كتب يوسف دياب في"الشرق الاوسط":تحوّلت شبكات الاتصال في لبنان إلى كابوس يقض مضاجع «حزب الله»، خصوصاً بعد نجاح المخابرات الإسرائيلية في اختراق هواتف قادة ميدانيين وكوادر ومقاتلين وتعقّب تحركاتهم واغتيالهم بسهولة، ما حمل أمين عام الحزب حسن نصر الله إلى وصف الهاتف الخلوي بأنه «عميل قاتل»، داعياً المحازبين إلى «وقف استخدامه والاستغناء عنه»، لكنّ ما زاد القلق المعلومات التي تتحدث عن قدرة الموساد الإسرائيلي على اختراق شبكة الإنترنت، والدخول إلى نظام الـ«واي فاي» المستخدم داخل المكاتب والمنازل الموصولة على خدمة الهاتف الثابت.


تتعدد أسباب نجاح إسرائيل في تنفيذ عمليات الاغتيال، بينها إمكانية تجنيد أشخاص في لبنان عملاء لتقديم الإحداثيات على الأرض ومراقبة الكوادر التي تتعقّبهم، لكنّ هذا الأمر بدا أقل تأثيراً برأي مصدر أمني بارز أكد أن «الحرب الأمنية بين إسرائيل و(حزب الله) قديمة جداً، وأهمها تجنيد عملاء للموساد في لبنان».
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا شكّ أن الخرق الأمني عبر الاتصالات هو العامل المساعد بقوّة للإسرائيليين»، لافتاً إلى أن «أبناء القرى الجنوبية الحدودية يتلقون يومياً اتصالات مجهولة المصدر، تبيّن أن مصدرها العدو، وذلك للاستفادة من معلومات محددة تسهّل عليها (إسرائيل) تنفيذ الغارات الجوية واستهداف مسؤولين أمنيين في (حزب الله) واغتيالهم».

دائماً ما كانت نقطة الضعف بالنسبة للهاتف الخلوي، تتمثّل بقدرة الأجهزة الأمنية على التنصّت على المكالمات العادية، أو تحديد الموقع الجغرافي لصاحب الهاتف لكنّ بشكل محدود جداً وعلى هواتف يُنتقى أصحابها بدقّة، غير أن الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في لبنان بدءاً من القيادي الكبير في حركة «حماس» صالح العاروري، إلى المسؤول عن منصات صواريخ الحزب في جنوب لبنان وسام الطويل، وسلسلة الاستهدافات التي أودت بحياة أكثر من مقاتل للحزب، طرحت أسئلة عمّا إذا كان النجاح الإسرائيلي نتيجة خدمات العملاء على الأرض، أم بسبب امتلاكها تقنيات متطوّرة تكفي لتنفيذ هذه الاغتيالات بدقّة، فأشار الخبير في علم الاتصالات والـ«سوشيال ميديا» عمر قصقص، إلى أن إسرائيل «باتت تملك سيطرة شبه كاملة على شبكات الهاتف اللبنانية».
وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «اختراقها لخطوط الهاتف يحصل عبر ثلاث جهات، الأولى من خلال الهجوم بواسطة البرامج الضارّة (فايرس) التي تخترق الهواتف المستهدفة، سواء برسالة نصيّة أو عبر خدمة الـ(واتساب)، وعندما يخرق الجهاز تصبح لدى إسرائيل القدرة على الدخول إلى المكالمات والرسائل النصيّة، والصور وتحديد الموقع الجغرافي للجهاز، إضافة إلى قدرتها في التنصت على المكالمات»، لافتاً إلى أن «الجهة الثانية تأتي عبر المكالمات الهاتفية، إذ إنه بمجرّد أن يرد حامل الجهاز على الاتصال الوارد، يستطيع العدو أن يحدد موقعه الجغرافي ويهاجمه». أما الجهة الثالثة وهي الأخطر، فيؤكد قصقص أنها «تتمثل بالثغرات الموجودة في شبكات الهاتف وخصوصاً محطات الإرسال، وهذا أكثر ما تعمل عليه إسرائيل عبر اختراق محطة الإرسال، من خلال امتلاكها تكنولوجيا متطورة جداً»، ويقول إنه «عندما تخترق إسرائيل أبراج الإرسال، تدخل من خلالها على خطوط الأشخاص المستهدفين، فتراقب محتوى الهاتف والبيانات المستخدمة وتتحكم فيها بسهولة مطلقة».

غالباً ما يلجأ حامل الهاتف الخلوي إلى وقف خدمة الأنترنت من خلال خدمة الـ4G وينتقل إلى استخدام الـ«واي فاي» في المنزل أو المكتب للتقليل من الكلفة المالية وكونه أكثر أماناً ومحميّاً من المراقبة، لكنّ عمر قصقص جزم بأن «اختراق شبكة الـ(واي فاي) سهل للغاية، لأن هذه الشبكات ليست آمنة، فلبنان يستخدم تكنولوجيا قديمة معتمدة منذ عام 2010 ونحن الآن في عام 2024، إذ لا يوجد لدى الدولة استثمار لمواكبة التطور التكنولوجي في عالم الاتصالات والإنترنت».
أما عن مراقبة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فيشدد على أن إسرائيل «لديها قدرة الدخول مباشرة من كل وسائل التواصل الاجتماعي وتتمكن من خرق أي (بروفايل) لتراقب التعليقات وإشارات الإعجاب وقبول الصداقة وغيرها، وحتى لو لم تكن التكنولوجيا متوافرة، يستطيع أصغر مقرصن أن يخترقه».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

لبنان.. حزب الله وحركة أمل يحثان الحكومة على القيام بواجباتها تجاه أهالي الجنوب

حث حزب الله وحركة أمل الحكومة اللبنانية على القيام بواجباتها تجاه أهالي قرى الجنوب وشددا على أهمية إجراء "قراءة جيدة" لمبادرة رئيس البرلمان نبيه بري المتعلقة بإنهاء الشغور الرئاسي.

إقرأ المزيد نبيه بري لـRT: لبنان أمام شهر مصيري والوضع غير مطمئن.."أمل" ستقاتل أمام "حزب الله" إذا توغلت إسرائيل

ودعت قيادتا "حركة أمل" و"حزب الله"، في بيان، الحكومة اللبنانية بكافة وزاراتها ومؤسساتها للتحرك ودعم أهالي جنوب لبنان، والقيام بواجباتها كاملة للوقوف معهم وتقديم كل أنواع المساعدة التي يحتاجونها، صحية كانت أم اجتماعية أو إنمائية أو إغاثية أو إعمارية "خصوصا للأهالي الصامدين في قرى المواجهة أو النازحين".

يأتي ذلك، عقب لقاء مشترك عقدته قيادتا "حركة أمل" و"حزب الله" في لبنان، بحث خلاله المجتمعون في الأوضاع العامة المحلية والإقليمية، ولا سيما التطورات على الساحة ‏الجنوبية وخصوصا العدوان الإسرائيلي على المدن والقرى اللبنانية، والعدوان الإسرائيلي المستمر ‏على قطاع غزة، وأكدتا الالتزام بنصرة قضية فلسطين وشعبها.

ودعت قيادتا "حركة أمل" و"حزب الله" الأطراف السياسية المحلية في لبنان إلى قراءة جيدة للمبادرة التي أطلقها بري سابقا ودعا فيها إلى التحاور والجلوس على طاولة واحدة للتشاور والتوافق لايجاد مخرج لأزمة الشغور الرئاسي.

وفي سياق متصل، تلقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالا من وزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبرج تم خلاله البحث في الأوضاع والتطورات الأخيرة في جنوب لبنان والمنطقة والاتصالات الدولية الهادفة إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.

ولا تزال الحدود بين لبنان وإسرائيل تشهد توترا مستمرا وتبادلا للقصف مع تصاعد حدة الاشتباكات، رغم قيام المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكشتاين بجوبة مباحثات طارئة بين تل أبيب وبيروت.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • فايننشال تايمز: هل تسعى إسرائيل لإنشاء منطقة ميتة في لبنان؟
  • جمال عنايت : حزب الله لديه القدرة على ضرب الداخل الإسرائيلي
  • لبنان يوجه رسالة لدول عربية دعت رعاياها للمغادرة
  • هل ستندلع حرب لبنان قريباً؟ قناة إسرائيلية تكشف!
  • تطور خطير على الحدود اللبنانية
  • الساعون إلى منع حرب إسرائيل على لبنان لن ييأسوا
  • الجنوب أسير الحل الدبلوماسي الأميركي
  • غارة إسرائيلية تستهدف بلدة حداثا جنوب لبنان
  • لبنان.. حزب الله وحركة أمل يحثان الحكومة على القيام بواجباتها تجاه أهالي الجنوب
  • السفارة الأميركية ببيروت تحذر رعاياها من السفر إلى لبنان