صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-23@05:16:05 GMT

عجائب الكباشي وياسر العطا

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

عجائب الكباشي وياسر العطا

 

رشا عوض

قمة البجاحة وقلة الحياء السياسي تتجلى عندما يمسك أي قائد عسكري  بمايكروفون ويشتم السياسيين المدنيين ويقول لهم “ما عندكم وش تقابلو بيهو الشعب السوداني” كما قال الكباشي! أو يقول “السياسيين المدنيين ما مسؤولين” كما قال ياسر العطا!

هل نفهم من ذلك يا كباشي وياسر العطا إنكم أنتم كعسكر “عندكم وش” تقابلون به الشعب!!! وأنكم أنتم نموذج للمسؤولية؟!!

“عندكم وش وعندكم لسان تتكلموا” ؟! في حين إن رصاصكم الطائش والموجه يخترق أجساد الأبرياء وداناتكم تحطم بيوت المواطنين فوق رؤوسهم وطيرانكم يدك المدن دكا وجنودكم يسرقون وينهبون ويغتصبون! وسلطتكم تسرق حتى الإغاثات التي يتبرع بها الأجانب للشعب الجائع بسبب حربكم!

“عندكم وش ومسؤولين إنتو يا عسكر”؟! و”عندكم عين تتكلمو بلسان الشعب السوداني” ؟!

إن تجربتنا المريرة مع الحكم العسكري والحروب الأهلية المتطاولة تجعلنا نطالب بخروج العسكر من السياسة كضرورة وجودية! كضرورة حياة للسودان والسودانيين!

٥٥ سنة من سنوات الاستقلال الـ ٦٨ والبلاد رازحة تحت الحكم العسكري الذي انحدر إلى آخر دركات حضيضه بحرب الخامس عشر من أبريل، التي كان يجب أن تصيبهم بهاء السكتة!! ولكن البجاحة أعيت من يداويها!

ما يزال العسكر من أوكار هزائمهم وفشلهم في عسكريتهم التي فارقوا مهنيتها وضبطها وربطها ينصبون أنفسهم مرجعية سياسية عليا في البلاد ويتحدثون عن المسؤولية!!! والوطنية!!!

وعندما اأقول أوكار الهزيمة فأنا أتحدث تحديدا عن “الهزيمة الوطنية الكبرى” ممثلة في أن مؤسسة عسكرية تستهلك ٨٠% من ميزانية الدولة بدلا من أن توفر الأمن والحماية للمواطن السوداني تقتله داخل بيته بالرصاص والدانات والطيران وكل أنواع الأسلحة المدفوع ثمنها من ثرواته القومية!!

الهزيمة الكبرى هي هذا الاستخفاف المريع بحياة المواطنين وتجاهل معاناتهم وتلك الجرائم المروعة ضدهم من طرفي الحرب: الجيش والدعم السريع!

الجيش مهزوم عسكريا واخلاقيا.

الدعم السريع مهزوم سياسيا واخلاقيا بسبب انتهاكاته.

النصر الوحيد الممكن للجيش والدعم السريع هو إيقاف هذه الحرب والتعاون في  إنجاح انتقال تأسيسي للسودان نحو دولة مدنية ديمقراطية أهم خطوة نحوها هي عملية شاملة وجذرية للإصلاح الأمني والعسكري يتشكل بموجبها جيش وطني مهني جديد!

الدعم السريع  الذي يفر المواطنون من مدنهم وقراهم بمجرد سماعهم باقترابه لا يصلح أن يكون جيشا بديلا، رغم انتصاراته العسكرية لا يصلح جيشا وطنيا لأسباب بنيوية فصلتها في مقالات سابقة منها (القوى المدنية الديمقراطية ومعضلة الدعم السريع).

أما الجيش الذي تتساقط حامياته الواحدة تلو الأخرى في الأرض ولا يتم تحريرها إلا في الفيسبوك والواتساب ويقصف المواطنين بالطيران والبراميل المتفجرة ويسيطر عليه الكيزان لدرجة نقل الممارسات الداعشية إلى صفوفه، فلا يصلح هو الآخر أن يكون جيشا وطنيا.

الشعب السوداني المكتوي بنيران هذه الحرب عندما يستمع إلى قيادات المؤسسة العسكرية يكون متعطشا فقط  لسماع خبر وقف إطلاق النار، النار التي تحرقه بالمعنى الحرفي والمجازي! ينتظر سماع خبر ذهابكم إلى المفاوضات.

 

 

الوسومالجيش السوداني الحكم المدني الدعم السريع العطا الكباشي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش السوداني الحكم المدني الدعم السريع العطا الكباشي

إقرأ أيضاً:

السوداني يدعو لعدم الالتفات إلى الشائعات التي تحاول إفشال التعداد بالعراق

السوداني يدعو لعدم الالتفات إلى الشائعات التي تحاول إفشال التعداد بالعراق

مقالات مشابهة

  • تجدد الاشتباكات اليوم بين الجيش والدعم السريع بالعاصمة السودانية الخرطوم
  • مواجهات في الفاشر تتزامن مع قطع إمدادات للدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن تقدمه والدعم السريع يهاجم عطبرة بالمسيّرات
  • عمود الشعب
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • الجيش السوداني يلاحق قوات الدعم بتحرك سريع ....ويكشف عن عملية عسكرية شاملة لاستعادة السيطرة على الخرطوم..
  • قناة القاهرة الإخبارية: ميليشيا الدعم السريع تقصف الفاشر غربي السودان
  • السودان.. قوات الدعم السريع تهاجم قرية وتقتل 40 مدنياً
  • تقدم ملحوظ للجيش السوداني.. والبرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع
  • السوداني يدعو لعدم الالتفات إلى الشائعات التي تحاول إفشال التعداد بالعراق