موقع النيلين:
2024-11-07@10:34:55 GMT

البرلمان الذى نريد

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT


بما أن البرلمان يمثل أحد أضلاع المثلث الذى تقوم أي دولة عليه، فقد اكتسب أهمية كبيرة، فى طريقة تصميمه وإنشائه و بنائه.

فالمثلث يتكون من:

1- النظام التشريعى.

2- النظام القضائى.

3- النظام التنفيذى.

و فى هذه المذكرة سنتكلم عن الضلع الأول للمثلث، و هو النظام التشريعى.

أكبر مهمة للنظام التشريعى هى إنتاج و تصميم القوانين و اللوائح التى تحكم الحياة داخل حدود الدولة.

و كذلك تحدد صلاحيات و مسئوليات الحاكم على كل المستويات، ونظم التعليم والعلاج و الدفاع والأمن و المواصلات والاتصالات ونظم التجارة ؛ وكل المنظومة الاقتصادية وموازنة مصروفات الدولة.

وكذلك تنظم البيئة من إنسان و حيوان و مكافحة الأوبئة والسميات. وباختصار شديد جداً، كل ما يتعلق بك وبأسرتك من حقوق وواجبات ومسئوليات.

وكذلك يتولى البرلمان مراقبة ومحاسبة الجهاز التنفيذى والنظام السياسي والاجتماعي ومن قبل ذكرنا النظام الاقتصادي.

لذلك صارت هناك أهمية كبرى فى طريقة وشكل اختيار مناديب الشعب لتولى هذه المسئولية الجسيمة والخطيرة نيابة عنه .

فالعالم مازال يبحث ويحاول أن يجد صيغة وطريقة تكون عادلة ومنصفة وفعالة يتم بها اختيار الممثلين للشعب. هؤلاء الممثلون من المفترض أن يعكسوا مكونات الدولة الفاعلة، بأوزان و طريقة لا تهمل أثر النشاطات الإنسانية الحيوية وقوة تأثيرها داخل الدولة. فقصة صوت واحد لشخص واحد ليست موزونة ولا عادلة للقضايا المتنوعة التى يتناولها النظام التشريعي بتعقيدات الحياة وتشابك أجهزة الدولة. ومستوى الإدراك فى المجتمع مختلف.

فصوت أستاذ فى قضايا التعليم لا يعادل صوت شخص بسيط يعمل فى نظافة الأسواق. ولكن يستويان فى الحق الإنسانى والاحترام المعني.

و نشير لأقدم وأشهر نظام برلماني فى العالم وهو البرلمان الإنجليزى، والذى ظهرت فيه مع الزمن عيوب وثغرات كثيرة، سببت أضراراَ داخل وخارج بريطانيا. والدراسات المختصة فى هذا المجال منشورة بكثرة ، وخاصة فى الدوريات والوثائق المتعلقة فى هذا التخصص من العلوم السياسية.

وفى السودان جرب هذا النوع من البرلمانات، وفشل عدة مرات. ( برلمان قبل ١٩٥٨، برلمان قبل ١٩٦٩ وبرلمان قبل ١٩٨٩).

لكن كانت أكثر المحاولات قرباً للتمثيل العادل للقوى العاملة داخل الدولة، هى محاولة نظام مجلس الشعب في عهد ثورة مايو؛ فقد أختار نظام مايو السياسي أسلوب الحزب الواحد ولكن اختيار ممثلي الشعب للجهاز التشريعى يتم بنيانه على ما سمى ” تحالف قوى الشعب العاملة”. و عرفت القوى العاملة بالمهن مثل المهندسين، الأطباء، الإداريين، الاقتصاديين، أساتذة الجامعات، الزراعيين، المعلمين و القوات النظامية … الخ . كذلك قطاع الصناعيين، التجار، الزراعيين ، البنوك. و كذلك القطاع التقليدى من الرعاة، الحرفيين، رجال الأعمال ، الطرق الصوفية. إضافة إلى تمثيل جغرافي يمثل الحكم المحلى.

العيب الرئيسى فى ذلك البناء أنه تم عبر تنظيم سياسى واحداً منفرداَ بكل الصلاحيات السياسية داخل الدولة، مما أدى لفشله.

مبدأ حرية الرأى و التفكير وحرية تكوين الجمعيات مسألة إنسانية فطرية، وحق أساسى للانسان، كفله له الدين الإسلامي بكل وضوح .

ماذا نريد الآن؟

نقترح نظاماً مشابهاً، يمثل تحالف القوى العاملة، لكنه مفتوح لكل الأحزاب والأفراد والمجموعات والتكتلات. ترشح من تشاء، فيما تشاء من دوائر وكليات انتخابية. وذلك حتى نضمن تمثيلاً عادلاَ، منصفَاً ، فعالاً لكل القضايا المتنوعة التى تخص المواطنين .

(أ) الفئات

(ب) القطاعات التقليدية

(ج) جغرافية.

الدوائر الجغرافية محصورة العدد لا تتعدى عدد المجالس المحلية الحالية و مربوطة بعدد السكان .

ميزة هذا النظام:

1- يتيح للأحزاب أن تطرح برامج مفصلة عن كل فئة وقطاع، حتى تضمن حصتها من الأصوات بما يرضي تلك الفئات.

2- الجهاز التشريعي سيمثل كل قطاعات الوطن بشكل موزون وعادل وبكفاءة عالية ومناديب يمثلون الفئة التى تعرفهم ويعرفونها ، واختصاص ومعرفة علمية بقضايا القطاع أو الفئة. فمثلا قضايا العلاج والدواء ومكافحة الأوبئة، خير من يعرفها القطاع الصحى.

3- الدوائر الجغرافية تعطى فرصة لعموم المواطنين فى الحيز الجغرافى الواحد فرصة لاختيار ممثل أو أكثر ليعبروا عن قضايا المنطقة السكنية .

نتوقع أن تدفع الأحزاب و التكتلات بأعداد من الشباب و النساء فى هذا التمثيل . و لا نشجع وجود دوائر منفصلة للمرأة و الشباب حيث فشل مثل هذا التمثيل ولا داعى له.

أكون شاكرا منك أخي وأختى و ابنى و ابنتى المشاركة بالرأى فى هذه القضية المصيرية والحاسمة فى تاريخ و مستقبل بلدنا و شعبنا وأبناءنا .

و هذه مشاركتى البسيطة فى هذه القضية الهامة. وأنظر لدعمك لها وتطويرها وتحسينها وسد أى ثغرات بها.

ب. مصطفى عمر نوارى

كلية الهندسة، جامعة الخرطوم.

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

"هاريس - ترامب " رهان خاسر و سبات عميق

 

أتابع عبر الشاشات و منصات التواصل الاجتماعى نظرة تفائل هنا و تشاؤم هناك حول المرشحين فى الانتخابات الأمريكية  للرئاسة التى بدأت صباح الثلاثاء ، أتابع و أنا أضحك وجود معسكرين فى المنطقة العربية الأول ينحاز لترامب و الثانى لهاريس، كلا المعسكرين يبنى آمال عريضة على مرشحه و كأننا نحمل الجنسية الأمريكية، صحيح أن الولايات المتحدة هى وحدها التى تضع سياسة العالم و هى الدولة الكبرى الوحيدة فى العالم التى لا ينافسها أحد، لكن مسألة المبالغة فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين هو أمر مثير للدهشة منا كعرب، لأن هاريس و ترامب و جهين لعملة واحده. بالنسبة لبعض الدول العربية هناك وجه منهم  مريح إلى حد ما فى بعض الأمور لكن بالنسبة للقضايا الرئيسية التى تشغل العرب مثل القضية الفلسطينية أو اعتداءات الكيان الصهيونى على بعض الأشقاء فتلك السياسات لن تتغير، سيبقى الأسطول الأمريكي فى البحر المتوسط لحماية الكيان الصهيونى، و سيظل "الفيتو" الأمريكي موجود لتعطيل و تعديل أى قرار ضد الكيان الصهينونى، و ستظل المساعدات العسكرية و المالية تصل إلى تل أبيب فى الميعاد الذى تطلبه حكومة الكيان.
أمريكا طوال تاريخها و هناك فتى واحد مدلل بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأوسط، هذا الفتى هو الشرير الذى يحرق و يقتل و يرفع راية البلطجة على الجميع.
خلال عام قام هذا البلطجى" مصاص الدماء" بقتل أبناء فلسطين حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسين ألف،و تجاوز عدد المصابين المائة ألف بين طفل و سيدة و كبار سن، دمر هذا الطفل المدلل ما يقرب من ٧٠% من غزة و حولها إلى تلال من المبانى المنهارة، أصبحت غزة بقايا مدينة، لم تعد بها أسرة واحدة مكتملة البناء"الأبناء الأب  الأم "، احدهما او كلاهما شهيد، و هناك أسر كاملة استشهدت، لم يعد لها من يحمل اسمها، نعم أسر كاملة أبيدت برعاية أمريكية، و بسلاح و مسانده و دعم أمريكى.
لذلك لا أعلم كيف و بأى وجه أجد بعض العرب يبنون  آمال عريضة على نجاح مرشح أمريكى بعينه أو أجد  متشائم من وصول الآخر لسدة الحكم، كلاهما مر .
أمريكا هى التى ترعى دولة الكيان و حريصة على بقائها، و بقاء هذه الدولة المحتلة مرهون ببقاء أمريكا، و نحن العرب ستظل أمريكا بالنسبة لنا هى الكابوس الذى يطاردنا فى الليل و النهار.
سياستها تجاهنا قائمة على مصلحتها، و مصلحة الكيان الصهيونى الذى يحركها كما و متى يشاء، الموضوع بينهما تخطى مرحلة المصالح إلى مرحلة الحياة و الموت ، إسرائيل تعتبر أمريكا قلبها النابض،الذى يمد جسدها بالدم المحمل بالاكسجين،  و أمريكا تعتبر إسرائيل الابن المدلل. 
و بالنسبة لنا كعرب  أمريكا هى سفينة النفايات التى تحمل لنا السموم و الميكروبات بكافة اشكالها.
أمريكا ليست للعرب فقط مركز السموم،و وكر الافاعى، لكنها تمثل نفس الامر  لدول كثيرة حول العالم تضررت منها  و ذاقت من شرورها الكثير.
الغريب فى الأمر و الشئ العجيب أن كل الاقطار العربية تعى تماما حجم العلاقة بين الكيان الصهيونى و أمريكا و رغم ذلك مازلنا نبحث عن الأمان عندها، تريدون أن تعوا 
قيمة الكيان الصهيونى لدى أمريكا، اقرأوا 
هذا الرقم الذى يوضح حجم العلاقة بينهما، 
منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948حتى عام 2022 تلقت  158 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق في التاريخ.
فى النهاية نجحت هاريس أم سقطت، نجح ترامب أم سقط كلاهما مر.فلا تشغلوا حالكم بمن هو الرئيس القادم، الكل ينفذ أجندة واحدة تم وضعها منذ سنوات طويلة و لم و لن تتغير .

تلك الحرب الدائرة فى كل بقاع الأرض أمريكا هى كلمة السر فيها. فلا تسرفوا فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين كلاهما مر، كلاهما لا يهمه سوى مصلحته و مصلحة الكيان الصهيونى.
فلا تصدقوا 
التعهد الذى قطعته  نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب في قطاع غزة في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء في القطاع وصل إلى مستوى غير معقول، و لا تصدقوا ترامب عندما يقول نفس المفردات، خاصة ان امريكا لن تسمح بحل الدولتين مهما حدث.
على العرب يستيقظوا من السبات العميق  الذى  هم عليه، علينا كعرب البحث عن طرق أخرى للتعامل مع هذا الكيان "الامريكى- الصهيونى" .

مقالات مشابهة

  • إسقاط عضوية وملاحقة قضائية..ما وراء تركيز النظام السوري على البرلمان؟
  • غزة لن ترفع الراية البيضاء
  • عودة «ترامب» للبيت الأبيض
  • عادل حمودة يكتب: مفاجأة العدد 1000
  • «هاريس - ترامب» رهان خاسر وسبات عميق
  • الرئيسة هاريس!!
  • ضريبة النجاح القاسية
  • "هاريس - ترامب " رهان خاسر و سبات عميق
  • حيرة العرب بين «الفيل» و«الحمار»
  • عمرو درويش يطالب البرلمان بالوقوف ضد محاولات أهل الش للتشكيك في قانون الإجراءات الجنائية