بوابة الوفد:
2025-03-06@20:15:52 GMT

هل لا يزال للحب الحقيقى وجود؟!

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

أكتب مقالى الآن فى يوم اخترعوه للاحتفال بما يسمى «عيد الحب» وتمتلئ فيه صفحات التواصل الاجتماعى بالتهانى والتبريكات مصحوبة بكم هائل من القلوب الحمراء والزهور الجميلة من كل الأشكال والألوان! ووجدتنى أتساءل بحق: هل يوجد فى عصرنا المادى الحسى التكنولوجى هذا بقية من مشاعر وانفعالات صادقة يمكن أن نطلق عليها حب؟! 
أن كل ما نراه حولنا لا يشى ولا يعبر عن أى مظهر حقيقى مما يمكن أن نطلق عليه «حب»؛ فالحب عاطفة سامية ترق فيها القلوب وتهتز فرحاً أو حتى حزناً بعضها على بعض من دون أغراض أو بحث عن المصالح وتحقيق الأهداف والطموحات! فأين نحن من ذلك المعنى سواء على المستوى العام أو على المستوى الخاص؟!؛ اننا نعيش فى منطقة من العالم فقدت فيها الحياة معناها وقتلت فيها كل مظاهر الحياة البشرية؛ ولم يعد هناك إشارة أو بشارة للإنسانية؛ هناك فى غزة التى تحطمت مبانيها فوق رؤوس أصحابها، ولم يعد يرى فيها إلا الأشلاء الممزقة والقبور المبعثرة والكلاب الضالة، وشرد الأطفال والنساء ولم يعد هناك مبنى يحميهم أو مأوى صالح للحياة يجمعهم، ولا مستشفى تعالجهم، تقطعت بهم السبل فلا طرق آمنة ولأسماء صافية، يداس فيها الناس بالدبابات وتمزق أشلاؤهم قاذفات الطائرات بلا رحمة ولا شفقة! وما زاد الطين بلة أنه يقال عنهم إنهم «حيوانات بشرية»! وهم فى حقيقة الأمر بشر عاديون لا يحملون سلاحاً ولا حتى عصى إلا التى يتكئون عليها؛ فهم إما كبار فى السن لا تكاد تحملهم أرجلهم أوأطفالاً أو نساء ضعافاً لا حول لهم ولا قوة!، هؤلاء هم من تطاردهم طائرات العدو الصهيونى ودباباته، بعد أن منعت عنهم المؤن والمياه النظيفة ناهيك عن الكهرباء وسبل الحياة الحديثة التى يتمتع بها بشر هذا الزمان الذى ماتت فيه كل المشاعر الإنسانية وسلم نفسه لعالم الروبوت والذكاء الاصطناعى! أين كل المنظمات الدولية وقراراتها الرافضة لكل ما يحدث على الأرض من انتهاكات لأبسط حقوق الإنسان؟! أين كل الكلام المعسول الذى يفيض بالإنسانية من قبل سياسيى العالم ومتظاهريه مما يجرى من إبادة حقيقية لهؤلاء البشر الذين كان حظهم العاثر أنهم ولدوا فى فلسطين وفى غزة تحديداً! إن البث التليفزيونى المباشر لما يحدث لهؤلاء البشر يكاد يفقأ أعيننا كل لحظة ويخرج منها إبليس اللعين ليقول بأعلى صوته ساخراً من عالم البشر، كل البشر الذين يرون ما يحدث ولا يتحركون لمنعه ومعاقبة مرتكبيه: أنتم أتباعى الأعزاء، بل لقد تفوقتم على فى إبداع الشرور والتلذذ بها!!
انه عالم خلا من الحب والمشاعر الحقيقية ولتنظروا معى: أين الحقيقة وسط كل هذا الركام من الأشياء المزيفة التى أصبحت هى محور حياتنا وهى فى واقع الحال تخلو من الحياة، انه ركام من الصور والمشاعر المزيفة! والا أخبرونى أثابكم الله: أين الورود الحقيقية التى يحملها المحبون بعضهم لبعض؟! أين الزيارات العائلية المتبادلة التى يتلاقى فيها الناس ليعبروا عن دفء المشاعر بالأحضان والقبلات وليس بالكلمات و«اللايكات»؟! أين حتى رسائل البريد الحقيقى التى كان المحبون ينتظرونها حاملة الأوراق الملونة والمعطرة بعطر المحبوب وكلماته الرقيقة؟! 
لقد حلت مخترعات التكنولوجيا الرقمية ونظارات الميتا فيرس محل كل ذلك وأصبحنا كمن «يمسك الهواء بيديه» على حد تعبير الراحل الجميل عبدالحليم حافظ فى أغنيته الشهيرة «زى الهوا»، كما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بالصور الإباحية وبكل مغريات الفسق والفجور ولم يعد هناك حرمة للجسد ولا للحياة الخاصة.

حقاً إننا نعيش فى عالم غريب انخلع فيها الإنسان عن إنسانيته بحجة أننا فى عصر العلم والتكنولوجيا! والحقيقة أننا نعيش عصراً بلغ فيه الفجور اللاأخلاقى حداً غير مسبوق على كل المستويات الخاصة والعامة، عصراً مليئاً بكل صور المؤامرات والخيانات وقلب الحقائق وتزييف المعانى، وربما يكون الوعى بمدى وعمق وغرابة مظاهر هذا الانحطاط الأخلاقى الذى وصلت إليه البشرية فى عالمنا الراهن بداية النهاية لهذا العصر الإلكترونى الروبوتى اللا إنسانى المخيف وبداية لعصر جديد من الإنسانية الحقة؟! فما هى يا ترى ملامح هذا العصر الجديد القادم إذا كان مقدراً له أن يهل علينا؟! الله أعلم!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي عالم الروبوت نحو المستقبل صفحات التواصل الإجتماعي ولم یعد

إقرأ أيضاً:

«المفتي»: بعثة الأنبياء جاءت لتحقيق العدل والتكافل بين البشر «فيديو»

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن بعثة الأنبياء والمرسلين جاءت لتحقيق العدل والتكافل بين البشر، مشيرًا إلى أن وظيفة النبوة هي الوساطة بين العبد وربه، حيث تهدف إلى تبليغ مراد الله سبحانه وتعالى للناس وتحديد القوانين الإلهية التي تحفظ التوازن في المجتمع بعيدًا عن الأهواء والمصالح الشخصية.

وأضاف مفتي الديار المصرية، خلال حلقة برنامج «حديث المفتي» المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الله تعالى اختار الأنبياء والمرسلين من بين خلقه ليكونوا في أعلى الدرجات وأكمل الصفات، مشيرًا إلى أنهم حملة الوحي وأداة البيان ووسيلة الهداية للناس.

وأكد أن الإيمان بالرسل يعد ركنًا أساسيًا من أركان الإيمان، مستشهدًا بقوله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) (البقرة: 285).

وأوضح مفتي الديار أن الرسالات السماوية تعتبر ضرورة حياتية، حيث أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يحتاج إلى ضوابط تحكم العلاقات بين البشر.

وأكد أن الله تعالى لم يترك البشر لوضع قوانينهم وفقًا لمصالحهم وأهوائهم، بل أرسل الأنبياء ليبشروا بهذه القوانين الإلهية التي تنظر إلى الناس بميزان واحد، حيث يتفاضل البشر بالتقوى والعمل الصالح كما قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات: 13).

وشدد الدكتور نظير عياد على أن الأنبياء كانوا في أعلى درجات الكمال البشري، وتمتعوا بصفات مثل الفطنة، الذكاء، العصمة من المعاصي، والأمانة في تبليغ الرسالة.

وأوضح أن الرسالات السماوية جاءت لتوضح وتعليم البشر ما يعود عليهم بالخير والصلاح.

وفي ختام حديثه، دعا المفتي إلى التأمل في سيرة الأنبياء والتمسك بتعاليمهم، مؤكدًا أن اتباع منهجهم هو الطريق لتحقيق السلام والرضا في الدنيا والآخرة.

كما سأل الله أن يحفظ مصر وأهلها، وينشر السلم والأمان بين الناس.

اقرأ أيضاًالمفتي السابق: الفتوى الرشيدة وسيلة لرفع الجهل وتعزيز الوعي الديني |فيديو

مفتي الجمهورية: غياب الاقتداء بالنموذج النبوي في الحياة الزوجية سبب رئيسي للمشكلات الأسرية

مفتي الجمهورية: الموقف العربي خلال القمة يعيد لقضية فلسطين زخمها في وجدان الأمة

مقالات مشابهة

  • رمضان عند الأدباء.. الرافعي يرصد حكمة الصيام
  • عالمان يقترحان إرسال مدن سياحية عائمة فوق كوكب الزهرة
  • 4 علماء مسلمين لا يزال ميراثهم مؤثرا في العلوم الحديثة
  • إعصار نادر يهدد ملايين البشر.. ماذا سيحدث خلال الساعات المقبلة؟
  • «المفتي»: بعثة الأنبياء جاءت لتحقيق العدل والتكافل بين البشر «فيديو»
  • رئيس الوزراء: لن يكون هناك استقرار في المنطقة بدون الحل الدائم والعادل للقضية الفلسطينية
  • في غزة رجالٌ يختلفون عن بقية البشر
  • الجن زمن الإنسانية المتحولة
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • الحياة البرية تحتفل باليوم العالمي للحياة البرية