حزب الاستقلال لا يريد "قيادة جماعية" بعد أزمة الخلافات بين بركة وولد الرشيد
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
نأى حزب الاستقلال بنفسه بسرعة وبقوة، عن صيغة “القيادة الجماعية” للحزب، مثلما فعل حزب الأصالة والمعاصرة، مؤكدا أن “الأمين العام للحزب هو الصيغة الوحيدة المطروحة وفقا لقوانين الحزب”.
الحزب في بلاغ صادر عن مركزه العام، وهو مرادف للإدارة العامة للحزب في هيئات أخرى، شدد على أن هذه الصيغة “تشكل امتدادا للإرث التاريخي والتنظيمي للحزب، والتي تجمع عليها قيادة وقاعدة الحزب”.
طُرح تطبيق “القيادة الجماعية” للحزب في بعض وسائل الإعلام التي تحدثت إلى مسؤولين فيه، لكن يبدو أن هذه الفكرة لم تنل اهتماما لدى قادة الحزب رغم السجل الحافل من الخلافات بين أمينه العام، نزار بركة، والرجل الثاني في الحزب، حمدي ولد الرشيد.
هذه الخلافات تسببت في تأخير موعد مؤتمر الحزب إلى سنتين، قبل أن يململ قادته أنفسهم، هذا الشهر، عقب إنذار بعثته وزارة الداخلية إلى الحزب تحضه بواسطته، على تسوية وضعيته غير القانونية بشأن المؤتمر.
يحاول حزب الاستقلال إظهار وحدة صفوفه بعد عامين من المناوشات، ومن ثم، فقد حرص على إبراز الإجماع الحاصل على موعد المؤتمر المقرر عقده بدءا من 28 أبريل المقبل، بالتشديد على أن القرار “مر بدون تصويت”.
يذكر أن آخر مؤتمر عقده الحزب كان في أكتوبر 2017، والذي انتخب خلاله نزار بركة أمينا عاما خلفا لحميد شباط، وكان يفترض عقد المؤتمر في غضون سنة 2021، لكن ذلك لم يتم بسبب خلافات سياسية حول ترتيبات المؤتمر.
كانت آخر ملامح هذه الخلافات، اشتراط ولد الرشيد على بركة “طرد 7 مفتشين للحزب بثلاث جهات، بالإضافة إلى أحد الأسماء المقربة من بركة.
ويتهم تيار ولد الرشيد الأطر الذين طالب بطردهم من الحزب بإحباط نتائج لقاء عقد في الماضي بالصخيرات، وكان يهدف إلى فرض تصور معين للجنة التنفيذية والمجلس الوطني يرجح كفة هذا التيار لبسط هيمنته على الحزب.
كما أن التوافق بشأن أعضاء اللجنة التنفيذية وتوزيعهم ظل من النقاط الخلافية الكبيرة بين الطرفين، حيث تمسك تيار ولد الرشيد بترشيح لائحة واحدة تضم الأمين العام وأعضاء اللجنة التنفيذية، في الوقت الذي دافع تيار بركة على ضرورة الفصل بينهما.
يشار إلى أن فكرة “القيادة الجماعية” لإدارة حزب مغربي، بعثها حزب الأصالة والمعاصرة فجأة، قبيل ثلاثة أيام من مؤتمره، كمخرج لخلافات كانت مطروحة حول نية الأمين العام حينها، عبد اللطيف وهبي، الترشح مجددا لقيادة الحزب، فيما كانت رئيسة المجلس الوطني، فاطمة الزهراء المنصوري ترغب في وضع حد له، لكن دون مبارزة وجها لوجه.
كلمات دلالية أحزاب الاستقلال المغرب سياسية مؤتمرالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أحزاب الاستقلال المغرب سياسية مؤتمر ولد الرشید
إقرأ أيضاً:
البرهان ينتقد حزب المؤتمر الوطني، يتأسف على الصراع الداخلي في الحزب
البرهان ينتقد حزب المؤتمر الوطني، يتأسف على الصراع الداخلي في الحزب ويحذر من تداعياته.
كلام ظاهره إنتقاد، ولكنه في الواقع يؤكد عودة حزب الموتمر الوطني رسميا في الساحة كفاعل أساسي ومؤثر. لم يعد الحزب محلولا ولا محظورا من النشاط السياسي مثل أيام ديسمبر. البرهان لم يتسخدم حتى كلمة “محلول”.
ولكن هل أدرك البرهان الآن أهمية حزب المؤتمر الوطني للسودان وتماسكه واستقراره؟
لقد تم حل الحزب ومطارته تماهيا مع الخونة من أحزاب وناشطي قحت وقطيع ديسمبر. وذلك بشكل غير قانوني وغير دستوري وغير عملي، مجرد استجابة لرغبة أحزاب قحت التي تريد إبعاد كل من ينافسها في الساحة لتستفرد بالحكم. البرهان تماهى معها خوفا وطمعا.
ومع ذلك، ربما يكون للبرهان وللعساكر عموما تفاهماتهم السرية مع حزب المؤتمر الوطني أو جزء منه على الأقل في السابق والآن.
علي أية حال لقد عاد حزب المؤتمر الوطني إلى الساحة (بدون كلمة “ما عدا” أو “المحلول”)، ويبدو أن البرهان قد تخلص أخيرا من الخوف من ابتزاز القحاتة ومن لفهم بثورة ديسمبر والتخويف من “الفلول”.
عموما، حزب المؤتمر الوطني هو حزب سوداني وطني يحق له العودة والعمل بشكل رسمي سابقا والآن، مع احتفاظ الشعب السوداني بالحق القانوني والسياسي لمحاسبة قادته قضائيا وسياسيا على أي جرائم أو أخطاء، مثلما يحق للشعب السوداني محاسبة بقية القوى السياسية وعلى رأسها خونة قحت. ولكن الشعب هو من يحاسب وليست الأحزاب. لا يحق من البداية لحزب سياسي أو مجموعة أحزاب أن تقرر عزل أو إبعاد حزب سياسي آخر مثلها بقوة السلطة وبشكل غير دستوري.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب