RT Arabic:
2024-07-08@13:31:56 GMT

لماذا ستصدّق أوروبا وعود بايدن؟

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

لماذا ستصدّق أوروبا وعود بايدن؟

قد تكون وعود كبار السياسيين الأمريكيين هذا العام في اجتماع ميونيخ للأوروبيين غير قابلة للتحقيق. جوش روجين – واشنطن بوست

يتوجه العديد من كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركيين إلى أوروبا في نهاية هذا الأسبوع لمحاولة طمأنة الحلفاء المتوترين بأن الولايات المتحدة ستواصل قيادة العالم الحر وأن واشنطن لا تزال قادرة على العمل.

ولكن لماذا يجب أن يصدقوا ذلك؟ فعلى الرغم من خطاب فريق بايدن المفعم بالأمل، لا يوجد في جعبة الفريق ما يطمئن الأوروبيين بأن الولايات المتحدة ستقدم المزيد من المساعدات لأوكرانيا قريبًا، أو أنها ستقف إلى جانب أوروبا على المدى الطويل.

سيلتقي فريق من الساسة الأمريكيين، يتكون من نائب الرئيس هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووفود من الحزبين في الكونجرس، يوم الجمعة في مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي مع قادة العالم والأكاديميين ورجال الأعمال لدعم الوحدة عبر الأطلسي لأكثر من ستة عقود. وسيقدم كل من هاريس وبلينكن تصريحات عامة وسيجتمعان مع العديد من القادة، بما في ذلك اجتماع متوقع، لم يتم تأكيده علنًا، مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.

وفي هذا المؤتمر قبل عامين، طلب زيلينسكي الدعم الدولي قبل أيام من العملية العسكرية الروسية. وفي ذلك الوقت، وعدت هاريس ومسؤولون أمريكيون آخرون بعدم خذلان أوكرانيا أبدًا. لكن زيلينسكي يائس هذا العام بسبب نقص الذخيرة الناجم عن التأخير في المساعدات الأمريكية والذي يكلف أرواحاً في ساحة المعركة. بينما تستمر روسيا في عملياتها العسكرية.

ويخطط هاريس وبلينكن لإخبار زيلينسكي بأن المساعدة في الطريق. ولكن هل الأمر كذلك؟ وسيشير المسؤولون الأمريكيون إلى تصويت مجلس الشيوخ هذا الأسبوع بأغلبية 70 صوتًا مقابل 29 صوتًا للموافقة على مشروع قانون تمويل إضافي يتضمن حوالي 60 مليار دولار تتعلق بأوكرانيا كدليل على أن كل شيء سيكون على ما يرام.

أما في الكونجرس فالثقة ليست متوفرة، حيث أعلن رئيس مجلس النواب مايك جونسون (الجمهوري عن ولاية لوس أنجلوس) أنه لن يتبنى مشروع قانون مجلس الشيوخ، وهو يتعرض لضغوط من أعضاء MAGA لعدم تمرير أي مساعدات لأوكرانيا على الإطلاق.

يشعر الحلفاء الأوروبيون بالقلق من التزام الولايات المتحدة طويل الأمد تجاه القارة، بعد أن هدد الرئيس السابق دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي هذا الأسبوع بترك دول الناتو. وسيحاول المسؤولون الأميركيون في ميونيخ تهدئة الأوروبيين من خلال الإشارة إلى أن غالبية الأميركيين ما زالوا يدعمون حلف شمال الأطلسي. لكنهم لا يستطيعون القول إن ترامب لن يفوز، ولا يمكنهم التأكد من أن ترامب لن ينفذ مثل هذه التهديدات.

إن العواقب المترتبة على سحب الدعم لأوكرانيا الآن ستكون وخيمة. ومن الممكن أن ينهار الاقتصاد الأوكراني، الأمر الذي قد يؤدي إلى تأثير مضاعف في مختلف أنحاء أوروبا والعالم. إن احتمال العيش (أو الموت) في ظل الحرب يمكن أن يدفع ملايين اللاجئين الأوكرانيين إلى أوروبا مع آثار مزعزعة للاستقرار. وسوف يفقد حلفاء الناتو الثقة في مصداقية الحلف.

بالنسبة لجمهور MAGA، يبدو أن هذه الاعتبارات لاتهم. بالنسبة لهم، فإن إنهاء جهود المساعدات لأوكرانيا هو الهدف. ولكي يفوزوا، كل ما عليهم فعله هو منع الحكومة من أداء وظيفتها. وقد نجحوا بالفعل إلى حد كبير. ونظراً لعرقلتهم، لم يوافق الكونجرس على أي مخصصات لأوكرانيا خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية.

وفي ظل هذا الوضع المحزن يجب على فريق بايدن أن يكون أكثر صدقاً مع حلفائه. إذ أن مساعدات أوكرانيا لن تأتي قريبا، وقد لا تأتي على الإطلاق. وربما يفوز ترامب، وربما يسحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي. ولكن إذا اعترف فريق بايدن بأن هذه السيناريوهات قد لا يمكن تجنبها، فيمكن للأوروبيين والأوكرانيين المضي قدمًا في التخطيط للطوارئ.

لأكثر من ستة عقود، كان المسؤولون الأمريكيون يسافرون إلى ميونيخ للتأكد من أن الأوروبيين يعرفون أن الولايات المتحدة في النهاية سوف "تفعل الشيء الصحيح"، لكن في هذا العام قد لا يكون هذا صحيحًا.

المصدر: واشنطن بوست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي أنتوني بلينكن الاتحاد الأوروبي الحزب الجمهوري العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكونغرس الأمريكي جو بايدن دونالد ترامب فلاديمير زيلينسكي كامالا هاريس مجلس النواب الأمريكي الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة

 

بعد 9 أشهر من القتال، أسفرت عملية “طوفان الأقصى” والحرب العدوانية الإسرائيلية التي تلتها وتصدي المقاومة على الجبهات كافة بفاعلية، عن إحباط محاولة استعادة الردع الإسرائيلي، وإنهاك “جيش” الاحتلال واضطرابه وعجزه حتى عن الاستخدام العقلاني لذخائر وقنابل الدمار الأمريكية الغبية والذكية، واستنفاد قوات الاحتياط، كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، وعجز عن تجنيد قوات إضافية، وتراكم خسائر الاقتصاد وتأزم المالية العامة وهروب الاستثمارات الأجنبية ومئات آلاف المستوطنين إلى الخارج، ما يطرح سؤالاً جوهرياً:
أين “الجيش” المتفوّق الذي لا يقهر؟ أين الخطر الذي كان يشكله والتهديد الذي تُساق به دول عربية إلى الخضوع، ويُرغم به النظام العربي الرسمي على إعلان الهزيمة والاستسلام والتطبيع وتوقيع اتفاقيات “سلام”؟ وأين دور هذا الكيان الصهيوني في خدمة إمبريالية أمريكا وهيمنتها بعد أن أصبح عبئاً ثقيلاً يحتاج إلى النصرة والدعم والتمويل على مدار الساعة، وباتت أكلافه الباهظة تفوق العائد من وجوده إن كان هناك عائد؟
منذ أن بدأ الانحطاط الاستراتيجي للكيان الصهيوني في حرب تموز 2006م وسقوط هيبته أمام شعوب الأمة ومقاومتها والعالم، وسقوط روايته وانكشاف أباطيله أمام مختلف الأجيال في عقر دار الغرب الإمبريالي، وفي ظل “طوفان الأقصى” وما تلاها، ازدادت أعباء استمرار الكيان على رعاته، أخلاقياً ودبلوماسياً ومالياً واستراتيجياً، وأصبحت تكلفة وجوده وحمايته تفوق فوائده حتى في المنظور الإمبريالي.
ومن أقرب الأمثلة على ذلك، المواجهة العسكرية، نيابة عن “إسرائيل”، بين الأساطيل الأمريكية والغربية وبين أنصار الله، التي قررت حظر مرور السفن التجارية المتجهة من موانئ الكيان المحتل وإليها في بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر وباب المندب، واستهدفت هذه السفن بالأسر أو بالقصف، نصرةً لشعب فلسطين في غزة، فتَشكل تحالف عسكري بحري بدعوى حماية حرية الملاحة بعنوان “عملية حارس الازدهار”، وقيل إنه يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، وقد تبخر معظمه، وربما لم يبق منه سوى الولايات المتحدة وبريطانيا.
تكررت الاعتداءات والغارات الأمريكية والبريطانية على اليمن، كما توالى الإنكار الغربي لعلاقة الاستهدافات البحرية اليمنية بالعدوان وحرب الإبادة في غزة، فتوسعت المواجهة، واستهدفت حركة أنصار الله سفناً تجارية وحربية أمريكية وبريطانية وحاملة طائرات أمريكية بالصواريخ الباليستية والطائرات والزوارق المسيَّرة، ناهيك عن استهداف ميناءي إيلات (أم الرشراش) وحيفا بالقصف الجوي.
يقول مايك غلين في “واشنطن تايمز” مؤخراً: أثبت “الحوثيون” أنهم معركة صعبة بينما يحاول الجيش الأمريكي تأمين الممر المائي الحيوي، وتستمر الهجمات رغم جهود الحلفاء لإغلاق ترسانتهم… لا يبدو الأمر معركة متكافئة: حركة في إحدى أفقر دول العالم تواجه أقوى قوة عسكرية في العالم وحلفاءها، عازمين على حماية ممر مائي بالغ الأهمية للتجارة العالمية، ومع ذلك، بعد أشهر من الاشتباك، لم يظهر اليمنيون أي علامة على التراجع”.
وتابع: “شنت الحركة ما يقرب من 200 هجوم ضد السفن العسكرية والتجارية التي تمر عبر البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023م، وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بضربات جوية انتقامية متعددة في عمق اليمن وأمضت أكثر من ستة أشهر في إسقاط أسراب من طائراتهم المسيَّرة وصواريخهم المتجهة نحو السفن التجارية في البحر”.
ويضيف غلين “رغم التحالف البحري الأمريكي والدولي الضخم الذي يصطف ضدهم، فإن اليمنيين يواصلون هجماتهم وينجحون في إحداث اضطراب كبير في أنماط الشحن البحري الدولي، شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها نحو 450 ضربة ضد مواقع الجيش اليمني على طول الساحل اليمني، بما في ذلك بعض الطلعات الجوية الأكثر كثافة في الأسابيع القليلة الماضية.”
لقد نجم إذاً عن هذه المواجهة الأمريكية الباهظة مع قوة عسكرية صغيرة إنهاك عسكري للبحرية الأمريكية وفشل استراتيجي وحرج جيوسياسي وإحباط شديد للقوة العظمى الوحيدة في العالم وحلفائها ونظام الأحادية القطبية الدولي ومزاعم أمريكا حماية حرية الملاحة العالمية! ذلك أن التهور الطائش والاندفاع الغاشم نحو صراعات عدمية ومواجهات بلا جدوى أو مبرر، وإنكار حقائق الواقع، يجعل مصداقيتها على المحك، ويعرضها لخسائر وانتكاسات غير محسوبة!
هذه نتائج “الدعم الأمريكي العدمي لإسرائيل”، بتعبير المؤرخ الفرنسي اليهودي إيمانويل تود، في حرب غزة وقبلها، وتظهر كيف تتجاوز تكاليف العلاقة الأمريكية بهذا الكيان الاستيطاني العدواني، حدود عقل الدولة ومنطقها ومصالحها، إلى ارتباط عاطفي Passionate Attachment، والذي حذّر منه الرئيس الأمريكي الرابع، وأحد الآباء المؤسسين توماس جيفرسون، ويستدعي عقلاء في أمريكا، كالسفير جورج بول- وكيل وزارة الخارجية الأسبق، تحذير جيفرسون في سياق انتقاد انحياز العلاقة الأمريكية -الإسرائيلية واختلالها.
فما هي إذاً الغاية أو المصلحة القومية العليا المتحققة من زرع هذا الكيان في المشرق العربي ودعمه وتسليحه، إن لم يكن عدواناً وإثماً وقهراً وإفقاراً واحتواء للعرب والمسلمين، بلا مبرر أو تاريخ من عداء سابق ولا عائق أمام مصالح أمريكا النفطية أو التجارية أو حتى الاستراتيجية، منذ أن بدأت علاقاتها بهذه المنطقة في ثلاثينيات القرن الماضي؟
في ظل الحرب العدوانية الدائرة، تشهد أمريكا والعالم صحوة كبيرة تناصر قضية فلسطين ورواية النكبة الفلسطينية وسقط شبه الإجماع الأمريكي على دعم “إسرائيل”، وأصبحت المعارضة الشعبية الأمريكية لدعم الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني قضية رأي عام واسع النطاق في عام انتخابي حرج، لأول مرة في تاريخ العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية، وسبباً مباشراً لإحراج الرئيس جو بايدن، وانفضاض ناخبين أساسيين رجحوه في انتخابات 2020م، وأوصلوه إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.
فتراجعت حظوظ إعادة انتخابه، خاصة في ولايات متأرجحة فاز بايدن بأغلبية أصواتها في انتخابات 2020م، وتشير أحدث استطلاعات الرأي العام إلى أن نسبة تأييد هذه الولايات للرئيس السابق دونالد ترامب تفوق بعدة نقاط مئوية نسبة تأييد بايدن حالياً، وفي ضوء أداء بايدن البائس في المناظرة الرئاسية الأولى بينه وبين ترامب، في 27 يونيو 2024م، تراجعت حظوظ إعادة انتخابه أكثر، وناشده أصدقاؤه قبل خصومه، بأن يتنحى عن الترشح مجدداً، ويتقاعد نهائياً من العمل السياسي، ما يعني دخول الحزب الديمقراطي دوامة خطيرة في سنة انتخابية حرجة.
لن يمر زمن طويل قبل أن تبدأ مراكز البحث والتفكير في أمريكا بطرح مسألة أكلاف استمرار دعم الكيان الصهيوني وتمويله وتسليحه والدخول في مواجهات خطيرة لأجل بقائه، طرحاً جاداً، خاصة مع تحوّل توازن القوى إقليمياً لصالح محور وحركات المقاومة ودولياً نحو عودة التعددية القطبية في النظام الدولي.
في الحقيقة، لقد بدأ ذلك الطرح بالفعل منذ 20 عاماً في مقال ثم كتاب بعنوان “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط”، بقلم اثنين من كبار علماء السياسة والعلاقات الدولية في أمريكا وهما ستيفن والت (جامعة هارفرد)، وجون ج. ميرشايمر (جامعة شيكاغو).
حيث خلص والت وميرشايمر إلى أن اختلالات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وما تنجم عنها من اضطرابات وعدم استقرار وعداء للولايات المتحدة واستهداف مصالحها، يعود إلى نفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن ودوره في صنع السياسة الخارجية الأمريكية، والانحياز الدائم إلى “إسرائيل” والعداء لشعب فلسطين وإنكار حقوقه، ودعم استمرار الاحتلال الإسرائيلي، حتى لو تناقض كل ذلك مع المصلحة القومية الأمريكية.
ورغم الحملة الصهيونية ضدهما لتشويه سمعتهما الأكاديمية وإسقاط مصداقيتهما، لا يزال هذان المفكران يتمتعان باحترام وتقدير كبيرين في أوساط البحث الأكاديمي والإعلام، بل إن أفكارهما ومحاضراتهما، وخاصة ميرشايمر، وجدت سبيلها كمقاطع فيديو إلى قنوات “يوتيوب”، وتلقى احتراماً بين الجمهور الأمريكي غير المتخصص.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي فقط هم من يمكنهم أن يصبحوا وسطاء بين أوكرانيا وروسيا
  • البلاغة من فوهة البندقية.. لماذا صنفت الولايات المتحدة أبا عبيدة إرهابيا؟
  • نيويورك تايمز: أوكرانيا تحاول البقاء على الحياد في الصراع السياسي الأمريكي الحالي
  • حلفاء الولايات المتحدة في الناتو قلقون من خسارة بايدن أمام ترامب
  • إسرائيل تخسر دعم الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة: بايدن يعلن نيته الترشح لعهدة رئاسية ثانية في انتخابات 2024
  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • «فورين بوليسي»: خطة ترامب لإضعاف الدولار ليس لها أي معنى
  • بايدن واثق من فوزه بالانتخابات المقبلة: ساهزم ترامب
  • ستارمر يؤكد لبايدن دعم بريطانيا الراسخ لأوكرانيا