بوابة الوفد:
2024-12-23@05:40:44 GMT

وقاحة «الذئب» ودبلوماسية «النعام»

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

قررت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» وقف إحدى الصحفيات العاملات بها عن العمل وإحالتها للتحقيق.. والسبب قيام الزميلة بعمل إعجاب على موقع تويتر لمقال نشرته صحيفة «تليجراف». 
الوقف عن العمل والتحقيق لمجرد إعجاب بمقال منشور!.. فماذا لو كانت الصحفية هى كاتبة ذلك المقال.. هل كان الإعدام هو جزاءها.. قد يظن البعض أنه أمر غريب أن تصدر مثل تلك الإجراءات البغيضة التى تحمل كل معانى القهر وانتهاك الحريات.

. عن واحدة من مؤسسات الإعلام التى طالما صدعتنا بالحديث عن الحريات والحقوق.. والتى طالما ناقشت دولنا.. وانتقدت مجتمعاتنا بفرية الحرية وحقوق الإنسان.. وما قامت به «بى بى سى» لا يختلف كثيراً عما قامت به العديد من المؤسسات العلمية والإعلامية فى الدول الغربية ضد كل من أعلن تعاطفه مع ضحايا المحارق الصهيونية.
لكننى فى الواقع لم أستغرب مثل هذا التصرف من المؤسسة البريطانية.. خاصة إذا تعلق الأمر بدولة الاحتلال وشرعية جرائمها ضد الإنسانية.. وحقهم التاريخى فى قتل الأطفال واحتلال الأراضى ونهب الثروات.. فمن يتفهم ويبرر جرائم الاحتلال أكثر من إمبراطورية احتلال؟!.. لم أفاجأ بشىء فنحن أيضاً فى «موسم تساقط الأقنعة».. فبقدر ما كانت جرائم الصهيونية فى غزة مؤلمة لكل من تبقى عنده قدر قليل من الإنسانية.. بقدر ما خدمت الإنسانية بإسقاطها لأقنعة الزيف وادعاءات الإنسانية والتحضر.
وها هى 10 دول غربية تتبعهم اليابان.. تعلن الحرب على «أونروا».. تلك المنظمة التابعة لهيئة الأمم «العاجزة». . والتى لا تفعل شيئاً أكثر من تقديم شربة ماء للذبيحة قبل الذبح.. أو وسط الذبح.. أو بعد الذبح.. فهذه الدول المفعمة بالإنسانية هرولت لقطع تمويل «أونروا».. بمجرد أن وصفتها دولة الاحتلال بالإرهاب.. دون دليل أو تحقيق أو مراجعة.. أو مراعاة لمشاعر شعوبهم.. فهناك ضغوط أقوى ومصالح أخفى وأهم من شعويهم تحركهم.. هذه الدول شعرت بأن دعمها للاحتلال عسكرياً ومالياً وسياسياً وإعلامياً.. لم يكن كافياً للقضاء على شعب أعزل.. فقررت المعاونة فى قطع الماء والغذاء عنه.
ألم أقل إنه «موسم تساقط الأقنعة».. ولذا نسجل للتاريخ أسماء الدول التى قررت محاربة وكالة غوث اللاجئين.. وهى الولايات المتحدة.. وألمانيا وفرنسا وكندا وهولندا وسويسرا وإيطاليا وبريطانيا وأستراليا وفنلندا.. لابد أن نسجل للتاريخ أن حكام هذه الدول برروا لشعوبهم مواقفهم الشاذة.. بأن الطبيب وسائق عربة الإسعاف إرهابيان.. وأن مجرمى الحرب ومرتكبى المذابح والإبادة الجماعية قطعان من الحملان الوديعة التى يجب حمايتها.. ونسجل أيضاً أن هيئة الأمم «العاجزة».. عجزت عن الدفاع عن نفسها حين وصفها ممثل مجرمى الحرب فى قاعتها جلعاد أردان بأنها هيئة ليس لها شرعية!.. وفى نفس الجلسة أعلنت عشر دول اعتراضها على الطلب العربى «المهذب» «المستحى» بوقف المذابح قليلاً حتى نحرر أسراكم.. أتذكر منها أمريكا والنمسا والتشيك.. أما باقى المعترضين فلا أذكرهم ولا أعلم أين موقعهم على الخريطة تحديداً.
سقطت الأقنعة.. ونسجل أنه لم تعد مجاملتكم تعنيهم.. وأعلنوا أنهم لا يقيمون لكم وزناً.. أعلنوها على الأرض.. وفى الأمم المتحدة وفى كل مكان.. فماذا أنتم فاعلون أيها الخانعون؟!.. فهذه المرة الأمر يختلف.. لن تجدى معكم «دبلوماسية النعام». . ولن تنفعكم «مسالمة البطاريق».. لن يتركوا لكم هذه المرة خرقة بالية تدارون بها عوراتكم.. الحرب بدأت بالفعل.. ومن لم تطله نيرانها حتى الآن.. فهو ليس أكثر من نعجة تظن أن صداقة الذئب تحميها من أنيابه.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله صحيفة تليجراف المؤسسة البريطانية

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: الدول الغربية تتحرك لحماية مصالحها أكثر من حقوق الإنسان

قال الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار المصرية، إن الدول الغربية تتحرك وفقا لمنظور براجماتي يركز على مصالحها أكثر مما يركز على حقوق الإنسان، موضحا أن فكرة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية وتأسيس مفوضية لحقوق الإنسان ومساعدة سوريا في الفترة المقبلة، ربما هي إشارات واضحة على رغبة الغرب في ممارسة دور بسوريا خلال المرحلة المقبلة.

ازدواجية المعايير في القضايا الإنسانية

وأشار «السعيد»، خلال مداخلة ببرنامج «منتصف النهار»، وتقدمه الإعلامية نهى درويش، على قناة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن العالم كله بات يدرك أن شعارات حقوق الإنسان والحديث الغربي المكثف عنها تعاني من ازدواجية المعايير، لافتا إلى أنه «إذا أراد الغرب أن يحقق حقوق الإنسان، فعليه أن ينظر إلى ما يحدث في غزة وجنوب لبنان والمنطقة منذ أكثر من عام».

الغرب يتحرك لحماية مصالحه لا حقوق الإنسان

وفيما يتعلق بسوريا، قال إن الحديث المتكرر والمكثف عن حقوق الإنسان في سوريا أصبح مكشوفًا بالنسبة لكثير من المراقبين، مؤكدا أن الغرب يتحرك فقط لحماية مصالحه والبحث عن أدوار في المستقبل، وليس للدفاع عن حقوق الإنسان كفكرة مجردة أو ذات بعد قانوني وأخلاقي.

مقالات مشابهة

  • السودان واستغلال الفرص
  • فيلم مادونا… هل يجب أن نقدر التراث أكثر من الاحتياجات الإنسانية الملحة
  • متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!
  • كاتبة: الأزمة الإنسانية في غزة تزداد سوءاً
  • درة الكيانات الدولية
  • مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: الكارثة الإنسانية في غزة تشتد على كافة المستويات.. فيديو
  • رئيس «المنظمات الأهلية الفلسطينية»: الكارثة الإنسانية في غزة تفوق الوصف
  • أرقام صادمة.. كم بلغت حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي؟
  • النفاق الأمريكى فى سوريا!
  • كاتب صحفي: الدول الغربية تتحرك لحماية مصالحها أكثر من حقوق الإنسان