هرتسوغ يلتقي بن عبدالرحمن سرا في ميونخ.. بحثا صفقة لوقف الحرب في غزة
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
التقى الرئيس الإسرائيلي يسحاق هرتسوغ سراً"، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على هامش مؤتمر ميونخ الأمني.
وحسبما نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن مصدرين وصفهما بـ"المطلعين" (لم يسمهمها)، فإن الاجتماع "بحث المفاوضات الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الأسرى في غزة، ووقف الحرب في القطاع".
وعزا الموقع أهمية "اللقاء السري غير العادي"، إلى أنه يأتي "في مرحلة حاسمة في مفاوضات الأسرى، حيث يحاول الوسطاء خلق الزخم، على الرغم من الفجوات الكبيرة"، بين حركة "حماس" والدولة العبرية بشأن شروط وقف إطلاق النار.
وأفيد بأن هرتسوغ وصل إلى مؤتمر ميونخ للأمن، برفقة عائلات أسرى ومحتجزين أطلق سراحهم من غزة، ضمن اتفاق هدنة وصفقة تبادل أبرمت بين إسرائيل و"حماس"، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشار "أكسيوس" إلى أن "معظم الاتصالات بين قطر وإسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ترأسها مدير الموساد ديفيد برنياع".
اقرأ أيضاً
رئيس وزراء قطر: تقدم كبير في المفاوضات بين حماس وإسرائيل
بيد أنه سبق لهرتسوغ مصافح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال وجودهما في الإمارات لحضور فعاليات مؤتمر "كوب-28" للمناخ، مطلع ديسمبر/كانون الأول.
كما لفت إلى أن اجتماع الجمعة "يأتي بعد بضعة أيام فقط من اجتماع رئيس الوزراء القطري ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ورئيسي المخابرات المصرية والإسرائيلية في القاهرة، لمناقشة الاقتراح الأخير في محادثات الأسرى".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد رفض إرسال وفد لإجراء محادثات متابعة، لكن بيرنز زار إسرائيل الخميس لمناقشة المفاوضات الحالية.
وحسب الموقع الإخباري، تبقى أكبر نقطة شائكة هي "مطلب حماس بإطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين كجزء من أي صفقة".
ونقل عن مسؤول إسرائيلي الحديث عن "شعور بأنه تم إحراز بعض التقدم، وأنه قد يكون هناك استعداد من جانب حماس لتخفيف مواقفها، حتى يمكن إجراء محادثات أكثر جدية بشأن صفقة جديدة".
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 محتجزا إسرائيليا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
اقرأ أيضاً
تسريبات نتنياهو عن قطر تثير أزمة في إسرائيل.. ماذا قالت عائلات الأسرى والرقابة العسكرية؟
والخميس، عقد مجلس الوزراء الموسع في إسرائيل اجتماعا لبحث مقترحات صفقة تبادل، قبل أن يقطع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الاجتماع لإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو غادر الاجتماع لإجراء المكالمة التي استغرقت نحو 40 دقيقة، وتم التطرق خلالها، وفق وسائل إعلام عبرية، لقضية الأسرى المحتجزين في غزة، وما تمخض عنه لقاء القاهرة، وكذا عمليات الجيش في رفح، وقضية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
من جهة أخرى، قالت القناة "12" العبرية، إن نتنياهو رفض مناقشة طلب قطري بزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وأضافت القناة الإسرائيلية أن الطلب القطري نقله مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، خلال اجتماعه مع نتنياهو الخميس، وكان يهدف إلى دفع صفقة تبادل الأسرى المحتملة قدما.
وزعمت أن نتنياهو رفض مناقشة الموضوع حتى الحصول على ما يثبت أن الأسرى المحتجزين في غزة حصلوا على الأدوية التي أُرسلت إليهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على القطاع خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، من بينهم أكثر من 28 ألف شهيد، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى لمثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
اقرأ أيضاً
ستريت جورنال: تلاسن نتنياهو وقطر يهدد المحادثات الهشة لإطلاق أسرى إسرائيل بغزة
المصدر | أكسيوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قطر وساطة قطرية صفقة أسرى وقف إطلاق نار فی غزة
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: فضيحة تسريبات مكتب نتنياهو تكشف دوره بتعطيل صفقة الأسرى
قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أشرف بدر، إن فضيحة تسريب وتزييف وثائق سرية من ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعكس صراعا بين المؤسسة العسكرية والمستوى السياسي.
وأضاف أن المؤسسة العسكرية كانت تسرب للإعلام عبر المقربين منها أن الحرب قد استنفدت أغراضها وأنه لا توجد حاجة أمنية للاحتفاظ بمحور فيلادلفيا، بينما كان نتنياهو يصر على رواية مغايرة مفادها أن السيطرة على المحور ضرورية لمنع هروب الشهيد يحيى السنوار والأسرى الإسرائيليين.
وأوضح بدر أن القضية تتضمن شقين رئيسيين: الأول يتعلق بتسريب معلومات أمنية مصنفة، حيث تم الكشف عن معلومة استخبارية متوسطة المستوى تتعلق بالسنوار، مما قد يضر بالمصدر الاستخباري.
أما الشق الثاني فيتعلق بالجانب السياسي المتمثل في استغلال نتنياهو لهذه المعلومات لتبرير موقفه المتشدد بشأن محور فيلادلفيا، مما أدى إلى تفجير المفاوضات عندما وصلت إلى نقطة حاسمة في مقترح الثاني من يوليو/تموز الماضي.
محاولة تنصّل
ولفت بدر إلى أن مكتب نتنياهو حاول التنصل من القضية في البداية ونكرانها 5 مرات، بالقول إنه لم يتم اعتقال أي من العاملين به، ولكن صور المعتقل الرئيسي برفقة نتنياهو في اجتماعات حكومية وزيارات لمواقع عسكرية حساسة كشفت زيف هذا الادعاء.
فيما أوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن بعض العاملين لصالح نتنياهو ليسوا بالضرورة موظفين رسميين في مكتبه، وأن المعتقل الرئيسي يعمل معه منذ سنة ونصف، وهو إيلي فردشتاين، المتحدث باسم مكتب نتنياهو، إلى جانب 3 أشخاص آخرين من عناصر المؤسسة الأمنية.
وأشار بدر إلى تصريحات زعيم المعارضة يائير لبيد وزعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس التي قالا فيها "إن القضية لا تقتصر على مجرد شبهة تسريب وثائق، بل تمتد إلى المتاجرة بأسرار الدولة لغايات سياسية".
تحقيق شامل
وأكدا أن "استخدام المعلومات الاستخبارية دون إذن يتطلب تحقيقا شاملا، معتبرين أن تحويل المعلومات الأمنية الحساسة إلى أداة للبقاء السياسي في السلطة لا يعد مجرد جريمة جنائية بل جريمة وطنية".
ونبه المحلل السياسي إلى أن القضية تتابع من قبل 3 أطراف رئيسية: المعارضة السياسية، وعائلات الأسرى، والمؤسسة العسكرية التي رفعت من خلال جهاز الشاباك طلبا للتحقيق في القضية.
موضحا أن الشاباك يتابع القضية منذ شهر يوليو/تموز، عندما نشرت صحيفتا "جويش كرونيكل" و"بيلد" التسريبات المشبوهة.
تجنيد وتزوير
وبحسب التحقيقات التي نشرتها القناة 12 الإسرائيلية، قام المتهمون بتسريب وثائق بشكل انتقائي حصل عليها جيش الاحتلال من غزة، مع تحريف محتواها من خلال الادعاء بأنها تعود للشهيد السنوار.
وتزامن نشر هذه التسريبات مع تصريحات نتنياهو التي تدعي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تريد صفقة تبادل وتسعى لتهريب الأسرى عبر محور فيلادلفيا.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلًا عن مسؤول أمني إسرائيلي، وجود مجموعة كاملة في مكتب نتنياهو تعمل في الخفاء وتقوم بتجنيد عملاء داخل الجيش وتزوير وثائق ونشر أخبار مضللة، بهدف إحباط صفقة التبادل كلما زادت الضغوط على نتنياهو من عائلات الأسرى لإبرامها.