أفاد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إن الصناعات العسكرية الإيرانية تشهد نموا، ما جعل البلاد مصدرا واسعا للأسلحة المتقدمة الرخيصة التي تعتمد عليها الميليشيات المسلحة في الشرق الأوسط وحتى بعض الدول.

واشار إلى أن هذا الأمر يثير حفيظة الولايات المتحدة والحلفاء في الشرق الأوسط وخارجه، وحتى بما في ذلك في أوكرانيا.

وتشير المعلومات إلى أن روسيا اشترت من إيران آلاف الطائرات المسيرة في 2022، والتي استخدمتها في حربها ضد أوكرانيا، في الوقت الذي زادت فيه طهران من دعمها لتسلح الميليشات في الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أبرز صادرات الأسلحة الإيرانية، هي طائرة "شاهد" المسيرة، والتي تستطيع حمل متفجرات.

وأشار التقرير إلى أن هذه الطائرة المسيرة استخدمت لقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن أواخر يناير الماضي، والذي ردت عليه الولايات المتحدة بمجموعة ضربات استهدفت فيها الميليشات الموالية لإيران في العراق وسوريا.

وفي أحدث عملية للجيش الأميركي، أعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية "سنتكوم" الخميس أن سفينة تابعة لخفر السواحل في بحر العرب، صادرت في يناير الماضي شحنة أسلحة من إيران متجهة إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، وفقا لوكالة فرانس برس.

وقالت "سنتكوم" في بيان نشرته على منصة "إكس": "قامت سفينة تابعة لخفر السواحل الأميركي... بمصادرة شحنة من الأسلحة التقليدية المتطورة وغيرها من المساعدات الفتاكة مصدرها إيران ومتجهة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن من على سفينة في بحر العرب في 28 يناير".

شحنة الأسلحة التي صادرتها القوات الأميركية في بحر العرب

وأضاف البيان أن الشحنة تحتوي على أكثر من 200 حزمة تشمل مكونات صواريخ ومتفجرات وأجهزة أخرى.

ونقل البيان نفسه عن قائد "سنتكوم" مايكل إريك كوريلا قوله إن "هذا مثال آخر على نشاط إيران الخبيث في المنطقة".

وفي 16 يناير، أعلن الجيش الأميركي أنه صادر في 11 من الشهر نفسه، مكونات صواريخ إيرانية الصنع على متن قارب في بحر العرب كانت متوجهة إلى الحوثيين، في أول عملية من نوعها منذ بدأ المتمردون اليمنيون استهداف سفن قبالة اليمن.

تعاون سري إيراني روسي.. تفاصيل مصنع الدرونز وتوظيف المهندسين ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن التعاون السري والوثيق بين موسكو وطهران في مجال صناعة الطائرات بدون طيار مع إيران، قد نجم عنه إنشاء مصنع جديد في جمهورية تتارستان الروسية، حيث حول الكرملين مصنعًا ليمسي مقرا لإنتاج "الدرونز" التي يجري زجها ضمن الجهود القتالية في أوكرانيا.

وحتى قبل بدء الهجمات، أعلن الجيش الأميركي مرارا مصادرة شحنات أسلحة قال إنها متجهة من إيران إلى الحوثيين.
وفي ساحات القتال في أوروبا والشرق الأوسط، كانت الأسلحة الإيرانية حاضرة، حيث استخدمت على نطاق واسع في أوكرانيا في ضرب أهداف البنية التحتية المدنية، فيما تستخدمها الميليشات الموالية لطهران لضرب المصالح الأميركية والغربية والإسرائيلية في المنطقة.

ومن سوريا إلى أوكرانيا، تشكل العلاقات العسكرية "المزدهرة" بين روسيا وإيران مصدر قلق للولايات المتحدة.

وعرض مسؤولون عسكريون أميركيون في الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي ما قالوا إنها قطع تعود لطائرات مسيرة إيرانية عثر عليها في أوكرانيا.

وقال مسؤولو وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية "دي آي آيه" إن الحطام يشمل أجزاء من مسيرات شاهد 101 وشاهد 131 وشاهد 136 الإيرانية تم العثور عليها في أوكرانيا.

وتنفي طهران الاتهامات الغربية بأنها تزود روسيا أعدادا كبيرة من الطائرات المسيرة، بعضها مسلح، لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.

"شاهد" و"مهاجر".. تعرف على المسيرات الإيرانية التي تنتظرها روسيا في إشارة إلى أن الغزو الروسي لم يسر كما كان مخططا له، سافر مسؤولون روس إلى إيران قبل أيام، لعقد صفقة شراء طائرات بدون طيار، من طهران، وفقًا للمخابرات الأميركية. 

وكان مسؤولو الاستخبارات الدفاعية الاميركية عرضوا في أغسطس الماضي في واشنطن أجزاء لطائرات مسيرة إيرانية قالوا إنها من أوكرانيا. 

وهذه المرة عرضوا هيكلين لطائرتين من طراز "شاهد 131" قالوا إن إحداهما استخدمت في أوكرانيا في خريف 2022 والأخرى عثر عليها في العراق عام 2021.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی بحر العرب فی أوکرانیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الإيرانية.. مفاجآت وحيوية وصناعة نموذج

 

تُسقِط الانتخابات الإيرانية، جولة بعد أخرى، الدعاية الغربية التي كانت تسوق لفكرة أنَّ الانتخابات في إيران معلبة وموجهة ومطبوخة، وأن النظام السياسي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية غير ديمقراطي.
محاولات التشويه التي لم تتوقف، أفشلتها إيران من خلال تكريسها رسالة الثورة الإسلامية القائمة على أساس التوليف بين المبادئ الإسلامية والآليات الديمقراطية، جمعت الثورة بين مفهومين لم يكن متصوراً أن ينصهرا، هما الجمهورية والإسلامية في بوتقة واحدة.
هذه التوليفة أنتجت حيوية سياسية مفتقدة في أغلب دول المنطقة، وقد أدت الانتخابات المتوالية دوراً كبيراً في هذا المجال، وساهمت في تجديد حيوية المجتمع الإيراني ونخبته السياسية من دون أن يتعرض النظام للاهتزاز أو للانكشاف أمام الخارج.
الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة منذ انتصار الثورة الإسلامية، تأتي في هذا السياق، وهي تدفع إلى التوقف عند مجموعة استنتاجات ومعطيات:
أولاً: لقد أضفى وجود مرشحين ينتمون إلى التيارات المتباينة والمختلفة (تحت سقف الثورة) حيوية على المشهد، وجاءت المناظرات التلفزيونية التي حصلت لتطرح القضايا والعناوين التي تهم الناخب الإيراني، وليدلي كل مرشح بدلوه بهدوء واحترام متبادل بعيداً عن الشتائم والاتهامات والشخصنة والفضائحية التي تشهدها الانتخابات في عدد من الدول الغربية، بدليل المناظرة الرئاسية الأمريكية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي.
ثانياً: لقد جرت مراحل هذه الانتخابات بسلاسة لافتة مع أنها أتت في ظروف استثنائية بعد رحيل مفاجئ للرئيس رئيسي. حصلت التحضيرات خلال فترة لا تتخطى 50 يوماً، ما يعكس قدرة إدارية عالية لدى الدولة الإيرانية، كما حظيت بتغطية إعلامية داخلية جيدة، وعكست الصحف الإيرانية نبض الشارع ومزاجه، فكان الإعلام مرآة عاكسة لما يجري، وأتيحت للمتنافسين فرص متكافئة ومجانية في الإطلالات الإعلامية.
ثالثاً: جرت الانتخابات وسط ترقب نتائج غير محسومة، أجمع المراقبون والمحللون والخبراء الانتخابيون على أن الشعب الإيراني سيصنع هذه المرة أيضاً المفاجآت الانتخابية، وما يؤكد هذا الأمر أن الشعب هو المقرر، وأن الانتخابات ليست مبرمجة أو معلبة، وكما هو معلوم، كلما ارتفع منسوب عدم اليقين قبل أي انتخابات، وكلما كانت النتائج مفاجئة ومغايرة للتوقعات، ازدادت الثقة بنزاهتها.
أما عندما صدرت نتائج الدورة الأولى، فقد تبين أنها أبعد ما تكون عن نسب التسعين % المتداولة في العديد من دول المنطقة، وانتقلت الانتخابات إلى مرحلة الجولة الثانية التزاماً بالقوانين، ما يؤكد أن الدولة الإيرانية هي دولة مؤسسات وقانون.
رابعاً: شكَّل تعدد المرشحين حتى ضمن التيار الواحد، وخصوصاً التيار المبدئي، دليلًا على عدم وجود “مايسترو” أو مبرمج للانتخابات التي كانت ترجمة طبيعية للمشاريع والبرامج والمقاربات المختلفة والمتنوعة في الساحة السياسية الإيرانية.
خامساً: تجري الانتخابات الايرانية في ظل منسوب جيد من الاستقرار الأمني والسياسي؛ ففي وقت يحذر الرئيس الفرنسي، الذي تخوض بلاده انتخابات تشريعية، من حصول حرب أهلية في فرنسا على خلفية الانقسامات الواقعة في بلاده، وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية ازدياد القلق من الانعكاسات الخطيرة للانتخابات الرئاسية على السلم الأهلي الأمريكي، تخوض إيران الانتخابات في جو من التنافس الصحي، وفي ظل ضوابط تضمن استقرار البلاد، وفي إطار مبادئ النظام الإسلامي التي تكرست عبر الاستفتاء الشعبي.
في إيران، لا حديث عن حروب أهلية في زمن الانتخابات، بل تظهر التجربة الديمقراطية الإيرانية أن هناك إمكانية لتنظيم معارضة من دون أن يراق على جوانبها الدم أو يُزج نشطاؤها في السجون ويطاردون حتى الموت، كما هو سائد في العديد من الدول في العالم.
سادساً: لا يمكن فصل المشهد الانتخابي عن واقع وحقيقة أن إيران من أكثر الدول استهدافاً، وبشكل معلن، من الولايات المتحدة الأمريكية. تتعرض إيران لحجم من التهديدات والضغوط الإعلامية والاقتصادية غير المسبوقة في التاريخ، ورغم كل هذا، يحافظ النظام على ثباته ويتحقق الانتظام الدستوري.
صمدت طهران في وجه التحديات على مدى 45 عاماً. منذ العام 1979م، تغيرت صورة العالم الإسلامي من المغرب إلى إندونيسيا، انقلبت أنظمة، واختفت حكومات، وتغيرت الأولويات والتحالفات في عدد من الدول العربية، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتغير، وحافظت على مبادئها الاستراتيجية ومواقفها تجاه القضايا الأساسية، وها هي اليوم، وعلى الرغم من الأعاصير التي تعصف بالمنطقة، تنجز الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة محافظة على حضورها الفاعل والوازن في الإقليم.
تنتظر إيران رئيسها الجديد ليمسك بالزمام ويعين السفينة على الصمود والثبات في وجه التحديات التي لم تتوقف، والتي لا تزال تلوح في الأفق، وعلى هذا الطريق، تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأفكار وتصنع النموذج الذي يحتذى ويحترم.

إعلامية لبنانية

مقالات مشابهة

  • إيران والعالم.. هل تشهد السياسة الخارجية تغييرًا مع بزشكيان؟
  • الانتخابات الإيرانية.. مفاجآت وحيوية وصناعة نموذج
  • «تايم»: التصعيد الروسي ضد الغرب.. هل نحن على حافة حرب نووية؟
  • إذا فاز بالرئاسة.. حلفاء ترامب يدعون لإجراء تجارب للأسلحة النووية الأميركية
  • نيبينزيا: العملية العسكرية الروسية تحدد موقف الغرب من التسوية في أوكرانيا
  • تحدّي الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية.. ما هي أبرز اهتمامات المواطنين؟
  • بيسكوف: العقلاء في الغرب سيفكرون في خطة بوتين للسلام في أوكرانيا
  • زيلينسكي يطالب ترامب بالكشف عن خطتك لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • أوكرانيا تنسحب من حي استراتيجي.. وقتيلان في زابوريجيا
  • إصلاحي ومحافظ متشدد وجهًا لوجه في الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية| بزشكيان يسعى نحو التعددية السياسية والانفتاح على الغرب.. وجليلي يتجه نحو الإصلاح الاقتصادي وخلق علاقات دولية جديدة