رؤى ملهمة في مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون بأبوظبي
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
شهدت أعمال مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون الذي استضافته أبوظبي، في الفترة من 13 إلى 15 فبراير الجاري، بمشاركة وزراء الثقافة والتعليم من جميع أنحاء العالم بهدف اعتماد إطار اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون، طرح العديد من الرؤى الملهمة ومناقشة قضايا جوهرية ذات صلة بهذا الموضوع الثقافي الحيوي.
ويأتي المؤتمر بعد مضي 14 عاماً على آخر مؤتمر ذي صلة عقد في سيئول بكوريا، ومنح المؤتمر مساحة للدول الأعضاء ومختلف الجهات الفاعلة لتبادل الآراء والخبرات حول هذا الشأن الثقافي المهم، كما أتاح لها اعتماد «إطار لتعليم الثقافة والفنون» الذي أتى بناء على طلب الدول الأعضاء في اليونسكو من خلال القرار 211م ت/39. وبعد انتهاء جلسات المؤتمر، وما تخللها من عروض فنية وتراثية أصيلة ومتنوعة التقت «الاتحاد» عدداً من أبرز المشاركين للحديث عن فعاليات المؤتمر ومخرجاته.
جاء في وقته
وفي البداية، أكدت الدكتورة حياة قطاط القرمازي وزيرة الشؤون الثقافية في الجمهورية التونسية أن مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون جاء في وقته، حيث يعيش، العالم ثورة الذكاء الاصطناعي والعالم الافتراضي، ويحلم بهذا المستقبل الإنساني. وأضافت أن أبناءنا قي منطقتنا العربية مندمجون في هذه الثقافة الجديدة، باعتبار أنها ثقافتهم كونهم جيل الذكاء الاصطناعي، وقبلهم كان جيل الثورة الرقمية، وأشارت إلى أن بعض الدول همشت المواد الثقافية والفنية في برامج التعليم المختلفة، واليوم تحتاج الإنسانية إلى عودة لهذه المواد التي لا تبني العقول الاستماعية، ولكنها تبني العقول الإبداعية، وتعزز الصحة العقلية، وتصنع جيلاً جديداً مندمجاً في ثقافة عصره، ومتسلحاً بقيم الحياة التي لا يمكن أن تكون إلا عبر الثقافة والفنون.
ولفتت الوزيرة التونسية إلى أن الثورة الرقمية، ومن بعدها ثورة الذكاء الاصطناعي، أذابتا الحدود بين دول العالم، حتى أصبح قرية صغيرة متواصلة بفعل هذه الوسائط، ونحن كعرب يجب ألا نكون على هامش التاريخ، فنحن نعيش منعطفاً تاريخياً جديداً اليوم، بدت ملامحه الأولى مع أزمة كورونا التي أكدت للعالم أننا يمكن أن نبقى في بيوتنا، ولكننا قادرون على التواصل، وتعد هذه من أهم الثورات التي عرفتها البشرية جمعاء.
وتابعت: منطقتنا العربية منفتحة على كل العالم كونها وريثة كل الحضارات الإنسانية، التي تشكل منها العالم، ونحن موجودون في أثرى منطقة تعج بالحضارات الإنسانية، ومفعمة بالتاريخ والحضارة، حيث نحتل قلب العالم، ويهمنا أن نكون في هذا الوقت ضمن صدارة حركة التاريخ. وفي مقدور منطقتنا العربية، أن تسترجع دورها، وهي التي أسهمت في صنع تاريخ البشرية، وهذا الدور يجب أن نستعيده بفضل كفاءاتنا، حتى نبني إنساناً محصناً وعقولاً سليمة، وهذا لا يتأتى إلا بإعمال الفن والثقافة بالصورة التي نكوّن من خلالها ملكات إبداعية أخرى، ونصنع أشياء جديدة تسهم في مسيرة التطور البشري الذي يشهده العالم اليوم. أخبار ذات صلة %37 حصة الإمارات من إجمالي السياح الدوليين بالخليج 31 مليار درهم مكاسب الأسهم المحلية خلال أسبوع
أهمية كبرى
وقال الدكتور محمد العامري أستاذ الفن والتربية بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان: يعد هذا المؤتمر تكملة لما تم بناؤه في السابق، ويتميز بأنه يخرج بإطار يتعلق بتعليم الثقافة والفنون، ستكون له أهمية كبرى، وستتم ترجمته إلى سبع لغات عالمية.
وأكد العامري، أن سلطنة عمان شاركت في المشاورات الإقليمية التي تم عرضها في مارس 2022، وتم تنقيحها بعد ذلك في باريس. وأشار إلى أن هذا المؤتمر يشكل منعطفاً مهماً بعد مؤتمري لشبونة 2006 وسيئول 2010.
من جانبها، قالت المخرجة الإبداعية الإماراتية روضة أحمد الصايغ: تشرفت بأن أشارك رفقة ضيوف من مختلف أنحاء العالم في ندوة متخصصة عن الشباب اشتملت على عرض مسرحي وفنون مختلفة من بينها مثلاً السرد القصصي الإماراتي، والسرد القصصي الغاني، والغناء الكولومبي، والعروض الأدائية الإفريقية. وأكدت أنها فخورة بالمؤتمر ومشاركتها فيه، وأن الفن والثقافة جزء لا يتحزأ من الهوية الوطنية الإماراتية، وعرضه في مناسبات عالمية أمر مستحق.
مؤتمر ناجح
قال جاستين بيلي عميد كلية الفنون بجامعة جوبا ورئيس المجلس الوطني للثقافة والموسيقى والدراما بوزارة الثقافة في جنوب السودان: كان المؤتمر ناجحاً ومشاركتنا تمحورت حول الوضع الثقافي بجنوب السودان، وكيف نؤسس ونضع القوانين التي تعزز من الشأن الثقافي في الدولة، وكيف نمزج الثقافات المحلية كلها في ثقافة واحدة تكون جزءاً من العملية التعليمية، حيث قدمنا مجموعة من المقترحات تؤسس لفنون وثقافة شاملة تعبر عن جنوب السودان، لنخلق مساحة دافعة للتعاون مع مختلف دول العالم، لإدراج دولتنا في العملية التعليمية العالمية وليكون لها فيها فيها دور أصيل وفاعل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليونسكو الإمارات محمد العامري
إقرأ أيضاً:
مؤتمر فكر في الكلية يستعرض أحدث علاجات أمراض الكلى
نظمت وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط (مركز غسيل الكلى ببوشر) بالتعاون مع الجمعية العمانية لأمراض وزراعة الكلى، اليوم، مؤتمر "فكر في الكلية" في نسخته السادسة عشرة.
رعى افتتاح المؤتمر سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري، وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي، بحضور الدكتورة سميرة بنت موسى الميمنية، القائمة بأعمال المديرة العامة للمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط.
هدف المؤتمر إلى اطلاع العاملين في المجال الصحي على أحدث التطورات في مجال طب الكلى ومضاعفاته، بالإضافة إلى تقديم العلاج المناسب وأحدث العلاجات المتوفرة، مما يعكس التحديث المستمر في علاج أمراض الغسيل الكلوي المزمن.
ناقش المؤتمر مجموعة من المواضيع المهمة في طب الكلى، منها تطوير زراعة الكلى في سلطنة عمان، ومراجعة المبادئ التوجيهية الوطنية للزراعة، واستعراض الآفاق المستقبلية في هذا المجال، كما تم مناقشة النتائج السريرية والابتكارات في مجال ترشيح الدم، إلى جانب تناول موضوع تكلس الأوعية الدموية في مرض الكلى المزمن، مع التركيز على استراتيجيات الوقاية والإدارة.
كما تم تسليط الضوء على تقييم تمدد الأوعية الدموية لدى المرضى الذين يستخدمون القسطرة الوريدية وكيفية إدارة هذه الحالات، بالإضافة إلى مناقشة الممارسات الفضلى لتحسين كفاءة غسيل الكلى البريتوني.
كما تناول المؤتمر جلسات حول تحسين جودة الرعاية لمرضى غسيل الكلى، واستراتيجيات إدارة خلل القسطرة الوريدية، وفوائد استخدام مضادات مستقبلات الكورتيكوستيرويد المعدنية غير الستيرويدية في مرض الكلى المزمن.
اختتمت الجلسات العلمية للمؤتمر بطرح بعض الأفكار والابتكارات في إدارة اضطرابات العظام لدى مرضى الكلى المزمن لدى الأطفال، حيث تم توفير المعرفة القيمة والحلول العملية لتعزيز رعاية الكلى.
شارك في المؤتمر نحو 140 متخصصا في أمراض الكلى والتخصصات الطبية الأخرى، وذلك من مراكز الغسيل في المؤسسات الصحية في سلطنة عمان، كما حضر المؤتمر استشاريون واختصاصيون في أمراض الفشل الكلوي من المؤسسات الصحية داخل السلطنة وخارجها، وتم عرض عدد من الدراسات البحثية وحالات مرضية متعلقة بالغسيل الدموي ووحداته في مختلف مراكز الغسيل في سلطنة عمان.