خفض تصنيف إسرائيل... الأسوأ لم يأتِ بعد
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
خفض تصنيف إسرائيل... الأسوأ لم يأتِ بعد
خفض التصنيف الائتماني أعقب أكبر فشل أمني وحربي في تاريخ الكيان الصهيوني وخسائر فادحة سياسيا واقتصاديا وماليا.
خفض تصنيف إسرائيل سيؤدي إلى فشلها أيضاً في إقناع العالم بصلابة اقتصادها، وإقناع المستثمرين بضخ مليارات الدولارات في اقتصادها المتردي.
أعلنت "موديز" الدولية، خفض تصنيف إسرائيل الائتماني للمرة الأولى في تاريخها، مع توقعات مستقبلية سلبية،رغم ترهيب الحكومة الإسرائيلية ضد موديز بالأسابيع الماضية.
يشهد الكيان الصهيوني مخاطر عالية وتحديات هائلة ناتجة عن كلف الحرب، وعجز كبير بالميزانية العامة، وهروب استثمارات، وتهاوي إيرادات الدولة وأنشطة حيوية.
يزيد من تأزم الوضع أن إسرائيل تخشى بشدة قيام وكالات كبرى أخرى بخفض تصنيفها الائتماني قريباً، على خلفية تدهور الوضع الأمني والجيوسياسي والاقتصادي.
استغرقت وكالات التصنيف 4 أشهر من التسويف والمماطلة، لتخفض تصنيف إسرائيل الائتماني في حين احتاجت أقل من أسبوع لخفض تصنيف روسيا على خلفية خلفية مخاطر غزوها أوكرانيا.
* * *
استغرقت وكالات التصنيف العالمية نحو 4 أشهر من التسويف والمماطلة، لتقرر بعضها خفض تصنيف دولة الاحتلال الائتماني، في حين احتاجت لأقل من أسبوع واحد فقط لخفض تصنيف روسيا على خلفية خلفية المخاطر الناجمة عن غزوها أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
فأخيراً أعلنت "موديز" الدولية، خفض تصنيف إسرائيل الائتماني للمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية، مع توقعات مستقبلية سلبية، وذلك رغم حالة الترهيب التي مارستها الحكومة الإسرائيلية ضد الوكالة في الأسابيع الماضية.
ورغم هذا الخفض الذي أعقب أكبر فشل أمني وحربي في تاريخ الدولة العبرية، وخسائر فادحة على المستوى السياسي والاقتصادي والمالي، فإن شركات التصنيف العالمية الرئيسية الأخرى ومنها، "ستاندرد آند بورز" و"فيتش"، لا تزال تخشى الاقتراب من تصنيف إسرائيل.
بل هي عاجزة عن اتخاذ أي قرار بشأن خفض تصنيف دولة الاحتلال، رغم المخاطر العالية، والتحديات الهائلة الناتجة عن كلف الحرب، والعجز الكبير في الميزانية العامة، وهروب الاستثمارات، وتهاوي إيرادات الدولة وأنشطة حيوية، منها السياحة، والاستثمار المباشر، وقطاع التقنية الحيوي.
وبغض النظر عن هذا العزوف فإن قرار "موديز" كان كافياً لإحداث ارتباك شديد داخل الدولة العبرية، وهو ما تُرجم في الهجوم الشديد الذي شنّته حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو ووزير ماليته على وكالة التصنيف والتشكيك في مصداقيتها وتقاريره.
يزيد من تأزم الوضع أن إسرائيل تخشى بشدة من قيام الوكالات الكبرى الأخرى بخفض تصنيفها الائتماني قريباً، على خلفية تدهور الوضع الأمني والجيوسياسي والاقتصادي، بسبب استمرار الحرب على غزة وكلفتها العالية، وبوادر فتح جبهة أخرى في لبنان.
وهو ما يفتح عليها أبواب جهنم، حيث يشكك خفض التصنيف في متانة الاقتصاد الإسرائيلي، ويسقط الهالة المرسومة حوله منذ عقود، ويثير حفيظة المانحين الدوليين، ويقلق ما تبقى من استثمارات أجنبية، ويُعقد من مهمة حصول إسرائيل على قروض خارجية ضخمة ورخيصة لتمويل المجهود الحربي.
كما يعقد من إعادة الأنشطة الاقتصادية داخل دولة الاحتلال لمسارها الطبيعي، عقب انتهاء الحرب على غزة، ويشكك في قدرة البلاد على العودة بسرعة إلى تحقيق النمو السريع والمرتفع للاقتصاد والانتعاش والازدهار كما كانت تروج على نطاق واسع قبل اندلاع الحرب.
لنتجاوز قصة نفاق وكالات التصنيف لإسرائيل طوال ما يزيد عن 130 يوماً، رغم الانهيارات الكبيرة التي شهدها اقتصاد دولة الاحتلال منذ انطلاق الحرب على غزة، والكلفة الضخمة التي تتحملها دولة الاحتلال عن استمرار الحرب، وتردي الوضع الاقتصادي، وضخامة قيمة تمويل المجهود العسكري، والبالغة 70 مليار دولار، أي ما يعادل نحو 260 مليار شيكل. ونبحث في تأثيرات الخطوة على مستقبل اقتصاد الكيان وثقة العالم به.
فمن المؤكد أن الاقتصاد الإسرائيلي لم يشهد الأسوأ بعد، في ظل التغيرات الدراماتيكية المتوقعة في المشهد السياسي، عقب انتهاء الحرب، والكشف عن الخسائر الحقيقية، سواء على المستوى البشري أو المالي، واهتزاز ثقة المستثمرين في إسرائيل.
والمؤكد أيضاً أن خفض التصنيف ما هو إلا بداية لأزمات وتخفيضات أخرى في الطريق، وكما أن إسرائيل فشلت في إقناع العالم بأنّها صاحبة الجيش الذي لا يقهر، وأنها واحة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأنها الأكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي، وسط منطقة عالية المخاطر، فإن من المؤكد أن خفض تصنيفها سيؤدي إلى فشلها أيضاً في إقناع العالم بصلابة اقتصادها، وإقناع المستثمرين الأجانب والخليجيين بجدوى ضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد الإسرائيلي المتردي، في ظل التحديات القائمة، وفي مقدمتها حالة الغموض الشديدة بالنسبة لمستقبل الكيان نفسه، والمخاطر الاقتصادية والاجتماعية العالية والبيئة الأمنية الضعيفة وبالغة التردي.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل أزمات موديز الاقتصاد الإسرائيلي التصنيف الائتماني تدهور الوضع مستقبل الكيان خفض تصنیف إسرائیل دولة الاحتلال على خلفیة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: قيادات أمنية سابقة تُحذّر "هرتسوغ" من استمرار نتنياهو بالحكم
كشفت القناة 13 العبرية، اليوم الخميس، 17 إبريل 2025، عن اجتماع عقده رؤساء سابقون في المنظومة الأمنية مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ، بشأن سياسات الحكومة الإسرائيلية وأثرها على الدولة.
وأعرب المسؤولون الإسرائيليون من بينهم رؤساء أركان، ومفتشون عامون للشرطة، ورؤساء سابقون للشاباك، والموساد، وشعبة الاستخبارات العسكرية عن قلقهم من استمرار تولّي رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، لمنصبه في ظل ما وصفوه بـ"تضارب مصالح خطير يمس بأمن الدولة ومؤسساتها الديمقراطية"، في ظل التحقيقات مع مقربيه وإقالة رئيس الشاباك، رونين بار.
وأفادت القناة بأن الحضور عرضوا على الرئيس "قضايا أمنية وسياسية واجتماعية يعتبرون أنها تقوّض مناعة دولة إسرائيل وأمنها"، مشددين على أن سياسات نتنياهو "تدفع نحو كارثة جديدة"، على حد وصفهم.
وفي بيان سابق نُشر قبل نحو أسبوع ونصف، قالت هذه القيادات الأمنية السابقة أن "سلوك نتنياهو يمثل خطرًا واضحًا وفوريًا على مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية. إنه من منع ضرب قادة حماس ، وهو المسؤول عن كارثة 7 أكتوبر، ويُواصل عرقلة بديل حقيقي لحكم الحركة".
اقرأ أيضا/ جبارين: نتنياهو يرفض خروج الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة
وأضافوا أن "تجديد القتال في غزة لأسباب غير مهنية ومن دون هدف سياسي قابل للتحقيق، لن يؤدي إلى تحرير الرهائن، ولا إلى إخضاع حماس، بل يمحو إنجازات الجيش والأجهزة الأمنية"، معتبرين أن "وقف الحرب من شأنه فتح الباب أمام التطبيع مع السعودية والاستعداد لمواجهة التحدي الإيراني".
وجاء في البيان "نتنياهو يعمل في تضارب مصالح، ويقود إسرائيل نحو الهاوية. يضرب أمن الدولة، ويضعف النظام الديمقراطي ومؤسساته، ويقودها نحو الديكتاتورية. تشريعاته تفتت نموذج جيش الشعب، وتضعف قدرة الجيش على تنفيذ مهامه".
كما اتهم البيان نتنياهو بـ"الوقوف مباشرة للدفاع عن مساعديه، وقراره إقالة جهات رقابية مثل رئيس الشاباك والمستشارة القضائية، في حين أنهم من يقودون التحقيق"، مشيرين إلى أن "إعلانه عن تعيين رئيس جديد للشاباك، ثم التراجع عنه فورًا، يكشف أن اعتبارات الولاء الشخصي هي التي تقود قراراته".
وختموا بالقول: "ندعو للاعتراف بأن سلوك نتنياهو يثير شكوكا جدية حول أهليته لتولّي رئاسة الحكومة، وندعو لتوسيع الحراك المدني من أجل التوصل إلى اتفاق فوري لإعادة الرهائن في إطار وقف لإطلاق النار، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية، ووقف التشريعات المثيرة للجدل، وتنفيذ قرار المحكمة العليا بشأن قانون التجنيد، وتحديد موعد متفق عليه للانتخابات يعبّر فيه الشعب عن إرادته".
المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال مسؤوليْن بارزيْن في حماس والجهاد الإسلامي "اتهام نتنياهو".. جدل واسع في إسرائيل حول تسريب خطة مهاجمة إيران نتنياهو يُسابق الزمن لإقالة رئيس الشاباك قبل هذا الأمر الأكثر قراءة إصابة شاب برصاص الاحتلال بمخيم عسكر شرق نابلس حماس تعقب على العملية الإسرائيلية في رفح ومحور فيلادلفيا 2 إصابة طفل واعتقال شاب خلال اقتحام الاحتلال مخيم شعفاط شمال القدس ويتكوف : مفاوضات جدية تجري لإبرام صفقة تبادل عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025