حكم صيام النصف الثاني من شعبان
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
حكم الصيام في النصف الثاني من شعبان، سؤال يسأل فيه الكثير من الناس، أجاب أهل العلم، وقال إن صيام أيام البيض مستحب؛ لما روى أبو ذر -رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر: إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام، فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه الألباني.
وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي ذر: من كان منكم صائمًا من الشهر ثلاثة أيام، فليصم الثلاث البيض.
قال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
ولا حرج في صيام اليوم الثاني عشر، ولا سيما إذا أردت الاحتياط بناء على كونه الثالث عشر في بعض البلدان.
ويستحب أيضًا الإكثار من صيام شهر شعبان، اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-. فقد قالت عائشة -رضي الله عنها-: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط، إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا، في شعبان. رواه البخاري ومسلم. وفي لفظ مسلم: وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا.
وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. رواه أبو داود والنسائي، وحسنه الألباني.
فهذه الأحاديث تدل على الترغيب في صوم أكثر شعبان، ويشمل ذلك نصفه الأول والأخير، ولكن ورد حديث يفيد النهي عن الصيام في النصف الثاني من شعبان، وهو حديث: إذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ، فَلَا تَصُومُوا. رواه الترمذي.
وبعض أهل العلم يرى أنه ضعيف، ومنهم من يرى أنه صحيح، فقد صححه الترمذي وابن حبان والحاكم والطحاوي وابن عبد البر. وضعفه ابن مهدي وأحمد وأبو زرعة والأثرم.
وجمع بعض أهل العلم بينه وبين الأحاديث الدالة على مشروعية صيام النصف الثاني من شعبان، فقال بعضهم: النهي إنما هو في حق من ليس له عادة بالصيام، وأما من كان له عادة- كمن يصوم الإثنين والخميس، وكمن يكثر من الصيام في شعبان عادة-، فإن النهي لا يشمله.
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: وَأَمَّا ظَنُّ مُعَارَضَته بِالْأَحَادِيثِ الدَّالَّة عَلَى صِيَام شَعْبَان، فَلَا مُعَارَضَة بَيْنهمَا، وَإِنَّ تِلْكَ الْأَحَادِيث تَدُلّ عَلَى صَوْم نِصْفه مَعَ مَا قَبْله، وَعَلَى الصَّوْم الْمُعْتَاد فِي النِّصْف الثَّانِي، وَحَدِيث الْعَلَاء يَدُلّ عَلَى الْمَنْع مِنْ تَعَمُّد الصَّوْم بَعْد النِّصْف لَا لِعَادَةٍ، وَلَا مُضَافًا إِلَى مَا قَبْله. اهـ.
وقال الحافظ في الفتح: قال القرطبي: لا تعارض بين حديث النهي عن صوم نصف شعبان الثاني، والنهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، وبين وصال شعبان برمضان. والجمع ممكن بأن يحمل النهي على من ليست له عادة بذلك، ويحمل الأمر على من له عادة، حملا للمخاطب بذلك على ملازمة عادة الخير حتى لا يقطع. انتهى ملخصا.
والأولى أن تفطر اليومين الأخيرين من شعبان؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم. رواه البخاري.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
كل ما تريد معرفته عن ليلة النصف من شعبان.. فضلها والأعمال المستحبة
من بين الليالي التي يترقبها ملايين المسلمين ليلة النصف من شعبان، إذ يرجى فيها استجابة الدعاء، ولذلك يحرص الكثيرون على فعل الطاعات في هذه الليلة المباركة، وعلى الرغم من تأكيد عدد من العلماء أن الكثير من الأحاديث الواردة عن فضل هذه الليلة وحكم إحيائها، ويستعرض التقرير التالي عددا من فضائل الأعمال التي يستحب فعلها سواء في هذه الليلة وسبب تسميتها بـ«البراءة».
فضل ليلة النصف من شعبانوقبل التطرق لموضوع فضل ليلة النصف من شعبان فهناك حديث صحيح عن فضل شهر شعبان بشكل عام ورد في صحيح الإمام البخاري، عَنْ أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ.
وجاء في شرح الحديث الشريف أنّ المداومة على العمل الصالح تبلغ العبد إلى رحمة الله والنجاة من النار، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم القدوة في ذلك، فقد كان يداوم على العبادات والطاعات، ومن ذلك صوم النفل فإنه غير مختص بزمن معين.
وفي هذا الحديث تخبر عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصوم أحيانا من شهر كثيرا حتى يظن أنه لا يفطر، ويترك الصيام من شهر آخر فلا يصوم إلا قليلا منه حتى يقال إنه لا يصوم منه، وكان لا يصوم شهرا كاملا إلا شهر رمضان، وذلك لأنه شهر الفريضة، وهنا التنبيه عليه جاء من باب النفي لغيره، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصوم شهرا كاملا تطوعا، بل يصوم من كل شهر من شهور السنة أياما منه، ولم يستكمل صيام شهر غير رمضان لئلا يظن وجوبه، وكان أكثر الشهور التي يصوم فيها شعبان، فكان يصوم غالبا لئلا يلتبس ذلك بالفرائض، ولكيلا يعده من لا يعلم منها.
رفع الأعمال في شهر شعبانومن نفحات شهر شعبان أيضا أنه ترفع فيه الأعمال إلى الله، فقد ورد في شرح الحديث السابق أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يكثر من الصيام في شهر شعبان خصوصًا؛ لأنه شهر ترفع فيه الأعمال لرب العالمين، وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يرفع عمله وهو صائم، كما أنه شهر يغفل عنه كثير من الناس بين رجب ورمضان، كما بيّن ذلك في رواية عند النسائي وأحمد.
وفي الحديث: أن أعمال التطوع ليست منوطة بأوقات معلومة، وإنما هي على قدر الإرادة لها والنشاط فيها. وفيه: بيان فضل شهر شعبان، والحث على إكثار الصيام فيه. وفيه: مشروعية ألا يخلو شهر من الشهور عن صوم التطوع.
ليلة النصف من شعبانوبالرجوع لفضل ليلة النصف من شعبان ومع بيان عدد من العلماء أن ما ورد فيها أحاديث أكثرها ضعيف أو موضوع، فإنه سيتم استعراض ما ذكرته دار الإفتاء المصرية، مستدلة بعدد من الأحاديث منها ما ورد عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» أخرجه ابن ماجة في «السنن» واللفظ له، والفاكهي في «أخبار مكة»، وابن بشران في «أماليه»، والبيهقي في «شعب الإيمان».
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ» أخرجه ابن راهويه وأحمد في «المسند»، والترمذي وابن ماجة- واللفظ له- في «السنن»، والبيهقي في «شعب الإيمان».
الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبانماذا تفعل في ليلة النصف من شعبان؟، او ماهي الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان، هناك الكثير من الأسئلة الشائعة التي يبحث المسلمون، عن اجابة لها، حيث يحرص الكثيرون على إحياء ليلة النصف من شعبان، بالعبادات والتقرب إلى الله.
وفي هذا الشأن اوضحت الإفتاء، أن من الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان، تشمل: «الإكثار من الصلاة - قيام الليل خاصة في ثلثه الأخير - الصيام - الدعاء بعد الإفطار - ذكر الله - الصدقة - قراءة القرآن - إغاثة الملهوف - إطعام المساكين».
أدعية ليلة النصف من شعبانتحرص دار الإفتاء المصرية على توضيح عددًا من الأدعية المستحب ترديدها في ليلة النصف من شعبان، والتي جاءت كالتالي:
موعد ليلة النصف من شعبان 2025تبدأ ليلة النصف من شعبان عام 2025، بعد مغيب شمس يوم الخميس 13 فبراير 2025، وحتى فجر يوم الجمعة من الشهر ذاته، وهجريا، توافق هذه الليلة مساء يوم 14 شعبان 1446، وتمتد إلى صباح يوم 15 شعبان 1446.
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبانقال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار السابق، في الفتوى المنشورة عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، حول حكم الإحتفال بليلة النصف من شعبان، إن الاحتفال بليلة النصف من شهر شعبان، مشروعٌ على جهة الاستحباب.
واضاف علام، أن الشرع الشريف رغب في إحيائها، واغتنام نفحاتها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات، وقد دَرَجَ على إحياء هذه الليلة والاحتفال بها المسلمون سلفًا وخلفًا عبر القرون من غير نكير، مشيرًا: «لا يؤثر في ثبوت فضل هذه الليلة ما يُثَار حولها من ادعاءات المتشددين القائلين بأنها بدعة، ولا يجوز الالتفات إلى مثل آرائهم الفاسدة».
سر تسمية ليلة النصف من شعبان بـ«البراءة»الشيخ محمد متولي الشعراوي «رحمه الله»، تحدث في لقاءاته عن سبب تسمية ليلة النصف من شعبان بـ «البراءة»، وهي الليلة التي شهدت تحويل القبلة.
وقال الشعراوي عن سبب التسمية: قديما كان جامع الزكاة في الإسلام يعطي الشخص الذي وُجبت عليه الزكاة صكا أي «نموذج مطبوع بشكل معيَّن»، وذلك من أجل تأكيد أنه أعطى حق الله أي «الزكاة».
اما عن سبب تسميتها بـ«ليلة الرحمة» فأوضح الشيخ الشعراوي: إنها رحمة بالنبي محمد لأنه كان يحلم بتغير القبلة إلى بيت الله الحرام.