حسين دعسة: أخطر نتائج الربيع العربي تفتيت وتفكيك عدة دول بالمنطقة
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أكد الكاتب والأديب العربي الكبير الدكتور حسين دعسة، أن ثورات الربيع العربي كانت هزة عنيفة وزلزال كبير أثر على دور المُثقفين العرب، خلال السنوات الماضية.
وقال خلال لقائه ببرنامج "الشاهد" مع الإعلامي الدكتور محمد الباز المذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، يجب أن نعي أن ما حدث في ما يسمى بثورة الربيع العربي" هي تركيبة من لعبة "الدومينو" وكان في ترتيبات معينة تحدث في بعض الدول وبالتالي كشفت أبعاد كثيرة لها علاقة بشخصية كل دولة وعلاقتها بالشخصية القومية ، وحلمنا بمساءلة "الوحدة العربية".
وأضاف:" الربيع العربي من أخطر نتائجه هو التفتيت والتفكيك كل المنطقة ، فعلى سبيل المثال الآن نفكر في تونس لوحدها وما يحدث بها من أزمات متلاحقة والتي متى سيظل هذا الاختلال أيضاً الأزمة الليبية، وسوريا والعراق".
وواصل:" وأرى أن كل هذا نتيجة تشديد عقب أحداث 11 سبتمبر جرى استثماره دولياً من قبل دول كل حصيلة تاريخها وحضارتها قائمة على الاستعمار، دول لا تؤمن بقدرة غيرها على أنها تكون مالكة قرارها ، وأرى الدول الدول الوحيدة التي حمت نفسها من هذه الخلخلة هي مصر، حيث جرى احتواء الشارع المصري".
واستكمل:"الشارع المصري أكثر واعياً من استراتيجيات بعض الحكومات لأنه لديه عقلانية أن هناك جيل يجب أن يعيش المرحلة ، وأن ننتظر القادم حتى نعرف ما هي طبيعته ، وهذا هو سر التداعيات والمحاولات التي تحدث الآن ، فما يحدث من حركة بناء وتحديث الآن يحتاج إلي صبر، لأن هذا الشكل من التحول قادم وله تكلفته ففي بلد بها 100 مليون كان لا يمكن أن تظل منظومة المواصلات على سبيل المثال كما كانت من قبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حسين دعسة الربیع العربی حسین دعسة
إقرأ أيضاً:
أخطر رجل فى العالم
بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ اكس لا يموت، كانت هي العبارة التي اختتم بها الفيلم المصري الكوميدي “أخطر رجل فى العالم” ببطولة فؤاد المهندس وعادل أدهم وميرفت آمين وسمير صبري وغيرهم من النجوم الكبار رحمهم الله -الأحياء والأموات منهم ورحم أمواتنا جميعًا- والمنتج في عام 1967. وأعتقد أن كثيرًا منا من أجيال الخمسينات والستينات والسبعينات يتذكر هذا الفيلم اللطيف جيدًا، والذي تناول مأساة موظف بسيط يشاء حظه أن يكون شبيها لزعيم عصابة مكسيكية خطيرة تمام الشبه جسمًا ووجهًا، مما يتسبب في مواقف خطيرة وغريبة للموظف البسيط أثناء صراع العصابة الإجرامية على جوهرة ثمينة. وبعد طول الصراع بين أطراف القصة الطريفة من أبطال الفيلم يظهر زعيم العصابة حيًّا ليعلن أن “اكس” وهذا اسمه في الفيلم، يتجدد ولا ينتهي.
صدفة عجيبة أن نرى اليوم رجل الأعمال وعبقري التكنولوجيا “إيلون ماسك” يطلق على ابنه اسم “اكس 21” ، وهكذا يبدو أن السينما المصرية سبقت إيلون ماسك بستين عامًا في إطلاق اسم “اكس” على شخص ما، بهدف إضفاء الغموض على المسمى والإيحاء بامتلاك المسمى قدرة أو قدرات مميزة لا يتمتع بها كثيرون أو لا تتوافر عادة في الناس. وقد سبق للعالم الألماني “فيلهيلم روتنجن” أن أطلق اسم “اكس” على الأشعة التي تخترق خيوطها الأشياء والجدران فى نوفمبر من عام 1895، تعبيرا عن دهشته وعدم درايته بكنه تلك الأشعة الغريبة التي أحدثت تحولًا هائلًا وغير مسبوق ومستمرًّا في عالم الإنسان في مختلف المجالات.
كان مستر اكس فكرة للضحك وفقط للضحك في حينه، وكان الفيلم عملًا لطيفًا وربما يعد من أفضل أعمال الكوميديا الجميلة النظيفة في السينما المصرية. ولكن اكس 21 يدعو العالم إلى ترقب بزوغ رجل أعمال عظيم الفكر واسع المشروعات الجريئة -على نمط أبيه ايلون ماسك- ليصبح أكثر جرأة وأوسع ثراء في عالم خطا خطوات ضخمة في طريق التقدم والتكنولوجيا ولكنه يتطلع إلى المزيد والمزيد من التقدم خلال السنوات القادمة. فهل يصبح الطفل اكس 21 فعلًا صورة لما في خيال والده، أم يتجه إلى الفن مثلًا أو إلى الكتابة والإبداع والشعر وإلى مجالات لا علاقة لها بالاختراعات والأبحاث ولا يبقى من أحلام والده سوى الاسم الغريب وسط أناس قد لا يمنعون أنفسهم من الضحك إلّا أمام مستر اكس 21 تحرجًا أو خوفًا من الرجل صاحب الأموال الطائلة؟ فقد كان مستر اكس مجرد شخصية سينمائية، ولكن اكس 21 طفل في الطريق إلى النمو وإلى التحول إلى رجل صاحب مسؤوليات وصاحب حياة وليس صاحب مشروعات فقط، فهل من العدل أن يحمل إنسان ما رمزًا رياضيًّا ينادى به في كل مكان بدلًا من أن يحمل اسمًا جميلًا يبعث على الحياة؟