يواصل الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب جرائمه لليوم الـ134 في قطاع غزة، مستهدفا مناطق عدة من قطاع غزة، وملوحا باقتحام رفح، التي يتكدس فيها نحو 1.5 مليون شخص، وسط وضع إنساني كارثي، وخلافات في مجلس حرب الدولة العربية.

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، فقد شنت قوات الاحتلال غارات، فجر السبت، استهدفت بلدة القرارة شمالي خان يونس، وأخرى على حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.

كما لفتت إلى شن قوات الاحتلال قصف مدفعي في بيت حانون، وأخر جنوبي حي الزيتون بمدينة غزة.

وأشارت إلى ارتقاء شهداء، وإصابة آخرين، في قصف شقق سكنية بحي الجنينة وسط رفح.

يأتي ذلك في وقت يتزايد القلق حيال وضع المرضى المُحاصرين في مستشفى ناصر بخان يونس في غزّة، والذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي، وادّعى أنّه عثر فيه على أسلحة و"إرهابيّين"، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من المرضى.

وقالت وزارة الصحّة في قطاع غزّة، إنّ التيّار الكهربائي انقطع وتوقّفت المولّدات بعد مداهمة مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، ما أدّى إلى استشهاد 5 مرضى.

اقرأ أيضاً

روسيا تدعو الفصائل الفلسطينية لمباحثات حول الحرب في غزة

في الأيّام الأخيرة، اندلع قتال عنيف قرب المستشفى، أحد المرافق الطبّية الرئيسة التي لا تزال في الخدمة في القطاع.

وأضافت الوزارة أنّها تخشى على حياة 7 مرضى آخرين، محمّلةً القوّات الإسرائيليّة "مسؤوليّة" الوفيات.

ووفقًا لها، لا تزال هناك 5 فرق طبّية مسؤولة عن 120 مريضًا موجودة في مبنى بالمستشفى، بلا كهرباء أو مياه أو طعام أو أكسجين.

وأشارت الوزارة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يمنع إجلاء المرضى من ذوي الحالات الحرجة، كما يحتجز عددا كبيرا من الكوادر الطبية والمرضى والنازحين، ويخضعهم للاستجواب في ظروف قاسية وغير إنسانية.

فيما حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من "تدمير" يتعرض له مستشفى ناصر الطبي على يد الجيش الإسرائيلي، فيما يواجه النازحون والمرضى والطاقم الطبي فيه "التصفية"، وناشدت المنظمات الدولية سرعة التدخل لحمايتهم.

ووفق آخر حصيلة غير نهائية، صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، أسفر عدوان الاحتلال المتواصل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، عن استشهاد 28 ألفا و775 فلسطينيا وإصابة 68 ألفا و552 آخرين، فضلا عن فقدان الآلاف تحت الأنقاض.

اقرأ أيضاً

صحة غزة: 28 ألفا و663 شهيدا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع

ورغم ذلك، واصل الاحتلال تهديده باجتياح منطقة رفح جنوبي القطاع، حيث قالت القناة "12" العبرية، إن الجيش سيقدم الأسبوع المقبل للمستوى السياسي خطة مفصلة بشأن العملية العسكرية المزمعة في رفح.

إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال إن أي هجوم على مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة سيكون "مدمرا" لـ 1.5 مليون فلسطيني، الذين هم على حافة البقاء.

وخلال كلمته الافتتاحية في مؤتمر ميونيخ الأمني بدورته الستين، الجمعة، خاطب غوتيريش الدبلوماسيين في أنحاء العالم قائلا إن "السياسة العالمية وصلت إلى طريق مسدود ولا تعمل لمصلحة أحد".

وتابع أنه "لا مبرر لهجمات حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أو الرد العسكري الإسرائيلي الذي تضمن عقابا جماعيا للشعب الفلسطيني".

كما جدد دعوته لوقف إطلاق النار بغزة لأسباب إنسانية والإفراج عن جميع الرهائن "فورا ودون شروط".

وفي الإطار ذاته، حذرت الأمم المتحدة، من أن "انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة وصل إلى حالة حرجة للغاية".

اقرأ أيضاً

جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بقتل أحد الأسرى في قصف على غزة

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، للصحفيين: "في مدينة رفح، الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة، أصبحت الظروف الإنسانية سيئة بشكل متزايد".

وأضاف دوجاريك، أن "الفئات الضعيفة من السكان، التي تشمل الأطفال والمسنين والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية مزمنة، جميعهم معرضون بشكل خاص لخطر سوء التغذية في غزة".

وأكد أن "انعدام الأمن الغذائي في غزة وصل إلى حالة حرجة للغاية، نظرا للقيود الكبيرة المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية".

وفي إسرائيل، تصاعد التوتر داخل مجلس الحرب إلى درجة غير مسبوقة، حيث هدد الوزيران بيني غانتس وغادي آيزنكوت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحل حكومة الحرب.

ووفق ما نقلته هيئة البث العبرية (رسمية)، فإن الوزيرين أطلقا تهديدهما خلال اجتماع عقد الخميس، حيث أبلغا نتنياهو بموقفهما في حال استمراره في اتخاذ قرارات مهمة من دونهم بشأن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

وأعرب غانتس وآيزنكوت خلال الاجتماع، عن "استيائهما بسبب اتخاذ نتنياهو قرارا بعدم إرسال وفد آخر إلى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في مفاوضات الإفراج عن المحتجزين"، بحسب المصدر ذاته.

اقرأ أيضاً

بلجيكا تستدعي السفير الإسرائيلي بعد قصف وكالة تابعة لها في غزة

وذكرت الهيئة العبرية أن وزير الدفاع يوآف غالانت، العضو في مجلس الحرب، "أعرب أيضا عن استيائه لنتنياهو، على خلفية قراره عدم إرسال الوفد إلى القاهرة دون التشاور معه".

والأربعاء، قرر نتنياهو عدم إرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة الخميس، بعدما كان منخرطا الثلاثاء في المفاوضات من أجل إطلاق سراح المحتجزين في غزة.

ومنذ أسابيع عدة تنامت الخلافات داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية على رأسها الحكومة، إثر فشل نتنياهو في تحقيق أي من أهداف الحرب على قطاع غزة، والتي كان في مقدمتها إعادة المحتجزين والقضاء على حماس.

وفي السياق، قالت هيئة البث العبرية، إن التوتر داخل مجلس الحرب في الحكومة "بلغ ذروته خلال الأيام الأخيرة".

وتقدر إسرائيل وجود نحو "134 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.

وشُكلت حكومة الحرب الإسرائيلية أو حكومة الطوارئ في 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب اندلاع الحرب بين تل أبيب والفصائل الفلسطينية بغزة، بعد الهجمات التي شنتها حركة حماس في الـ7 من الشهر نفسه على مستوطنات محاذية لغزة.

ويتكون مجلس الحرب داخل حكومة الطوارئ من 3 أعضاء رئيسيين هم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وبيني غانتس، بجانب وزيرين مراقبين هما غادي آيزنكوت وروبن ديرمر.

اقرأ أيضاً

الاحتلال يقصف مبنى للنازحين في خان يونس بغزة.. واستشهاد العشرات (فيديو)

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مجلس الحرب حرب غزة إسرائيل قصف غزة رفح اقتحام رفح أسرى مستشفى ناصر فی قطاع غزة مجلس الحرب اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

رسالة تحذير من عناصر في الكوماندوز الإسرائيلي إلى نتنياهو

وقع أكثر من 200 عنصر حالي وسابق من وحدة الكوماندوز البحرية الإسرائيلية النخبوية "شايتيت 13" على رسالة موجهة إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يطالبون فيها بإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة فورًا، حتى لو تطلب ذلك وقف الحرب.

وجاء في الرسالة التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يوم الثلاثاء: "نحن، المقاتلون السابقون والحاليون في وحدة (شايتيت 13) التابعة للبحرية الإسرائيلية، نعلن دعمنا لرسالة الطيارين التي صدرت في 9 أبريل 2025".

وأضاف الموقعون: "نطالب بالعودة الفورية لجميع الرهائن، ولو استوجب ذلك وقفًا فوريًا لإطلاق النار".

ويأتي هذا الموقف في سياق تصاعد احتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي، إذ كان نحو ألف من جنود احتياط سلاح الجو – من بينهم طيارون – قد نشروا رسالة علنية، الأسبوع الماضي، عبّروا فيها عن رفضهم لاستمرار الحرب، معتبرين أنها تخدم "مصالح سياسية وشخصية" على حساب الأمن القومي.

وجاء في تلك الرسالة التي نُشرت كإعلان في عدد من وسائل الإعلام: "استمرار الحرب لا يحقق أي تقدم في أهدافها المعلنة، بل يعرّض حياة الرهائن وجنود الجيش والمدنيين الأبرياء للخطر".

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن هذه الرسائل ظهرت بعد لقاءات جمعت المحتجين مع قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار، ورئيس الأركان، واللواء إيال زامير.

وفي المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة الماضية، عن نيّته طرد جنود الاحتياط الذين وقعوا على تلك الرسالة، بسبب ما اعتبره "إدانة علنية للحرب في غزة وخدمة لأجندات سياسية".

وتنضم رسالة مقاتلي "شايتيت 13" إلى موجة احتجاجات مماثلة سبق أن أطلقها أطباء، وأعضاء سابقون في وحدة الاستخبارات الإلكترونية 8200، وكذلك شخصيات من جهاز الموساد وسلاح الجو، جميعهم أعربوا عن قلقهم من استمرار العمليات العسكرية وتأثيرها على مصير الرهائن.

مقالات مشابهة

  • شقيق الأسير الإسرائيلي “أفيناتان أور”: نتنياهو يملك قرار الصفقة والحل هو تنفيذها ووقف الحرب
  • الصحة الفلسطينية: 51025 شهيدًا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي
  • العدوان الإسرائيلي متواصل: شهداء وجرحى في مختلف المناطق
  • رسالة تحذير من عناصر في الكوماندوز الإسرائيلي إلى نتنياهو
  • انضموا إلى «التمرد الصامت».. الكوماندوز البحري الإسرائيلي يطالب نتنياهو بوقف الحرب على غزة
  • تسونامي الاحتجاجات يتسع.. قوة الكوماندوز البحري الإسرائيلي تطالب بإنهاء الحرب على غزة
  • صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع بلغت 51 ألفا
  • أكثر من 51 ألف شهيد في غزة.. وفزع أممي إزاء القصف الإسرائيلي للمستشفى الأهلي
  • مشكلة داخل جيش الاحتلال بسبب استمرار نتنياهو في حربه على غزة
  • تصاعد الاحتجاج ضد حرب غزة يربك الجيش الإسرائيلي ويضغط على حكومة نتنياهو