لبنان ٢٤:
2024-11-07@18:35:23 GMT

الأخطر بدأ.. أمراً وطاعة أيها الروبوت؟!

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

الأخطر بدأ.. أمراً وطاعة أيها الروبوت؟!

في البدء لم يكن الأمر سوى من نسج خيال علمي واحلام بعيدة المنال، إلّا أن الذكاء الاصطناعي تخطّى عتبة الأفلام ليطأ عالمنا الحقيقي محدثاً جدلاً كبيراً حول ما يحمله المستقبل من تحديات جديّة للإنسان. فبعد أن جلنا سينمائياً في عالم حكمته الآلة وسيطرت عليه، ورأينا البشر محكومين ومقيدين بما تصدره الروبوتات من أوامر، أصبح من الواجب التوقف عند قدرة هذا الذكاء ومخاطره على الانسان في القريب العاجل، وسط التطور التكنولوجي الهائل والسريع الذي نشهده والذي يرفع منسوب القلق من تحوّل خطير في تاريخ البشريّة.


 
دخول الآلة الى حياة الإنسان فرض نفسه منذ القدم، حيث استقدمت الالات لتنفيذ بعض الوظائف المحدودة ومساعدة اليد العاملة في مجالات الزراعة والبناء؛ لكن هل يستبدل الانسان بالروبوتات والأخطر هل تتحق أبشع كوابيسنا ونقع تحت سيطرتها التامة: "أمراً وطاعة أيها الروبوت"؟!
 
التهديد جدّي.. ما لا تعرفون عن الـ"AGI"
يقول رامز القرا، خبير التحوّل الرقمي في حديثه لـ"لبنان 24" إن استبدال الإنسان بالالة ليس بالجديد، وهذا الموضوع يحدث منذ عشرات ومئات السنين وان كان على مستوى مختلف في البناء والزراعة والصيد وغيرها، حيث تقوم آلات ومكنات بمهمات كانت توكل للإنسان"، مؤكداً أنه "هذا أمر طبيعي".
 
الخوف والتهديد الجدي الذي يمثّله الذكاء الاصطناعي هو أنه لأول مرة يستبدل الابداع لدى الانسان، بحسب القرا الذي يشير الى اننا "كنا دوماً نقول أن الانسان بخير لأن الآلة لا تستطيع الابداع وهي فقط مقلّد غبي. لكن اليوم مع تطور الذكاء الاصطناعي والطفرة المحدثة وما يسمى بـ"شات جي بي تي" والـ"language model"، اصبح هناك جدية في إمكانية استبدال أعمال كثيرة اضافية وهذا الأمر بدأ مع "القيادة الذاتية" أو ما يعرف بالـ"AI driving".
 
بدوره، يوضح خبير في الأمن السيبراني والتحول الرقمي، رولان أبي نجم لـ"لبنان 24" أن كل الذكاء الاصطناعي الحالي يندرج ضمن اطار الذكاء التوليدي الذي يُنتج من المعلومات والصور والفيديوهات الموجودة صوراً وفيديوهات وموسيقى آخرى، لافتاً الى أن لهذا الذكاء حدودا او قيود.
ويضيف: "من أخطر ما يحدث هو بدء الذكاء الاصطناعي بأخذ القرارات وهو ما يسمى بالـ"artificial general intelligence" أو الذكاء الاصطناعي العام وهو يختلف عن التوليدي بقدرته على التفكير والتحليل واتخاذ القرار كأي شخص طبيعي. وهنا تمكن الخطورة من اخلاقيات الذكاء الاصطناعي وكيفية اتخاذه للقرارات ووفقاً لأي أساسات ومعايير. فهو يتخذ قراره بالاستناد الى الأشخاص الذين يقومون بتدريبه وتطويره وبرمجته. فمثلا في حال القيادة الذاتية، ان فاجأك شخص مارّ بوسط الطريق قد تمنعك السيارة من الانعطاف وتجبرك على الاصطدام به وفقاً لمعاييرها المرورية"، مشيراً الى أنه "في مرحلة معينة ستصبح الطائرات بعد السيارات من يتخذ القرار بدلاً من الفرد".
 
متى يتفوّق الذكاء الاصطناعي على البشر؟
الذكاء الاصطناعي أصبح مبدعاً بأعمال محددة وفقاً للقرا، الذي يذكر أن "هناك توقعات بالوصول لمرحلة "التفرّد" بالقرار أو الـ"singularity" في الـ2050 وبعدها تحدي الولوج الى العالم الحقيقي من خلال الروبوتات وهذا ما سيشكّل خطراً بشكل جدي على التأثير على القرار واستبال القرار البشري.
ويفسّر القرا لـ"لبنان 24" أن "هناك ارتباطا وثيقا بين الروبوتات والذكاء الاصطناعي، فمن غير هذا الذكاء ليست الروبوتات سوى الات تتحرك ضمن أوامر. لكن إضفاء الذكاء الاصطناعي يمنح الروبوتات استقلالية معيّنة". ويكمل: "الانسان عندما يدرّب الذكاء الاصطناعي لا يستطيع التنبؤ 100% بالنتائج فهي تختلف عمّا هو تقليدي، حيث توجد قواعد واضحة تتصرّف الآلة على أساسها. فبالذكاء الاصطناعي نعتمد أكثر على تعليم وتدريب الـ"ai" وتركه يستنبط قراراته مما يحصل عليه من معلومات.
 
هذا ويؤكّد القرا أن مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي ستساعد الانسان على الحفاظ على دوره وسترفع مستوى الرفاهية لديه، مشيراً الى أنه "يجدر بالإنسان التركيز على أمور تطلب الابداع لان الذكاء الاصطناعي لا يزال يعتمد في ابداعه عما يتعلّمه من الـ"data" البشرية، لذا فإن قدرة الانسان في الابداع هي ما سيحدد التفوق البشري من عدمه في المستقبل".
 
ماذا عن تزوير التاريخ والأحداث؟
من الآن، لا تصدقوا كل ما تسمعونه وترونه! في الآونة الأخيرة، بدأنا نلحظ انتشار صور واخبار مفبركة، مقابلات لأشخاص لم يجرونها في الحقيقة وبثّا مباشراً "live" لأشخاص من دون أن يكونوا موجودين في البث أصلاً! من منكم لم يعلم بتزوير صوت الرئيس الأميركي جو بايدن وما أحدثه هذا العمل من جدل في الولايات المتحدة والعالم؟
لحسن الحظ، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة الذكاء الاصطناعي. وبحسب القرا، هناك نوع من الذكاءات الاصطناعية تستطيع اكتشاف التزييف أو الـ"deep fake" لان انتاجه وتصنيعه يعتمد على طرق معينة يمكن للذكاء الاصطناعي ان يكتشفها.
أمّا بشأن تغيير التاريخ وتزويره، فيقول أبي نجم إننا "لا نستطيع الاتفاق على ما نعيشه ونشهده صوتاً وصورة، فكيف نتفق على ما يرويه الذكاء الاصطناعي؟". ويشرح الخبير السيبراني أن "الذكاء الاصطناعي هو 5000 برنامج تعود لـ5000 شركة مختلفة، لذا يختلف الجواب على نفس السؤال من برنامج الى آخر بحسب المعلومات التي أدخلت الى البرنامج"، مؤكداً أنه "لا يمكننا القول ان الذكاء الاصطناعي غير منحاز ولا مشاعر له، فهو لتزويدنا بالمعلومات قام أحد الأشخاص بشحنه بها".
 
أسوأ سيناريو.. هل "تنقلب" الروبوتات علينا؟
مؤتمر أوّل تاريخي، أطلت الروبوتات من خلاله مؤكدة حبّها لصانعها الانسان ومطمئنة من عدم إقدامها على إيذائه؛ لكن من برمج هذه الآلات على قول ما صرّحت به أمام الملايين، يستطيع إعطاءها أوامر معاكسة وأن يطلب منها القيام بما هو مغاير. هذا ما يلفت إليه أبي نجم في حديثه الى "لبنان 24"، موضحاً أن "زرّ الإيقاف الأحمر" غير موجود في الحقيقة.  
لذا، عند التطرق الى انقلاب الروبوتات على الانسان، استشهد أبي نجم بجواب لسام ألتمان، مؤسس شركة "أوبن إيه آي" ومطلق منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي "شات جي بي تي" لدى سؤاله هذا الأمر، وقال إن "هناك من يعتقد بوجود زر وقف التشغيل الأحمر وهذا امر خاطئ فالروبوتات تستمد الطاقة من حيث تريد وهي موصولة بشبكة الانترنت ولا يمكن فصلها كما يظن البعض". وتابع أبي نجم: "اذا شعرت هذه الآلات ان الانسان قد يشكل خطراً عليها يمكن ان تنقلب عليه".
وعن أسوأ سيناريو، يقول أبي نجم: "يحكى عن تصنيع أكثر من مليار روبوت بعد مدةّ والناس ستعتبر هذه الآلات "قربية" منها، وبدل المربية ستلجا الأسر الى الروبوتات"، مشيرا الى ان معظم المنازل أصبحت "ذكية" تعتمد على الآلة وان لم تكن على شكل روبوت. ويضيف: "ان طلبنا من الذكاء الاصطناعي حمايتنا ونشب حريق في المبنى الذي نسكن فيه، قد يمنعنا هذا "الذكاء" من مغادرة المنزل ظنا منه انه يحمينا في الوقت الذي قد يتسبب به بقتلنا خنقاً داخل المنزل! في هذه الحالة من يستطيع برمجته؟ وقد يكون أقوى من الأنسان لتعطيله".
 
كذلك، يشير أبي نجم الى أنه "أصبح لدينا أسلحة قادرة على اتخاذ قرارات ذاتية من دون ان يتمّ التحكم بها، مثلما حصل في الحرب بين روسيا وأوكرانيا حيث نفّذت مسيرة "ذكية" مهمتها بالرغم من فقدان الاتصال بها بسبب التشويش". الأمر الذي استدعى اجتماعاً طارئاً لمجلس الامن الدولي لمناقشة مخاطر الذكاء الاصطناعي ومن ضمنها استخدام الذكاء الاصطناعي بالأسلحة والحروب وترك اتخاذ القرار لهذه الأسلحة الذكية في ساحة المعركة.
 
جموح الـ"AI" من يكبحه؟
ان أعطي الخيار لكم بقتل 10 أشخاص لإنقاذ مليون شخص، ماذا تقررون؟ الجواب يختلف من شخص لآخر، تبعاً لما لديه من معطيات ومن خلفيته وأخلاقياته. هذا هو الحال مع الروبوتات أيضاً! ستتخذ القرار وفقاً للـ"data" التي برمجت على أساسها. فمن يحدّد الضوابط والقوانين؟
 
 
يرى الخبير الرقمي، القرا، أن "أسوأ مخاطر الذكاء الاصطناعي يكمن في القوننة لها وكيفية استخدامها، خصوصا ان إعطاء السلطة لهذا الذكاء يسمح له باتخاذ القرارات بشكل مستقلّ"، مشدداً على أن "عدم وجود تشريعات تمنع من تعليم الذكاء الاصطناعي على العنصرية مثلاَ يشكل خطراً".
 
وفي هذا السياق، يقول أبي نجم أن "ايلون ماسك، مالك منصة "اكس" والمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي في شركة "تسلا"، وقّع مع 600 مستثمر عريضة لوقف تطوير الذكاء الاصطناعي لمدة 6 أشهر من أجل وضع قوانين وضوابط"، لافتاً الى ان "هؤلاء ومن بينهم ماسك أسسوا شركاتهم وطوروا الذكاء الاصطناعي بلا ضوابط".
ويكمل أبي نجم أن "الاستثمار بهذا القطاع يستقطب العديدين لكسب الأموال، لذا للأسف لا يمكن القيام بأي شيء لحماية الانسان من هذا التطور فهو يدار من شركات كبرى ودول، بلا ضوابط"، مشيراً الى أنه "لا يمكن وضعها لأن في الفضاء العالمي لا حدود جغرافية للضوابط، بمعنى انه يمكن للشركات ان تفتح فروعاً في بلدان كفيتنام وماليزيا لا تخضع للقوانين الدولية".
 
من جهته، يعتبر القرا ان "التحدي الأكبر هو بإلزام الشركات باتباع القوانين لدى وضعها، لأن التطور في هذا المجال ممكن أن يحصل في مرآب او غرفة طالب جامعي"، مضيفاً أن "الجهات التي ستضع أي تشريع عليها أن تتأكد بشكل أساسي أن أي طفرة وأي تطوّر تكنولوجي معيّن لن يكون لديه تأثير سلبي على البشرية وان يكون استخدام القدرات العالية للذكاء الاصطناعي بالطريقة والمكان الصح". لذا، هذه التشريعات، وفقاً للقرا، يجب أن تكون على مستوى تجمّع للشركات الضخمة ومن أهمها التأكد من أن عمليات التدريب تتم بطريقة محايدة غير منحازة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی هذا الذکاء لا یمکن لبنان 24 الى أنه الى ان الى أن

إقرأ أيضاً:

اختبار «جوجل» الجديد ومواجهة أدوات الذكاء الاصطناعي

تواجه شركة «جوجل» مالكة أكبر وأشهر محرك بحث على شبكة الويب تحديا جديدا قد يعجل بنهاية سيطرتها على سوق محركات البحث في العالم. التحدي الجديد ليس قانونيا كما كان الحال منذ شهور وما زال مستمرا سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها ويسعى إلى تفتيت تلك الإمبراطورية الرقمية العملاقة، ولكنه تحد من داخل الصناعة نفسها.

الأسبوع الماضي أعلنت شركة «اوبن ايه آي» للذكاء الاصطناعي عن إصلاح شامل لبرنامجها الشهير «شات جي بي تي» الذي تم إطلاقه في العام 2022، وبلغ عدد مستخدميه وفقا لوكالة رويترز نحو 200 مليون مستخدم نشط أسبوعيا، يمكّن روبوت المحادثة من البحث في الويب وتقديم إجابات بناءً على ما يجده على الشبكة، وهو ما يجعله في منافسة مباشرة مع «جوجل»، محرك البحث العملاق والأكثر استخداما في العالم. ويمكن أن تمثل هذه الخطوة بداية النهاية لمحركات البحث التقليدية وظهور محركات بحث جديدة تمزج بين وظائف البحث على الويب، وبين تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يمثل فتحا جديدا في عالم الإعلام الرقمي.

صحيح أن المنافسة مع «جوجل تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة، خاصة إذا علمنا أن محرك بحث «جوجل» هو الأكثر شعبية في العالم ويستخدمه حوالي 4.3 مليار مستخدم حول العالم ويتم إجراء أكثر من سبعين ألف عملية بحث عليه في كل ثانية، وهو ما يعادل حوالي 5.4 مليار عملية بحث يوميا، ومع ذلك فان إقدام «اوبن آي» على هذه الخطوة تمثل بداية قد تتلوها محاولات أخرى من شركات أخرى لمواجهة طغيان جوجل على سوق محركات البحث على الويب، ونقطة انطلاق لتطوير محركات بحث بديلة للعثور على المعلومات من الويب واستهلاكها.

وتتمثل قيمة التحول الأخير في «اوبن آي» في كونه سوف يمكن المشتركون في «شات جي بي تي» من الحصول على المعلومات الأحدث أثناء الرد على استفساراتهم من خلال البحث في شبكة الويب عن المعلومات الجديدة وتلخيصها وعدم الوقوف عند حد البيانات القديمة كما كان الأمر سابقا.

ابتداءً من الخميس الماضي، أصبح بمقدور المشتركين في «شات جي بي تي» تفعيل خاصية جديدة تتيح لأداة الذكاء الاصطناعي الرد على الاستفسارات من خلال البحث في الويب عن أحدث المعلومات وتلخيص ما تجده، وليس فقط تقديم إجابات بناءً على البيانات القديمة السابق تغذية روبوت المحادثة بها. وتعتمد وظيفة البحث الجديدة في «شات جي بي تي» على محرك البحث «بنج» التابع لشركة ميكروسوفت والذي صدرت نسخة جديدة منه في العام الماضي يحتوي على تقنية الذكاء الاصطناعي المستخدمة في «شات جي بي تي»، وصاحبة ثاني أكبر محرك بحث على الويب، والداعم الرئيس لـشركة «أوبن آي»، كما تعتمد أيضًا على أرشيفات كبار الناشرين الذين تم توقيع صفقات معهم وأهمهم مجموعة «نيوزكوربريشن الناشر لصحيفة «وول ستريت جورنال» ووكالة «الاسوشيتدبرس» أو «الصحافة المتحدة. ولعل هذا ما يجعل برنامج شركة الذكاء الاصطناعي أكثر قربا من محرك البحث التقليدي، وقادرة بالفعل على منافسة «جوجل» وغيها من الشركات المنافسة في سوق محركات البحث.

لقد حاولت «جوجل» استجابة للمنافسة المتزايدة مع برامج الدردشة الآلية استباق الأحداث ودخول عالم برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي عن طريق تقدم ملخصات يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للمستخدمين لمحرك بحثها، جنبا إلى جنب مع تقديم نتائج البحث التقليدية، ومع ذلك فإن غالبية المستخدمين ما زالوا ينظرون إلى «جوجل» باعتباره محرك بحث يقودهم إلى مواقع أخرى على الويب، خاصة بعد الفشل الذي منيت به التجربة الأولى التي بدأتها مع بعض المستخدمين داخل الولايات المتحدة في مايو الماضي، وقررت بعد أسبوعين فقط من إطلاقها تقليص استخدام الإجابات التي يولدها الذكاء الاصطناعي بعد أن تهكم المستخدمون على بعض الإجابات الغريبة مثل نصح أحد المستخدمين بوضع الصمغ على البيتزا وتأكيد أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما كان مسلما، بالإضافة إلى إجابات تتعلق بالصحة وكانت كانت إحدى الإجابات توصي الناس بشرب كميات كبيرة من البول للمساعدة في التخلص من حصوات الكلى. وواجهت التجربة أيضا اعتراضات من الناشرين الذين تستعين «جوجل» بمحتوى مواقعهم وإعادة تقديمه للمستخدمين مباشرة في نتائج البحث لوهم ما يحرم هؤلاء الناشرين من حركة المرور على هذه المواقع وفقدان عائدات الإعلان.

في تقديري أن التغيرات التي أدخلتها شركة «اوبن آي» على نسختها المدفوعة من «شات جي بي تي» وتحولها إلى محرك للبحث أيضا تجعل هذا البرنامج أكثر فائدة وأكثر دقة، ويقلل من أخطاء المعلومات في الرد على الأسئلة والاستفسارات إلى حد كبير. ولن يتوقف تأثير هذه الخطوة على اشتعال المنافسة بين شركات الذكاء الاصطناعي وشركات محركات البحث العملاقة فقط وإنما سوف يمتد إلى جميع محاور اقتصاديات الإنترنت، والإعلام الرقمي. وتبقى هناك بعض القضايا العالقة في هذا التحول الذي يمكن أن نصفه «بالتاريخي»، وأهمها القضايا الأخلاقية التي تثيرها برامج الذكاء الاصطناعي والتي قد تتضخم مع تحول هذه البرامج إلى محركات للبحث، وعلى رأسها قضية الملكية الفكرية والسطو على جهود أفراد ومؤسسات أخرى وسرقة المحتوى وانتحاله وهو ما يتهم به الناشرون ومطورو برامج الذكاء الاصطناعي. وقد أقامت بعض المؤسسات الإخبارية دعوى قضائية بالفعل ضد «أوبن آي» تتعلق بانتهاك حقوق النشر.

لقد ظلت «جوجل» ولأكثر من عقد من الزمان البوابة الرئيسية إلى شبكة الويب بعد أن تخلصت من عدد كبير من شركات محركات البحث المنافسة من أشهرها محرك بحث نيتسكيب الذي كان يسيطر على سوق متصفحات الويب في تسعينات القرن الماضي وكانت تستحوذ على 90 بالمائة من السوق، ولكنها سرعان ما تراجعت وخرجت من السوق، لحساب متصفح «انترنت اكسبلورر» الذي أطلقته شركة مايكروسوفت، الذي تحول إلى متصفح «ايدج» وتم إطلاقه لأول مرة في عام 2015. فهل يجري عليها ما جرى لشركات محركات البحث الأخرى لصالح شركات وبرامج الذكاء الاصطناعي؟

الواقع إن إجابة هذا السؤال قد تتأخر لسنوات لأننا أمام عملاق يسيطر على نحو 92 بالمائة من سوق متصفحات الويب ولا يمكن هزيمته وإخراجه من السوق بسهولة. ما نعلمه يقينا أن التطورات التكنولوجية المتسارعة لن تتوقف وأن العالم لن يكف عن الإبداع والابتكار في مجال الإعلام الرقمي. كل يوم تقريبا هناك جديد نقف أمامه مندهشين ومتسائلين عن الحدود التي يمكن أن يصل لها التنافس المحموم بين شركات التقنية العملاقة للسيطرة على العالم الرقمي.

مقالات مشابهة

  • عباس أبو الحسن يثير الهلع بين جمهوره بشأن الذكاء الاصطناعي
  • شراكة بين مركز الذكاء الاصطناعي التابع لـ «دبي للسلع» و«آي بي إم للاستشارات»
  • "دبي للسلع المتعددة" يتعاون مع "آي بي إم" لتعزيز قطاع الذكاء الاصطناعي
  • رابط بوت واتساب الذكاء الاصطناعي مجاني للتحدث مع الـ AI عبر مايكروسوفت كوبايلوت و Meta AI
  • مدبولي: الذكاء الاصطناعي هو الحاضر
  • تطوير كاتب سيناريو آلي باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • اختبار «جوجل» الجديد ومواجهة أدوات الذكاء الاصطناعي
  • نسب احتيال تصل 60%.. الذكاء الاصطناعي يهدد الأمن الرقمي
  • أمازون تستخدم الذكاء الاصطناعي لتلخيص ما تشاهده
  • الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الإماراتية