رسالة تشدُّدٍ لبنانية حاسمة إلى الغرب: لا عودة للمهاجرين غير اللبنانيين
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
قبل يومين، أعلنت قبرص انها تتفاوض مع لبنان من أجل اعادة 116 مهاجراً سورياً تم انقاذهم قبالة سواحلها، وذلك بعدما رفضت السلطات اللبنانية استعادتهم، كما اعلن وزير الداخلية القبرصي كونستانتيونس يوانو الذي أعرب عن اسفه لعدم قبول السلطات اللبنانية بعودة هؤلاء، كاشفاً انه لا يعرف سبب عدم السماح للمهاجرين بدخول الأراضي اللبنانية.
لم يصدر عن الحكومة اللبنانية أي تعليق على هذا الكلام، علماً ان المعلومات تشير إلى ان المسألة بدأت قبل اسبوع وتحديداً يوم الاحد الماضي، ولكن الجانب القبرصي تأخر في إثارتها في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات مع الجانب اللبناني. وهي لم تصل بالفعل إلى نتيجة.
وفي هذا السياق كتبت سابين عويس في"النهار": ليست المرة الاولى التي يرفض لبنان اعادة استقبال السوريين الذين هاجروا من الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية، ولن تكون المرة الاخيرة، على ما تقول مصادر حكومية. فقد واجه لبنان موقفاً مماثلاً في منتصف آب الماضي، وتعامل معه في شكل رسمي، اذ صدر بيان في حينه عن وزارة الخارجية والمغتربين، اشارت فيه إلى ان الوزارة "تبلغت انطلاق قارب هجرة غير شرعي من مياه لبنان في اتجاه قبرص، وهي اذ تدين الهجرة غير الشرعية، تؤكد التزام لبنان استقبال حاملي الاوراق الثبوتية اللبنانية من المهاجرين الموجودين على متنه". وأضافت الوزارة ان لبنان "يرفض استقبال اي مهاجر غير لبناني هاجر بطريقة غير شرعية أياً تكن نقطة انطلاق القارب الذي كان على متنه". وتكشف المصادر ان الموقف اللبناني لم يتغير، وهو كان أُبلغ في حينه إلى السلطات القبرصية ومفاده ان لبنان غير معني بأي حركة هجرة غير شرعية تحصل ولو من أراضيه او شواطئه، باستثناء ما يتعلق بحاملي الجنسية اللبنانية. اما بالنسبة إلى السوريين، فمرجعيتهم هي الدولة السورية وليس لبنان، وبالتالي، يعود إلى السلطات القبرصية التواصل والتفاوض مع السلطات السورية لتقرير مصيرهم. وهذا الموضوع كان موضع بحث أمس بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والمديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب التي التقاها على هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد في دورته الـ60 في ألمانيا. وحضر الاجتماع إلى جانب ميقاتي وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، حيث تناول البحث سبل التعاون بين لبنان والمنظمة في مجال الحد من الهجرة غير الشرعية من لبنان واليه. وقد جدد ميقاتي موقف لبنان الرافض لاسترجاع أي نازح يهاجر عبر القنوات غير الشرعية إلى لبنان.
وفي حين ينفي لبنان ان يكون الزورق الذي أقلّ المهاجرين قد انطلق من الشواطىء اللبنانية على ما تزعم قبرص، تحديداً من طرابلس، تؤكد المصادر ان الحكومة حسمت امرها في شأن التعامل مع هذا الملف، وهي توجه رسالة إلى دول الغرب التي تشكل وجهة للمهاجرين، كما إلى الدول التي ترفض السير بالمقاربة اللبنانية في التعامل مع مسألة اللجوء السوري في لبنان وتسعى إلى تكريس وجودهم فيه، انه ليس في وارد التساهل في هذا الموضوع ولن يقبل بأن يكون ممراً للهجرة غير الشرعية، وان الترجمة العملية لهذا الموقف تكمن في التشدد في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين ورفض اعادة استقبالهم، على نحو يضع الدول التي يصلون اليها امام واقع البحث عن حل. وتشكل قبرص انطلاقاً من موقعها على المتوسط وقربها من الشواطئ اللبنانية الوجهة الاولى للهجرة. ولعل هذا ما دفع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليس والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اعادة النظر في الوضع الامني في سوريا، والبحث في كيفية توفير مناطق آمنة فيها بهدف اعادة المهاجرين غير الشرعيين الوافدين الى الشواطئ الأوروبية اليها، بعدما بات واضحاً ان لبنان الذي يشكل الممر الآمن لهؤلاء لم يعد يقبل بإعادتهم، بما يطرح اشكالية حول مصير هؤلاء، الذي ولغاية اليوم لم يُحدد بعد، وما إذا كانوا قد نُقلوا إلى مخيمات اللاجئين في قبرص ام لا. ويثير هذا الموضوع قلقاً كبيراً لدى سلطات الجزيرة التي تشكل واجهة الهجرة، حيث تشير إحصاءاتها ان الهجرة زادت بواقع 60 في المئة في 2023، وغالبيتها قادمة من الشواطئ السورية، ولا سيما طرطوس، إضافة الى الشواطئ اللبنانية وتحديداً طرابلس.
تعتبر المصادر ان مؤشر التشدد الذي تمارسه السلطات اللبنانية في هذا الشأن يجب ان يشكل رسالة واضحة ان لا عودة إلى الوراء، وان على المجتمع الاوروبي حسم امره في اعتماد مقاربة جديدة حيال الهجرة غير الشرعية تأخذ في الاعتبار مصالح الدول المعنية وأوضاعها، وليس فقط مصالح الدول الأوروبية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: غیر الشرعیة
إقرأ أيضاً:
دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب إنهاء برنامج الحماية للمهاجرين
تقاضي مجموعة من المواطنين الأمريكيين والمهاجرين، إدارة الرئيس دونالد ترامب، لإنهاء أداة قانونية طويلة الأمد كان يستخدمها الرؤساء، للسماح للأشخاص من الدول التي تشهد حروباً أو اضطرابات سياسية، بدخول الولايات المتحدة والإقامة فيها مؤقتاً.
وتسعى الدعوى المقدمة في وقت متأخر من ليل، أمس الجمعة، إلى إعادة تفعيل برامج الإفراج الإنساني المشروط التي سمحت بدخول 875 ألف مهاجر، من أوكرانيا وأفغانستان وكوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا، وكان لهم رعاة من المقيمين القانونيين في الولايات المتحدة.
Trump cutoff of humanitarian parole for immigrants from Ukraine, 6 other countries challenged https://t.co/ME5BySSxeA
— The Independent (@Independent) March 1, 2025وقام ترامب بإنهاء المسارات القانونية للمهاجرين للدخول إلى الولايات المتحدة، وتنفيذ وعوده الانتخابية بترحيل الملايين من الأشخاص الموجودين في البلاد بصورة غير قانونية.
وتشمل قائمة المدعين 8 مهاجرين دخلوا الولايات المتحدة بشكل قانوني، قبل أن تنهي إدارة ترامب ما وصفته بـ "الإساءة الواسعة" للإفراج الإنساني المشروط. ويمكنهم البقاء قانونياً في الولايات المتحدة حتى انتهاء مدة الإفراج، لكن الإدارة أوقفت معالجة طلباتهم للجوء والتأشيرات، وغيرها من الطلبات التي قد تسمح لهم بالبقاء لفترة أطول.
وقالت إستر سونغ، المحامية من مركز عمل العدالة، والذي قدم الدعوى مع منظمة حقوق الإنسان أولاً في محكمة اتحادية في ماساتشوستس، وقدمت نسخة من القضية لأسوشيتد برس مسبقاً: "تحاول إدارة ترامب مهاجمة الإفراج الإنساني المشروط من جميع الجوانب". وأضافت "الهدف الرئيسي قبل كل شيء، هو الدفاع عن الإفراج الإنساني المشروط. لقد كانت هذه العمليات ناجحة جداً جداً".
ولم ترد وزارتي العدل والأمن الداخلي في الولايات المتحدة على الفور على طلبات التعليق.
وبدأت سلطة الإفراج في عام 1952، واستخدمها كل من الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين للسماح بدخول الأشخاص الذين لا يستطيعون استخدام الطرق القانونية التقليدية للهجرة، بسبب ضيق الوقت أو بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية بين حكومتهم والولايات المتحدة.
وبموجب الإفراج، يصل المهاجرون "لأسباب إنسانية عاجلة أو لفائدة عامة كبيرة"، ويسمح لهم بالعمل أثناء سعيهم للحصول على طريقة قانونية أخرى للبقاء في البلاد، وأمر ترامب بإنهاء "برامج الإفراج التصنيفي"، في اليوم الذي عاد فيه إلى منصبه.