عادل عسوم: أتدرون لماذا (لا) أحتفل ب(عيد للحب)؟
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
لكونه من أسمى المشاعر الإنسانية، وهو من أصدق العواطف في وجدان كل الخلائق، وهو رديف الرحمة، ورفيق النُبل، وصفيّ الهدوء والسكينة، وإن كان لكل شئ بيئة ينمو ويزهر فيها؛ فبيئته جَمَال الوجدان، إذ لايجتمع الحب مع الكره في وجدان واحد.
فهل يكفيه للاحتفاء به يوم بعينه ياأحباب؟!
الإسلام بواقعيته اعترف بالحب بكونه فطرة متأصلة في كيان الإنسان، اقرأوا إن شئتم قول الله جل وعلا: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله}.
يقول عبدالله علوان في كتابه الأسلام والحب:
الحب شعور نفسي، واحساس قلبي، وانبعاث وجداني ينجذب به قلب المحب تجاه محبوبه بحماسة وعاطفة وبشر، والحب بهذا المعني يكون من المشاعر الفطرية المتأصلة في كيان الانسان، لا انفكاك منه ولا استغناء، وهو قابل في كثير من الأحيان لتحكم الأراده فيه إلى ما هو أسمى وأفضل.
انتهى قول الدكتور علوان.
لقد خلق الله القلوب مهيأة للحب على اطلاقه، ثم وضع لنا منهجا ومراتب وأولويات لهذا الحب، وأبان لنا بأن الذي لايؤسس لهذه الأولويات والمراتب في قلبه؛ تائه وهالك لا محالة!
أقرأوا قول الخالق جل وعلا:
{قل ان كان اباؤكم وابناؤكم وأخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي ياتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين} التوبة 24
إن حب الله الخالق هو أعلى مراتب الحُب.
وحب الله تعالى هو حب الطاعة والانقياد لكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، التزاما بالمنهج وسيرا على رضاه.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) رواه الطبراني والبيهقي.
ويقول الله تعالى {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله} البقرة 165
فلا يستقيم الحب مع المعصية…
تقول رابعة العدوية:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا لعمري في الفعال بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيعٌ
ويقترن حب الله بحب رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله، اذ طلب الله تعالى من نبيه أن يقول للمؤمنين {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} آل عمران31
فحبّ الله ورسوله واجب، وكذلك ما يندرج تحت ذلك من الحبّ في الله ولله، ومن أعظم أنواع الحب من بعد ذلك هو الحب في الله، أي أن يحب الإنسان سواه لكونه امرء صالح و مؤمن، دون أن يكون السبب في في حبه منفعة دنيوية، ولا شهوة، فمن أسس الحب في نفسه على هذه القواعد وجد حلاوة الأيمان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمان أن يكون الله ورسوله أحـبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحبَ المرءَ لا يُحبُه إلا لله، وأن يكره أن يعودَ في الكفر بعد إذ أنقذَهُ الله منه كما يكـره أن يقذَف في النار”.
ثم يأتي من بعد ذلك ما يكون بمقتضى الطبيعة والجبلة كحبّ الوالدين والزوجة والأولاد والعشيرة والوطن ونحو ذلك، وهذا النوع له حدّ متى ما تجاوزه كان محرّماً!…
ومثال ذلك قول الشاعر أحمد شوقي مخاطباً وطنه:
ويا وطني لقيتك بعد يـأس كأني قد لقيت بك الشبابا
أدير إليك قبل البيت وجهي إذا فهت الشهادة والمتابا
فالشاعر هنا قد جعل من الوطن قبلته الأولى التي يدير إليها وجهه!.
ومن الشعراء من سجد لحبيبته عندما لم يؤسس لمراتب الحب في قلبه!…
والحب يمهد الطريق للأيمان، والأيمان بدوره يقود الى الجنة،
روى مسلم عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله “و الذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم”.
ولعلي اختم ب(خصوصية) للحب بين الزوجين وابتدر ذلك بسؤال:
ياترى أيهما الأضمن لحياة زوجية سعيدة، أهو الحب أم الوفاء؟!
وهل يجب ان احب التي سأتزوجها قبل الزواج، ام سيأتي الخب -تلقائيا- بعد الزواج؟
في البدء دعونا نعرّف الأمرين:
ماهو الحب؟
وماهو الوفاء؟
الوفاء؛ هو حالة من الالتزام (الواعي) بالعلاقة الزوجية.
والحب؛ هو حالة من الالتزام (اللاوعي) بالعلاقة الزوجية.
فالوفاء طالما كان مندرجا تحت إطار الوعي، فانه يناط بالرجل الإلتزام به لكونه في المقدور، وهو بذلك يصبح واجبا من الزوج تجاه الزوجة قبل أن يكون التزاما دينيا وأخلاقيا يُحاسب عليه أمام ربه ثم ضميره والناس.
والوفاء أحسبه أنضج وأدعى لتمتين العلائق داخل البيوت بأكثر من الحب.
لكن إن قُدِّر وانداح الحب؛ فإن العلاقة الزوجية ستزداد فضاءاتها رحابة بما يضفيه الحب من ألق الصفاء وأزاهير الإيثار بينهما، فكم من بيوت لم يكن الحب قاسما مشتركا فيها قد انداحت فيها المودة والتفاهم كنتاج للوفاء، مما هيأ لسفينة الحياة ابحارا مريحا إلى مرساها بسلام.
وزخم الحياة بما يكتنفها من تفاصيل تربية الأبناء وهموم العمل والتفاعل مع أهل الزوج وأهل الزوجة، أراه كفيل بسد الفراغ الذي كان ينبغي للحب أن يشغله، ثم إن شحنات العاطفة لها من ملموسات الجسد ما يؤدي إلى تفريغها لإعادة النفس إلى توازنها وهدأتها، لذلك فقد يصبح الوفاء نفسه مرحلة من مراحل الحب وتقبّل الآخر، حيث يتسنى للرجل الوصول فيه (بوعيه) إلى درجة قصوى من الإشباع والإرضاء الذي لاتحس بعده الزوجة بالحوجة إلى سمت ومظهر مشاعر أخرى، وحياة مثل هذه تقوم على وفاء وإحترام وتقدير للآخر؛ أجدها بمرور الأيام والسنين قادرة على إذكاء حب حقيقي وعشق بين الزوجين.
ولكن وبرغم كل ذلك فان المعرفة القبلية -وليس الحب- لها دورها الأكيد في تفادي الكثير من مفاجآت ال(الأمر الواقع)، خاصة إذا انتفى التداخل من قبل على عمومه بين الخطيبين.
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا
ولا مبلغ علمنا، وأشرِب يارب قلوبنا بحبك وحب نبيك وحب من تحب،
إنك ياربنا وليّ ذلك والقادر عليه.
عادل عسوم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حب الله
إقرأ أيضاً:
موعد سحور ثاني يوم رمضان.. تعرف عليه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بالتزامن مع أول أيام شهر رمضان 2025، يتزايد البحث عن إمساكية رمضان لمعرفة مواقيت الصلاة، ومواعيد السحور والإفطار يوميا، حيث تحدد الإمساكية موعد الإمساك قبل الفجر وموعد الإفطار عند أذان المغرب، إلى جانب توقيت الصلوات الخمس طوال الشهر الكريم.
موعد السحور الأحد 2 مارس الموافق 2 رمضان
مدة ساعات الصوم 13 ساعة و 21 دقيقة
السحور 2:33
إمساك 4:33
الفجر 4:53
وأول أيام شهر رمضان لعام 1446 هجريا الموافق 2025 ميلاديا، السبت أول مارس 2025، وعدته هذا العام 29 يوما ، واخر أيامه 29 مارس 2025 .
ووفقا لامساكية شهر رمضان 2025، أول أيام شهر رمضان سيكون هو أقصر أيام الشهر من حيث عدد ساعات الصيام بمعدل الصوم 13 ساعة و 20 دقيقة، واخر أيامه هو الأطول من حيث عدد ساعات الصيام بمعدل 14 ساعة و 12 دقيقة .
وشهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة القمريّة، ويأتي بعد شهر شعبان، ويتبعه شهر شوّال، وقد فضّله الله -تعالى- على باقي أشهر السنة؛ لأنّه أحد أركان الإسلام، كما أنَّ صيامه فَرض على كلّ مسلم، وعنه قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)،
وسخر الله الأرض والسماء لخدمة الإنسان، فزخرت السماء بالأجرام السماوية التى يمكن دراسة الوقت من خلال حركتها، وذلك لثبات واستقرار حركتها مثل النجوم "الشمس والكوكب والأقمار"، ومن خلال متابعة حركة هذا الأجرام وحسابها اتخذ الإنسان منذ القدم هذه الحسابات لتحديد التقويم، والتقويم هى الترجمة العربية لكلمة "calendar" أى أول يوم من الشهر.
ولقد اتخذت شعوب كثيرة تقاويم خاصة بها ومن أمثلتها: "التقويم المصرى الفرعونى "القبطى" - التقويم الميلادى اليوليانى "الجريجورى" – التقويم العبرى – التقويم السريانى – التقويم الرومانى – التقويم الفارسى – التقويم الإغريقى – التقويم البابلى – التقويم الهجرى"
ونظام التقويم الهجرى يعتمد على الشهر القمرى الذى يتمثل بالمدة الزمنية التى يستغرقها القمر فى دورة كاملة حول الأرض والأشهر الهجرية هى " 1 المحرم – 2 صفر – 3 ربيع الأول – 4 ربيع الآخر – 5 جمادى الأول – 6جمادى الآخر – 7 رجب – 8 شعبان – 9 رمضان – 10 شوال – 11 ذو القعدة – 12 ذو الحجة".
والتقويم الهجرى أو القمرى أو الإسلامى هو تقويم يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر وتتخذه بعض البلدان العربية مثل السعودية كتقويم رسمى للدولة، و أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة فى 12 ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622م) مرجعاً لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجرى.