فخر بلادنا: سطر فى سفر البطولة
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أكثر من عشرة أشهر ، كانوا هناك ، ما لانت عزيمتهم ولا خارت قواهم ، لا تهمهم اشعة الشمس اللاسعة ولا الوحل والوطن ، لم يشكوا من قلة الزاد أو نقص الإمداد أو فراق الأحبة ، أنهم هناك فى الخنادق وفى المهندسين ، إنهم عنوان لبسالة الجند وصدقهم وشجاعتهم فى لحظات المحن..
تساقطت عليهم القذائف والدانات ، حاصرهم الجنجا بمئات العربات والرشاشات والنيران الكثيفة ، ولم يتزحزحوا ، استمرت بعض المعارك 10 ساعات ، موجة خلف موجة وهم فى المواجهة لا ترمش لهم عين ولا يهتز له قناة.
ودعوا الشهداء ، موكبا وراء موكب ، اعزاء لفوهم بالاعلام والدعاء ، و ايديهم على الزناد.. وصمدوا..
على أبواب المهندسين تراكمت جثث المليشيا والمرتزقة ، الذين جاءوا من أصقاع الدنيا كانت نهايتهم هنا ، مع الهزيمة الحسرة والخيبة والخذلان..
ردوهم صاغرين ، و أهالوا على أحلام الجنجا التراب والرماد..
ثباتهم مدهش ، ورباطة جأشهم بلا سقف ، أنهم يقاتلون ورايتهم ( الله ، الوطن) ، ويدركون أنهم يدافعون عن التراب وعن العرض وعن الصغار وعن المهجرين وعن الحرائر ، وعن النيل ، وعن رفاقهم..
عشرة أشهر ، فى صبر وإحتساب ، وتخطيط ومناورات ، من هنا ، أنطلقت مجموعات العمل الخاص ، تتسلل خلف العدو ، تثخن فيهم الجراح ، تفتك فيهم بالموت والدمار ، تتحرك مجموعات وتستنزف قدرات العدو ، وتتحرك كل يوم من نصر إلى نصر ، كل لحظة بطولة ، وكل معركة كتاب مفتوح ، وكل يوم هو سطر فى التاريخ..
لم تكن المهندسين مجرد منطقة عسكرية فحسب ، إنها رمز مؤسسة أسمها: الجيش..
وعشرة أشهر تتدافع المتحركات من كرري ، خطوة خطوة ، إرتكاز وآخر ، وموقع وموقع ، كل لحظة بألف قراءة ومناورة..
قنصوا آلاف من مراكز العدو ومواقعهم ، ونظفوا الأزقة والطرقات والبيوت ، مرحلة واخري.. وموكبهم متقدم ، وتحركاتهم محسوبة.
لم يهابوا قناصة العدو المختبئة ، وأسلحتهم المنصوبة على المنازل ومتحركاتهم ، ومرتزقتهم فى كل مكان.. أهلكوهم واحدا تلو الآخر ، لم تكن مجرد معركة ، إنها درس وتاريخ..
منذ فبراير 2022م يقاتل الجيش الروسي لتجاوز 1000 متر فى مدينة باخموت الاوكرانية ، بكل قدراتهم العسكرية ، وتحولت المدينة لأكوام من الدمار ، ولم يتمكن منها ..
بينما قواتنا ، تنظف عدة كيلو مترات فى زمن وجيز ، الذين راهنوا على حرب المدن واسطح المباني عادوا بالخسران والهزيمة..
إنها الإحترافية.. من بعد توفيق الله..
أمس الخميس 15 فبراير 2024م ، تلاقت الأيدى ، كانوا على بعد خطوات ، يتبادلون الحديث ، واليوم فى هذه الجمعة المباركة 16 فبراير 2024م ، تدخل الجرارات بالتشوين والتعيينات والعتاد الى المهندسين ، ومعها قصة بطولة وفداء ..
ذلك الفضل من الله
وذلك نصر من الله
والحمدلله فى المبتدأ
والحمدلله فى المنتهى
التحية للقوات المسلحة
التحية للمخابرات العامة ، هيئة العمليات
التحية للشرطة السودانية ، الاحتياطى
والتحية للمستنفرين من شبابنا وشيوخنا..
من حقنا الفخر بجيشنا ومؤسساتنا الأمنية ، دون ان ننسى شعبنا فى صبره وفى إلتفافه وفى نفرته الشعبية ، وتلك صفحة واحدة من تاريخ شعبنا..
الله أكبر الله أكبر..
د.ابراهيم الصديق على
16 فبراير 2024م..
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
سخرية من التأثير السلبي لمسؤولي الاحتلال عند حديثهم باللغة الإنجليزية
لا تنفك الأوساط الإعلامية والدعائية في دولة الاحتلال بمطالبة الحكومة بضرورة بذل مزيد من الجهد لتحسين صورتها المتدهورة في وسائل الإعلام العالمية، وما إن تبتكر الأخيرة طريقة إلا وتجد نفسها متورطة بمزيد من التدهور، لاسيما من خلال استعانتها بإجراء مقابلات تلفزيونية وصفت بـ "الفاشلة" مع سياسييها على القنوات الأجنبية، نظرا لأنهم لا يتقنون اللغة الانجليزية، مما يرتدّ بتسجيل هدف ذاتي في مرمى الاحتلال.
وأكد يورام دوري، المستشار الإعلامي الأسبق لشمعون بيريس، أن "وصول وزير الخارجية الجديد، غدعون ساعر، الذي عمل صحافيا، ربما يخلق فرصة لرفع مستوى التأييد الإسرائيلي في العالم، وتغيير صورتنا لدى صناع القرار والرأي العام الدولي بشكل عام".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "وضعنا الصعب على الساحة الدولية يلزم وزارة الخارجية، المكلفة بتقديم إسرائيل للعالم، باتخاذ سلسلة من الإجراءات في الأيام الأخيرة، بعيدا عما أسمعه مرارا وتكرارا من محللي الاستوديوهات الذين يتفاخرون بدورهم في الترويج للدعاية الإسرائيلية".
وأوضح دوري، أن "الشعار الثابت الذي يستخدمه الساسة الإسرائيليون في إظهار جهودهم الفاشلة لتسويق سياسة الاحتلال حول العالم أنني ظهرت في عشرات المحطات الأجنبية، تمت مقابلتي، وشرحت للمشاهدين حول العالم بوضوح أن حماس مثل النازيين أو داعش".
وأستدرك، أن "بعض هؤلاء السياسيين، الذين يعتقدون أنهم يبذلون جهدًا كبيرًا حقًا، لا يعلمون أنهم يتنقلون بين شبكات التلفزيون الأجنبية، وهم يعرضون مواقفنا بلغة إنجليزية ركيكة لا تزيد عن مستوى طلبة الصف التاسع، رغم أنهم مقتنعون بأن الكلمات تفعل المعجزات للرأي العام العالمي، فكيف لو كانت لغتهم قاصرة وخاطئة بطبيعة الحال".
وأكد أنه "من أجل أن تفوز إسرائيل في معركة الوعي، فإن السلاح الأهم ليس هم المتحدثون والناطقون الإعلاميون، رغم أهميتهم، بل ضرورة خلق التعاطف العالمي مع الاسرائيليين، ويمكن أن يأتي ذلك من مقاطع الفيديو لما حصل في مستوطنات غلاف غزة يوم هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ومقاطع أخرى لمن تم اختطافهم في غزة، بحيث تنتقل معاناتهم إلى المشاهدين حول العالم".
وذكر أن "الطريقة الأخرى لتسويق سياسة إسرائيل، ولم يتم اتباعها بعد، هي الاتصال بمنتجي الأفلام العالميين، المؤيدين له، أرنون ميلشان على سبيل المثال، حتى يتمكنوا من إنتاج أفلام رائجة بمشاركة النجوم، على أن تكون خلفية هذه الأفلام ذلك الهجوم الدامي لحماس، لأنه من شأن فيلم روائي طويل عن أطفال عائلة يهودية في مستوطنات الغلاف أن يكون أفضل بكثير من إجراء مقابلة أخرى مع متحدثين إسرائيليين ذوي لغة انجليزية مبتدئة على التلفزيون الهولندي والإسباني".
وأشار إلى أن "المقابلات التلفزيونية من هذا النوع، ذات القيمة الضئيلة، يجب أن تتم بلغة البث، دون إعطاء المترجم الفرصة لتشويه ما يقال في ترجمة ما يقول، فضلا عما تنفذه بعض الشبكات التلفزيونية العالمية بتقسيم الشاشة الى عدة نوافذ، حيث يظهر المتحدث الإسرائيلي زاعماً عن عدم استهداف المدنيين الفلسطينيين في غزة، فيما تكون النافذة الأخرى لصورة أم فلسطينية تبكي على مقتل ابنها في القصف الإسرائيلي، وبالتالي يظهر كل كلام المتحدث الإسرائيلي الذي أجريت معه المقابلة كذبة مفضوحة، وهذه أحد مشاكلنا الدعائية".
وختم قائلا، أن "أي نظام دعائي لن يتطوع لتغيير صورتنا في العالم، وبما أنني لا أرى في المستقبل المنظور تغييراً جذرياً في سياسة الاحتلال باستخدام القوة، التي ربما تحتاج إلى تغيير، فليس لدينا خيار سوى التركيز على ما يمكن تغييره بتحصيل المزيد من دعمنا في العالم، لأنه إذا لم نعود إلى رشدنا، فقد نجد أنفسنا، رغم موجات النشوة بفوز ترامب، في وضع جنوب أفريقيا أو صربيا في الماضي، منبوذين مصابين بالجذام".