الأسبوع:
2024-09-18@17:40:05 GMT

كيف أعاقب أبنائي؟

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

كيف أعاقب أبنائي؟

سؤال يتبادر على أذهان الأباء فى كل مرة يقع الأبناء في الخطأ، فالعقاب بالنسبة لكل أب أو أم هو من أساسيات حسن التربية فهل هذا المفهوم حقيقي؟ فالعقاب بمفهومه العام هو الجزاء الذي ينال الإنسان لفعل الخطأ، وبمفهومه لدى أغلب الآباء هو ردة فعل عقابية لاختيار الأبناء الخطأ بطرق مختلفة كى لا يعيد هذا الإختيار مرة أخرى.

فهل الهدف من عقاب أبناءنا هو نيل الجزاء على أخطائهم؟ أم إن الهدف الحقيقي يتعدى هذا المفهوم ليصبح تمرين الأبناء على أن لكل إختيار عواقب ومن ثم إيضاحها لهم وتحمل مسئوليتها.

وتختلف طرق العقاب باختلاف مراحل عمر الأبناء وادراكهم للخطأ، ويجب أن ندرك أن الأطفال قبل سن أربع سنوات لا يميزون بين الصواب والخطأ ولا يدركون العلاقة بين الأفعال والعواقب، وأنه دورنا كي نوضح هذا الفرق قبل محاسبتهم، فعلى الآباء فى المرحلة العمرية المبكره تعليم أبناءهم أن الأفعال الخاطئة غير مقبولة بقول لا وإبعادهم عن أماكن الخطر والأشياء القيمة، مثل اللعب بالكهرباء أو أغراض المنزل.

وفى المرحلة العمرية اللاحقة حتى سن سبع سنوات يجب على الآباء أن يعلموا الأطفال ما هو متوقع منهم، فقبل العقاب يجب شرح الخطأ الذي ارتكب وبيان تأثيره السلبي عليهم وعواقبه ولماذا هو اختيار سييء، وتعريفهم بالتصرف السليم وإيضاح ايجابيات هذا الإختيار ولماذا هو إختيار جيد، وفى هذه المرحلة يكون التعليم باللعب أو بسرد القصص لترسيخ المفاهيم القويمة، مثل إختيار لعبة جماعية لترسيخ مفهوم التعاون أو إختيار لعبة تبادل الألعاب من أجل مفهوم المشاركة، أو سرد قصص عن المباديء والقيم مثل الصدق والأمانة والشجاعة.

وفى المرحلة العمرية من سبع سنوات حتى الرابعة عشر تبدأ مرحلة إعتماد الأبناء على أنفسهم ويقع على عاتق الأباء تعليمهم تحمل المسئولية من واجبات مدرسية، أو أسرية، أو إجتماعية، وغرس القيم والمبادىء الأخلاقية، ويبدأ معه الحساب على عواقب الإختيارات، وفي هذه المرحلة يكون التعليم بضرب الأمثال، والقدوة، والإقناع المنطقي، والمتابعة، والمحاسبة، ويكون العقاب للتدريب وتعريف الأبناء أن لكل إختيار عواقب فإن أحسن الإختيار كانت العواقب حسنة، وإن أساء يتحمل مسئولية عواقب أخطاءه ولا نتحملها عنه.

وفى المرحلة العمرية اللاحقة حتى سن الرشد يتمحور دور الآباء فى وضع الحدود والقواعد والمعايير ليتبعها الشاب، وذلك عن طريق نقل الخبرات والمساندة بالتواجد والنصح بالمصادقة والمتابعة للتأكد من إتباع الشاب للقواعد بعيدا عن التحكم والسيطرة على الأفكار، ولكن بالإقناع أسوة بالرواية عن السلف لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعأ، وآخه سبعا، ثم ألق حبله على غاربه.

إن طريقة العقاب السليمة يجب ألا تؤذي الأبناء نفسيا بالإهانة سواء بالإساءة اللفظية أوالبدنية، أو تجعلهم يشعروا بعدم الأمان وفقد الثقة في حب الآباء لهم. فاختيارنا للعقاب يكون لمصلحة الأبناء وتدريبهم أن لكل خطأ عواقب، ولكى لا نحيد عن هذا الهدف ولا نخلط بين مصلحة أبناءنا وصورتنا الذهنية نسأل أنفسنا هذه الأسئلة ونجيب عليها بحرص ومصداقية.

هل القسوة والخصام عقاب فعال يوضح للأبناء الخطأ ويجعلهم يصلحوه أم يجعلهم يشعروا أنهم غير مقبولين؟ هل العقاب هو الإنتقام من الأبناء لأنهم أخطأوا أم تدريب على الاختيار السليم بمعرفة العواقب وتجنبها؟ هل هو من أجل توبيخهم لأنهم تجرأوا على تشويه صورة الأب أو الأم المثالية فى عيون الآخرين أم لتحملهم مسئولية أختيار صورتهم وأن قيمتهم من أفعالهم؟ هل نرى أخطاء الأبناء إمتداد لقيمتنا الذاتية أم إنعكاس لشخصيتهم؟

وبالإجابة على هذه الأسئلة نرى أن أخطاء الأبناء ليست جريمة ولا خطأ فى حق الآباء، ولكن جزء من تجربتهم فى طريق التعلم، فيجب ان نعطى فرصة للأبناء للتعرف على الحياه من خلال أخطاءهم وتعلم ما هو مقبول وما هو مرفوض فهم لم يأتوا الحياه وهم يعرفون القواعد والبديهيات الأخلاقية، ودورنا نحن فى ترسيخها فى وجدانهم وتمرينهم بمزيج من التحفيز والعقاب الفعال على عواقب الاختيارات الخاطئة.

هناك طرق غير محمودة للعقاب يتبعها الآباء ولكنها تحيدهم عن المرجو، ومنها اٌلإساءة اللفظية عن طريق الشتم والذجر والصراخ، ومنها أيضاً الإساءة البدنية عن طريق الضرب ولكن النتيجة تكون اهتزاز ثقة الابن بنفسه وتقليل قيمته الذاتية، وكذلك هناك عقاب الحبس الذي يجعل الابن يشعر بعدم الأمان لتخلي الأباء عنه لأنه عندما أخطأ عزل عنهم وهم مصدر هذا الأمان، بالإضافة إلى الإساءة المعنوية عن طريق الاهمال أوالمخاصمة أو المقارنة التي بدورها تشعره أنه أقل من الآخرين كما تفعل المعايرة واللوم والنقض واللائي تشعره بقله تقديره لنفسه.

فإذا كانت كل الطرق السابقة المعتاد عليها للعقاب غير سليمة ولا تصل بنا إلى الهدف من تعلم الصواب والتوقف عن الخطأ، بل بالعكس تنجم عن مشاكل نفسية وخواء معنوى لدى الأبناء، فكيف أعاقب ابني بطريقة سليمة؟

إن من أكثر طرق العقاب فاعلية وأسلمها هو تصحيح الابن للخطأ، فمثلا: اذا كان الخطأ ترك واجب معين أفضل طريقة هو إعادة عمل هذا الواجب فإذا بعثرالطفل ألعابه يمكن أن يتمثل العقاب في تنظيمها مرة أخرى، أو لو تشاجر الأخوة يمكن أن يكون العقاب شراء هدية لكل أخ من مصروف الآخر، فالاعتذار وحده لا يكفي، يجب ان يكون هناك فعل ملموس، وبذل مادى مع الاعتذار المعنوي.

أما طريقة تحمل المسئولية تكون للسن الأكبر ومن خلال هذه الطريقة يمكن إضافة مسئولية بعض الأعمال المنزلية لمدة لا تزيد عن اسبوع أومنع خدمة معينة تقوم بها الأم بشرط قدرته على أدائها مثل تحضير العشاء اليومي. وأيضا طريقة وقف بعض الأنشطة الممتعة أو سحب بعض المميزات بشرط ألا تكون من الضروريات لدى الأبناء، أو دفع غرامات مادية لا تتعدى 20% من المصروف.

فنحن نعاقب أبناءنا كى نمرنهم على إدراك عواقب الأخطاء وليس لنعذبهم على إرتكابهم للخطأ بحرمانهم من أشياء مهمة لسعادتهم، أو لننتقم منهم أو لنمنعهم عن الخطأ والتحكم بهم بدون ايضاح لفوائد ومضار هذه الاختيارات. وبذلك العقاب نعلمهم أن الاختيارات لها عواقب ومردود على الحياه، فالصائبة منها لها عواقب حميده والخاطئة لها عواقب سلبية. وهذا دور الآباء إيضاح الصواب والخطأ ونقل الخبرة والقيم والأفكار السليمة من خلال الدعم بالتواجد والحب، وتمرين الأبناء على مواجهة الحياه بطريقة صائبة عندما نتراجع ويواجهوا الحياة بمفردهم ونفعل قدرتهم على الإختيارات الصائبة ليدركوا أن اختياراتهم هى محصلة حياتهم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: عن طریق

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يدين "العقاب الجماعي" للفلسطينيين في غزة

شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أنّ "لا شيء يبرّر العقاب الجماعي" الإسرائيلي اللاحق بسكان قطاع غزة الذين يعانون على نحو "لا يمكن تصوّره".

ووجّه الأمين العام انتقادات حادة للطريقة التي تدير بها الدولة العبرية حربها في القطاع الفلسطيني المدمّر والتي تدخل الشهر المقبل عامها الثاني.

وقال غوتيريش "هذا أمر لا يمكن تصوّره: مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أميناً عاماً" في 2017.

اتهموها بالنفاق والازدواجية..خبراء أمميون ينتقدون الدول الغربية لصمتها على جرائم إسرائيل https://t.co/Hfq0KQQ7w1

— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2024

وأضاف "بالطبع، ندين كل الهجمات الإرهابية، وكذلك احتجاز الرهائن الذي هو انتهاك مطلق للقانون الإنساني الدولي".

لكن في معرض وصفه لما يشهده القطاع المحاصر من قتلى ودمار وجوع وأمراض، لفت إلى أنّ "الحقيقة هي أنّ لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، وهذا ما نشهده على نحو دراماتيكي في غزة".

وقال غوتيريش إنّ "المساءلة يجب أن تكون ضرورية" في ما يتّصل بالقتلى المدنيين، مشيراً إلى "انتهاكات واسعة النطاق" ارتكبتها إسرائيل وكذلك أيضاً حماس.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة مراراً إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكنّ المحادثات التي تجرى بوساطة أمريكية مصرية قطرية ما زالت تراوح مكانها وسط تقاذف إسرائيل وحماس المسؤولية عن عرقلة جهود التوصل لاتفاق.

اللواء الخامس الإسرائيلي يبدأ هجوماً برياً جديداً وسط غزةhttps://t.co/qeXL7I55rG

— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2024

وإذ وصف غوتيريش المحادثات بأنها "لا نهاية لها"، أعرب عن اعتقاده أنه سيكون من "الصعب جداً" التوصل إلى تسوية، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه لا زال متفائلاً.

ومع رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرد على اتصالاته منذ أكتوبر (تشرين الأول) لا يعوّل غوتيريش على تحقيق اختراق خلال أسبوع من الاجتماعات الرفيعة المستوى للجمعية العامة التي ستعقد اعتباراً من الأحد.

وفي العادة يستقبل الأمين العام كل رؤساء الدول والحكومات الذين يشاركون في الجمعية العامة، لكنّه، على الأرجح، لن يجتمع بنتانياهو هذه المرة.
وقال غوتيريش "على حدّ علمي فقد قيل بالفعل علناً إنه لا يعتزم طلب عقد اجتماع معي. لذلك بالطبع، من المحتمل جداً ألا يعقد الاجتماع".

وأضاف "ليس المهم مسألة إجراء مكالمة هاتفية من عدمها أو عقد اجتماع من عدمه، المهم هو ما يحدث على الأرض. المهم هو معاناة الناس".

وتابع "المهم هو الإنكار المستمر لحل الدولتين وتقويض حل الدولتين من خلال تدابير مختلفة تطبّق على الأرض".

وأوضح الأمين العام أنّه "مع قضم الأراضي، والإخلاءات، ومع المستوطنات الجديدة التي يتم بناؤها، وكل ذلك على نحو غير شرعي وفي سياق احتلال هو الآن، وفقا لرأي محكمة العدل الدولية، بحدّ ذاته أيضاً غير شرعي".

وقال إن بعثة المراقبة المقترحة التي يدعمها للإشراف على أي وقف لإطلاق النار في المستقبل تبدو "غير محتملة"، إذ من غير المرجح أن تحظى بموافقة كل الأطراف. وتتطلّب بعثات الأمم المتحدة موافقة الدول المضيفة.

A lack of accountability for the killing of United Nations staff and humanitarian aid workers in the Gaza Strip is 'totally unacceptable,' UN Secretary-General Antonio Guterres told Reuters in a wide-ranging interview https://t.co/kn7jce7MJ2

— Reuters (@Reuters) September 11, 2024

وهذا واحد من الأسباب التي دفعت مجلس الأمن قبل نحو عام إلى تفويض بعثة متعدّدة الجنسيات، بقيادة كينيا وليس الأمم المتحدة، دعم الشرطة في هايتي في مكافحة عنف العصابات في بلد ينبذ قوات حفظ السلام الأممية.

وفي معرض الرد على اتهامات للأمم المتحدة بأنها عاجزة عن كبح النزاعات في غزة وأوكرانيا وغيرها، حمّل غوتيريش المسؤولية للدول الأعضاء، خصوصاً في مجلس الأمن وأعضائه الـ15، في ما يتّصل بالقرارات، سواء المتّخذة أو غير المتّخذة.

وقال إنّ مجلس الأمن الدولي والمؤسسات المالية الدولية "عفا عليها الزمن وتعاني اختلالاً وغير عادلة".

وأضاف "لقد حاولنا إيجاد حلول لحروب، لكنّ المشكلة تكمن في أنّه ليست لدينا القدرة، وأحياناً الموارد، التي تمكّننا من ذلك".

مقالات مشابهة

  • 4 عبارات مؤذية نفسيا لا تقلها لطفلك.. أبرزها بلاش عياط
  • حسابات المراهقين الجديدة من إنستغرام تعزز حماية المستخدمين الأقل من 16 عاما
  • أم اليتامي: "مكالمة قرينة الرئيس أثلجت صدري.. واحتسبت أبنائي عند الله"
  • "الجارديان": قيود على حسابات المراهقين على "إنستجرام" لتعزيز إشراف الآباء
  • بطل الإيمان الأرثوذكسي.. الكنيسة القبطية تحيي ذكرى وفاة "البابا ديسقورس"
  • غوتيريش يدين "العقاب الجماعي" للفلسطينيين في غزة
  • غوتيريش : “لا شيء يبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين”
  • الأمين العام للأمم المتحدة: "لا شيء يبرر العقاب الجماعي للفلسطينيين"
  • لموظفي المكاتب.. عواقب صحية خطيرة تجنبوها بتمارين بسيطة
  • أبو زيد: عواقب أزمة المصرف المركزي ستنعكس على قيمة الدينار