الجزيرة:
2024-07-03@23:47:29 GMT

لماذا تستهدف السلطة الفلسطينية شباب الضفة المقاوم؟

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

لماذا تستهدف السلطة الفلسطينية شباب الضفة المقاوم؟

رام الله- "شيء محزن، دخل الاحتلال أمس للمرة الـ30 مخيم جنين، واستيقظنا اليوم على إطلاق نار بين السلطة الوطنية والشباب المقاومين"، بهذه الكلمات استهل القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" جمال حويل مقطع فيديو، يطرح فيه مبادرة لاحتواء التوتر المتصاعد بين السلطة ومقاومين فلسطينيين.

ووفق مصدر في جنين تحدث للجزيرة نت، فإن التوتر بدأ باعتقال السلطة الفلسطينية عنصرَي مقاومة من جنين، تبعه استيلاء مسلحين على سلاح عناصر من الشرطة الفلسطينية في نابلس، فردت الأجهزة الأمنية بمزيد من الاعتقالات وملاحقة المشاركين في الحادثة.

ولاحقا، شهدت المدينة توترا بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة وسكان ومسلحي المخيم على خلفية الاعتقالات، تخللها إطلاق نار على مجمع الأجهزة الأمنية (المقاطعة). وأعلنت كتيبة جنين، التابعة لحركة الجاهد الإسلامي، أن الأجهزة الأمنية اعتقلت عددا من مقاتليها خلال الأيام الأخيرة.

بينما كان مقـ!ومو طوباس ومخيم الفارعة يحرسون منطقتهم فجر اليوم الأربعاء، ويقومون بجولاتهم الدورية لرصد أي تحركات مشبوهة تنبئ باقتحام قريب قد يقوم به جيش الاحتلال، لاحقتهم أجهزة السلطة الأمنية وأطلقت النار عليهم، ليرد المقـ!ومون بإطلاق النار على مقار السلطة في طوباس وإغلاق مداخل… pic.twitter.com/VaApNDppZ7

— متراس – Metras (@MetrasWebsite) February 14, 2024

"خارجون عن القانون"

تأتي هذه التطورات بينما يشن الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة، وبينما يغلي الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية نتيجة اعتداءات الاحتلال والمستوطنين والتي خلّفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى.

في هذه الأثناء، أعلن المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية اللواء طلال دويكات، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في محافظة جنين "قبضت على شخصين متورطين في اعتداء على عنصرين من الشرطة في نابلس، ومصادرة قطعتي سلاح كانتا بحوزتهما".

ووفق بيان صحفي للناطق، فإن "اعتداء مجموعة من الخارجين على القانون، طال عنصرين من رجال الشرطة الفلسطينية أثناء عملهما الرسمي في محافظة نابلس مساء السبت الماضي". وتعهّد بأن "الأجهزة الأمنية ستواصل جهودها في ملاحقة بقية أفراد المجموعة لاعتقالهم وتقديمهم للعدالة الفلسطينية".

والاثنين الماضي قال دويكات لوكالة الأنباء الرسمية إن "الأجهزة الأمنية وجهاز الشرطة تمكّنا من توقيف بعض الأشخاص في بيت لحم ومحافظات أخرى، متهَمين بإثارة النعرات الطائفية"، قائلا إنهم "أدلوا باعترافات أولية واضحة وصريحة تشير إلى ممارستهم هذه الأفعال لضرب وحدتنا ونسيجنا المجتمعي".

مبادرة حويل

في ظل حالة الاحتقان، بادر القيادي حويل إلى إعلان مبادرته. وقال "في ظل هذا الوضع، من العيب أن ندخل في الضفة في مشاكل داخلية، مطلوب أن نكون على قلب رجل واحد دفاعا عن غزة لوقف العدوان".

وأضاف "تجري مناكفات داخل الشارع في جنين بالتحديد باتهام السلطة بالخيانة، واتهام الشباب المقاومين بالخروج عن القانون وزعزعة الأمن، وإذا بقينا في الاتهامات نفسها، فلن نصل إلى شيء". وتابع "علينا أن نجلس على قاعدة الاحترام والتسامح، الاحتلال لا يريد فتح ولا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ولا الجهاد، لا يريد أحدا من الشعب الفلسطيني، فعلينا أن نجلس بمحبة وأخوة".

وحدد حويل مبادئ عامة في مبادرته وهي: إطلاق النار على المقرات الأمنية محرّم، وإطلاق النار على المواطنين والمقاومة محرّم.

وأكد القيادي في فتح "نحن جميعا خاسرون في الاعتداء أو في أي إصابة سواء في الأمن أو المقاومة". وقال إنه تلقى اتصالات من مستويات مختلفة لمناقشة مبادرته لكنها لم تنضج بعد إلى حوار أو حل ينهي الاحتقان، مجددا تأكيده أن المطلوب من الكل أن يقف عند مسؤولياته.

ودعا عقلاء الطرفين أن يجلسوا ويتحاوروا ويصلوا إلى نتيجة، وقال "تعرض مخيم جنين 30 مرة للاجتياح، ليس لقمع الزعران والخارجين عن القانون، كما يقول البعض، بل لأن هؤلاء مقاومون. وقدم المخيم 100 شهيد ودُمر بالكامل لأجلهم، كما أن (أفراد) السلطة ليسوا جواسيس".

قوات السلطة الفلسطينية تفض بالقوة وبقنابل الدخان مسيرة لدعم غزة في جنين #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/40zeY72bpd

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 12, 2024

معطيات حقوقية

ومن بين المعتقلين مؤخرا الشاب عبادة الزِّبن، من قرية عصيرة شمالي نابلس، الذي اعتقل منذ 5 أيام، ومدد اعتقاله لـ15 يوما، وفق والدته مَيّ الزبن.

وتنفي والدة عبادة أن يكون ابنها "خرج عن القانون" أو مارس "الفتنة الطائفية"، مضيفة أنه معتقل سابق لدى الاحتلال قبل أن يتم 16 عاما من عمره؛ حيث أمضى نحو 3 سنوات ونصف، كما تكرر اعتقاله من قبل السلطة.

وأضافت أن عبادة عُرض على محكمة فلسطينية الأربعاء ومدد اعتقاله دون أن يكشف عن التهم الموجهة إليه، مضيفة "لا يوجد حرية تعبير، من يسلم على أسير أو ينشر على شبكات التواصل تتم ملاحقته". وقالت إن "الوضع لم يعد يحتمل، والمطلوب من السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية أن تكون مع الشعب وليس ضده".

ومنذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وثّقت جهات حقوقية فلسطينية عشرات حالات الاحتجاز التعسفي ولأسباب سياسية، من بينها مطلوبون للاحتلال.

وتفيد تقارير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الشهرية بتسجيل 43 حالة احتجاز تعسفي ولأسباب سياسية، كان أعلاها في يناير/كانون الثاني الماضي حيث سُجلت 13 حالة، يضاف إليها انتهاكات تتعلق بما يُعرف بالتوقيف على ذمة المحافظ، وعدم تنفيذ قرارات المحاكم.

أما لجنة أهالي المعتقلين السياسيين بالضفة، فقالت إن اثنين من المعتقلين منذ عدة شهور يخوضان إضرابا عن الطعام في سجون السلطة بنابلس رفضا لاعتقالهما.

وتضيف، على صفحتها بموقع فيسبوك، أنها رصدت 900 حالة اعتقال سياسي خلال 2023، إضافة إلى مئات حالات قمع الحريات والمداهمات والاستدعاءات.

مراقبون يرون أن اعتقال السلطة الفلسطينية للمقاومين يضر بها كمؤسسة في مرحلة التحرر (الأناضول) تخوفات السلطة

وفي قراءته لحالات الاعتقال على خلفية سياسية، يقول مدير مركز "يبوس للدراسات" سليمان بشارات، إن السلطة وأجهزتها الأمنية "تحاولان أن تمارسا دورهما بمنطق أنهما تفرضا القانون، ولهذا جانب إيجابي وآخر سلبي". وتابع أن الجانب الإيجابي هو عدم السماح بوجود فراغ يسعى الاحتلال لإيجاده بشتى السبل لأنه "يسعى لإضعاف مفهوم الإدارة الذاتية للشأن الداخلي الفلسطيني ليبرر تدخله لاحقا في هذا الشأن".

من هنا، يضيف بشارات، أن السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية تسعيان لفرض سيطرتهما وحضورهما ولو بالقوة "لأنهما تخشيان انفجار غضب الشارع الذي يشعر بضغط داخلي من ممارسات الاحتلال، في وقت لا توفر له السلطة الأمن".

ويشير إلى بروز مقارنات في الشارع بين العمل المقاوم والعمل الأمني الرسمي، ويقول: "هناك من ينظر للعمل الرسمي على أنه اتساق مع السياسيات الإسرائيلية، وصل لحد الاتهام بالتخوين والخضوع لأجندات الاحتلال، لكن في المنظور السياسي، فإن للمؤسسة الأمنية دورا وحدودا ومنطلقات تعمل ضمنها".

ويستبعد بشارات وجود علاقة للاعتقالات الأخيرة في جنين بما نشره الإعلام العبري عن اجتماع فلسطيني إسرائيلي لتهدئة جبهة الضفة، ويرى أن تلك الأخبار تأتي "ضمن عملية تشويه مبرمجة لسلوك السلطة ومحاولة الضغط عليها وابتزازها وإضعاف ثقة الشارع بها".

مع ذلك، يقول إن غياب الرواية الفلسطينية المقنعة يهز الثقة بين الشارع والأجهزة الأمنية، ويجعله يثق أكثر برواية الإعلام الإسرائيلي.

وفي المجمل يرى بشارات أن سلوك السلطة وخاصة اعتقال المقاومين "يضر بها كمؤسسة وجدت على طريق التحرر من الاحتلال، وقد يكون ذلك ناتج عن أخطاء ضمن سياسات مبرمجة أو عفوية في ظل عدم وضوح هرمية الأجهزة الأمنية وغياب مرجعياتها وتغييب المجلس التشريعي (البرلمان)".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الأجهزة الأمنیة عن القانون فی جنین

إقرأ أيضاً:

4 شهداء في غارة جوية للاحتلال على الضفة الغربية

القدس المحتلة «وكالات»: استشهد أربعة شبّان فلسطينيين الليلة قبل الماضية في غارة جوية إسرائيلية على مخيّم للاجئين قرب طولكرم بالضفة الغربية المحتلّة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بينما ادعت تل أبيب أنّ الضربة استهدفت «خلية مسلحة» كانت تجهّز عبوة ناسفة.

وتزايدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة في مخيّم نور شمس للاجئين الفلسطينيين الواقع قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إنّ «أربعة شبّان استشهدوا في قصف إسرائيلي لمخيّم نور شمس».

ونشرت الوزارة أسماء الشهداء الأربعة وهم أربعة شبّان تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» فإنّ الشبّان الأربعة «استشهدوا متأثّرين بإصاباتهم بعد استهدافهم بصاروخ من طائرة مسيّرة إسرائيلية، أثناء تواجدهم وسط مخيّم نور شمس».

وكان طفل وامرأة استشهدا الإثنين شمال الضفّة الغربية المحتلة خلال عملية توغّل نفّذها جيش الاحتلال في نور شمس.

والأحد، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أنّ مقاتلاً من جناحها العسكري استشهد في المخيّم في غارة نفّذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة خمسة أشخاص بالهجوم، اثنان منهم إصابتهم خطرة.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعداً في العنف منذ أكثر من عام، لكنّ الوضع تدهور منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

وفي أبريل الماضي، استشهد 14 شخصاً في عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس استمرت لثلاثة أيام تقريبا.

واستشهد ما لا يقلّ عن 556 فلسطينيا على الأقلّ في الضفّة بأيدي القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ اندلاع حرب غزة، بحسب مسؤولين فلسطينيين.

من جهة ثانية، قالت شرطة الاحتلال الإسرائيلية ومسعفون إن شخصا قتل وأصيب آخر في حادث طعن بمركز تسوق اليوم وإن منفذ الهجوم قُتل بعد إطلاق النار عليه. وتشتبه الشرطة في أنه هجوم إرهابي.

وقال مسعفون إسرائيليون لرويترز: إن القتيل لفظ أنفاسه بعد نقله إلى المستشفى، وإن المهاجم توفي في المركز التجاري في كرميئيل بشمال إسرائيل.

وقال مسعفون في وقت سابق إنهم عالجوا شابين في العشرينيات، أحدهما في حالة خطيرة للغاية والآخر في كامل وعيه.

وأظهرت لقطات من موقع الحادث جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي واطلعت عليها رويترز شخصين ممددين على أرضية المركز التجاري على مقربة من بعضهما فيما يحاول الناس إسعافهما.

وأظهر مقطع أن واحدا على الأقل من الشخصين اللذين يتلقيان الرعاية كان يرتدي زيا أخضر اللون. وعلى مسافة ليست بالبعيدة كان هناك شخص ثالث لا يرتدي زيا رسميا يرقد بلا حراك دون أن يقدم له أحد أي إسعافات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها.

وفي القدس المحتلة، اقتحم مستعمرون إسرائيليون، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن شهود عيان، أن عشرات المستعمرين اقتحموا المسجد الأقصى، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدّوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • استشهاد شاب فلسطينى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى شمالى الضفة الغربية
  • 4 شهداء في غارة جوية للاحتلال على الضفة الغربية
  • "بيع الكيف وسط الشارع".. الاستماع لأقوال 2 من حائزي مخدر الحشيش بمصر الجديدة
  • ‏الصحة الفلسطينية: مقتل فلسطيني برصاص إسرائيلي في جنين
  • قوات خاصة إسرائيلية تغتال مقاومًا في جنين
  • حملة أمنية مكبرة تستهدف أوكار تجارة المخدرات بقنا والمنوفية
  • الدويري: عمليات المقاومة بالضفة تمثل تحولا إستراتيجيا في إدارة المعركة
  • المملكة المتحدة تعارض بشدة إعلان إسرائيل شرعنة خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية
  • حرب غزة.. لحظة فاصلة تعيد تشكيل مستقبل السلطة الفلسطينية
  • وسائل إعلام عبرية توضح لماذا تنتصر الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة