أطفال غزة يلبسون الأكفان استعداداً للموت .. والعار يلاحق صمت العالم الأصم..
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
الاسرة /تقارير
تحوّلت أجساد الأطفال الفلسطينيين، الذين هم في بؤرة الاستهداف الصهيوني، إلى أشلاء متفحمة في مواضع متفرقة، بعد أن انهالت عليهم صواريخ الاحتلال الصهيوني دون ذنب اقترفوه، سوى أنهم يمارسون فطرة اللعب واللهو.
لم يعلم هؤلاء الأطفال أن لعب كرة القدم بات محرماً عليهم كون ذلك يشكل خطراً مُحدقاً على أمن الكيان الصهيوني الذي فقد صوابه أمام الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية ومعها الشعب الفلسطيني في وجه الغطرسة والعربدة التي يمارسها ذلك الجيش الجبان.
أطفال أبرياء في بؤرة الاستهداف
فقد تكرر وأن استهدفت طائرات وقذائف العدو الصهيوني أطفال قطاع غزة وهم يمارسون اللعب دون أن يراعي العدو الصهيوني براءة هؤلاء الأطفال الأبرياء، وقد كان هؤلاء الأبرياء يتقاذفون ببراءة وعفوية كرة القدم، لتفاجئهم طائرات الموت الصهيونية، التي تحلق باستمرار في أجواء محافظات قطاع غزة وتحول في أكثر من مرة أجساد هؤلاء الأطفال إلى أشلاء متفحمة محروقة بفعل تلك الصواريخ الغادرة.
إخراس ضحكات الأطفال
كما ونجحت تلك الصواريخ الصهيونية الحاقدة من إخراس ضحكات الأطفال الرضع في قطاع غزة، فيقول ناصر البرعي والد الرضيع محمد البرعي الذي لم يتجاوز (5 أشهر): “رضع ابني آخر وجبة، كنت أقرأ في كتاب ثم سمعنا انفجاراً ضخماً، البيت تهاوى، وردم حجارة وقطع حديدية سقطت على ابني الوحيد محمد، وانقطع التيار الكهربائي، وخيم الظلام على المنزل، فقمت أتحسس أين طار طفلي الذي جاءني على عطش وبعد خمس سنوات، ولكن ابني أطلق صرخته الأخيرة، ثم انقطعت أنفاسه، وتكررت الضربات الصهيونية الثانية والثالثة”.
ويضيف والد الطفل: “ذهبت باتجاه الصوت أتحسس وسط الركام، لمست يداي طفلي، سائل دافئ لزج بلل يداي، أيقنت حينها أن ابني مصاب، لم نسمعه يصرخ أو يناغي بعد ذلك، تلك هي المرة الأخيرة التي أسمع فيها صوته”.
رضيع في ثلاجة الموتى
ولم تستطع أم الطفل أن تتنفس من شدة الصدمة، حيث تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث رقدت هناك بينما وضع رضيعها في “ثلاجة الموتى” بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، وبعد عودتها صباح اليوم التالي إلى البيت، انهارت من البكاء والعويل عندما رأت سرير طفلها فارغاً، بجانب ألعابه التي لم تسلم هي الأخرى من القصف.
محمد البرعي لم يكن الطفل الوحيد الذي استشهد في الغارات الدموية الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة، فقد استشهد أطفال آخرون بلغ عددهم أكثر من 11 طفلاً بينما أصيب العديد منهم، حيث وصفت حالاتهم بالخطيرة.
العدو يفقد صوابه ويصاب بالجنون
طائرات العدو الصهيوني وبعد أن فقدت صوابها، بدأت باستهداف الأطفال في سلوك أقل ما يقال أنها أصيبت بالجنون، فشرعت وبشكل متعمد في استهدافهم حيث قتلت خلال المجزرة الصهيونية المتواصلة بحق الأهالي والمواطنين في قطاع غزة عشرة أطفال دون ذنب اقترفوه، فكان أول من قتل على يد الإجرام الصهيوني ثلاثة أطفال دفعة واحدة ليعلنوا عن أنفسهم بأنهم أول السلسلة التي بدأت الطائرات الصهيونية باستهدافها، فاستشهد على الفور ، كل من الشهيد الطفل بلال كامل حجازي (13 عاماً)، ومعه والطفل الشهيد سليمان خليل حمادة، (12 عاماً)، والطفل الشهيد الطفل أنس المناعمة (10 أعوام) وذلك في بلدة جباليا (شمال قطاع غزة)، كما واستشهد في اليوم ذاته الشهيد الرضيع محمد البرعي (5 أشهر) حينما أصابته صواريخ الحقد الصهيوني في ساعات المساء.
الاحتلال يستهدف الأطفال بصورة ممنهجة
لم تكتف الطائرات الصهيونية بقتل هؤلاء الأطفال؛ بل استمرت في عدوانها الهمجي والبربري، فاستشهد في اليوم التالي ، خمسة أطفال وهم الشهيد الطفل ديب دردونة (11 عاماً)، والشهيد الطفل عمر دردونة (14 عاماً)، والشهيد الطفل علي دردونة (8 أعوام)، والشهيد الطفل محمد حمودة (7 أعوام)، وكلهم استشهدوا أيضاً في بلدة جباليا شمال القطاع، وواصلت الطائرات الصهيونية إجرامها لتقتل في اليوم ذاته الشهيد الطفل أمجد السكني (12 عاماً)، وذلك بالقرب من المقبرة الشرقية لغزة، وواصلت القوات الهمجية عدوانها لليوم الثالث الجمعة، حيث قتلت الطفلة الشهيدة مالك الكفارنة (6 أعوام) وذلك في بلدة بيت حانون (شمال قطاع غزة)، أما فجر السبت، فقد قتلت قوات الاحتلال الصهيوني الطفلة الفلسطينية جاكلين محمد رشدي أبو شباك (16 عاما) بعد أن قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني منزل عائلتها فأصيبت بشظية تلك الصواريخ الغادرة، وأصيب أخوها إياد بجروح خطيرة.
70 % من المستهدفين هم من الأطفال
وزارة الصحة الفلسطينية في حكومة تسيير الأعمال برئاسة إسماعيل هنية وعلى لسان خالد راضي الناطق باسمها استنكرت بشدة الهجمات الصهيونية والعدوان المتواصل الذي تنفذه طائرات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وضد الأطفال على وجه الخصوص.
وقال راضي في تصريح صحفي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن الاحتلال الصهيوني ينفذ جريمة منظمة بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث أن أكثر من 70 % من المستهدفين (الشهداء والمصابين) هم من الأطفال والنساء، والاحتلال بذلك يعلن أنه ينفّذ حرباً مفتوحة ضد المواطنين والأهالي الفلسطينيين”.
ومضى راضي يقول: “هذا الاستهداف الصهيوني يأتي في ظل صمت عربي ودولي مطبق ومخز، وأن هذا العدوان يأتي في ظل حصار صهيوني خانق على قطاع غزة الصامد، وفي ظل منع دخول الأدوية، وأن هذا العدوان يأتي في ظل منع دخول الوقود وبالتالي توقف 50 % من سيارات الإسعاف العاملة في قطاع غزة”.
وصمة عار على جبين العالم الأصم.
من جانبه؛ أكد وزير الصحة الفلسطينية أن ارتقاء هذا العدد الكبير من الشهداء وبينهم 13 طفلاً “يدلل على أن العدو الصهيوني هو عدو مجرم، وأن استمرار هذا العدوان هو وصمة عار على جبين العالم الأصم الذي يتفرج على المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الأهالي في قطاع غزة”، مشدداً على أن هذه الهجمة “ستتحطم على صخرة الإرادة الفلسطينية الباسلة”.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن تهديدات رئيس وزراء العدو الصهيوني أيهود أولمرت لا تخيف أصغر طفل فلسطيني، مشددا على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل الممكنة لردع العدو المجرم الذي ما زال يقتل الأطفال الرضّع.
وكان وزير الصحة قد طالب الحكومات العربية “بالتوقف عن ذبح الشعب الفلسطيني من خلال السكوت عن هذه الجرائم الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأطفاله، وداعهم إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الفلسطينيين وكذلك التحرك السريع لوقف شلال الدم النازل في قطاع غزة”.
وفي إطار الحملة التي تهدف إلى إحياء الصمت العربي المطبق والسكوت الدولي المخزي؛ خرج عشرات الأطفال الفلسطينيين وهم يلبسون “الأكفان” في مسيرات الغضب العارمة التي جابت شوارع كافة محافظات قطاع غزة تنديداً واستنكاراً بالمجازر الصهيونية المتواصلة بحقهم في رسالة للعدو الصهيوني مفادها أنّ الأطفال الفلسطينيين مستعدون للموت بطائرات وصواريخ الاحتلال، التي تواصل قصفها للأطفال والأبرياء والبيوت الآمنة في قطاع غزة، وقد هدف هؤلاء الأطفال من وراء هذه التظاهرة إلى لفت انتباه العالم إلى عمليات الاستباحة الدامية التي ترتكبها آلة الحرب الصهيونية بحق الطفولة .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
محنة أيتام غزة ومبادرات لاحتوائها في قرية الوفاء
غزة- نجت الطفلة نادين الزويدي من براثن الموت، ومع الوقت شفيت من إصابتها الجسدية، غير أنها لا تزال تعاني من هول الصدمة، بعد نحو عام على الغارة الجوية الإسرائيلية التي دمرت منزل العائلة وخطفت والدها وعددا من أفراد أسرتها في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
ظلت هذه الطفلة مستسلمة لأحزان تجثم على صدرها، وتحملها معها من مكان إلى آخر في رحلة نزوح جبرية وبائسة منذ وقوع المجزرة، وفقدت فيها والدها محمود، وشقيقتيها رؤية (17 عاما) ونغم (12 عاما)، وعمتها داليا وابنها محمد.
عندما وقعت تلك المجزرة، كانت نادين (10 أعوام) وأسرتها نازحين في منزل عمتها داليا، ومن المستشفى لجأت إلى مركز إيواء داخل مدرسة بمدينة غزة، وقد نجت من الموت مرة ثانية إثر استهداف إسرائيلي للمدرسة، وتقول للجزيرة نت "أعيش الآن مع أمي وأختي عائشة في خيمة على شاطئ البحر بمواصي خان يونس، وغرقنا بمياه البحر والأمطار".
الطفلة نادين نجت من غارة جوية فقدت خلالها والدها وعددا من أفراد أسرتها وأقاربها (الجزيرة) حكايات صادمةكانت نادين قريبة من والدها ومرتبطة به عاطفيا، وترك غيابه أثرا عميقا على حالتها النفسية، وقد وقع عليها الاختيار لتلتحق بقرية الوفاء لرعاية الأيتام، وهي مبادرة افتتحت حديثا في منطقة المواصي، وتركز اهتمامها على حالات مأساوية لأطفال أيتام نجوا من الموت، ولم يتجاوزوا مأساة فقد الأب أو الأم أو كليهما معا.
لم تستعد نادين بعد حيويتها ونشاطها، وقد مضى على التحاقها بالقرية 3 أيام، لكنها تعبر عن سعادتها بوجودها في مكان تقول إنه ينسيها أحزانها والحرب المرعبة، وتبعد لساعات عن أجواء الخيمة الكئيبة، وتلعب وتلهو مع أطفال مروا مثلها بمآس وصدمات.
"والله حرام ما يحدث لنا.. احنا لسه أطفال، شو ذنبي أعيش بدون أمي وأبي؟"، بهذه الكلمات التي تقطر ألما يعبر الطفل أحمد شعبان (12 عاما) عما يعتصر قلبه كطفل ذاق مرارة اليتم مبكرا، وسيواجه مصيره وحياته بمفرده.
إعلان
فقد أحمد والديه في جباليا شمال القطاع، من دون أن يحظى بفرصة إلقاء نظرة الوداع عليهما، وحتى أنه لا يعرف شيئا عن مصيرهما، ويقول للجزيرة نت "أبي وأمي خرجا من البيت ليجلبا لنا الطعام ولم يعودا ولا نعرف شيئا عن مصيرهما".
يصمت هذا الطفل للحظات، ثم يقول والحزن بارز في نظرات عينيه وكلماته المتقطعة "كلاب الشوارع أكلت الشهداء في الشمال.. يا رب ما تكون أكلت أبي وأمي".
يعيش أحمد حاليا مع جديه وأسرة خالته (10 أفراد) في خيمة بمدينة دير البلح وسط القطاع، ويقول "الحياة صعبة جدا من غير أبي وأمي (..) اشتقت لهما كثيرا، واشتقت لأكل أمي، أكل التكية مش زاكي (مذاقه سيئ)".
ومثل نادين وأحمد يعيش أكثر من 35 ألف طفل وطفلة في القطاع من دون الوالدين أو من دون أحدهما، بحسب توثيق المكتب الإعلامي الحكومي، جراء جرائم مروعة تعرضوا لها خلال الحرب الإسرائيلية الدموية المستعرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2023.
وتشير الأرقام الرسمية الأولية إلى أن أكثر من 11 ألف فلسطيني في عداد المفقودين، ولم تصل جثامينهم للمستشفيات، ويرجح أن غالبيتهم لا يزالون عالقين تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة، أو في الشوارع والأزقة، ولم تتمكن فرق الإسعاف والطوارئ من الوصول إليهم وانتشالهم.
وفاء أبو جلالة: الهدف من القرية خلق ملاذ آمن للأطفال الأيتام ودعمهم نفسيا واجتماعيا (الجزيرة) ملاذ آمنانتقل أحمد إلى هذه القرية، ورغم الأيام القليلة له فيها فإن أثرها الإيجابي بدأ يظهر على شخصيته وسلوكه، وبحسب القائمين على القرية فإنه يستعيد شيئا فشيئا نشاطه وابتسامته، ويقول أحمد "هنا ننسى الحرب، ونتعلم ونلعب، وتعرفت على أصدقاء جدد".
وتقدم قرية الوفاء حاليا خدماتها لزهاء 200 طفل يتيم، يعيش غالبيتهم حياة بائسة في خيام النزوح ومراكز الإيواء، وتقول صاحبة هذه المبادرة ومديرة القرية الدكتورة وفاء أبو جلالة للجزيرة نت إن الهدف الأساسي هو توفير ملاذ آمن للأطفال الأيتام، يعزلهم عن أجواء الرعب ويحررهم من ضغوط الحرب.
إعلانولتحقيق هذا الهدف، فإن القرية تقدم خدمات متنوعة كالتعليم، والتفريغ النفسي والتأهيل، والترفيه، وبحسب أبو جلالة وهي أخصائية نطق وتأهيل واضطرابات نفسية، فإن "هذه القرية تعتبر حياة جديدة بالنسبة للأطفال الأيتام، ونحرص خلال وجودهم هنا على منحهم كل سبل الأمان والراحة والطمأنينة".
هنا في هذه القرية، التي تأمل أبو جلالة أن تتطور وتجد الدعم اللازم لتتمكن من زيادة أعداد الأطفال الأيتام المستفيدين، يشرف على أنشطتها مبادرون ومبادرات وبشكل طوعي ومن دون مقابل، يجمعهم الإيمان بقيمة العمل مع الأطفال الأيتام، وكل جهد في جوانب الأنشطة المختلفة، نفسيا واجتماعيا وتعليميا وترفيهيا، الهدف منه إعادة بناء الطفل من جديد، وعدم تركه فريسة لليأس والحزن.
ومن أبرز التحديات التي تواجه طواقم القرية حجم الصدمات النفسية التي تركت أثرها على شخصية الأطفال، خاصة في سلوكياتهم، والبعض منهم كان للصدمة أثرها على قدرته على النطق السليم، وتقول أبو جلالة "عانى هؤلاء الأطفال تجارب قاسية لا تحتملها الجبال".
ولذلك فإن الطفل اليتيم في مثل حالة الآلاف من أطفال غزة، الذين يواجهون هذه التجارب المؤلمة والدامية بفعل الحرب غير المسبوقة، يحتاج إلى رعاية خاصة وتعامل احترافي وفقا لكل حالة وما مرت به.
"إن فقد الأب أو الأم وقعه شديد على الطفل، وهو ليس مجرد فقد عزيز أو حبيب، هو فقد للسند والعاطفة، وبنظر الطفل كأنه فقد العالم بأسره"، وفقا لأبو جلالة، وتضيف "لأننا ندرك هذه الحقيقة وكم هي معاناة وأحزان الطفل اليتيم فإننا نقدم له الدعم النفسي المتخصص الذي يساعده على تخطي الصدمات، ونوفر جلسات إرشاد نفسي ودعم عاطفي، ونوفر مختصين للعمل مع كل طفل على حدة ووفقا لخصوصية حالته النفسية وحجم الصدمة الناجمة عن التجربة المروعة التي مر بها".
الطفل اليتيم محمد علي والده مفقود في مدينة غزة ويرجح أنه في عداد الشهداء (الجزيرة) تعليم وترفيه وتأهيلكما يوجد في القرية قسم خاص بالتأهيل اللغوي، وتشير الأخصائية إلى الأهمية البالغة لهذا القسم في التعامل مع أطفال فقدوا القدرة على التعبير والنطق السليم بسبب هول الصدمات.
إعلانوفي هذا القسم يعمل متخصصون من أجل تمكين الأطفال الأيتام من استعادة توازنهم الداخلي، عبر علاج مشكلات النطق، وتشجيعهم كذلك على التعبير التدريجي عن ذواتهم وما يختلج صدورهم من مشاعر وأحاسيس.
وأبرز انعكاسات الحرب على الأطفال الأيتام تحددها الأخصائية النفسية المتطوعة أسيل أبو سليمان للجزيرة نت، بالعدوانية والتشتت، وعدم الاتزان النفسي، وتؤكد أنهم يعانون من خلل في مختلف السلوكيات الشخصية نتيجة أهوال الحرب وويلاتها.
ويقول أخصائي التخاطب والسمعيات الدكتور أحمد أبو سعدة، إن القرية تدرك ما لحق بالأطفال الأيتام، وتتعامل معهم علميا لعلاجهم من خلال برنامج التأهيل المجتمعي، ويشمل قسم علاج النطق والسمعيات، وقسم التأهيل السمعي، وقسم العلاج الوظيفي، وقسم العلاج الطبيعي.
ومن خلال هذا البرنامج الذي يديره الدكتور أبو سعدة، يعمل مختصون مع كل طفل بحسب الحالة الخاصة به، ويقول للجزيرة نت إن المعضلة التي تعترض العمل مع مثل هؤلاء الأطفال هي عدم توفر بيئة مجتمعية آمنة، واستمرار تعرضهم لصدمات يومية ومتكررة، مما يزيد من الاضطرابات النفسية والسلوكية لديهم.
ويضيف أن القرية تحاول إيجاد بيئة تعزل الطفل لأطول وقت ممكن عن المجتمع الخارجي، الذي تضرر كثيرا بالحرب وتداعياتها من قتل وتدمير وسلوكيات عنيفة، ووفقا لهذا الأخصائي فإنه ينبغي العمل مع حالات الأطفال الأيتام سريعا، خصوصا من تركت الصدمة أثرها لديهم على النطق السليم وأصابتهم بما تسمى "التأتأة" وإلا ستدوم معهم لبقية حياتهم.