نوف الموسى (دبي)
كيف نتصور العالم من خلال المخيال الإبداعي للأطفال؟ بهذا السؤال استهلت بينيديتا غيون، المديرة التنفيذية في معرض «آرت دبي»، حديثها حول جوهر الثقافة الإبداعية، القائمة على جودة برامج الأطفال الفنية، مبينةً أنه لا يُمكن بطريقة ما بناء مجتمع فني متكامل، دونما فنانين بالدرجة الأولى، وكذلك دونما جمهور متذوق لكل تلك الأبعاد الجمالية في اللغة البصرية الكامنة في حياتنا اليومية، ومن هنا فإن برنامج الأطفال التابع لمجموعة أ.

ر.م. القابضة، بالتعاون مع «آرت دبي»، يهدف في عامه الرابع للنسخة الـ17 لــ«آرت دبي» في عام 2024، المتوقع انطلاقه في 1 مارس المقبل، إلى إظهار الثقافة والفن وقوّتهما من خلال التركيز على بناء جسور تفاعلية بين المبادرات والبرامج الثقافية الحكومية، وبين الريادة الإبداعية في القطاعات الخاصة، ولاسيما فيما يتعلق بتحفيز المشاركة المجتمعية لأكثر من 15 ألف طالب في أكثر من 100 مدرسة، تتضمن المدارس الخاصة والحكومية ومدارس أصحاب الهمم التعليمية الخاصة في جميع إمارات الدولة، مؤكدة أن البرنامج التعليمي، المتمثل بورش عمل تبحث في موضوعات البيئة والطبيعة، والتي سيقودها الفنان ساهيل، الذي وقع عليه الاختيار لتطوير برنامج عام 2024، إنما هو مساحة تفاعلية تمكن الأطفال من استكشاف السؤال المحوري للبرنامج، وهو: «كيف تتخيل الأجيال الشابة مدن المستقبل، وما الذي ستشمله؟». 

أخبار ذات صلة «الفرجان» يدعو لتقديم مشاريع خلاقة في دبي «خليفة الدولية لنخيل التمر» تحتفي بالفائزين 26 فبراير

رؤية مُدهشة
واعتبرت بينيديتا غيون أن برنامج الأطفال يسعى لإظهار مركزية دور الفنان داخل المجتمع الأوسع، فالأمر لا يتعلق بالشكل الفني ومخرجاته بالمفهوم المحدود، بقدر ما هو دعوة مفتوحة لتأمل العالم من حولنا، إنها رحلة ممتدة نحو إعادة تصور الأمكنة التي نعيش فيها. وفي اعتقادها أن الأطفال هم الأكثر قدرة على ابتكار رؤية مُدهشة لعلاقتنا بالمكان. وحول ذلك قالت: «إذن كيف يمكنني أن أكون موجوداً داخل منزلي وبيئتي المباشرة، ولكن أيضاً داخل مدينتي وفي نهاية المطاف داخل العالم؟ وعندما نفكر في ذلك، نبدأ بالتساؤل في كيفية تنظيم أفكارنا حوله، وهو ما يتيحه الفنانون في الفضاءات التعليمية المشتركة ليتسنى للأطفال استكشافه». 
وأوضحت بينيديتا غيون أنه بصورة عملية لا يوجد برنامج تعليمي فني عام للأطفال مطبق على مستوى جميع مناطق الإمارات، وهو ما يجعلنا أمام مسؤولية استدامة البرنامج، من خلال تطوير المنهج المعرفي، وإمكانية توسيع نطاقه الاجتماعي والثقافي، مضيفةً أن هناك بالتأكيد مبادرات من قبل المؤسسات التعليمية الاتحادية والمحلية، ومسابقات ومهرجانات مستمرة طوال العام، ولكن ما تعنيه هو برنامج متصل ومكثف، وفق رؤية تتبع المخرجات وتبنى عليها التصورات المستقبلية لتوجهات المجتمع الفني في دولة الإمارات. وما يسعى إليه فريق «آرت دبي»، هو بناء الوعي التعليمي الممتد من الفصول الأولى، وجعل الأمر في متناول الطلاب، من خلال رسم خريطة لمسيرة الإبداع الفني في المؤسسات التعليمية، وخاصةً أن البيئة التعليمية في دولة الإمارات، مهيأة ببنى تحتية وطاقم إداري وتعليمي يقدر قيمة بناء الشراكات وتطوير الإمكانيات، مضيفةً أن الأحداث الفنية الكبرى تلعب دوراً جوهرياً في تحقيق ذلك عبر الشراكات الإبداعية.

ورش عمل
وأشارت بينيديتا غيون إلى أن التجربة في الفضاءات الفنية تعتبر مقياساً أساسياً لمنهجية تطوير برامج الأطفال، فعلى سبيل المثال، هذا العام، ولأول مرة، سيقومون بتجربة مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد شهدوا معهم أحاديث طويلة حول كيف سيكونون قادرين على القيام بذلك، من خلال فصل واحد فقط، لأن هناك عدداً من الاعتبارات التي يحتاجون إلى التفكير فيها مع الفنان، ومنها كيفية إتمام عملية التكيف مع ورشة العمل، وجعلها مفيدة ومرتبطة بالأطفال داخل هذه المدرسة بالذات. وتابعت: أعتقد أننا في الوقت الحالي نحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال بأفضل طريقة ممكنة من خلال ورش العمل عالية الجودة، التي قمنا على تحسين مواردها باستمرار، وما نأمل أن نفعله هو إنشاء نوع من السجل الحافل الذي نبتغي من خلاله أن نقدم دعماً لعدد من فناني المستقبل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: آرت دبي دبي معرض آرت دبي الإمارات من خلال

إقرأ أيضاً:

تخريج 180 مُشاركًا في برنامج "بناء القدرات" لإدارة الهُوية الترويجية لعُمان

 

 

 

 

◄ برامج ميدانية ورقمية يقدمها متخصصون في هويات الدول

◄ تدريب كوادر وطنية من مختلف القطاعات لتعزيز جهود الترويج العالمي

 

مسقط - الرؤية

اختُتمت الأسبوع الماضي أعمال الورش الميدانية ضمن برنامج بناء القدرات، والذي تخرج منه أكثر من 180 مشاركًا من الجهات المعنية بالترويج للسلطنة عالميًا في القطاعين الحكومي والخاص، إذ يهدف البرنامج إلى تمكين المشاركين من استيعاب غايات وأبعاد الاستراتيجية الترويجية وتطبيقاتها العملية في مختلف القطاعات لتحقيق مستهدفاتها الاستراتيجية.

وحصل المشاركون على شهادة معتمدة من مكتب الهوية الترويجية وشركة بلوم للاستشارات -الاستشاري العالمي للمشروع- إلى جانب ترخيص يتيح لهم استخدام منصة "صندوق أدوات الهوية الترويجية"، التي توفر دليلًا شاملاً يضم أهم مرتكزات الهوية الترويجية، ودليل الهوية البصرية، وبنك الصور وأدوات الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الاتساق في الرسائل الترويجية وتوفير كل الأدوات الداعمة للجهات المعنية بالترويج للسلطنة.

ولم يتوقف برنامج بناء القدرات عند الورش الميدانية، بل يستكمل البرنامج خطته في إطلاق منصة تدريبية رقمية تستهدف أكثر من 600 مشارك من مختلف القطاعات، لتعريفهم بأثر الهوية الترويجية في تعزيز التصورات الإيجابية عن السلطنة، وانعكاسها على التنافسية والازدهار الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى تدريبهم على استخدام أدواتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وآليات توحيد الرسائل الاتصالية، عبر أسلوب رقمي مرن يعزز الفهم العملي لتطبيقات الهوية الترويجية.

ويهدف هذا البرنامج الطموح لإيجاد جيل من الكوادر الوطنية من مختلف القطاعات قادرة على استيعاب استراتيجيات وأدوات الهوية الترويجية بشكل صحيح وعلى استخدام أدواتها بالشكل الذي يُسهم على اتساق رسائل السلطنة الترويجية للعالم، حيث يُمثل إشراك ونقل المعرفة للخبرات المحلية نموذجًا متقدّمًا في إدارة الهويات الترويجية، ويعكس نهج مكتب إدارة الهوية في العمل بأسلوب مبتكر يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية.

وأعربت المهندسة عائشة بنت محمد السيفية رئيسة مكتب إدارة الهوية الترويجية لسلطنة عُمان، عن تقديرها للدعم الكبير الذي قدمته الجهات الحكومية والخاصة في إنجاح هذا المشروع، مشيرةً إلى أن الهوية الترويجية مشروع وطني يهدف إلى توحيد الرسائل الاتصالية وتعظيم الأثر الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما يتماشى مع دور كل فرد ومؤسسة في تعزيز مكانة السلطنة عالميًا.

وأوضحت أن مكتب الهوية الترويجية يعمل وفق نهج منظم وعلمي تم على أثره تصميم برنامج "بناء القدرات" ضمن خطة متكاملة تضمن تدرج المعرفة وتطبيقها بشكل عملي في مختلف المؤسسات، مبينة أن البرنامج تم تقديمه بمستوى عالٍ بالشراكة مع مؤسسة بلوم العالمية وأكاديميين من جامعات مرموقة متخصصة في هويات الدول والوجهات، مما يعكس التزام المكتب بتوفير أدوات تدريبية متطورة تلبي احتياجات الجهات المعنية بالترويج للسلطنة عالميًا.

وأكدت أن هذا النهج يضمن أن يكون المشاركون قادرين على تطبيق الهوية الترويجية بفعالية، بما يسهم في توحيد الرسائل التسويقية وتعزيز تنافسية السلطنة في الأسواق العالمية.

وفي إطار الجهود الاتصالية لتعزيز وعي المجتمع بالهوية الترويجية وأهميتها وأثرها، يتم تنفيذ أنشطة مختلفة أبرزها معرض الهوية الترويجية في الأوبرا جاليريا بدار الأوبرا السلطانية الذي يستمر حتى نهاية يوم الخميس الموافق 27 فبراير، ويتيح للجمهور فرصة التعرف على رحلة ومكونات الهوية وأهدافها وفكرتها المركزية والمقومات التي تستند إليها ومستهدفاتها وعناصرها الرئيسة.

وتُعد الهوية الترويجية لسلطنة عمان مبادرة وطنية تهدف إلى تعزيز تنافسية السلطنة في قطاعات السياحة والاستثمار والإقامة من خلال تقديم صورة موحدة وجاذبة عالميًا.

وفي بداية فبراير، دُشّن مكتب إدارة الهوية الترويجية، وأطلقت استراتيجيتها الشاملة إلى جانب خطة عمل تمتد لخمس سنوات تتضمن أكثر من 60 مبادرة، كما أطلقت المنصة الإلكترونية لـ"صندوق أدوات الهوية الترويجية"، والتي توفر دليلًا شاملاً يشمل الإرشادات البصرية وأدوات الذكاء الاصطناعي لدعم جهود الترويج الموحدة، إلى جانب الإعلان عن "مؤشرات الهوية الترويجية لسلطنة عُمان" لمتابعة الأداء وتحليل أثر المبادرات المختلفة.

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة يلتقي عبد الرحيم كمال في أول أيام عمله رئيسًا المصنفات الفنية
  • محافظ المنيا يتابع انتظام سير العملية التعليمية بسمالوط
  • التنسيقية تطلق برنامج "بناء قدرات شباب الأحزاب"
  • تخريج 180 مُشاركًا في برنامج "بناء القدرات" لإدارة الهُوية الترويجية لعُمان
  • المستشفيات التعليمية تعقد المؤتمر السنوي السابع لقسم العظام بمعهد الجهاز الحركي العصبي
  • وزير الشباب يشهد أولى اجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية
  • قصور الثقافة بأسيوط تحتفي بالمسيرة الإبداعية لـ صلاح جاهين
  • قريـنة رئيـس إقلـيم زنجـبار تطلـع عـلى برامـج مؤسـسات الشـارقـة
  • جامعة حلوان تعزز التعاون الدولي وتبحث آفاق الشراكة مع "المستقبل العراقية"
  • "تقويم التعليم" تعتمد 62 برنامجًا أكاديميًا لنتائج عمليات الاعتماد