بعد فك حصار المهندسين والتقاء جيشي كرري والمهندسين هل ما زال هناك من يشك في انتصار الجيش وهزيمة المليشيا؟

بدأت الحرب بعملية انقلابية قام بها جيش كامل موازي كان يتولى تأمين وحماية مرافق الدولة في العاصمة والولايات وفي الحدود ولم يتعب كثيراً في فرض سيطرته على مناطق كان هو أساسا متواجد فيها ويتولى حراستها.

بعد ذلك حاول باستماتة السيطرة على مواقع الجيش الرئيسية ليتم تحطيمه على أسوارها على مدار شهور ظل فيها الجيش في موقع المحاصر المدافع في حرب جرى الإعداد لها مسبقاً وبمساعدة أيادي خارجية دفعت بالمال والسلاح والمرتزقة.

بعد شهور طويلة من الدفاع والتصدي لهجمات المليشيا واستنزافها بدأ الجيش في التقدم في أم درمان وتراجعت حدة هجمات المليشيا، لينتقل الجيش إلى خانة الهجوم. مجرد توقف هجمات المليشيا واستلام الجيش للمبادرة يعني هزيمة المليشيا.

حاولوا تشتيت الجيش بعمليات في دارفور وكردفان ومؤخراً الحزيرة ولكنها كانت محاولات يائسة دلت بوضوح على فشلهم في الحرب الرئيسية، الحرب ضد الجيش في العاصمة واستلام العاصمة ومن ثم وبشكل تلقائي استلام البلد. محاولات كان هدفها الأساسي هدف سياسي لجر الجيش إلى المفاوضات من موقف ضعف، ولكن بمجرد عدم رضوخ الجيش فقدت تلك الانتصارات أي معنى لها وأصبحت بلا قيمة. أكثر من ذلك، قاد توسع الحرب خارج العاصمة إلى تحويلها بشكل صريح وفج إلى حرب على الشعب السوداني نفسه وليس الجيش وقادت الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها المليشيا إلى انفجار المقاومة الشعبية والتحام كل مكونات الشعب السوداني في معركة الدفاع عن الأرض والعرض، وأصبحت المعركة معركة شعب ضد أوباش ومرتزقة ومجرمين لا يمثلون شيء سوى الفوضى والتخريب والإجرام، فانفضت عنهم حتى حواضن المليشيا القبلية في دارفور وكردفان.

المليشيا انتحرت سياسيا منذ أيام الحرب الأولى، وكانت تراهن على البندقية والبندقية وحدها، لا مشروع سياسي ولا قضية ولا موقف أخلاقي، فقط التهديد بالبندقية ونشر الفوضى والخراب من أجل العودة سياسياً رغم أنف الجميع باسم السلام وإيقاف معاناة الشعب. ولكن النتيحة جاءت عكسية، المزيد من الإصرار على هزيمة المليشيا والضغط على الجيش في هذا الاتجاه. فيما استمر الجيش في استثمار الوقت في الإعداد والتسليح وحشد القوة وفي نفس الوقت استنزاف المليشيا، حتى وصلنا إلى المرحلة التي بات واضحاً فيها خوار قوة المليشيا وتفتتها وفي المقابل تنامي قوة الجيش وتماسكه مع المزيد من الالتحام الوطني غير المسبوق والذي وصل مرحلة اصطفاف بندقية الحركات المسلحة بما في ذلك التي لم توقع السلام في صف الشعب ضد الأوباش والمرتزقة.

باختصار، المليشيا وحلفها مهزومون سياسياً من البداية، ولكنهم راهنوا على نشر الفوضى وتوسيع الحرب بلا هدف عسكري سوى إخضاع الجيش والشعب سياسياً. مع الهزيمة العسكرية يفقدون كل شيء.

معركة أم درمان أكدت بوضوح أن المليشيا ما عادت تستطيع الهجوم أو تحقيق أي تقدم، أصبحت في تراجع واضع والجيش يطاردها ووراءه شعب كامل خربت حياته وهجرته وانتهكت كرامته وعرضه. ومع كل تقهقر ستزداد السكاكين التي تطارد رؤوس الجنحويد في كل مكان ولن يغني عنهم صراخ القحاتة.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الجیش فی

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: في مثل هذا اليوم محمد مرسي يتحدى إرادة الشعب والقوات المسلحة ترفض الفوضى

أحيا النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، ذكرى استجابة القوات المسلحة لنداء الشعب المصري، قائلًا: «اليوم 2 يوليو، في مثل هذا اليوم من عام 2013، محمد مرسي يتحدى إرادة الشعب المصري، ويرفض الاستجابة لإنذار القوات المسلحة، التي منحت 48 ساعة كمهلة أخيرة للاستجابة لمطالب الشعب المصري، وأهمها: الاستفتاء علي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة».

وتابع بكري في تغريدة له عبر موقع «إكس»: « الجيش لم يغدر، بل أعطي أكثر من فرصة، وتحدث مبكرًا، عن أنه إذا لم تتم الاستجابة، سيدعوا القوى السياسية لوضع خارطة المستقبل، ولكن بدلا من الاستجابة، خرج محمد مرسي ليحدثنا عن مفهومه للشرعية، الذي يتجسد في مقولة واحدة: أنا أو الفوضى».

وأكمل عضو مجلس النواب: «فلم يكن أمام قواتنا المسلحة إلا الاستجابة لصوت الشعب، وحماية البلاد من الفوضى، جيش مصر العظيم لم يخذل شعبه أبدا».

مقالات مشابهة

  • “إلا بعزة”.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • الحل لمواجهة المليشيا هو تعبئة الشعب وتسليحه ليحمي نفسه ويدافع عن أرضه وعرضه
  • إلا بعزة.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • حتمية السلام وهزيمة دعاة الحرب
  • صحيفة أمريكية: قطاع غزة يشهد حالة من الفوضى بعد مرور تسعة أشهر من الحرب الإسرائيلية
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يشدد على إنه لا ينبغي أن يكون هناك أي إعلان عن "انتهاء الحرب" حتى عودة جميع المختطفين
  • مصطفى بكري: في مثل هذا اليوم محمد مرسي يتحدى إرادة الشعب والقوات المسلحة ترفض الفوضى
  • المليشيا اختارت أن تحارب الشعب كله، وسيحاربها حتى القضاء على آخر مرتزق
  • الدعم السريع يحاصر مدينة”الميرم” وموجة نزوح جماعي للسكان
  • بلينكن: يجب أن تكون هناك خطة واضحة وقابلة للتحقق لإدارة قطاع غزة بعد الحرب