الديمقراطية.. والتحديات الواسعة
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
قلت من قبل إن مصر دخلت مساراً ديمقراطياً جديداً بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الماضية، بعد مشاركة ثلاثة أحزاب فيها تفعيلاً لمواد الدستور، وهذا المسار الجديد هو ما لفت أنظار العالم أجمع. ويعنى أن مصر مقبلة على مرحلة جديدة لم تمر بها من ذى قبل، من خلال إرادة سياسية حقيقية تريد تفعيلاً ديمقراطياً حقيقياً فى وقت يستشعر فيه المواطن أن الدولة المصرية تواجه خطراً حقيقياً من اتجاهات مختلفة، ولذلك رغم الأمن والاستقرار البالغين فى البلاد، إلا أن التحديات البالغة التى تواجه البلاد تجعل المواطن يتمتع بحكمة وكياسة وفطنة بالغة لأن الأخطار ما زالت قائمة، وليس معنى اختفاء جماعة الإخوان ومن على شاكلتها باتت الأمور نأمن جانبها، وكما أقول مراراً وتكراراً فإن حالة الاضطراب فى المنطقة لا تعنى أبداً أن نسلم من جانب الذين يريدون إشعال الإقليم وخير دليل على ذلك ما يحدث فى غزة وإصرار المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة لتصفية القضية الفلسطينية.
المسار الديمقراطى الجديد الذى تتبعه مصر يأتى فى فترة بالغة الصعوبة من التحديات التى تواجهها البلاد، وهذا يعنى أن الدولة المصرية باتت فى مرحلة جديدة، بالغة الأهمية وفى ظل كل هذه الأوضاع نجد أيضا إصراراً شديداً على بدء النسخة الثانية من الحوار الوطنى، مما يصعد فكرة المسار الديمقراطى فمنصة الحوار تعنى تلاحم كل الأفكار والآراء للوصول إلى رؤية ثاقبة، تجعل صاحب القرار قوياً فى قراره من أجل تحقيق المصلحة العليا لمصر، وهذا فى حد ذاته واقعة ديمقراطية فريدة ستشهدها البلاد، إضافة إلى أن ذلك يفوت الفرصة تماماً على كل الذين يصفون أنفسهم بالتيار المدنى الذى يشكك فى كل شىء تقدم عليه البلاد ونجد فى نهاية الأمر أن آراءه وأفكاره التى تبتعد عن الشرعية الدستورية، تخدم الذين لا يريدون خيراً لهذا البلد.
إن إقدام مصر على تفعيل الديمقراطية الحقيقية فى ظل هذه التحديات البشعة، يعنى أن مصر باتت دولة قوية حديثة.. ولم تمنع هذه التحديات الدولة المصرية من الدخول فى عراك التفعيل الديمقراطى الذى لمسناه من خلال الانتخابات الرئاسية التى تسابق فيها أربعة مرشحين هم الرئيس عبدالفتاح السيسى والدكتور عبدالسند يمامة وفريد زهران وحازم عمر، إضافة إلى تفعيل النسخة الثانية من الحوار الوطنى.
ولدىّ قناعة أن تفعيل الديمقراطية بعيداً عن العواطف والحماس الحزبى أو أى انتماء سياسى لأى تيار وطنى يقتضى بالضرورة تنشيط الحياة الحزبية خاصة داخل الأحزاب السياسية الفاعلة، وهذا يقودنى بالتبعية إلى ضرورة طرح الفكرة التى تناولتها من قبل وهى ضرورة وجود أربعة أحزاب على أكبر تقدير، ويتم ضم الأحزاب المتشابهة البرامج تحت هذه الأحزاب الأربعة عندما يكون هناك حزب لليمين وآخر لليسار وثالث للوسط إن جاز التعبير. أما وجود أكثر من مائة وستة أحزاب بهذا الشكل فهو مرفوض فى ظل أن هذه الأحزاب لا تؤدى دوراً سياسياً فاعلاً.
والحقيقة أن المصريين الذين يتمتعون بوعى كبير وفطنة سياسية، يستحقون هذا التوجه الجديد فى المسار الديمقراطى، خاصة فى ظل التحديات الراهنة التى تواجه البلاد، فالديمقراطية الحقيقية هى الوحيدة القادرة على التصدى لكل الأزمات والتحديات البشعة، ومن خلال الديمقراطية تصل مصر إلى ما تبغى فى الجمهورية الجديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجمهورية الجديدة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحوار الوطني د وجدى زين الدين الانتخابات الرئاسية الماضية القضية الفلسطينية الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
افتتاح المسار الرقمي للعائلة المقدسة بالدير القبطي بهوكستر
افتتح نيافة الأنبا دميان أسقف شمالي ألمانيا ورئيس دير السيدة العذراء والقديس موريس بهوكستر، الاثنين الماضي، المسار الرقمي للعائلة المقدسة الذي تم تجهيزه بالدير بمدينة هوكستر.
شارك في الافتتاح من أحبار الكنيسة القبطية صاحبا النيافة الأنبا أباكير أسقف الدول الإسكندنافية، والأنبا أنطونيو أسقف ميلانو بإيطاليا. ومن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية نيافة المطران مور فيلوكسينوس ماتياس نايس، مطران السريان الأرثوذكس بألمانيا، إلى جانب عدد من الآباء الكهنة.
شارك في الافتتاح أيضًا رئيس مقاطعة هوكستر، السيد مايكل ستيكلن، وعدد من الشخصيات السياسية وممثلون عن مختلف الجهات بألمانيا.
يهدف افتتاح هذا المسار إلى تعزيز الوعي بتاريخ رحلة العائلة المقدسة وإبراز الإرث الروحي والثقافي المرتبط بها، مما يعزز من مكانة الدير كوجهة دينية، قبطية وثقافية هامة في أوروبا. كما يسعى إلى تشجيع زيارة نقاط مسار العائلة المقدسة في مصر، بما يساهم في تعزيز التنمية السياحية.
ويتتبع المسار الرقمي رحلة هروب العائلة المقدسة إلى مصر. في الجناح الشمالي للجزء الباروكي من دير السيدة العذراء والقديس موريس بهوكستر، حيث يمكن للزوار مرافقة القديسة العذراء مريم والقديس يوسف النجار والطفل يسوع افتراضيًا في رحلتهم بفضل الأدوات الرقمية التي تجعل التجربة ممكنة.
ويُعد المسار الإلكتروني جزءًا من مشروع مدعوم ببرنامج تمويل من الاتحاد الأوروبي يُعرف باسم "Leader"، الذي يركز على تنمية المناطق الريفية. ضمن هذا السياق، تُعتبر منطقة هوكستر، التي تضم عشر مدن و١١٦ قرية، إحدى المناطق الرائدة الـ ٤٥ في ولاية شمال الراين وستڤاليا.