القوات الأوكرانية تنسحب من أفدييفكا بعد معارك لعدة أشهر
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
قال القائد العام الجديد للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي اليوم السبت إن القوات انسحبت من مدينة أفدييفكا في شرق البلاد لتجنب حصارها من القوات الروسية، بعد معارك عنيفة دامت عدة أشهر للسيطرة عليها.
وكتب سيرسكي على موقعي "إكس" و"فيسبوك" في وقت مبكر "بناء وضع العمليات حول أفدييفكا ومن أجل تجنب التعرض للحصار وللحفاظ على أرواح وصحة جنودنا، قررت سحب وحداتنا من المدينة والتحرك للدفاع عن مواقع أكثر ملائمة"، مشيرا إلى أن أن الانسحاب جاء بعد شهور من الهجمات الروسية الشديدة.
من جهته أعلن قائد المنطقة الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي على تلغرام "وفقا للأمر الذي تلقيناه، انسحبنا من أفدييفكا إلى مواقع معدة مسبقا".
وكان تارنافسكي اعترف قبل ذلك أن القوات الروسية أسرت العديد من جنوده في أفدييفكا، حيث تتمتع هذه القوات "بتفوق على صعيد العديد والمدفعية والطيران"، وقال إن المدافعين عن أفدييفكا "كانوا ينتقلون عند الضرورة الى مواقع جديدة. المؤسف انه خلال إحدى عمليات الانتقال هذه، تم أسر العديد من جنودنا".
لوغانسك ودونيتسك – زاباروجيا – خيرسون – القرم (الجزيرة)وهذا أكبر انتصار رمزي لروسيا بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف الصيف الماضي، ويمثل أكبر تغيير في جبهات القتال منذ استيلاء القوات الروسية على باخموت في مايو/ أيار 2023.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعهد الخميس بذل "كل ما هو ممكن" لإنقاذ قواته على الجبهة الشرقية، ولا سيما في أفدييفكا، بعدما وصف كل من الجيش الأوكراني والإدارة الأميركية الوضع بأنه "حرج".
وبعد فشل الهجوم المضاد الكبير الذي شنته أوكرانيا في الصيف، صار الروس المبادرين بالهجوم على الجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في تجديد قواته ويفتقر إلى الذخائر.
ولأفدييفكا قيمة رمزية مهمة، فقد سقطت لفترة وجيزة في العام 2014 في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو، قبل أن تعود إلى سيطرة كييف، فضلا عن قربها من مدينة دونيتسك معقل أنصار روسيا منذ عشر سنوات.
وتعرض جزء كبير من المدينة للتدمير، لكن نحو 900 مدني ما زالوا يقيمون فيها وفق السلطات المحلية. وتأمل موسكو أن تؤدي السيطرة عليها إلى تأمين دونيتسك من القصف الأوكراني المنتظم.
قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لبدء الغزو الروسي، تواجه أوكرانيا تحديات عدة: هجمات القوات الروسية، وتعثر المساعدات العسكرية الأميركية، ونقص المقاتلين والأسلحة والذخائر.
في المقابل، تعتد روسيا بنشر 600 ألف عسكري على الجبهة، واقتصادها المكرس بالكامل للمجهود الحربي الذي فشلت العقوبات الغربية في إخراجه عن مساره.
زيلينسكي التقى ماكرون بحثا عن زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا (الفرنسية) البحث عن دعموفي هذا السياق المتوتر، بدأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولة أوروبية الجمعة المطالبة بزيادة الدعم العسكري.
ووقع زيلينسكي في برلين الجمعة مع المستشار الألماني أولاف شولتس اتفاقاً أمنياً وصفه الأخير بـ "خطوة تاريخية" مضيفاً أنّ ألمانيا ستواصل دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية "طالما اقتضى الأمر ذلك".
وانتقل الرئيس الأوكراني بعد ذلك الى باريس لتوقيع اتفاق مماثل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمطالبة بزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، قبل أن يشارك في مؤتمر الأمن في ميونيخ السبت حيث سيلتقي كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي.
إلى ذلك أعلنت أوكرانيا الجمعة أنها أعادت جثامين 58 من جنودها سقطوا على الجبهة، ويشكل هذا النوع من التبادل إلى جانب أسرى الحرب أحد المجالات الأخيرة التي تتعاون فيها موسكو وكييف منذ بدء الغزو الروسي.
وتقترب الحرب الروسية على أوكرانيا من إتمام عامها الثاني، ففي 24 فبراير/شباط عام 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما تعده كييف تدخلا في سيادتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات الروسیة
إقرأ أيضاً:
خبير: تصرفات موسكو تصعب مهمة ترامب لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
قال الدكتور ياسين رواشدي، خبير في شؤون شرق أوروبا، إن استخدام روسيا لصاروخ جديد تطور خطير، خاصة أنه يجعل الملف العسكري يدخل مرحلة جديدة ويؤكد عدوانية روسيا، لافتا إلى أنه كان من المتوقع أن تخفف روسيا من حدة التوتر مع مجيء الرئيس ترامب الذي كان يقدم الوعود بإمكانية التوصل إلى تفاهم مع موسكو.
صعوبة التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب الروسية الأوكرانيةوأضاف «رواشدي»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن تصرفات روسيا تصعب مهمة ترامب القادمة بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن استخدام روسيا هذا الصاروخ شيء غريب فكان من الأولى أن تحرر موسكو الأراضي التي احتلتها القوات الأوكرانية وبذلك تكون فعلت عملا حقيقيا، أما هذا الاستعراض الخطير يدخل الأزمة في مرحلة جديدة وربما يدفع الدول الغربية لدعم أوكرانيا أكثر.
وتابع: «روسيا تقول إن هذا الصاروخ رد فعل على ما قامت به الدول الغربية، وهو السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة بعيدة المدى في استهداف العمق الروسي».