يسابق الاتحاد العماني لكرة القدم نحو تأسيس مستقبل جديد للكرة العمانية وإن كان متأخرا بعض الشيء لكنه بدأ الخطوات التصحيحية بدلا من الجمود الذي شهده قطاع المراحل السنية طوال السنوات الماضية، ولعل مهرجان الأكاديميات الخاصة وإطلاق11 مركزا تدريبيا في المحافظات والتعاون القائم مع اتحاد الرياضة المدرسية سيأتي بثماره في المستقبل القريب.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصنع الدوري العام بمختلف مسمياته نجوما لم يتم تأسيسهم بشكل صحيح في الأندية منذ الصغر ولو كان هذا الرهان صحيحا لتسيد منتخبات الهند والصين القارة الآسيوية كمثال، فهي لديها بنية أساسية ودوري محترفين قوي ومدربون أجانب أكفاء لكن المحصلة النهائية لنتائج المنتخبين الهندي والصين ضعيفة جدا.
ندرك تماما أن العنصر الوحيد الذي نملكه في كل عناصر الرياضة هي الموهبة.. وسلطنة عمان أرض المواهب من مسندم حتى صلالة.. انظروا إلى الشريط الساحلي الممتد لمسافة حوالي 3165 كيلومترًا وكم من المواهب التي تمارس كرة القدم..!!
انظروا في الحارات والأزقة وشاهدوا الأطفال والكبار وهم يمارسون هذه اللعبة بعفوية تامة، انظروا للفرق الأهلية وملاعبها ومنشآتها وحضورها وتفاعلها الجماهيري، ومع كل هذا أليست سلطنة عمان ولادة وخلاقة!
فلنلتفت لمواهبنا ولنهيئ لهم كل ظروف النجاح والإبداع من بنية إدارية رياضية محترفة ومنشآت رياضية صالحة وخطة وأسلوب عمل ناجع.
في أواخر الثمانينيات ومرحلة التسعينيات عندما اهتممنا بقطاع المراحل السنية من خلال مدارس تعليم الكرة والتعاقد مع خبراء لقطاع المراحل السنية بدءا من الألماني هيدرجوت ومرورا بالنيوزيلندي جون ادست كانت النتائج أكثر من رائعة وكانت الاستفادة مباشرة من خلال جيل ذهبي قدمته الكرة العمانية في الفترة من2001 حتى 2019 وأشاد بها الاتحادان الدولي والآسيوي.
ومن نصف مليون دولار كان يقدمها الفيفا لاتحاد الكرة في ذلك الوقت لدعم هذا القطاع زاد الدعم المقدم أضعاف الأضعاف. ومع إلغاء هذه المدارس في الأندية منذ عام 2007 كانت هناك اجتهادات لم يكتب لها النجاح وأصبحنا الآن نعاني من التجارب الفاشلة التي لم تكن سوى وقتية وفشلت مجالس الإدارات المتعاقبة في إدارة هذا الملف برغم القرارات التي صدرت والأحاديث التي قيلت عن الاهتمام بهذه المراحل.
إذا أردنا أن نطور كرة القدم فعلينا أن نفكر جيدا في الاهتمام بالمراحل السنية بدءا من الأندية، لأنها هي الأساس وأن نفكر للمستقبل، وألا يكون تفكيرنا وقتيا من أجل حصد البطولات، وأن يعيد اتحاد الكرة التفكير في مدارس تعليم الكرة وتغيير شامل في مسابقات المراحل السنية إذا كنا فعلا نريد أن نتطور.
ناصر درويش – جريدة عمان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المراحل السنیة
إقرأ أيضاً:
الكرة الذهبية vs ذا بيست.. صراع الأبطال في عالم كرة القدم.. وجولة في تاريخ الجائزتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في عالم كرة القدم، يتسابق الأندية واللاعبون لإثبات أنفسهم في ساحة المنافسة العالمية، ولكن القمة الحقيقية للمجد تكمن في التتويج بجوائز الأفراد التي تُعتبر أسمى أشكال الاعتراف بالتميز. من بين أبرز هذه الجوائز، تبرز "الكرة الذهبية" و"جائزة ذا بيست " كرمزين للإنجازات الاستثنائية في عالم الساحرة المستديرة.
رغم أن الهدف منهما واحد، وهو تكريم أفضل اللاعبين في العالم، إلا أن هناك فرقًا واضحًا بين الجائزتين من حيث النشأة، آلية التقييم، والفئات التي تمنحها.
فما الذي يميز كل منهما؟ وكيف تؤثر هذه الفروقات على اختيار الأفضل؟ في هذا التقرير، نستعرض مقارنة شاملة بين هاتين الجائزتين، لنكشف الفروق الدقيقة بينهما.
البالون دور ذا بيست
تعد جائزة "الكرة الذهبية" (Ballon d'Or) وجائزة "ذا بيست " (The Best) من أبرز الجوائز الفردية في عالم كرة القدم، حيث تهدف كلتاهما إلى تكريم اللاعبين المتألقين سنويًا إلا أن هناك فروقا جوهرية بين الجائزتين من حيث النشأة، آليات التقييم، والفئات المستهدفة.
الكرة الذهبية تاريخياتأسست جائزة الكرة الذهبية عام 1956 من قِبل مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، وكانت تمنح في البداية لأفضل لاعب أوروبي يلعب في القارة الأوروبية.
في عام 1995، توسعت الجائزة لتشمل جميع اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية بغض النظر عن جنسياتهم، ثم أصبحت عالمية عام 2007 لتشمل كافة اللاعبين حول العالم.
بين عامي 2010 و2015، أدمجت الكرة الذهبية مع جائزة الفيفا لأفضل لاعب تحت مسمى "كرة الفيفا الذهبية"، لكن التعاون انتهى عام 2016 ليعود كل طرف إلى تقديم جائزته المستقلة.
أما جائزة "الأفضل"، فقد أطلقها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 2016 بعد الانفصال عن "فرانس فوتبول".
تمنح الجائزة سنويا لأفضل اللاعبين والمدربين بناءً على أدائهم خلال الموسم الكروي، وكان البرتغالي كريستيانو رونالدو أول لاعب يتوج بها في نسختها الافتتاحية.
التصويت يختلفتختلف آليات التقييم بين الجائزتين، ففي جائزة الكرة الذهبية، يجرى التصويت عبر صحفيين متخصصين من مختلف أنحاء العالم. يتم ترشيح قائمة من 30 لاعبا، ثم يختار الصحفيون أفضل ثلاثة لاعبين ليُحدد الفائز بناءً على النقاط.
بينما تعتمد جائزة "ذا بيست " على تصويت أربع فئات مختلفة هي: مدربو وقادة المنتخبات الوطنية، ممثلو وسائل الإعلام، والجماهير، وتحتسب النتيجة بناء على الأصوات المجمعة من هذه الفئات بنسب متساوية.
من حيث الفئات، بدأت الكرة الذهبية كجائزة لأفضل لاعب فقط، لكنها تطورت لتشمل جائزة أفضل لاعبة عام 2018، وجائزة كوبا لأفضل لاعب شاب تحت 21 عامًا، وجائزة ياشين لأفضل حارس مرمى.
على الجانب الآخر، تشمل جائزة "ذا بيست " عدة فئات مثل أفضل لاعب، أفضل لاعبة، أفضل حارس مرمى، أفضل مدرب، وجائزة بوشكاش لأجمل هدف، بالإضافة إلى جوائز اللعب النظيف وأفضل جمهور.
تختلف الجائزتان كذلك من حيث الفترة الزمنية التي يتم تقييم الأداء فيها. في السابق، كانت الكرة الذهبية تمنح بناء على السنة التقويمية، لكن اعتبارا من 2022، أصبحت تعتمد على الموسم الكروي. أما جائزة "ذا بيست "، فهي تمنح أيضا بناء على الأداء خلال الموسم الكروي، مع إقامة حفل التتويج في بداية العام التالي.
ميسي وكراته الذهبية ميسي يتصدر البالون دورعلى مستوى الإنجازات، يتصدر الأرجنتيني ليونيل ميسي قائمة الأكثر تتويجا بالكرة الذهبية بسبع مرات، يليه البرتغالي كريستيانو رونالدو بخمس مرات.
أما في جائزة "ذا بيست "، فقد حصل كل من ميسي ورونالدو والبولندي روبرت ليفاندوفسكي عليها مرتين، فيما فاز بها الكرواتي لوكا مودريتش مرة واحدة.
في النهاية، رغم أن الهدف واحد وهو تكريم الأفضل في كرة القدم، إلا أن اختلاف الجهات المنظمة وآليات التصويت والفئات يعزز من قيمة كل جائزة ويجعلها متميزة بحد ذاتها، مما يضفي مزيد من الإثارة والتنوع على الجوائز الفردية في كرة القدم العالمية.