عاجل : وفاة نافالني عدو بوتين اللدود والغرب يحمل موسكو المسؤولية
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
سرايا -
قالت مصلحة السجون الروسية إن أليكسي نافالني، ألد معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توفي الجمعة بعد أن تجول في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي حيث كان يقضي عقوبة السجن لمدة 30 عاما.
وتمثل وفاة نافالني، المحامي السابق، عن عمر يناهز 47 عاما صدمة للمعارضة الروسية وتحرمها من أكثر زعمائها شجاعة، في الوقت الذي يستعد فيه بوتين لإجراء انتخابات من شأنها أن تسمح له بالبقاء في السلطة حتى عام 2030 على الأقل.
وكان نافالني يمثل الأمل لبعض الشباب الروس في أن يصبح بديلا لبوتين في المستقبل. وشغل بوتين منصب الرئاسة الروسية أطول من أي شخص آخر منذ جوزيف ستالين.
وصعد نافالني لدائرة الضوء قبل أكثر من عقد من خلال تصريحاته وتوثيقه لما قال إنه بذخ وفساد واسع النطاق بين طبقة النخبة المحيطة ببوتين.
وقالت مصلحة السجون الاتحادية بمنطقة يامالو-نينيتس المتمتعة بالحكم الذاتي في بيان إن نافالني شعر بتوعك بعد المشي في مستعمرة آي كيه-3 العقابية في خارب، التي تقع على بعد قرابة 1900 كيلومترا شمال شرقي موسكو.
وأضافت مصلحة السجون أن نافالني فقد وعيه فجأة وتوفي بعد ذلك بفترة قصيرة على الرغم من الجهود التي بذلها الفريق الطبي وطاقم الإسعاف في السجن. وذكرت أن محاولات إنعاشه باءت بالفشل.
وقالت يوليا زوجة نافالني في مؤتمر ميونيخ للأمن إنها لا تستطيع التأكد من وفاة زوجها لأن "بوتين وحكومته ... يكذبان دائما".
وأضافت "لكن إذا كان ذلك صحيحا، أريد من بوتين وحاشيته وأصدقائه وحكومته أن يعرفوا أنهم سيتحملون مسؤولية ما فعلوه ببلدنا وبأسرتي وبزوجي".
وتابعت "يجب أن يتحمل هذا النظام وفلاديمير بوتين المسؤولية شخصيا عن كل الأحداث الفظيعة التي ارتكبوها ببلادي روسيا في السنوات الماضية".
وقال الكرملين إن بوتين أُبلغ بالوفاة بينما كان يلتقي ببعض العمال في مصنع في تشيليابينسك في جبال الأورال.
وأشاد زعماء غربيون بشجاعة نافالني ووصفوه بأنه كان مقاتلا من أجل الحرية. واتهم البعض، دون تقديم أدلة، الكرملين بقتل نافالني وطالبوا بمحاسبة بوتين.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبل وقت قصير من لقائه مع زوجة نافالني في ميونيخ "وفاته في سجن روسي والهوس والخوف من رجل واحد يؤكد فقط الضعف والفساد في قلب النظام الذي بناه بوتين. روسيا مسؤولة عن ذلك".
حركة نافالني محظورة وفر معظم مناصريه الكبار من روسيا ويعيشون الآن في أوروبا.
وقال ليونيد فولكوف، مساعد نافالني "ليس لدينا ما يدعونا لتصديق رواية الدولة... إذا كانت هذه (الأنباء) صحيحة، فيجب أن (يكون عنوانها) 'بوتين قتل نافالني' وليس 'نافالني لقي حتفه'".
ويتوجه محامي نافالني إلى المستعمرة العقابية حيث كان موكله يقضي أحكاما كانت ستبقيه في السجن لما بعد سن السبعين.
وعرض التلفزيون الحكومي الروسي مؤتمرا صحفيا لرئيس البنك المركزي مع ورود أنباء وفاة نافالني.
وحظي نافالني بإعجاب المعارضة الروسية المختلفة لعودته طوعا إلى روسيا في عام 2021 من ألمانيا، حيث عولج مما أظهرت الاختبارات المعملية الغربية أنها محاولة لتسميمه بغاز أعصاب.
وقال نافالني حينها إنه تعرض للتسميم في سيبيريا في أغسطس/آب 2020. ونفى الكرملين محاولة قتله وقال إنه لا يوجد دليل على تعرضه للتسميم بغاز أعصاب.
توقع نافالني منذ فترة طويلة أن تواجه روسيا اضطرابات سياسية قوية، وعزا ذلك إلى بناء بوتين نظاما هشا قائما على الحكم الشخصي ويعتمد على الفساد.
وانتقد نافالني فساد النخبة الروسية في عام 2023، وعبر عن كراهيته لأولئك الذين أهدروا فرصة تاريخية للإصلاح بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991.
وقال "لا أستطيع منع نفسي من الكراهية الشديدة لأولئك الذين باعوا وأهدروا وتنازلوا عن الفرصة التاريخية التي كانت تتمتع بها بلادنا في أوائل التسعينيات ... أعلم أن روسيا ستتاح لها فرصة أخرى. هذه عملية تحدث بأحكام التاريخ".
ونفي الكرملين مزاعم نافالني المتعلقة بالفساد وثروة بوتين الشخصية.
ويصور المسؤولون الروس نافالني على أنه متطرف وأنه كان دمية في يد وكالة المخابرات المركزية الأميركية التي يقولون إنها عازمة على محاولة زرع بذور الفوضى لإضعاف روسيا وجعلها دولة عميلة للغرب.
وأطل نافالني قبل يوم واحد من وفاته من نافذة محبسه وكان يضحك ويطلق النكات عن أمواله المستنزفة ورواتب القضاة.
وقال عبر رابط فيديو "حضرة القاضي، سأرسل لك رقم حسابي الشخصي حتى تتمكن من استخدام راتبك الضخم كقاض اتحادي".
وعندما اندلعت تظاهرات ضد بوتين في ديسمبر كانون الأول 2011، بعد انتخابات شابتها اتهامات بالتزوير، كان نافالني من أوائل قادة الاحتجاج الذين اعتقلوا.
وفي مقابلة بموسكو في 2011، سألت رويترز نافالني عما إذا كان خائفا من تحدي نظام بوتين.
وقال "هذا هو الفرق بيني وبينك: أنت خائف وأنا لا أخاف...أدرك أن هناك خطرا، ولكن لماذا يجب أن أخاف؟".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
الخارجية الروسية: موسكو منفتحة على المحادثات بشأن أوكرانيا ومستعدة للنظر في أي مبادرة واقعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت الخارجية الروسية، اليوم الخميس، أن موسكو منفتحة على المحادثات بشأن أوكرانيا ومستعدة للنظر في أي مبادرة واقعية.
وقبل قليل، صرحت الخارجية الروسية، بأن القاعدة الأمريكية في بولندا خطوة استفزازية وترفع مستوى الخطر النووي.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن موسكو ستتخذ إجراءاتٍ مناسبة ردا على افتتاح قاعدة دفاع جوي أمريكية في بولندا.
مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدفع بُنيتها العسكرية بالقرب من حدود روسيا لاحتواء القدرات العسكرية الروسية، من جهتها حذرت الخارجيةُ الروسية من أن الرد الروسي على السماح لكييف باستخدام صواريخ غربية لاستهداف عمق روسيا سيكون مدمرا للغرب.