهو طريق تجاري رئيسي يربط آسيا بأوروبا عبر إسرائيل.
وقال الحوثيون، وكلاء إيران، إن ضرباتهم في البحر الأحمر تم تنفيذها تضامنا مع شعب غزة في الحرب المستمرة، التي اندلعت بعد أن اخترق آلاف الإرهابيين من حركة حماس الفلسطينية حدود القوات الإسرائيلية من قطاع غزة بواسطة براً وجواً وبحراً، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة في 7 أكتوبر.
وأجبرت حملة الحوثيين سفن الحاويات من الشرق الأقصى إلى أوروبا على اتخاذ مسارات أطول حول أفريقيا ورأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى تمديد أوقات شحن البضائع من أسبوعين إلى أربعة أسابيع وزيادة التكاليف لكل سفينة. وأدت الهجمات على السفن في البحر الأحمر وما حوله إلى تباطؤ التجارة بين آسيا وأوروبا لعدة أسابيع.
ووفقا لإزهاري، بالمقارنة مع الطريق الذي يمر عبر القارة الأفريقية، "يوفر الطريق البري حوالي 20 يوما، بحيث بدلا من أن يستغرق 50 إلى 60 يوما، تصل البضائع إلى إسرائيل من الصين في 20 إلى 25 يوما".
وقد تم طرح فكرة إنشاء جسر بري تجاري يربط الأردن وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من الخليج الفارسي إلى الموانئ البحرية الإسرائيلية قبل بضع سنوات بهدف تسهيل حركة البضائع.
تبلورت الفكرة عندما بدأت العلاقات التجارية في الشرق الأوسط في الانفتاح بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم عام 2020، وهي الاتفاقية التي توسطت فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
وأوضح ازهاري: “في الخدمة التي نقدمها، تكون البضائع متجهة إلى إسرائيل، لكنها تمر قبل وصولها إلى إسرائيل، وبالتالي لا يتم نقلها أو تعقبها مثل البضائع الإسرائيلية”. وأضاف أن “الحكومة السعودية لن تسمح بمرور “البضائع الإسرائيلية” عبر أراضيها. »
وأضاف: "أنا لست سياسيا، أنا فقط أؤمن بالسلام وآمل أن يتم التوصل إلى اتفاق ثنائي لتطبيع العلاقات مع السعودية، على غرار اتفاقات إبراهيم، بعد الحرب، لأننا نريد التعاون والعمل معا". ذُكر.
وزاد ازهاري: “تتعاون عشرات الشركات الإسرائيلية مع شركات في دبي والبحرين والأردن لتقديم هذا النوع من خدمات الشحن”.
وقالت شركة الحاويات الألمانية هاباج لويد إنها تنشئ أيضًا طرق عبور برية عبر السعودية لتوفير اتصالات بين جبل علي في دبي ومينائي الدمام والجبيل السعوديين على الساحل الشرقي وجدة على الساحل الغربي. كما أنها توفر طريقاً برياً يربط جبل علي بالأردن.
وفي يناير/كانون الثاني، أعلنت وزيرة النقل والسلامة على الطرق ميري ريغيف أن إسرائيل تضع خطة لنقل البضائع من الهند إلى إسرائيل عبر أبو ظبي واستخدام طريق النقل البري لتجاوز البحر الأحمر، حيث ينشط الحوثيون. وقالت ريغيف إن هذا الطريق البري “من شأنه أن يقلل أوقات الشحن بمقدار 12 يوما”.
ومن أجل فتح طرق جديدة، تخطط إسرائيل لتقديم موعد توقيع اتفاقية الطيران المدني مع سريلانكا خلال زيارة ريجيف إلى الهند وسريلانكا هذا الأسبوع.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر السعودية اسرائيل نقل البضائع العربیة السعودیة إلى إسرائیل عبر فی البحر الأحمر البضائع من طریق ا
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: هجوم حماس نسخة من هجوم فيتكونغ فيتنام ورعب من تشابه النتائج
شهدت عدد من التحليلات العسكرية العبرية، بصورة وُصفت بـ"الّافتة"، استحضارا مكثفاً للنموذج الفيتنامي الذي شهد هزيمة نكراء للجيش الأمريكي، في محاولة لمحاكاة ما يواجهه جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، أمام مقاتلي المقاومة الفلسطينية.
وفي مقال لصحيفة "معاريف" العبرية، ترجمته "عربي21" فإنّ: "الاستحضار المكثف يأتي كمحاولة إسرائيلية لدفع صنّاع القرار لدى الاحتلال باستخلاص الدرس المرير الذي تعلمته الولايات المتحدة في فيتنام، كي يثير قلق الرأي العام الإسرائيلي لأنه قد يحوّل الإنجاز العسكري لفشل سياسي، كما هو الحال اليوم".
وبحسب الخبير العسكري في صحيفة "معاريف"، حنان شتاينهارت، فإنّ: "ما قام به جيش الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة، يحاكي ما قام به الجيش الأمريكي في فيتنام في الثلاثين من يناير 1968؛ حين غزا وهاجم عشرات القرى والمدن والقواعد العسكرية".
وأوضح: "جاء هجومًا واسع النطاق، وبمثابة مفاجأة كاملة، وحينها لم يعتبر الخصم الفيتنامي ضعيفاً ومردوعاً فحسب، كما نظرت إسرائيل لحماس، بل يفتقر للقدرة على المواجهة العسكرية، رغم أن الفيتناميين سابقاً، وحماس اليوم، شنوا هجوما بوابل هائل من الصواريخ وقذائف الهاون، وبعد مفاجأتهم باتساع الهجوم الإسرائيلي، لكنهم تعافوا بسرعة، وبدأوا بصدّ الغزاة".
وأضاف المقال نفسه، أنّ: "الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أربعة عشر شهرا، ما زالت مستمرة ومحتدمة، وتكبّد الجيش الإسرائيلي فيها خسائر فادحة، قتلى وجرحى، مع العلم أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر يشبه الهجوم المفاجئ لجنود فيتنام الشمالية والفيتكونغ".
"الهجومين، حماس والفيتكونغ، جاءا بعد سنوات عديدة من التخطيط والتدريب، وتأهيل الموارد المادية والبشرية، ما أدى للفشل الإسرائيلي والأمريكي، إلى صدمة وانقسام كبير بين قيادتيهما، واليوم لا يوجد خلاف على أن ذلك الهجوم كان بداية النهاية للتورط الأمريكي في فيتنام، ووضع حدًا لثقة الشعب الأمريكي بحكومته الفاشلة، ووعودها المتكررة بأن النصر المطلق أصبح قاب قوسين أو أدنى" وفق المقال ذاته.
وأشار إلى أنّ: "الهجوم الفيتنامي في حينه، حطّم الاعتقاد الأمريكي بالقدرة على هزيمة تصميم الفيتناميين على طرد الغزاة الأجانب بالقوة، ورغم أن الأمر استغرق سبع سنوات أخرى، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف أمريكي دون جدوى، لكن النتيجة هي ظهور الصورة الرمزية للهزيمة الأمريكية في سايغون، حتى تحوّل النصر العسكري إلى الهزيمة السياسية، وهو ما يبدو أنه يتكرر مع إسرائيل في حربها على غزة".
وتابع: "ما أسفر عنه هجوم حماس في أكتوبر، واليوم بعد 440 يوما، يُظهر الاحتلال أنه حقق إنجازات عسكرية في مختلف الجبهات المعادية، في محاولة منه لنسيان ذلك الفشل، لكن من الأفضل ألا تنتقل هذه النشوة للجمهور الإسرائيلي العام".
واسترسل: "لأن الصحوة منها، كالتي تلت حرب 1967، قد تكون أكثر إيلاما مما كان متوقعا، وإلا فسيكون مصير الدولة مشابهاً لمصير الولايات المتحدة عقب هجوم الفيتكونغ الفيتناميين، الذي تسبب بتدمير جيشها، وفقدان ثقة الرأي العام الأمريكي به، وصولا لخسارتها التامةللحرب بأكملها".
وختم المقال بالقول: "بدون تحرك فعلي وفوري وصادق وحقيقي وشامل ومبادرة سياسية تعقب انتهاء حرب غزة، فإن حرب "السيوف الحديدية" قد تتحول لهجوم مضاد على إسرائيل، نجاح تكتيكي يرافقه فشل استراتيجي مدوي، ويسفر عن خسارتها للأبد للرأي العام العالمي، رغم كل ما ينطوي عليه في الأعوام المقبلة: اقتصادياً، وأمنياً، وسياسياً، وداخلياً".