أربعة أشهر أمضاها البحارة على متن حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" والسفن الحربية المرافقة لها في البحر للدفاع عن خطوط الشحن من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الهجومية التي أطلقها الحوثيون المدعومين من إيران، واليوم يواجهون تهديدا جديدا تمثل بزوارق مسيّرة سريعة تطلقها الجماعة صوبهم، وفق تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس في جولة على متن الحاملة.

 

وبينما أطلق الحوثيون سفن سطحية بدون طيار في الماضي ضد قوات التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب اليمن، إلا أنه تم استخدامها ضد السفن العسكرية والتجارية الأميركية في البحر الأحمر لأول مرة في 4 يناير، وفي الأسابيع التي تلت ذلك، تم اعتراض العديد من تلك الزوارق المسيّرة وتدميرها.

 

وقال الأدميرال مارك ميغويز، قائد المجموعة الضاربة الثانية، التابعة للحاملة "أيزنهاور": "إنه تهديد غير معروف ليس لدينا الكثير من المعلومات عنه، ويمكن أن يكون مميتا للغاية، الزوارق المسيَّرة".

 

وأضاف ميغويز أن الحوثيين "لديهم طرق للسيطرة عليها تماما مثلما يفعلون مع (المركبات الجوية بدون طيار)، وليس لدينا سوى القليل جدا من الدقة فيما يتعلق بجميع المخزونات التي لديهم من الزوارق المسيّرة".

 

وأطلق الحوثيون هجماتهم على السفن العسكرية والتجارية الأميركية بعد انفجار مميت ضرب المستشفى الأهلي في غزة يوم 17 أكتوبر، بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس. وقال المتمردون إنهم سيواصلون إطلاق النار على السفن التي تعبر المنطقة حتى توقف إسرائيل عملياتها العسكرية داخل غزة. وأعادت واشنطن الجماعة على تصنيفها للجماعات الإرهابية، حيث يدخل القرار حيز التنفيذ، الجمعة.

 

ومنذ أكتوبر 2023، عمل أسطول "أيزنهاور" من الطائرات دون توقف، لكشف واعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

 

وتقوم سفينة "أيزنهاور" بدوريات هنا منذ 4 نوفمبر، كما أن بعض السفن المرافقة لها كانت متواجدة في الموقع لفترة أطول، منذ أكتوبر.

 

وفي تلك الأشهر، عمل أسطول أيزنهاور من الطائرات المقاتلة وطائرات المراقبة دون توقف لكشف واعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

 

كما يتم أيضا إطلاق الطائرات المقاتلة من طراز إف/إيه 18 التابعة للحاملة بشكل متكرر لضرب مواقع الصواريخ التي تكتشفها قبل إطلاقها.

 

وتضم المجموعة الضاربة التابعة للحاملة "أيزنهاور" والتي تضم الطراد USS" Philippine Sea" والمدمرتين "USS Mason وGravely"، وقوات إضافية تابعة للبحرية الأميركية في المنطقة، بما في ذلك المدمرات"USS Laboon" و"USS Carney".

 

واعتبارا من يوم الأربعاء، قامت هذه المجموعة بأكثر من 95 اعتراض لطائرات بدون طيار وصواريخ بالستية مضادة للسفن وصواريخ كروز مضادة للسفن، ونفذت أكثر من 240 ضربة للدفاع عن النفس على أكثر من 50 هدفا للحوثيين.

 

والخميس، أفادت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" أن المجموعة الضاربة اعترضت ودمرت سبعة صواريخ كروز إضافية مضادة للسفن ومتفجرات أخرى معدة لإطلاقها ضد السفن في البحر الأحمر.

 

وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن سفينة تجارية في خليج عدن أبلغت عن هجوم مشتبه به للحوثيين، وتمكن الطاقم والسفينة من مواصلة رحلتهم بأمان بعد وقوع انفجار بالقرب من السفينة، في حين أكد المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، في وقت لاحق الهجوم، مؤكدا دون دليل على أن صواريخ المتمردين أصابت السفينة.

 

وحدد سريع هوية السفينة المستهدفة بأنها ناقلة البضائع التي ترفع علم بربادوس "Lycavitos" والمملوكة لشركة Helikon" "Shipping البريطانية، في حين رفضت الشركة طلب أسوشيتد برس للتعليق.

 

وأكد مارفن سكوت، قائد أسراب الطائرات المقاتلة الثمانية التابعة للحاملة "أيزنهاور": "نحن نراقب باستمرار ما يفعله الحوثيون المدعومين من إيران، وعندما نجد أهدافا عسكرية تهدد قدرة السفن التجارية، فإننا نتصرف دفاعا عن تلك السفن ونضربها بدقة وعنيفة".

 

من جهته، شدد ميغويز أن تهديد الزوارق المسيّرة الذي لا يزال يتطور، مثير للقلق.

 

وقال: "هذا أحد أكثر السيناريوهات المخيفة، أن يكون لديك سفينة سطحية بدون بحار مُحمَّلة بالقنابل يمكنها التحرك بسرعات عالية جدا، مضيفا "إذا لم تكن في مكان الحادث على الفور، فقد يصبح الأمر بشعا بسرعة كبيرة".

 

وذكرت القيادة المركزية الأميركية أيضا، الخميس، أن السفينة التابعة لخفر السواحل الأميركي "كلارنس ساتفين جونيور" أوقفت سفينة في بحر العرب كانت متجهة إلى اليمن، في 28 يناير، وصادرت أجزاء صواريخ باليستية متوسطة المدى ومتفجرات ومكونات للزوارق المسيّرة ومعدات اتصالات عسكرية.

 

أمضت "أيزنهاور" والسفن والقوات المرافقة لها أربعة أشهر بوتيرة قتالية ثابتة دون أيام إجازة، وقال قبطان سفينة "أيزنهاور"، الكابتن كريستوفر "تشوداه" هيل، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس على متن حاملة الطائرات، إن ذلك يؤثر سلبا على البحّارة.

 

وتحافظ "أيزنهاور" على الروح المعنوية من خلال السماح للبحارة بمعرفة مدى أهمية عملهم ومن خلال منحهم إمكانية الوصول إلى شبكة "Wi-Fi" حتى يتمكنوا من البقاء على اتصال مع عائلاتهم في الوطن.

 

وقال هيل: "كنت أسير على سطح الحاملة وتمكنت من سماع طفل يبكي لأن شخصا ما كان يتحدث عن بعد مع طفله الرضيع الذي لم يلتق به بعد"، مضيفا "إنه أمر غير عادي، هذا النوع من الاتصال".

 

ولا تحتوي المدمرات المرافقة للحاملة على شبكة "Wi-Fi" بسبب القيود التي تفرضها نطاقات الترددات، مما قد يجعل الأمر أكثر صعوبة على تلك الأطقم.

 

وأشارت جوسلين مارتينيز، زميلة مدفعي من الدرجة الثانية على متن المدمرة "Gravely"، إلى أن عدم تمكنها من الاتصال بالوطن بالأخص في وضع قتالي في البحر لفترة طويلة كان أمرا صعبا، "لكننا ندعم بعضنا البعض هنا".

 

وقالت مارتينيز إنه عندما يتم اكتشاف تهديد، وينطلق إنذار لتوجيه الطاقم للرد، "فإن أجسادنا تتحرك باندفاع تحت تأثير الأدرينالين.. لكن في نهاية المطاف، نحن نفعل فقط ما جئنا إلى هنا للقيام به، كما تعلمون، الدفاع عن طاقمي وسفينتي".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر أيزنهاور أمريكا حاملة الطائرات فی البحر الأحمر على السفن بدون طیار على متن

إقرأ أيضاً:

إسقاط طائرة F18 .. و(هاري ترومان) تهرب نحو شمال البحر الأحمر


الثورة /
أفشلت القوات المسلحة هجوماً أمريكيا بريطانيا على اليمن، مساء امس الأول فور انطلاقه ، ونفذت هجوما معاكسا استهدفت من خلاله حاملة الطائرات يو إس إس هاري ترومان وعدداً من المدمرات التابعة.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها امس أن العملية اليمنية التي نفذت بثمانية صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيَّرة، أدت إلى إسقاط طائرة إف 18، وذلك أثناء محاولة المدمرات التصدي للمسيّرات والصواريخ اليمنية، وكذا مغادرة معظم الطائرات الحربية المعادية الأجواء اليمنية إلى أجواء المياه الدولية في البحر الأحمر للدفاع عن حاملة الطائرات أثناء استهدافها.
وأكدت أن العملية أدت أيضا إلى انسحاب حاملة الطائرات يو أس أس هاري أس ترومان بعد استهدافها من موقعها السابق نحو شمال البحر الأحمر بعد تعرضها لأكثر من هجوم من قبل القوة الصاروخية والقوات البحرية وسلاح الجوِّ المسيَّر.
وأضاف البيان” إن القوات المسلحة اليمنية وهي تؤكد نجاحها في التصدي للعدوان الأمريكي البريطاني وإفشاله لَتجدد التأكيد على استعدادها للتصدي لأي حماقة أمريكية بريطانية إسرائيلية خلال الفترة المقبلة.
وحذرت القوات المسلحة العدو الإسرائيلي والأمريكي من العدوان على اليمن.. مؤكدة أنها ستستخدم حقَّها الكامل في الدفاع عن اليمن واستمراراً ومواصلةً لإسناد الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
واعترفت القيادة المركزية الأمريكية، بسقوط طائرة من طراز F18 في البحر الأحمر، وإصابة أحد الطيارين، ولكنها زعمت أن السقوط كان عن “طريق الخطأ” بنيران صديقة.
وبحسب بيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية فإن “أن طراد “يو إس إس غيتيسبورغ” في مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” فتح النار بالخطأ وأسقط مقاتلة “إف/إيه 18” أقلعت من الحاملة..مدعيا أن الطيارين تمكنا من القفز بالمظلة والنجاة، وأن أحدهما أصيب بجروح ، لكن محللين وخبراء عسكريين شككوا في الرواية الامريكية بشأن سقوط الطائرة الامريكية الهجومية.
وقال براندون ويشيرت، محلل شؤون الأمن القومي في مجلة ناشيونال انترست “وصلنا إلى مستوى متدن للغاية كقوة عظمى مزعومة عندما تكون “نيران الصديقة” أقرب قصة تصديقا على حقيقة أن “الحوثيين” ربما أسقطوا إحدى طائراتنا”.
بدورها ذكرت أسوشيتد برس أنه لم يتضح على الفور كيف يمكن Gettysvurg أن تخطئ في اعتبار F/A18 طائرة أو صاروخا معاديا خاصة وأن السفن في مجموعة قتالية تظل متصلة بالرادار والاتصالات اللاسلكية.
يشار الى أن الدفاعات الجوية اليمنية أسقطت 12 طائرة من أحدث الطائرات الأمريكية بدون طيار من طراز أم كيو9.

مقالات مشابهة

  • النفوذ الإيراني في اليمن على المحك.. إلى أين تتجه المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؟
  • محمد الحوثي للأمريكيين: دعوا حماقاتكم واستلهموا التجربة من أيزنهاور وروزفلت
  • الحوثيون أم نيران صديقة أسقطت المقاتلة الأميركية؟ جدل على المنصات
  • الحوثيون يؤكدون إسقاط مقاتلة أميركية أعلنت واشنطن سقوطها بالخطأ
  • إسقاط طائرة F18 .. و(هاري ترومان) تهرب نحو شمال البحر الأحمر
  • الحوثيون : استهدفنا حاملة طائرات أمريكية وأسقطنا مقاتلة “إف 18”
  • الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة اف 18 واستهداف حاملة طائرات.. والجيش الأمريكي يرد
  • اعترفت واشنطن بسقوطها بـنيران صديقة .. الحوثيون يتبنون إسقاط مقاتلة إف 18 أميركية
  • الحوثي تكذّب الولايات المتحدة.. هكذا سقطت إف 18 فوق البحر الأحمر
  • الحوثيون يعلنون التصدي لهجوم أمريكي بريطاني وإسقاط طائرة حربية ومهاجمة حاملة طائرات