WSJ: صعود إيران كمزود سلاح عالمي يزعج أمريكا وحلفاءها
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها إن صناعات إيران العسكرية المزدهرة ساعدتها على تزويد الأسلحة لجماعاتها الوكيلة في الشرق الأوسط وصفقات الأسلحة مع روسيا وبخاصة في مجال المسيرات، وزادت من نمو موارد الإنتاج العسكري لطهران بحيث حولها إلى مزود كبير للأسلحة التكنولوجية المتقدمة وذات الكلفة المتدنية إلى زبائن يزعجون الولايات المتحدة وحلفاءها في الشرق الأوسط وأوكرانيا وغير ذلك.
وتضيف الصحيفة أن التحول في الصناعة العسكرية تسارع مع شراء روسيا في 2022 آلافا من الطائرات المسيرة والتي غيرت من مسار الحرب في أوكرانيا، وساعدت طهران على زيادة دعمها لحلفائها في نزاعات الشرق الأوسط التي تطورت في الحرب الحالية في غزة.
ومن أهم صادرات إيران هي مسيرة "شاهد" الانتحارية والتي تحمل المتفجرات وتتحطم في الهدف والتي استخدمت لقتل ثلاثة أمريكيين في قاعدة عسكرية بالأردن الشهر الماضي. وفي نفس يوم الهجوم، قام خفر السواحل الأمريكيين بمصادرة 200 رزمة تقريبا مصدرها إيران وكانت في طريقها إلى اليمن، حسبما قالت القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط. وقالت إن الأسلحة كانت في طريقها لمنطقة تحت سيطرة الحوثيين.
وفي بيانها يوم الخميس قالت القيادة المركزية إن الشحنة تضم مكونات صواريخ ومسيرات تحت وفوق الماء.
وكانت ثاني شحنة تصادر منذ بدء العمليات في 11 كانون الثاني/ يناير والتي تم فيها مصادرة قطع صواريخ إيرانية لكن أدت إلى فقدان ثلاثة من أعضاء فرقة "سيل" أو الفقمة. وتنفي إيران أنها تقوم بتسليح الحوثيين.
واستخدم الحوثيون والجماعات العراقية المسلحة نماذج مشابهة للمسيرة التي قتلت الجنود الأمريكيين في الأردن، وهي نفسها التي استخدمها الروس في أوكرانيا.
استخدام نماذج من المسيرات التي قتلت الأمريكيين في الأردن، وذلك بحسب تقرير أصدرته وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية نشرته هذا الشهر.
وأصبحت ساحات المعارك في أوروبا والشرق الأوسط مجالا لاستعراض الأسلحة الإيرانية الصنع. فقد استخدم الروس المسيرات الإيرانية وبفعالية لضرب أهداف عسكرية وبنى تحتية أوكرانية.
أما في الشرق الأوسط فقد زودت إيران جماعاتها الوكيلة بالأسلحة لضرب الأهداف الأمريكية و"إسرائيل" ومصالح الملاحة التجارية العالمية. وقال آدم روزلي، الباحث في شبكة "ميليتانت واير" والمختصة بفحص الأسلحة التي يستخدمها اللاعبون من غير الدول: " غيرت إيران من خلال تصدير التكنولوجيا وإثبات نجاعتها في ساحة المعركة، الحروب غير المتناسقة وللأبد، ومنحت تميزا للاعبين من غير دول ممن لم يكن لديهم نفوذ".
وأضاف من أن "التداعيات قد تكون كارثية على القوى العظمى حول العالم".
وحسب مهدي فراحي، نائب وزير الدفاع الإيراني فقد باعت إيران أسلحة قيمتها مليار دولار بالفترة ما بين آذار/ مارس 2022 وآذار/ مارس 2023، في حصيلة حذفت الأسلحة التي يتم تهريبها.
وأصبحت إيران في 2022 الدولة رقم 16 في العالم من ناحية الدول المصدرة للسلاح حيث وصلت مبيعاتها إلى 123 مليون دولار من 50 مليون دولار في عام 2017، حيث كانت في المرتبة الـ 33، بحسب أرقام معهد ستوكهولم لدراسات السلام. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر بائع للسلاح في العالم حيث ارتفعت قيمة المبيعات في العام المالي لـ 2023 إلى 80.9 مليار دولارا.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن روسيا تريد شراء صواريخ باليستية قصيرة المدى من إيران، كما زودت طهران روسيا بالذخيرة حسب تقرير سابق للصحيفة.
ويتحكم الحرس الثوري بالصناعة الدفاعية ويرسل الأسلحة مجانا لحلفائه في الشرق الأوسط مثل حماس وحزب الله. وقالت بعثة إيران في الأمم المتحدة "نقدم الدعم للفلسطينيين كي يحصلوا على القدرات التي تساعدهم الوقوف بأنفسهم ضد الحصار".
ونشأت الصناعة العسكرية الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي وبسبب الحاجة، فقد فرضت الولايات المتحدة حظرا على الجمهورية الإسلامية الناشئة.
وتركز الإنتاج الإيراني على الاستخدام العسكري المحلي واستخدمت المسيرات للإغراض الاستطلاعية أثناء الحرب مع العراق.
وحصلت المسيرات الإيرانية على اهتمام عندما ضربت المنشآت النفطية السعودية في 2019، وبحلول 2021 حذر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون وفي "إسرائيل" من أن التقدم في صناعة المسيرات الإيرانية يغير معادلة القوة في الشرق الأوسط.
إلا أن المسيرات الإيرانية كانت تعتمد في حينه على المكونات التجارية وتلك التي تشترى عبر وسطاء. وفي عام 2021 كان الحوثيون يطلقون ما معدله 30 مسيرة في الشهر حسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى. وباعت إيران 2,000 مسيرة من طراز "شاهد" إلى روسيا في صفقة حققت لها 40 مليون دولارا.
وتطورت المسيرات الإيرانية من ناحية التصميم والاتصالات المزودة في الطائرة والقياسات الدقيقة بشكل غير قواعد اللعبة في حرب أوكرانيا، حسب مركز أبحاث التسلح في لندن. وقال لو أوزبورن الباحث في "كل العيون على فاغنر" إن مبيعات الأسلحة الإيرانية لروسيا "قدمت لإيران موارد هائلة وربحا لصناعة الدفاع ذات التكنولوجيا المتقدمة في الجمهورية الإسلامية".
وفي صورة عن تطور الصناعة، وقعت روسيا صفقة بقيمة مليار دولار مع إيران لبناء مصنع مسيرات قادر على إنتاج 6,000 مسيرة في العام. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج هذا العام، ونشرت الولايات المتحدة صورا فضائية عن موقع المصنع.
وفي الشرق الأوسط لم يقتصر الدعم على المسيرات، فقد استخدمت حماس في هجومها على "إسرائيل" قنابل معدلة وصواريخ مضادة للدبابات. وقال إيدان شارون كيتلر خبير الأسلحة الإسرائيلي إن المعرفة التكنولوجية واختراق السياج الأمني الإسرائيلي يعكس أن المعرفة الأمنية العسكرية جاءت فقط من دولة مثل إيران. وفي الفترة الماضية أرسلت إيران مسيرات للتشويش وصواريخ بعيدة المدى. وبعد هجوم 28 كانون الثاني/ يناير اتهم الرئيس جو بايدن إيران بتزويد المسيرة لجماعة وكيلة لها، وهو ما نفته إيران.
وقدمت الصناعة العسكرية المزدهرة موارد تحتاج إليها إيران التي تواجه عقوبات وحظرا على بيع النفط والتدوال المصرفي. ويقو ل سعيد غولكار، الخبير في الخدمات الأمنية في جامعة تينسي في تشتانوغا إن الحرس الثوري "أدمن على المال الذي تولده الصفقات العسكرية" وأن "إيران تركت بصماتها في كل مكان".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيران إيران امريكا سلاح صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسیرات الإیرانیة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
بوتين: استخدام كييف لصواريخ بعيدة المدى لن يؤثر في العملية العسكرية
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء اليوم الخميس، أن استخدام كييف صواريخ بعيدة المدى لن يؤثر في العملية العسكرية.
وأضاف الرئيس الروسي، أن أوكرانيا لم تحقق أهدافها في ضرب الأراضي الروسية، لافتا إلى أن القوات الروسية شنّت ضربة مشتركة على منشأة للصناعات الدفاعية الأوكرانية ردا على هجمات بأسلحة أمريكية وبريطانية على روسيا.
وأشار إلى أن روسيا لديها الحق في ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها لاستهداف روسيا.
كما أكد أن الصراع في أوكرانيا اكتسب طابعا عالميا بعد الهجوم بالصواريخ الغربية على روسيا.
الحرب الروسية الأوكرانيةيذكر أنه قد مضى نحو عامان ونصف على بداية الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في 24 فبراير 2022، والتي أحدثت تغييرات كبيرة في خريطة الحدود بين روسيا وأكرانيا.
وبالرغم من أن خطوط المواجهة بين طرفي الحرب لم تشهد تغييرا كبيرا في وقت كبير من فترة الحرب، إلا أن روسيا تمكنت من السيطرة على خمس الأراضي الأوكرانية ومنها شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.
وطوال فترة الحرب تلقت أوكرانيا دعما عسكريا كبيرا من حلفائها الغربيين خصوصا من الولايات المتحدة الأمريكية على هيئة منظومات مدفعية وصاروخية وأنظمة دفاع جوي متقدمة.،
وعلى الرغم من تنوع الأسلحة التي تم دعم أوكرانيا بها من قبل الغرب والتي كانت عبارة عن وحدات من نظام باتريوت الأميركية، إلا أن «كييف» أكدت في وقت سابق أنها بحاجة إلى المزيد من الأسلحة من الخارج لدعمها في الحرب.
وركزت القوات الروسية في شتاء العام الماضي على ضرب منشآت الطاقة في أوكرانيا، بالإضافة إلى أنها استهدف بشكل أساسي في شتاء العام الحالي منشآت زراعية والبنية التحتية للموانئ ومصانع لإنتاج الأسلحة وقطاع النفط والغاز في أوكرانيا.
اقرأ أيضاًروسيا تسلم لبنان 24 طنا من المساعدات الإنسانية
كوريا الشمالية تزود روسيا بأسلحة إضافية وعناصر لصيانتها
بعد موافقة بوتين على تعديلها.. تعرف على أهم بنود العقيدة النووية لـ روسيا