الأسبوع:
2025-04-25@04:34:42 GMT

كيف أعاقب أبنائي؟

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

كيف أعاقب أبنائي؟

سؤال يتبادر على أذهان الأباء فى كل مرة يقع الأبناء في الخطأ، فالعقاب بالنسبة لكل أب أو أم هو من أساسيات حسن التربية فهل هذا المفهوم حقيقي؟ فالعقاب بمفهومه العام هو الجزاء الذي ينال الإنسان لفعل الخطأ، وبمفهومه لدى أغلب الآباء هو ردة فعل عقابية لاختيار الأبناء الخطأ بطرق مختلفة كى لا يعيد هذا الإختيار مرة أخرى.

فهل الهدف من عقاب أبناءنا هو نيل الجزاء على أخطائهم؟ أم إن الهدف الحقيقي يتعدى هذا المفهوم ليصبح تمرين الأبناء على أن لكل إختيار عواقب ومن ثم إيضاحها لهم وتحمل مسئوليتها.

وتختلف طرق العقاب باختلاف مراحل عمر الأبناء وادراكهم للخطأ، ويجب أن ندرك أن الأطفال قبل سن أربع سنوات لا يميزون بين الصواب والخطأ ولا يدركون العلاقة بين الأفعال والعواقب، وأنه دورنا كي نوضح هذا الفرق قبل محاسبتهم، فعلى الآباء فى المرحلة العمرية المبكره تعليم أبناءهم أن الأفعال الخاطئة غير مقبولة بقول لا وإبعادهم عن أماكن الخطر والأشياء القيمة، مثل اللعب بالكهرباء أو أغراض المنزل.

وفى المرحلة العمرية اللاحقة حتى سن سبع سنوات يجب على الآباء أن يعلموا الأطفال ما هو متوقع منهم، فقبل العقاب يجب شرح الخطأ الذي ارتكب وبيان تأثيره السلبي عليهم وعواقبه ولماذا هو اختيار سييء، وتعريفهم بالتصرف السليم وإيضاح ايجابيات هذا الإختيار ولماذا هو إختيار جيد، وفى هذه المرحلة يكون التعليم باللعب أو بسرد القصص لترسيخ المفاهيم القويمة، مثل إختيار لعبة جماعية لترسيخ مفهوم التعاون أو إختيار لعبة تبادل الألعاب من أجل مفهوم المشاركة، أو سرد قصص عن المباديء والقيم مثل الصدق والأمانة والشجاعة.

وفى المرحلة العمرية من سبع سنوات حتى الرابعة عشر تبدأ مرحلة إعتماد الأبناء على أنفسهم ويقع على عاتق الأباء تعليمهم تحمل المسئولية من واجبات مدرسية، أو أسرية، أو إجتماعية، وغرس القيم والمبادىء الأخلاقية، ويبدأ معه الحساب على عواقب الإختيارات، وفي هذه المرحلة يكون التعليم بضرب الأمثال، والقدوة، والإقناع المنطقي، والمتابعة، والمحاسبة، ويكون العقاب للتدريب وتعريف الأبناء أن لكل إختيار عواقب فإن أحسن الإختيار كانت العواقب حسنة، وإن أساء يتحمل مسئولية عواقب أخطاءه ولا نتحملها عنه.

وفى المرحلة العمرية اللاحقة حتى سن الرشد يتمحور دور الآباء فى وضع الحدود والقواعد والمعايير ليتبعها الشاب، وذلك عن طريق نقل الخبرات والمساندة بالتواجد والنصح بالمصادقة والمتابعة للتأكد من إتباع الشاب للقواعد بعيدا عن التحكم والسيطرة على الأفكار، ولكن بالإقناع أسوة بالرواية عن السلف لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعأ، وآخه سبعا، ثم ألق حبله على غاربه.

إن طريقة العقاب السليمة يجب ألا تؤذي الأبناء نفسيا بالإهانة سواء بالإساءة اللفظية أوالبدنية، أو تجعلهم يشعروا بعدم الأمان وفقد الثقة في حب الآباء لهم. فاختيارنا للعقاب يكون لمصلحة الأبناء وتدريبهم أن لكل خطأ عواقب، ولكى لا نحيد عن هذا الهدف ولا نخلط بين مصلحة أبناءنا وصورتنا الذهنية نسأل أنفسنا هذه الأسئلة ونجيب عليها بحرص ومصداقية.

هل القسوة والخصام عقاب فعال يوضح للأبناء الخطأ ويجعلهم يصلحوه أم يجعلهم يشعروا أنهم غير مقبولين؟ هل العقاب هو الإنتقام من الأبناء لأنهم أخطأوا أم تدريب على الاختيار السليم بمعرفة العواقب وتجنبها؟ هل هو من أجل توبيخهم لأنهم تجرأوا على تشويه صورة الأب أو الأم المثالية فى عيون الآخرين أم لتحملهم مسئولية أختيار صورتهم وأن قيمتهم من أفعالهم؟ هل نرى أخطاء الأبناء إمتداد لقيمتنا الذاتية أم إنعكاس لشخصيتهم؟

وبالإجابة على هذه الأسئلة نرى أن أخطاء الأبناء ليست جريمة ولا خطأ فى حق الآباء، ولكن جزء من تجربتهم فى طريق التعلم، فيجب ان نعطى فرصة للأبناء للتعرف على الحياه من خلال أخطاءهم وتعلم ما هو مقبول وما هو مرفوض فهم لم يأتوا الحياه وهم يعرفون القواعد والبديهيات الأخلاقية، ودورنا نحن فى ترسيخها فى وجدانهم وتمرينهم بمزيج من التحفيز والعقاب الفعال على عواقب الاختيارات الخاطئة.

هناك طرق غير محمودة للعقاب يتبعها الآباء ولكنها تحيدهم عن المرجو، ومنها اٌلإساءة اللفظية عن طريق الشتم والذجر والصراخ، ومنها أيضاً الإساءة البدنية عن طريق الضرب ولكن النتيجة تكون اهتزاز ثقة الابن بنفسه وتقليل قيمته الذاتية، وكذلك هناك عقاب الحبس الذي يجعل الابن يشعر بعدم الأمان لتخلي الأباء عنه لأنه عندما أخطأ عزل عنهم وهم مصدر هذا الأمان، بالإضافة إلى الإساءة المعنوية عن طريق الاهمال أوالمخاصمة أو المقارنة التي بدورها تشعره أنه أقل من الآخرين كما تفعل المعايرة واللوم والنقض واللائي تشعره بقله تقديره لنفسه.

فإذا كانت كل الطرق السابقة المعتاد عليها للعقاب غير سليمة ولا تصل بنا إلى الهدف من تعلم الصواب والتوقف عن الخطأ، بل بالعكس تنجم عن مشاكل نفسية وخواء معنوى لدى الأبناء، فكيف أعاقب ابني بطريقة سليمة؟

إن من أكثر طرق العقاب فاعلية وأسلمها هو تصحيح الابن للخطأ، فمثلا: اذا كان الخطأ ترك واجب معين أفضل طريقة هو إعادة عمل هذا الواجب فإذا بعثرالطفل ألعابه يمكن أن يتمثل العقاب في تنظيمها مرة أخرى، أو لو تشاجر الأخوة يمكن أن يكون العقاب شراء هدية لكل أخ من مصروف الآخر، فالاعتذار وحده لا يكفي، يجب ان يكون هناك فعل ملموس، وبذل مادى مع الاعتذار المعنوي.

أما طريقة تحمل المسئولية تكون للسن الأكبر ومن خلال هذه الطريقة يمكن إضافة مسئولية بعض الأعمال المنزلية لمدة لا تزيد عن اسبوع أومنع خدمة معينة تقوم بها الأم بشرط قدرته على أدائها مثل تحضير العشاء اليومي. وأيضا طريقة وقف بعض الأنشطة الممتعة أو سحب بعض المميزات بشرط ألا تكون من الضروريات لدى الأبناء، أو دفع غرامات مادية لا تتعدى 20% من المصروف.

فنحن نعاقب أبناءنا كى نمرنهم على إدراك عواقب الأخطاء وليس لنعذبهم على إرتكابهم للخطأ بحرمانهم من أشياء مهمة لسعادتهم، أو لننتقم منهم أو لنمنعهم عن الخطأ والتحكم بهم بدون ايضاح لفوائد ومضار هذه الاختيارات. وبذلك العقاب نعلمهم أن الاختيارات لها عواقب ومردود على الحياه، فالصائبة منها لها عواقب حميده والخاطئة لها عواقب سلبية. وهذا دور الآباء إيضاح الصواب والخطأ ونقل الخبرة والقيم والأفكار السليمة من خلال الدعم بالتواجد والحب، وتمرين الأبناء على مواجهة الحياه بطريقة صائبة عندما نتراجع ويواجهوا الحياة بمفردهم ونفعل قدرتهم على الإختيارات الصائبة ليدركوا أن اختياراتهم هى محصلة حياتهم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: عن طریق

إقرأ أيضاً:

ابعد طفلك عن الشاشات فورًا.. دراسة تحذر من انتشار قصر النظر بين الأطفال والمراهقين

أطلقت شركة Specsavers حملة توعية جديدة لتسليط الضوء على قضية قصر النظر المتنامية لدى الأطفال - أو قصر النظر - حيث تكشف الأبحاث الجديدة أن الأطفال يقضون في المتوسط 45 ساعة في الأسبوع في الداخل، وأكثر من ثلث هذا الوقت يشاهدون الشاشات.

من الأسبوع الأول للرابع.. تجربة توضح نتيجة الامتناع عن السكر لمدة شهرسر العلاقة الجيدة مع ابنتك المراهقة.. 8 أسرار يجب أن تعرفينها


وتحث الحملة الآباء والأمهات في جنوب ديفون على اتخاذ إجراءات مبكرة، حيث حذر الخبراء من أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات وقلة ضوء النهار الطبيعي هما عاملان رئيسيان في تطور قصر النظر - وهي حالة تؤثر على 1 من كل 3 أطفال ، وتتزايد.


وجدت دراسةٌ شملت 2000 والدٍ لأطفالٍ تتراوح أعمارهم بين 6 و 14 عامًا أن الأطفال يقضون ما يقارب ساعتين ونصفًا يوميًا على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية أو مشاهدة التلفزيون، وبينما يتمنّى 61 % من الآباء في المنطقة أن يقضي أطفالهم وقتًا أطول في الهواء الطلق، يُقرّ 49 % منهم بأن أطفالهم يُفضّلون الشاشات.

وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة، فإن العديد من الآباء والأمهات في جميع أنحاء المنطقة لا يدركون التأثير الذي يمكن أن يحدثه هذا على صحة عيون أطفالهم ، حيث يخشى 61 % من الآباء والأمهات من أن يكون قضاء الوقت أمام الشاشات ضارًا ببصر أطفالهم، ولكن واحد فقط من كل اثنين يعرفون ما هي العلامات التي يجب البحث عنها ، مثل التحديق أو الصداع أو الجلوس بالقرب من الشاشات.
قالت ويني ماينا، المديرة المساعدة في متجر سبيكسافرز باينتون : "لا تزال عيون الأطفال في طور النمو، مما يجعلها أكثر عرضة لتأثيرات الاستخدام المطول للشاشات، والخبر السار هو أن التدخل المبكر يُحدث فرقًا حقيقيًا، ففحوصات العين المنتظمة ضرورية لاكتشاف علامات قصر النظر مبكرًا، ويمكن أن تساعد في إبطاء تطوره".

ومن المهم أن نلاحظ أن قضاء المزيد من الوقت خارج المنزل يدعم نمو العين بشكل صحي، إلا أن العديد من الأطفال لا يحصلون على ما يكفي من ضوء النهار كجزء من روتينهم اليومي.

ومما يثير القلق، أن 24 % من أولياء الأمور في المنطقة أفادوا بأن أطفالهم يعانون من الصداع نتيجة استخدام الشاشات، بينما لاحظ 23 % منهم أن أطفالهم يفركون عيونهم. ومن العلامات الأخرى المبلغ عنها إجهاد العين (10 % ) ، والتهاب العينين (13 % ) ، وصعوبة رؤية السبورة في المدرسة ( 10 %).

قالت كارين ستون، المديرة المساعدة في متجر سبيكسافرز توتنس : "يرى أطباء العيون لدينا بأم أعينهم تأثير الاستخدام المطول للشاشات على صحة عيون الأطفال . نشجع الآباء على الانتباه للعلامات المبكرة لقصر النظر وإعطاء الأولوية لقضاء الوقت في الهواء الطلق، فقد ثبت أن ذلك يساعد في حماية بصر الأطفال".

وفي جميع أنحاء المنطقة، يشعر 42 % من الآباء بالقلق من أن يصبح طفلهم مدمنًا ، كما تخطط 37% من العائلات الآن بنشاط لمزيد من الوقت في الهواء الطلق وفرض قيود على استخدام التكنولوجيا لخلق توازن أكثر صحة.

وأضافت وين : "نسعى إلى تمكين العائلات بالمعرفة وتشجيعهم على اتخاذ هذه الخطوة الأولى بحجز فحص نظر مجاني . ومن النصائح الأساسية التي يجب تذكرها قاعدة ٢٠-٢٠-٢٠: كل ٢٠ دقيقة، شجّع طفلك على النظر إلى شيء يبعد ٢٠ قدمًا لمدة ٢٠ ثانية. مع تزايد حالات قصر النظر، أصبح التشخيص المبكر أكثر أهمية من أي وقت مضى".
المصدر: wearesouthdevon

مقالات مشابهة

  • رغم التصالح.. حيثيات حبس نجل عبد العزيز مخيون بتهمة القتل الخطأ
  • تعرف إلى عقوبة الخطأ الطبي حال تأثيره في عضو آخر في جسم الإنسان
  • نصف الآباء قلقون من الشاشات.. لكن 58% يعتمدون عليها لإبقاء أطفالهم هادئين
  • ابعد طفلك عن الشاشات فورًا.. دراسة تحذر من انتشار قصر النظر بين الأطفال والمراهقين
  • جحود الأبناء.. قصة رجل ضحى بعمره من أجل أولاده فطردوه من المنزل
  • «بعد صدور الحكم النهائي».. القصة الكاملة لحادث نجل الفنان عبد العزيز مخيون
  • محاكمة ابن الفنان عبد العزيز مخيون بتهمة القتل الخطأ وتعاطى المخدرات اليوم
  • أمين الفتوى يحذر الأمهات: الدعاء على الأبناء قد يستجاب
  • من سيارتها.. هنا شيحة تبهر متابعيها بإطلالة جذابة
  • بنعليلو: مشروع المسطرة الجنائية يجب أن يؤسس لقواعد مكافحة الفساد وعدم الإفلات من العقاب