الاسرة /تقارير

تحوّلت أجساد الأطفال الفلسطينيين، الذين هم في بؤرة الاستهداف الصهيوني، إلى أشلاء متفحمة في مواضع متفرقة، بعد أن انهالت عليهم صواريخ الاحتلال الصهيوني دون ذنب اقترفوه، سوى أنهم يمارسون فطرة اللعب واللهو.
لم يعلم هؤلاء الأطفال أن لعب كرة القدم بات محرماً عليهم كون ذلك يشكل خطراً مُحدقاً على أمن الكيان الصهيوني الذي فقد صوابه أمام الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية ومعها الشعب الفلسطيني في وجه الغطرسة والعربدة التي يمارسها ذلك الجيش الجبان.

أطفال أبرياء في بؤرة الاستهداف
فقد تكرر وأن استهدفت طائرات وقذائف العدو الصهيوني أطفال قطاع غزة وهم يمارسون اللعب دون أن يراعي العدو الصهيوني براءة هؤلاء الأطفال الأبرياء، وقد كان هؤلاء الأبرياء يتقاذفون ببراءة وعفوية كرة القدم، لتفاجئهم طائرات الموت الصهيونية، التي تحلق باستمرار في أجواء محافظات قطاع غزة وتحول في أكثر من مرة أجساد هؤلاء الأطفال إلى أشلاء متفحمة محروقة بفعل تلك الصواريخ الغادرة.

إخراس ضحكات الأطفال
كما ونجحت تلك الصواريخ الصهيونية الحاقدة من إخراس ضحكات الأطفال الرضع في قطاع غزة، فيقول ناصر البرعي والد الرضيع محمد البرعي الذي لم يتجاوز (5 أشهر): “رضع ابني آخر وجبة، كنت أقرأ في كتاب ثم سمعنا انفجاراً ضخماً، البيت تهاوى، وردم حجارة وقطع حديدية سقطت على ابني الوحيد محمد، وانقطع التيار الكهربائي، وخيم الظلام على المنزل، فقمت أتحسس أين طار طفلي الذي جاءني على عطش وبعد خمس سنوات، ولكن ابني أطلق صرخته الأخيرة، ثم انقطعت أنفاسه، وتكررت الضربات الصهيونية الثانية والثالثة”.
ويضيف والد الطفل: “ذهبت باتجاه الصوت أتحسس وسط الركام، لمست يداي طفلي، سائل دافئ لزج بلل يداي، أيقنت حينها أن ابني مصاب، لم نسمعه يصرخ أو يناغي بعد ذلك، تلك هي المرة الأخيرة التي أسمع فيها صوته”.

رضيع في ثلاجة الموتى
ولم تستطع أم الطفل أن تتنفس من شدة الصدمة، حيث تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث رقدت هناك بينما وضع رضيعها في “ثلاجة الموتى” بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، وبعد عودتها صباح اليوم التالي إلى البيت، انهارت من البكاء والعويل عندما رأت سرير طفلها فارغاً، بجانب ألعابه التي لم تسلم هي الأخرى من القصف.
محمد البرعي لم يكن الطفل الوحيد الذي استشهد في الغارات الدموية الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة، فقد استشهد أطفال آخرون بلغ عددهم أكثر من 11 طفلاً بينما أصيب العديد منهم، حيث وصفت حالاتهم بالخطيرة.

العدو يفقد صوابه ويصاب بالجنون
طائرات العدو الصهيوني وبعد أن فقدت صوابها، بدأت باستهداف الأطفال في سلوك أقل ما يقال أنها أصيبت بالجنون، فشرعت وبشكل متعمد في استهدافهم حيث قتلت خلال المجزرة الصهيونية المتواصلة بحق الأهالي والمواطنين في قطاع غزة عشرة أطفال دون ذنب اقترفوه، فكان أول من قتل على يد الإجرام الصهيوني ثلاثة أطفال دفعة واحدة ليعلنوا عن أنفسهم بأنهم أول السلسلة التي بدأت الطائرات الصهيونية باستهدافها، فاستشهد على الفور ، كل من الشهيد الطفل بلال كامل حجازي (13 عاماً)، ومعه والطفل الشهيد سليمان خليل حمادة، (12 عاماً)، والطفل الشهيد الطفل أنس المناعمة (10 أعوام) وذلك في بلدة جباليا (شمال قطاع غزة)، كما واستشهد في اليوم ذاته الشهيد الرضيع محمد البرعي (5 أشهر) حينما أصابته صواريخ الحقد الصهيوني في ساعات المساء.

الاحتلال يستهدف الأطفال بصورة ممنهجة
لم تكتف الطائرات الصهيونية بقتل هؤلاء الأطفال؛ بل استمرت في عدوانها الهمجي والبربري، فاستشهد في اليوم التالي ، خمسة أطفال وهم الشهيد الطفل ديب دردونة (11 عاماً)، والشهيد الطفل عمر دردونة (14 عاماً)، والشهيد الطفل علي دردونة (8 أعوام)، والشهيد الطفل محمد حمودة (7 أعوام)، وكلهم استشهدوا أيضاً في بلدة جباليا شمال القطاع، وواصلت الطائرات الصهيونية إجرامها لتقتل في اليوم ذاته الشهيد الطفل أمجد السكني (12 عاماً)، وذلك بالقرب من المقبرة الشرقية لغزة، وواصلت القوات الهمجية عدوانها لليوم الثالث الجمعة، حيث قتلت الطفلة الشهيدة مالك الكفارنة (6 أعوام) وذلك في بلدة بيت حانون (شمال قطاع غزة)، أما فجر السبت، فقد قتلت قوات الاحتلال الصهيوني الطفلة الفلسطينية جاكلين محمد رشدي أبو شباك (16 عاما) بعد أن قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني منزل عائلتها فأصيبت بشظية تلك الصواريخ الغادرة، وأصيب أخوها إياد بجروح خطيرة.

70 % من المستهدفين هم من الأطفال
وزارة الصحة الفلسطينية في حكومة تسيير الأعمال برئاسة إسماعيل هنية وعلى لسان خالد راضي الناطق باسمها استنكرت بشدة الهجمات الصهيونية والعدوان المتواصل الذي تنفذه طائرات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وضد الأطفال على وجه الخصوص.
وقال راضي في تصريح صحفي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن الاحتلال الصهيوني ينفذ جريمة منظمة بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث أن أكثر من 70 % من المستهدفين (الشهداء والمصابين) هم من الأطفال والنساء، والاحتلال بذلك يعلن أنه ينفّذ حرباً مفتوحة ضد المواطنين والأهالي الفلسطينيين”.
ومضى راضي يقول: “هذا الاستهداف الصهيوني يأتي في ظل صمت عربي ودولي مطبق ومخز، وأن هذا العدوان يأتي في ظل حصار صهيوني خانق على قطاع غزة الصامد، وفي ظل منع دخول الأدوية، وأن هذا العدوان يأتي في ظل منع دخول الوقود وبالتالي توقف 50 % من سيارات الإسعاف العاملة في قطاع غزة”.
وصمة عار على جبين العالم الأصم.
من جانبه؛ أكد وزير الصحة الفلسطينية أن ارتقاء هذا العدد الكبير من الشهداء وبينهم 13 طفلاً “يدلل على أن العدو الصهيوني هو عدو مجرم، وأن استمرار هذا العدوان هو وصمة عار على جبين العالم الأصم الذي يتفرج على المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الأهالي في قطاع غزة”، مشدداً على أن هذه الهجمة “ستتحطم على صخرة الإرادة الفلسطينية الباسلة”.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن تهديدات رئيس وزراء العدو الصهيوني أيهود أولمرت لا تخيف أصغر طفل فلسطيني، مشددا على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل الممكنة لردع العدو المجرم الذي ما زال يقتل الأطفال الرضّع.
وكان وزير الصحة قد طالب الحكومات العربية “بالتوقف عن ذبح الشعب الفلسطيني من خلال السكوت عن هذه الجرائم الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأطفاله، وداعهم إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الفلسطينيين وكذلك التحرك السريع لوقف شلال الدم النازل في قطاع غزة”.
وفي إطار الحملة التي تهدف إلى إحياء الصمت العربي المطبق والسكوت الدولي المخزي؛ خرج عشرات الأطفال الفلسطينيين وهم يلبسون “الأكفان” في مسيرات الغضب العارمة التي جابت شوارع كافة محافظات قطاع غزة تنديداً واستنكاراً بالمجازر الصهيونية المتواصلة بحقهم في رسالة للعدو الصهيوني مفادها أنّ الأطفال الفلسطينيين مستعدون للموت بطائرات وصواريخ الاحتلال، التي تواصل قصفها للأطفال والأبرياء والبيوت الآمنة في قطاع غزة، وقد هدف هؤلاء الأطفال من وراء هذه التظاهرة إلى لفت انتباه العالم إلى عمليات الاستباحة الدامية التي ترتكبها آلة الحرب الصهيونية بحق الطفولة .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إسرائيل غاضبة.. رئيس كولومبيا يرفع خريطة فلسطين ويتضامن مع أطفال غزة

نشر الرئيس الكولومبى، جوستافو بيترو، صورة له ومعه لوحة لخريطة فلسطين المحتلة في تأكيد على دعمه للقضية الفلسطينية، في ظل دعم كبير تقدمه أمريكا اللاتينية لفلسطين.

ونشر الرئيس الكولومبي الصورة على موقع التغريدات القصيرة «إكس» (تويتر سابقا) وفقا لصحيفة «انفوباى» الأرجنتينية، ونشر رئيس كولومبيا مقطع فيديو له خلال زيارته لعدد من الأطفال الفلسطينيين في أحد المستشفيات في قطر، وظهر فيها وهو يحمل لوحة لخريطة فلسطين، ووصف الأطفال بأنهم الناجون من الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة.

"'Ojos de esperanza' después de un genocidio"

Petro visita un hospital y refugio para niños palestinos en #Catar y manifiesta su interés de trabajar en "una ruta para llevar a niños y niñas de Gaza a #Colombia para ser recuperados íntegramente".https://t.co/VeFbP4fxEN

— RT en Español (@ActualidadRT) February 15, 2025 غضب إسرائيلي

وأفادت الصحيفة الأرجنتينية بأن دعم الرئيس الكولومبي لفلسطين أثار استياء إسرائيل، خاصة بعد حديثه مع الأطفال الفلسطينيين وإعلانه تضامنه معهم، مضيفة أن بيترو كان قد أعلن في يونيو الماضي دعمه لفلسطين، مشيرًا إلى أن بلاده ستوقف صادرات الفحم إلى إسرائيل ردًا على ما وصفه بـ«الإبادة الجماعية» التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.      

وقبلها بشهر، كشف الرئيس الكولومبي، عن نية بلاده  قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، جراء حربها على قطاع غزة، مبينا أنه لا يمكن الاكتفاء بالمشاهدة أثناء إبادة شعب كامل أمام أعيننا

تعليق صفقة سلاح

وفي فبراير الماضي، علق الرئيس الكولومبي صفقات شراء الأسلحة من إسرائيل، عقب ارتكابها «مجزرة الطحين» في غزة، والذي استشهد فيها 118 شهيدًا، كما انضمت كولومبيا إلى جنوب إفريقيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية، التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.

مقالات مشابهة

  • الجامعة اليابانية تستقبل الأطفال المشاركين في "برنامج الطفل"
  • بدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال لمئات الآلاف من أطفال غزة
  • القدس.. الاحتلال يلاحق أقدم بقالة في حي الشيخ جراح
  • 5 نصائح مهمة لحماية الأطفال من العدوى في المدارس.. تحذيرات من الصحة
  • أطباء 2006 يُهدون «أطفال بنها» جهاز موجات صوتية تبرعا من «دفعة الخير»
  • ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الصهيونية على غزة إلى 48,291 شهيدًا
  • إسرائيل غاضبة.. رئيس كولومبيا يرفع خريطة فلسطين ويتضامن مع أطفال غزة
  • استشاري نفسي: الأطفال يحتاجون إلى «الاتفاق الآمن» قبل قرار الطلاق
  • العدو الصهيوني يعتقل 25 مواطنا من الضفة بينهم أطفال
  • ترك الأطفال في الدنمارك ينامون في الثلوج بمفردهم .. فيديو