القدس المحتلة- قبل الواحدة ظهرا بتوقيت القدس، وتزامنا مع انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، ترجل المقدسي فادي جمجوم (40 عاما) من مركبته وأطلق النار تجاه موقف للحافلات في مستوطنة كريات "ملاخي" ليوقع قتيلين و4 جرحى، اثنان منهما بحالة خطيرة، قبل أن يستشهد ويُحتجز جثمانه.

فور سماعهم الخبر بدأ المصلون في المسجد الأقصى بالتكبير، بعد أن اتضحت هوية المُنفذ "الشيخ فادي" والذي ينحدر من عائلة أصلها من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

ويحمل جمجوم الهوية المقدسية، ويسكن مخيم شعفاط للاجئين شمال شرقي القدس المحتلة، وهو أب لـ4 أطفال أكبرهم 12 عاما وأصغرهم عام ونصف.

قطع الشيخ جمجوم أكثر من 50 كيلومترا بمركبته نحو مستوطنة كريات ملاخي المُقامة على أراضي قرية قسطينة المهجرة جنوبي فلسطين، والتي تجاور مدينة عسقلان وتبعد عن قطاع غزة نحو 25 كيلومترا، لتكون العملية المقدسية الأقرب مكانيا إلى القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

أعلن الاحتلال استنفاره في مكان العملية، والتقط صورا للشهيد بعد ارتقائه برصاص مستوطن مسلح تواجد في المكان، حيث ظهر جمجوم مُلتحيا يرتدي قلنسوة بيضاء وسترة شتوية.

عشرات من جنود الاحتلال الإسرائيلي يقتحمون مخيم شعفاط بالقدس المحتلة مسقط رأس منفذ عملية كريات ملاخي الشـ.ـهيد #فادي_جمجموم، واندلاع مواجهات مع أهالي المخيم pic.twitter.com/rfSRsiF9W3

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 16, 2024

وهرع إلى مكان العملية المفوض العام لشرطة الاحتلال الإسرائيلي كوبي شبتاي، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي استغل الفرصة للدعوة إلى تدعيم سياسته في تكثيف تسليح المستوطنين، زاعما أنها "تُنقذ الأرواح".

وبعد قتله واحتجاز جثمانه، اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة مسقط رأس الشهيد في مخيم شعفاط، وأطلقت الرصاص المطاطي والقنابل الغازية تجاه منازل المواطنين، مما أدى إلى إصابة المقدسيين سامر الصباح وسامر النتشة برصاص مطاطي في الرأس، كما اقتحمت بيت عزاء افتتحته عائلة جمجوم الممتدة في جبل أبورمان بمدينة الخليل.

وتصدى سكان مخيم شعفاط للقوات المقتحمة، التي انسحبت بعد اقتحام منزل الشهيد وإعاثة الخراب فيه، واعتقال زوجته سماح جمجوم واستدعاء والده وشقيقه للتحقيق.

كما دعت مساجد المخيم لمسيرات جماهيرية بعد صلاة العشاء باتجاه منزل الشهيد دعما وإسنادا لعائلته.

أدت لمقتل اثنين على الأقل وإصابة آخرين بجروح خطيرة.. منفذ عملية إطلاق النار في كريات ملاخي هو الشـ.ـهيد المقدسي #فادي_جمجوم من مخيم شعفاط، وفقا لوسائل إسرائيلية pic.twitter.com/BAnp6DyTZ9

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 16, 2024

وباستشهاد الشيخ فادي جمجوم يرتفع عدد الشهداء المقدسيين منذ بداية العام الجاري إلى 9، ومنذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 45 -بينهم مقدسيون مبعدون استشهدوا في قطاع غزة-، كما ويرتفع عدد جثامين الشهداء المقدسيين المحتجزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 15.

وذكّرت عملية جمجوم بعملية الشهيد فادي أبو شخيدم، بسبب تشابههما في الاسم والعمر والهيئة ومكان السكن ونوعية العملية ومصير الجثمان، حيث استشهد الشيخ أبو شخيدم (42 عاما) من مخيم شعفاط، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار قرب باب السلسلة -أحد أبواب المسجد الأقصى- وقتله مستوطنا وجرحه آخرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مخیم شعفاط

إقرأ أيضاً:

من الشهيد المشتبك جعفر دبابسة الذي نعته كتائب القسام؟

نابلس- اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير المحرر والقيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) جعفر دبابسة (40 عاما)، الثلاثاء، أمام منزله في قرية الباذان قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد 15 شهرا من مطاردته، حيث يوصف بأنه "أحد أبرز المطلوبين لدى الاحتلال".

وعند الرابعة من فجر الثلاثاء، حاصرت قوات خاصة إسرائيلية منزل دبابسة، وخاض معها اشتباكا مسلحا قبل إصابته بعدة رصاصات أدت لاستشهاده على الفور.

ونقلت مصادر مقربة من عائلته، للجزيرة نت، أن دبابسة اشتبك مع جنود الاحتلال لمدة من الزمن قبل استشهاده، وأنه سمع صوت صراخهم أثناء ذلك، كما شوهدت آثار دماء بمكان وجود الجنود قرب المنزل، في إشارة إلى وقوع إصابات بصفوفهم.

ووفق المصادر ذاتها، بعد إصابة دبابسة وتركه ينزف، احتجز الجنود جثمانه وهمّوا بخطفه بعد وضعه فوق حمالة، غير أنهم تراجعوا عن ذلك بعد أن تيقنوا من استشهاده، ليُنقل بعدها عبر إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى رفيديا الحكومي.

أقارب الشهيد جعفر دبابسة يلقون عليه نظرة الوداع في مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس (الجزيرة) نشأة ثائرة

وُلد الشهيد جعفر أحمد فالح دبابسة في ثمانينيات القرن الماضي، لأب فلسطيني وأم لبنانية، وكان والده أحد قادة الثورة الفلسطينية في لبنان.

إعلان

ومع قدوم السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية وغزة مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد التوقيع على اتفاق أوسلو، عاد الشهيد مع والديه ضمن من عُرفوا بـ"العائدين" حينها، وعمل والده ضابطا عسكريا برتبة لواء في السلطة ثم تقاعد منها.

ومن عائلة مناضلة وثائرة ينحدر الشهيد دبابسة، حيث يعرف والده بأنه من الرعيل الأول في المقاومة، وله بصمة في الثورة الفلسطينية رفقة قادتها في لبنان من خليل الوزير (أبو جهاد) إلى سعد صايل وصلاح خلف (أبو إياد)، وقد اعتُقل في سجون النظام السوري وسجون عربية أخرى.

وكذلك يُعرف جده لأبيه الحاج "فالح العوض" بأنه أحد أبرز المقاتلين القدامى والملتحقين بصفوف الثورة الفلسطينية عام 1936، كما شارك جده لأمه بعمليات فدائية ونضالية ضد المحتل الإسرائيلي، ومنها "خطف الطائرات التي تقل إسرائيليين".

التزام ديني

والشهيد دبابسة الذي يكنى بـ"أبو حمزة" هو الأكبر بين 6 أشقاء، وهو متزوج منذ عام 2013، وله 3 أطفال (بنت وولدان)، وتوفيت والدته عام 2020 أثناء اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي مدارس قريته طلوزة شمال مدينة نابلس حيث تنحدر عائلته، تلقى الشهيد دبابسة دراسته الابتدائية والثانوية، ومن ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة بنابلس منهيا دراساته في الشريعة الإسلامية، وبسبب اعتقالاته المتكررة لم يستطع إكمال دراساته العليا.

ومنذ صغره، عُرف بالتزامه الديني والأخلاقي، وبكلمته الوازنة كرجل شكل قاسما مشتركا للجميع، حيث حفظ القرآن الكريم كاملا وبالقراءات السبع، وسرده داخل سجنه أمام مشايخه من القادة الأسرى، واشتهر بحفظه الكبير للأحاديث النبوية، وهو خطيب مفوه أيضا وصاحب حضور ثقافي وديني واسع.

عام 2002، بدأ مسلسل اعتقالات جعفر دبابسة، حيث أُسر أثناء محاولته تنفيذ عملية استشهادية، وقضى بسجون الاحتلال 15 عاما بشكل متفرق، بين الأحكام والاعتقال الإداري. وطورد لفترات مختلفة، حيث كان يصر على عدم تسليم نفسه لجيش الاحتلال، واعتقلته السلطة الفلسطينية لنحو عامين.

إعلان

واتهمه الاحتلال بمساعدة الشهيد أشرف نعالوة من مدينة طولكرم، الذي نفذ عملية فدائية عام 2018 في مستوطنة "بركان" المقامة على أراضي مدينة سلفيت، وقتل إسرائيليَين وجرح ثالثا.

تشييع جثمان الشهيد جعفر دبابسة (الجزيرة) سيرة ومناقب

وقبل عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بشهرين، أُفرج عن الشهيد دبابسة، ومع بدء الاحتلال تنفيذ حملات اعتقال بعد الحرب على غزة وملاحقة المقاومين والأسرى المحررين، خاصة المحسوبين على حركة حماس، طورد الشهيد الذي رفض -وتحت كل الضغوط- تسليم نفسه "لأنه لا يريد أن يعود للسجون مرة أخرى"، وفق أقربائه.

وحاول الاحتلال اعتقاله مرات عدة، وحاصر منازل ومواقع احتمى بها، لكنه فشل في الوصول إليه حتى فجر اليوم الثلاثاء، حيث اغتاله أمام منزله وبين أطفاله وعائلته.

ونقلت القناة الـ13 العبرية أن جنديا إسرائيليا أصيب بجروح خطيرة خلال اشتباك أثناء عملية اعتقال مقاوم فلسطيني قرب نابلس، في إشارة للشهيد دبابسة.

ومن أمام مستشفى رفيديا الحكومي، شُيع الشهيد إلى مثواه الأخير في قرية طلوزة حيث أُلقيت نظرة الوداع عليه في منزل عائلته، ومن ثم نُقل إلى مسجد الإمام في القرية، ليوارى الثرى في مقبرتها بعد ظهر اليوم.

وفيما تداول نشطاء مواقع التواصل سيرة الشهيد دبابسة ومناقبة الحميدة، نعته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس كأحد قادتها.

وقالت، في بيان لها وصل الجزيرة نت نسخة منه، "تستذكر كتائب القسام مسيرة شهيدها القائد الذي كانت له صولات وجولات في مقارعة العدو الصهيوني انطلاقا من انتفاضة الأقصى ومرورا بهبّة القدس ووصولا إلى طوفان الأقصى، مؤكدة أن مجاهديها ماضون على ذات الدرب حتى التحرير بإذن الله".

مقالات مشابهة

  • وست هام يقيل مدربه لوبتيغي وبوتر الأقرب لخلافته
  • ديشامب يعلن موعد رحيله عن تدريب منتخب فرنسا.. والبديل الأقرب
  • القاضي الشهيد: هرج القضائية
  • من الشهيد المشتبك جعفر دبابسة الذي نعته كتائب القسام؟
  • نهى عادل: “دخل الربيع يضحك” فيلم قريب من الواقع وكنت جزءا من قصصه.. لم أجد صعوبة فى إدارة الممثلين.. وشادية وسعاد حسني الأقرب إلى قلبى.. حوار
  • افتتاح منفذ الجوازات في «مول العرب» بمدينة الشيخ زايد (تفاصيل)
  • تفاصيل جديدة عن منفذ هجوم نيو أورليانز
  • إف بي آي:منفذ هجوم نيو أورليانز زار موقع الاعتداء مرتين للاستطلاع
  • منفذ هجوم «نيو أورليانز» استخدم متفجرات غير مسبوقة في أمريكا وأوروبا
  • حزب الله يعلن موعد تشييع الشهيد السيد حسن نصر الله