دعا رئيس مجلس النواب، رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، راشيد الطالبي العلمي، اليوم الجمعة بالرباط، إلى بعث الثقة من جديد في الشراكة الأرو-متوسطية، من أجل أجوبة في مستوى أسئلة السياق الراهن، وفي مستوى التحديات الجديدة/القديمة التي تواجهها المنطقة.

وقال الطالبي العلمي، في كلمة خلال افتتاح الجلسة العامة ال17 للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، إن الشراكة الأرو-متوسطية بحاجة إلى التجديد على مستوى الحوار السياسي والمؤسساتي الذي يؤطر العلاقات والمبادلات بين القطاعات وفي الأنشطة الأخرى، كي يستعيد الحوض الأرو-متوسطي أدواره ومركزه الكوني وإشعاعه.

ولدى تطرقه للتحديات التي تواجه المنطقة المتوسطية، أكد رئيس مجلس النواب أن النزاع في الشرق الأوسط يظل محور النزاعات الإقليمية، إذ تناسلت عنه العديد من النزاعات الأخرى، وتظل قضية الشعب الفلسطيني جوهر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة التوجه إلى جوهر المشكل بشأن هذا النزاع، والمتمثل في إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في الاستقلال وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، دولة ذات سيادة، قابلة للحياة، وتعيش في سلام وتعايش مع باقي دول المنطقة.

وشدد على أنه ينبغي، على المدى القريب، ألا تقبل المجموعة الدولية، بغير كفالة حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتوفير الحماية له، لينعم بحقه في الحياة، وفي الأمن وفي المؤسسات الوطنية وفي الهوية، مبرزا أن القيم الإنسانية اليوم ممتحنة والضمير الإنساني أمام مسؤوليات تاريخية.

وتابع أن المنطقة تواجه التطرف والإرهاب، الذي يجد تربته الخصبة في الفوضى والفقر وغياب المؤسسات، مؤكدا أنه إذا كان ينبغي مواصلة التصدي الأمني لمدبري وممولي ومنفذي المشاريع الإرهابية، فإنه لابد من تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على البيئة التي تحتضنه، وفي نفس الوقت مواصلة تكريس الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان وإشاعة ثقافة العيش المشترك.

وأبرز أن هذه التحديات والعوامل تساهم في تزايد ملفت لظاهرة الهجرة غير النظامية واللجوء والنزوح، مع ما يلازم ذلك من مآسي إنسانية، مشيرا إلى أن المتوسط تحول إلى ممر لهلاك آلاف من الشباب الباحثين عن الأمل في الشغل، أو عن لقمة العيش، أو عن الأمن أو عن الحرية أو الحماية من تعصب طائفي أو عرقي.

وقال إنه إذا كانت الهجرات في الحوض المتوسطي قد شكلت على مدى التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر، ظاهرة إثراء وتلاقح وتثاقف بشري كثيف، ثري وفريد، فإنها اليوم مع الأسف، مصدر نزاعات، وعنصرية وتمييز، وهو ما يتغذى، من الإعلام المضلل.

ودعا، في هذا الصدد، إلى عدم إغفال النماذج الناجحة للإدماج وللتدبير المشترك الناجح لظاهرة الهجرة غير النظامية بين الشمال والجنوب، كما يتجسد ذلك في نموذج التعاون متعدد الأوجه بين المملكتين المغربية والإسبانية في التعاطي مع الظاهرة.

من جانب آخر، حذر الطالبي العلمي من أن الحوض المتوسطي يعاني أكثر من غيره من بقاع العالم من انعكاسات الاختلالات المناخية، ويضاف ذلك إلى إجهاد التربة وتدمير الغابات، والاستغلال المفرط للثروات البحرية، والجفاف، مشددا على أن المنطقة توجد أمام مسؤولية أخلاقية في الحفاظ على الحوض المتوسطي وإعادة الاعتبار لبيئته.

وأشار إلى أن التذكير بعدد من التحديات التي تواجهها المنطقة “هو من باب المسؤولية والحرص على تطوير الشراكة الأورومتوسطية، علما بأن نماذج النجاح في هذه الشراكات والتعاون والإبداع كثيرة، لربما أحدثها وأكثرها رمزية وتاريخية هو حصول المغرب وإسبانيا والبرتغال على شرف تنظيم كأس العالم برسم 2030، بكل ما لذلك من حمولات تاريخية وحضارية وثقافية وما يجسده من ود وروابط تاريخية فريدة بين شعوبنا”.

وقال، في هذا الصدد، إن المغرب، الوفي لتقاليد التعايش والاعتدال والحرية لن يتوانى في مواصلة انخراطه الإيجابي الفاعل في تجديد الشراكة الأرو-متوسطية، كما أن مجلس النواب المغربي الذي كان مؤسسا رئيسيا للبعد البرلماني الأرومتوسطي وتطويره، سيواصل التزامه الإيجابي في إطار هذا المسلسل، وحضوره الاقتراحي مستندا إلى علاقاته مع مختلف مكونات الشراكة الأرو-متوسطية وإلى خبرته المؤسساتية التي تتغذى من نموذجه الديمقراطي المؤسساتي الأصيل والمتأصل، الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وقال رئيس مجلس النواب “سنظل حريصين وداعين لاحترام الالتزامات المتبادلة وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وأساسا احترام الوحدة الترابية وسيادة الدول باعتباره خطا أحمر في التقاليد الدولية المعاصرة”.

يشار إلى أن مجلس النواب يحتضن، يومي 15 و 16 فبراير الجاري، الدورة ال17 للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط والقمة الثامنة للرؤساء، فضلا عن اجتماعات المكتب والمكتب الموسع واجتماعات اللجان.

ويناقش المشاركون في هذه الاجتماعات الأوضاع في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ودور الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط في التعاون الأورو-متوسطي في القرن ال21.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: الطالبی العلمی مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

الدرهم يحقق تحسناً ملحوظاً مقابل الدولار ويواجه تراجعاً طفيفاً أمام الأورو

أفاد بنك المغرب في نشرته الأسبوعية بأن سعر صرف الدرهم تحسن بنسبة 0.6% مقابل الدولار الأمريكي خلال الفترة من 16 إلى 22 يناير 2025، في حين تراجع بنسبة 0.5% أمام الأورو.

وأوضح بنك المغرب أنه لم يتم خلال هذه الفترة إجراء أي عمليات مناقصة في سوق الصرف. كما أشار إلى أن الأصول الاحتياطية الرسمية بلغت 368.4 مليار درهم في 17 يناير، مسجلة ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1% مقارنة بالأسبوع السابق، وزيادة بنسبة 4% على أساس سنوي.

وفيما يتعلق بالتدخلات النقدية، قام بنك المغرب بضخ نحو 141.2 مليار درهم في السوق، من خلال تسبيقات لمدة 7 أيام (57.4 مليار درهم)، وعمليات إعادة الشراء طويلة الأجل (49.6 مليار درهم)، بالإضافة إلى قروض مضمونة بمبلغ 34.1 مليار درهم.

أما على مستوى سوق المال بين الأبناك، فقد بلغ متوسط حجم التداول اليومي 2.4 مليار درهم، فيما استقر المعدل بين الأبناك عند 2.50%.

وفي سوق البورصة، سجل مؤشر “مازي” تراجعاً بنسبة 1.9% خلال الأسبوع المنصرم، ليصل إجمالي التراجع منذ بداية العام إلى 6.8%. هذا التراجع يعكس انخفاضاً في مؤشرات بعض القطاعات مثل “الزراعة الغذائية” (4%)، و”المباني ومواد البناء” (2.6%)، و”البنوك” (1.8%).

فيما يخص حجم التداول الأسبوعي، شهد السوق زيادة في المبادلات التي انتقلت من 2.6 مليار درهم إلى حوالي 2.9 مليار درهم، مع تركيز معظم التداولات على السوق المركزية للأسهم.

 

مقالات مشابهة

  • أمانة الباحة‬ تُسخِّر إمكاناتها لمواجهة آثار الأمطار التي تشهدها المنطقة
  • بلطجة سياسية.. ترامب يدعو مصر والأردن لاستقبال الفلسطينيين
  • ولي العهد يستقبل رئيسة وزراء إيطاليا ويوقعان اتفاقية إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
  • ولي العهد يستقبل رئيسة الوزراء الإيطالية ويوقعان اتفاقية إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
  • ولي العهد يستقبل دولة رئيسة الوزراء في الجمهورية الإيطالية ويوقعان اتفاقية إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين حكومة البلدين
  • الدرهم يحقق تحسناً ملحوظاً مقابل الدولار ويواجه تراجعاً طفيفاً أمام الأورو
  • رئيس مجلس النواب الأمريكي يدعو ترامب لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة
  • النجباء: المجاميع التي استولت على الحكم في سوريا لها تاريخ سيء مع العراق
  • أيمن محسب: مشاركة مدبولي في برنامج «GEN Z» تعكس الحرص على الشراكة مع الشباب
  • وزير الخارجية الأمريكي يدعو إلى عملية انتقالية شاملة في سوريا