هل لا يزال للحب الحقيقى وجود؟!
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
أكتب مقالى الآن فى يوم اخترعوه للاحتفال بما يسمى «عيد الحب» وتمتلئ فيه صفحات التواصل الاجتماعى بالتهانى والتبريكات مصحوبة بكم هائل من القلوب الحمراء والزهور الجميلة من كل الأشكال والألوان! ووجدتنى أتساءل بحق: هل يوجد فى عصرنا المادى الحسى التكنولوجى هذا بقية من مشاعر وانفعالات صادقة يمكن أن نطلق عليها حب؟!
أن كل ما نراه حولنا لا يشى ولا يعبر عن أى مظهر حقيقى مما يمكن أن نطلق عليه «حب»؛ فالحب عاطفة سامية ترق فيها القلوب وتهتز فرحاً أو حتى حزناً بعضها على بعض من دون أغراض أو بحث عن المصالح وتحقيق الأهداف والطموحات! فأين نحن من ذلك المعنى سواء على المستوى العام أو على المستوى الخاص؟!؛ اننا نعيش فى منطقة من العالم فقدت فيها الحياة معناها وقتلت فيها كل مظاهر الحياة البشرية؛ ولم يعد هناك إشارة أو بشارة للإنسانية؛ هناك فى غزة التى تحطمت مبانيها فوق رؤوس أصحابها، ولم يعد يرى فيها إلا الأشلاء الممزقة والقبور المبعثرة والكلاب الضالة، وشرد الأطفال والنساء ولم يعد هناك مبنى يحميهم أو مأوى صالح للحياة يجمعهم، ولا مستشفى تعالجهم، تقطعت بهم السبل فلا طرق آمنة ولأسماء صافية، يداس فيها الناس بالدبابات وتمزق أشلاؤهم قاذفات الطائرات بلا رحمة ولا شفقة! وما زاد الطين بلة أنه يقال عنهم إنهم «حيوانات بشرية»! وهم فى حقيقة الأمر بشر عاديون لا يحملون سلاحاً ولا حتى عصى إلا التى يتكئون عليها؛ فهم إما كبار فى السن لا تكاد تحملهم أرجلهم أوأطفالاً أو نساء ضعافاً لا حول لهم ولا قوة!، هؤلاء هم من تطاردهم طائرات العدو الصهيونى ودباباته، بعد أن منعت عنهم المؤن والمياه النظيفة ناهيك عن الكهرباء وسبل الحياة الحديثة التى يتمتع بها بشر هذا الزمان الذى ماتت فيه كل المشاعر الإنسانية وسلم نفسه لعالم الروبوت والذكاء الاصطناعى! أين كل المنظمات الدولية وقراراتها الرافضة لكل ما يحدث على الأرض من انتهاكات لأبسط حقوق الإنسان؟! أين كل الكلام المعسول الذى يفيض بالإنسانية من قبل سياسيى العالم ومتظاهريه مما يجرى من إبادة حقيقية لهؤلاء البشر الذين كان حظهم العاثر أنهم ولدوا فى فلسطين وفى غزة تحديداً! إن البث التليفزيونى المباشر لما يحدث لهؤلاء البشر يكاد يفقأ أعيننا كل لحظة ويخرج منها إبليس اللعين ليقول بأعلى صوته ساخراً من عالم البشر، كل البشر الذين يرون ما يحدث ولا يتحركون لمنعه ومعاقبة مرتكبيه: أنتم أتباعى الأعزاء، بل لقد تفوقتم على فى إبداع الشرور والتلذذ بها!!
انه عالم خلا من الحب والمشاعر الحقيقية ولتنظروا معى: أين الحقيقة وسط كل هذا الركام من الأشياء المزيفة التى أصبحت هى محور حياتنا وهى فى واقع الحال تخلو من الحياة، انه ركام من الصور والمشاعر المزيفة! والا أخبرونى أثابكم الله: أين الورود الحقيقية التى يحملها المحبون بعضهم لبعض؟! أين الزيارات العائلية المتبادلة التى يتلاقى فيها الناس ليعبروا عن دفء المشاعر بالأحضان والقبلات وليس بالكلمات و«اللايكات»؟! أين حتى رسائل البريد الحقيقى التى كان المحبون ينتظرونها حاملة الأوراق الملونة والمعطرة بعطر المحبوب وكلماته الرقيقة؟!
لقد حلت مخترعات التكنولوجيا الرقمية ونظارات الميتا فيرس محل كل ذلك وأصبحنا كمن «يمسك الهواء بيديه» على حد تعبير الراحل الجميل عبدالحليم حافظ فى أغنيته الشهيرة «زى الهوا»، كما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بالصور الإباحية وبكل مغريات الفسق والفجور ولم يعد هناك حرمة للجسد ولا للحياة الخاصة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي عالم الروبوت نحو المستقبل صفحات التواصل الإجتماعي ولم یعد
إقرأ أيضاً:
الضبع المرقط هل يستطيع التعايش مع البشر .. الإجابة هنا
آثارت مشاهد ظهور الضبع المرقط جدلا واسعا بين رواد السوشيال ميديا ، بحثا عن تاريخه وأسباب ظهورة مؤخرا في مصر ، حيث تصدر نتائج البحث الأوسع إنتشارا كونه ظاهرة جديدة .
ووفقا لدراسات بحثية ، أفادت أن الضبع المرقط ، يستطيع التعايش مع البشر عبر التغذية على المخلفات يأتي على رأسها جثث الماشية لإشباع غريزة الجوع لديه.
ووفقا للدراسات العلمية المنشورة ، أن الضبع المرقط يستطيع السفر لمدة 27 كيلو مترا يوميا ، لتشير الدراسات أن ذلك الأمر يفسر إستطاعت وصوله لمنطقة جنوب شرق مصر .
الضبع المرقط
ووفقا لما أثير مؤخرا أن الضبع المرقط إختفي لفترة دامت 5000 عام ، إلا أنه ظهر فجأة في مصر ،خاصة في فبراير الماضي ،والذى كشفة اثنين من المواطنين في محمية علبة .
يذكر أن الضبع المرقط يعيش في منطقة المناخ جاف، مع صيف حار وغير ممطر وشتاء معتدل، حيث تهطل الأمطار في الغالب في أشهر الخريف والشتاء، ولكنها ليست حدثًا سنويًا.
يذكر أن وتجدر الإشارة إلى أن الضبع المرقط لا يُعتبر مهددًا بالانقراض وفقًا لقائمة الأنواع المهددة بالانقراض، ويعيش في المناطق الجبلية والغابات والسهول، مما يجعل ظهوره في محمية جبل علبة أمرًا استثنائيًا.