وكالة: وزراء أمريكيون وعرب وأوروبيون يناقشون أفكارا حول مصير غزة بعد الحرب
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أفادت وكالة "رويترز" بأن وزراء أمريكيين وعرباً وأوروبيين ناقشوا يوم الجمعة في ميونخ أفكارا حول مصير غزة بعد الحرب.
وحسب "رويترز"، أفاد مسؤولون ودبلوماسيون بأن مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية اجتمعوا في ميونيخ لبحث التقدم بشأن صياغة خطة لغزة بعد الحرب وربط ذلك بجهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزراء خارجية الأردن وقطر وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا من بين الذين اجتمعوا على هامش مؤتمر ميونخ السنوي للأمن.
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ أن أطلقت "حماس" عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
ووفق ما ذكرت "رويترز"، أوضح مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن اجتماع يوم الجمعة، يهدف إلى طرح نتائج المناقشات التي أجرتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية بخصوص غزة بعد الحرب، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وزيادة اندماج إسرائيل في المنطقة والضمانات الأمنية والطريق نحو إقامة دولة فلسطينية وسبل إصلاح السلطة الفلسطينية.
وقد دب خلاف بين الدول الغربية والعربية بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودعا معظم هذه الدول إلى محاولة تخفيف وطأة الوضع الإنساني في قطاع غزة.
لكن مع تزايد عدد القتلى في صفوف المدنيين، يقول مسؤولون إن هناك ضرورة ملحة لمناقشة موعد التوصل لوقف طويل لإطلاق النار.
وتقود واشنطن محادثات مع حلفائها من الدول العربية بالتوازي مع المفاوضات الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس"، حيث رأى مسؤولون أمريكيون أن اتفاق الأسرى ضروري للمضي قدما في مفاوضات سياسية أوسع نطاقا.
ومن شأن الاتفاق أن يؤدي إلى إطلاق سراح باقي الأسرى وعددهم 133 وتحقيق هدنة طويلة لوقف القتال الذي أودى بحياة أكثر من 28 ألف فلسطيني، وفق "رويترز".
كما نقلت "رويترز" عن دبلوماسي أوروبي حضر وزير خارجية بلاده الاجتماع قوله: "الأمريكيون يعملون مع العرب ومن الجيد أن نسمع ما سيقولونه… إنه أمر مفيد لأن الجميع يحاول تحريك الأمور. هناك حاجة ملحة أكثر بسبب الهجوم الوشيك على رفح".
وتعهدت إسرائيل بمهاجمة مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث تزعم أن مسلحي "حماس" يختبئون بين مليون شخص نزحوا من الشمال ويتخذون مأوى لهم هناك.
ومع توجيه الإدارة الأمريكية دعما كبيرا لإسرائيل واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية بها، تحرص بعض الدول الأوروبية على الاستفادة من علاقتها القوية مع الدول العربية للتوصل أيضا إلى مبادرات مشتركة.
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي أنه بالرغم من أن الأولوية بالنسبة للدول العربية هي العمل مع واشنطن، فإن الفوز المحتمل للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر قد يغير المشهد ويضفي أهمية أكبر على العلاقات مع الدول الأوروبية.
وأردف: "هذه صيغة يمكن أن تجدها الدول العربية مفيدة للمضي قدما".
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل الخاضعة لمحاكمة أمام "العدل الدولية" بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، حربا مدمرة على غزة خلَّفت حتى الجمعة 28 ألفا و775 قتيلا و68 ألفا و552 مصابا، معظمهم من الأطفال والنساء بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي اليوم الجمعة، إلى أن الحرب الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 340 فردا من الطواقم الطبية، و46 آخرين من طواقم الدفاع المدني، كما تم اعتقال 99 فردا من الطواقم الطبية، وخرج 31 مستشفى بالإضافة إلى 53 مركزا صحيا عن الخدمة.
المصدر: "رويترز" + RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة غزة بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط: مستقبل الاستثمار في المنطقة العربية مرتبط بالاستقرار والتنمية المستدامة
القو أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة في إفتتاح أعمال الدورة (14) من قمة AIM للاستثمار والتي اقيمت في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، وتطوير بيئة الاستثمار لدعم الاقتصاديات الوطنية في مواجهة التحديات والعقبات التي تعوق تحقيق التنمية المستدامة.
وقال أبو الغيط: إننا نعيش، لحظة استثنائية من التاريخ العالمي المعاصر طابعها السيولة وانعدام اليقين بشأن مسار النظام الدولي، وطبيعة القواعد الحاكمة له، وشكل العلاقة بين أقطابه الرئيسية، حيث إنها لحظة صعبة، شهد عالمنا مثلها في القرن المنصرم، ونرجو أن يكون الجميع قد تعلم من التجارب التاريخية المريرة ما يجنب البشرية تكرار المآسي والآلام، ويدفعها على طريق النمو الذي تجني ثماره كل الشعوب.
وأضاف ان منطقتنا تعيش لحظة صعبة حافلة بالتغيرات المتسارعة، والتحديات المتواترة، يقتضي التعامل معها حكمة في تعيين المصالح الوطنية وتعزيزها والدفاع عنها، وعملاً مشتركاً أوثق على المستوى العربي.
وقال إن المجزرة الممتدة التي ارتكبها - ولا زال - الاحتلال الإسرائيلي في غزة شاهدة، على نحو مؤلم ومخزٍ، لاختلال عميق في القيم التي تتبناها قوى عالمية مؤثرة، وكأن هناك معياراً تحاسب به إسرائيل وحدها، ومعايير أخرى لبقية الدنيا، فيُسمح للاحتلال أن يقتل عشرات الآلاف من المدنيين ويحاصر ويدمر ويستخدم سلاح التجويع ويمر كل هذا دون عقاب أو ردع، ويسمح للاحتلال أن يتحلل من الاتفاقات التي وُقعت ويمر هذا من دون تحميله المسئولية عن استمرار المأساة في غزة، إن القضية الفلسطينية ستظل بالنسبة لنا، نحن العرب، قضية شعب وأرض، الأرض يجرى الاستيلاء عليها ومصادرتها، والشعب يُراد طرده وتشريده، كما جرى من قبل، أما الأرض فستعود يوماً في إطار حل الدولتين، وأما الشعب الفلسطيني فهو باق على أرضه إلى حين إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية
وأوضح ان مسئوليتنا وواجبنا هو دعم صموده وتعزيز بقائه والحفاظ على مقومات قضيته العادلة.
وقال إن مفتاح انطلاق المنطقة العربية للحاق بركب الدول المتقدمة وتطورات الاقتصاد العالمي يتعلق في الأساس بالقدرة على الاستغلال الأمثل للطاقات الشابة لديها، ولموقعها الاستراتيجي الجاذب للاستثمار، فسكان العالم العربي هم من أكثر سكان العالم شباباً، وإن لم نحسن تأهيل هذا الشباب والاستثمار فيه، سيتحول من نقطة انطلاق لتحقيق التنمية المستدامة إلى عبء على الاقتصادات وعنصر طارد للاستثمارات، بل ومحرك للاضطرابات كما نشاهد في بعض البلدان، وعلى الأرجح بيئة خصبة لشتى صنوف التطرف الديني والسياسي.
ولذلك، لا يمكن الحديث عن مستقبل الاستثمار في المنطقة العربية دون أن نربطه بالاستقرار والتنمية المستدامة، فالاستثمار لم يعد مجرد نشاط اقتصادي بحت، بل أصبح عنصراً أساسياً في تحقيق الأمن والتكامل الاقتصادي، خاصة في المناطق التي تواجه تحديات إنسانية وأزمات ممتدة، ولا أبالغ إذ أقول إن تعزيز الاستثمار في المنطقة العربية هو فرض عين وضرورة بقاء، فلا سبيل سوى الاستثمار لخلق ملايين الوظائف التي يحتاجها شباب المنطقة والتي لن ينطلق الاقتصاد، ويتحقق الاستقرار من دون توفيرها.
وأكد على إن الجامعة العربية حريصة على مواصلة الجهود الرامية لدعم التكامل الاقتصادي العربي، وتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية، ودفع عجلة الاستثمار المستدام الذي يعود بالنفع على المجتمعات العربية، والحقيقة أن العديد من الدول العربية قد خطت خطوات كبيرة في تطوير بيئة الأعمال، من خلال تبني إصلاحات قانونية وتنظيمية تسهم في تسهيل حركة الاستثمار، وتعزيز الشفافية.. إيماناً بأن الاستثمار هو السبيل الأمثل لتطوير البنية التحتية، وتنمية القطاعات الحيوية مثل الطاقة، والتكنولوجيا، والصحة.. .ولا شك أن هذه القمة تعتبر بمثابة فرصة حقيقية لبحث آليات جديدة لتعزيز التعاون وتحفيز المشاريع الاستثمارية المشتركة التي تواكب التوجهات العالمية في مجالات الاقتصاد الأخضر والتكنولوجيا المتقدمة والصناعات التحويلية وغيرها من القطاعات ذات الأولوية.
وقال إن التحديات التي تواجه الاقتصادات العربية اليوم، تتطلب صياغة مقاربة جديدة تقوم على التعاون والتكامل لا على التنافس والانغلاق فالعالم يشهد اليوم تشكل أنظمة اقتصادية جديدة وأقطاب استثمارية صاعدة وموجات من التحول الرقمي والابتكار مما يحتم علينا أن نكون جزءاً من هذه التحولات، لا مجرد متلقين لها أو متفرجين عليها.
وفي هذا الصدد، لا تفوتني الإشارة إلى أن جامعة الدول العربية بصدد الانتهاء من مسودة اتفاقية الاستثمار العربية الجديدة الرامية لزيادة وتشجيع الاستثمار حتى تواكب بشكل أكبر فعالية الأعراف والمتغيرات الدولية الجديدة.