صدى البلد:
2025-01-24@06:53:40 GMT

كيف نرد على من يشكك في فضل ليلة النصف من شعبان

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

كيف نردُّ على من يشكك في فضل  ليلة النصف من شعبان بحجّة أن هناك ضعفًا في أسانيد الأحاديث الواردة في فضلها؟.

قالت دار الإفتاء: وردت في فضل ليلة النصف من شعبان مجموعة من الأحاديث والآثار؛ أهمها: ما رواه الترمذي وابن ماجه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: فقدتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافعٌ رأسَه إلى السماء، فقال: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» فقُلْتُ: وما بي ذلك، ولكني ظننتُ أنك أتيتَ بعضَ نسائك.

فقال: «إِنَّ الله تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ».

جعلت مالي وديعة لابنتي كي أجهزها به فهل هذا جائز؟.. الإفتاء تجيب هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان؟ الإفتاء تجيب

وروى البيهقي في "شعب الإيمان" عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ نَادَى مُنَادٍ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، فَلَا يَسْأَلُ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أُعْطِيَ، إِلَّا زَانِيَةٌ بِفَرْجِهَا أَوْ مُشْرِكٌ».

وأمَّا ما قيل من الطعن في فضل هذه الليلة بحجة ضعف ما ورد من الأحاديث فيه؛ فالجواب عن ذلك: أن أسانيد الوارد ليست كلها ضعيفة، بل بعضها قد صحَّحه الحفاظ.

ولو سلَّمنا بضعف آحادها، فإنَّ القاعدة الحديثية أنَّ الأحاديث الضعيفة الإسناد تتقوى بالمجموع؛ وقدَّ صرَّح بهذا المعنى بعض العلماء؛ فقال الشيخ تقي الدين بن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/ 136، ط. دار عالم الكتب-بيروت): [وليلة النصف من شعبان قد رُوِي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها مُفَضَّلة، وأنَّ من السلف من كان يخصّها بالصلاة فيها، وصومُ شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة، ومن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلف من أنكر فضلها، وطعن في الأحاديث الواردة فيها؛ كحديث: «إنَّ الله يغفرُ فِيها لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ»، وقال: لا فرق بينها وبين غيرها، لكن الذي عليه كثيرٌ من أهل العلم، أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها، وعليه يدلّ نص أحمد؛ لتعدّد الأحاديث الواردة فيها، وما يُصَدِّق ذلك من الآثار السلفية، وقد روي بعضُ فضائلها في المسانيد والسنن، وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر] اهـ.

وقال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (3/ 367، ط. دار الكتب العلمية) -بعد أن ساق أحاديث ليلة النصف من شعبان-: [فهذه الأحاديث بمجموعها حجةٌ على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء] اهـ.

وقال الإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم في رسالته: "ليلة النصف من شعبان في ميزان الإنصاف العلمي" (ط. العشيرة المحمدية) -بعد أن ذكر جملة من الأحاديث الواردة في ذلك-: [ومثل هذا كله لا يقال بالرأي، كما هو معلوم عند العلماء، وهذه الأحاديث -وإن كان في بعضها ضعف أو لين- فهي مجبورة ومعتضدة بتعددها واختلاف طرقها وشواهدها، وهكذا تأخذ رتبة الحسن على الأقل، فيُؤخذ بها فيما هو أخطر من موضوعنا هذا] اهـ.

ولو سَلَّمنا ضعف ما وردَ في فضل ليلة النصف من شعبان، وعدم تَقَوِّيه بمجموع الوارد وبتعدد الطرق، فإنَّ جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل هو قول جماهير العلماء سلفًا وخلفًا؛ قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي: إذا روينا الثواب والعقاب وفضائل الأعمال تساهلنا في الأسانيد وسمحنا في الرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام تشدَّدنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال. اهـ. "المدخل إلى كتاب الإكليل" للحاكم النيسابوري (ص: 29، ط. دار الدعوة بالإسكندرية).

وقال الإمام أحمد بن حنبل: [إذا رُوينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشدَّدنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فضائل الأعمال، وما لا يضع حكمًا ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد] اهـ. "الكفاية في علم الرواية" للخطيب البغدادي (ص: 134، ط. المكتبة العلمية بالمدينة المنورة).

وقال الإمام أبو عمرو بن الصلاح في "علوم الحديث" (1/ 103، ط. دار الفكر): [يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد، ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة، من غير اهتمام ببيان ضعفها، فيما سوى صفات الله تعالى، وأحكام الشريعة من الحلال والحرام وغيرهما؛ وذلك كالمواعظ، والقصص، وفضائل الأعمال، وسائر فنون الترغيب والترهيب، وسائر ما لا تعلق له بالأحكام والعقائد، وممن روينا عنه التنصيص على التساهل في نحو ذلك: عبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما] اهـ.

وقال العلامة ابن حجر الهيتمي في "الفتح المبين في شرح الأربعين" (ص: 32، ط. دار المنهاج) -عند قول الإمام النووي: وقد اتَّفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال-:[لأنه إن كان صحيحًا في نفس الأمر فقد أُعطي حقه من العمل به، وإلا لم يترتب على العمل به مفسدة تحليل ولا تحريم، ولا ضياع حق للغير] اهـ.

وقال الحافظ السخاوي في "القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع" صلى الله عليه وآله وسلم (ص: 255، ط. دار الريان للتراث): [سمعت شيخنا -يعني: الحافظ ابن حجر- مرارًا يقول -وكتب لي بخطه-: إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة؛ الأول: متفق عليه؛ أن يكون الضعيف غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين، والمتهمين بالكذب، ومن فحش غلطه. الثاني: أن يكون مندرجًا تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع؛ بحيث لا يكون له أصل أصلًا. الثالث: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته؛ لئلا ينسب إلى النبي صلي الله عليه وآله وسلم ما لم يقله] اهـ.

وبناءً على ذلك أكدت الدار أنه لا عبرة بكلام مَن يشكك في فضل ليلة النصف من شعبان؛ فترغيب الناس في فعل الطاعات أولى من غلق أبوابها في وجوههم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان فضل ليلة النصف من شعبان ش ع ب ان صلى الله علیه وآله وسلم من الأحادیث اهـ وقال

إقرأ أيضاً:

بعد 3 أيام.. كيف تغتنم ليلة الإسراء والمعراج؟

ليلة الإسراء والمعراج من أعظم الليالي في الإسلام، حيث شهدت واحدة من أبرز المعجزات التي مر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هذه الليلة التي تصادف السابع والعشرين من شهر رجب الهجري ليست فقط تذكيرًا بالأحداث العظيمة التي شهدها الإسلام، بل فرصة للتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات.

لماذا تعتبر ليلة الإسراء والمعراج مهمة؟

ليلة الإسراء والمعراج جاءت في وقت عصيب على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجته السيدة خديجة وعمه أبي طالب، اللذين كانا يدعمانه. وقد كانت الرحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم المعراج إلى السماوات العلا، تكريمًا له وتثبيتًا لقلبه. في هذه الليلة:

1. صلى النبي إمامًا بالأنبياء في المسجد الأقصى، تأكيدًا لمكانته كخاتم المرسلين.


2. فرضت الصلاة على المسلمين كفريضة يومية، لتكون وسيلة للربط بين العبد وربه.


3. أظهرت مكانة المسجد الأقصى في الإسلام، ما يوجب على المسلمين السعي للحفاظ عليه.

 

الأعمال المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج

الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أشار إلى أن هذه الليلة فرصة لتعميق الإيمان وتجديد العهد مع الله. من بين الأعمال التي يُستحب القيام بها:

الصلاة: تأدية صلاة قيام الليل، حيث تُعتبر الصلاة معراجًا للعبد إلى ربه.

الدعاء: رفع الدعاء بكل ما يريده العبد من خير الدنيا والآخرة.

قراءة القرآن الكريم: خاصة الآيات التي تذكر معجزات الله.

الذكر: الإكثار من التسبيح والاستغفار، فهو عمل يزيل الذنوب ويقرب العبد من ربه.

التأمل في السيرة النبوية: الاطلاع على أحداث الإسراء والمعراج للتعلم من دروسها.


متى تبدأ ليلة الإسراء والمعراج هذا العام؟

ليلة الإسراء والمعراج تبدأ مغرب يوم الأحد، 26 يناير 2025، وتستمر حتى فجر يوم الإثنين، 27 يناير. إنها ليلة مباركة، ويُستحب أن يستغلها المسلمون بالتقرب إلى الله بالطاعات.

الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج

1. الإيمان بالغيب: أحداث الرحلة كانت فوق التصور البشري، لكنها كانت اختبارًا لإيمان المسلمين.


2. الصبر واليقين: الرحلة جاءت بعد عام الحزن، لتكون دعمًا نفسيًا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.


3. أهمية الصلاة: كونها الفريضة الوحيدة التي فرضت في السماء، يدل على مكانتها العظيمة.

 

معجزات ليلة الإسراء والمعراج

خلال الرحلة، أطلع الله نبيه على عجائب السماوات والأرض، من بينها رؤية الجنة والنار، لقاء الأنبياء، وبلوغ سدرة المنتهى. ومن هناك فُرضت الصلاة خمسين صلاة، ثم خُففت إلى خمس مع بقاء أجر الخمسين، رحمةً بالأمة.

 

ليلة الإسراء والمعراج ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل فرصة عظيمة للتقرب من الله والعمل على تجديد الإيمان. إنها دعوة للصلاة، الذكر، والتأمل في رحمة الله وقدرته، اغتنم هذه الليلة بالدعاء والعمل الصالح، فهي فرصة قد تكون سببًا في تغيير حياتك.

مقالات مشابهة

  • فضل ليلة الإسراء والمعراج.. إحياء الذكرى بالعبادات والطاعات
  • الأعمال المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج
  • بعد 3 أيام.. كيف تغتنم ليلة الإسراء والمعراج؟
  • لاستقبال شهر شعبان.. أحب الأعمال
  • جمال شعبان يقدم الروشتة الذهبية لعلاج الصعوبات الحياتية
  • الوضع المالي لإسرائيل سيبقى أضعف مما كان عليه قبل حرب غزة
  • الله يعوض عليه
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • موعد غرة شهر شعبان 2025 وحكم صيامه
  • دعاء أول ليلة من شعبان 2025