بوابة الوفد:
2025-03-10@07:38:30 GMT

رفح خط أحمر

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

لا يمكن فصل التصريحات والادعاءات الإسرائيلية الأمريكية عن عرقلة مصرية لدخول المساعدات لقطاع غزة، بمعزل عن النوايا الإسرائيلية لإطلاق عملية عسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وذلك بعد أن طلب رئيس الوزراء الإسرائيلى إعادة تعبئة احتياطى جيش الدفاع فى تمهيد ومقدمة لاجتياح رفح بريًّا.
رفح الفلسطينية هى مدينة تقع فى أقصى جنوب قطاع غزة، تبعد عن القدس نحو 107 كم، تبلغ مساحتها 55 كم2، وهى إحدى المدن التاريخية القديمة التى يتجاوز عمرها الـ 5000 عام، وتمثل رفح إحدى نقاط التماس الرئيسية ما بين مصر وفلسطين، غزاها الفراعنة، وخضعت للإدارة الفلسطينية ما بين أعوام 1948 حتى 1956، ومن 1957 حتى نكبة يونيو 1967، وذلك قبل أن يتم فصل رفح المصرية عن رفح الفلسطينية، بموجب اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979.

ورفح هى الملاذ الأخير الآمن لنحو 1.4 مليون فلسطينى فروا إليها نتيجة العدوان الوحشى الغاشم على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
مع الأسف؛ مصر قيادة وشعبًا، لا تزال تقف وحدها صامدة شامخة فى قلب العاصفة، الدولة المصرية - عبر وزارة الخارجية- وجهت رسائل وتحذيرات واضحة لا تحتمل اللبس أو التأويل، محذرة من اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، لأن ذلك يعنى بساطة دفع سيناريو ومخطط التهجير القسرى دفعًا.
بالتوازى مع ذلك استضافت مصر اجتماعا رباعيا ضم مصر وأمريكا وقطر وإسرائيل، فى محاولة لإقرار هدنة جديدة، ومسعى مصرى حثيث لمنع حمام دم فلسطينى جديد فى رفح، لكن وكما هى العادة الإسرائيلية، استبقت إسرائيل الاجتماع الرباعى بتصريحات خرقاء لوزير المالية الإسرائيلى «الأخرق»، وهى تصريحات تعكس صلفا وتطرفا إسرائيليا حادا، هذه التصريحات استدعت ردا مصريا قاسيا من وزارة الخارجية المصرية على لسان متحدثها الرسمى السفير أحمد أبو زيد، الذى حسنا وصف المسلك العدائى الإسرائيلى بأنه يعكس «نهمًا للقتل والتدمير، وتخريبًا لأى محاولة لاحتواء الأزمة فى قطاع غزة».
لكن هذه التصريحات دأب إسرائيلى معتاد قبل أية اجتماعات أو محادثات مهمة للتفاوض، وذلك بهدف خفض سقف المطالب والتوقعات، وتضييق نطاق التفاوض بما يخدم ويحقق المصالح الإسرائيلية فقط.
وبما أننا نتحدث عن المصالح؛ فالمصلحة الوطنية المصرية تستدعى أن رفح «خط أحمر» جديد، أولا على المستوى الإنسانى الذى يواجه فيه 1.4 مليون فلسطينى ظروفا إنسانية بالغة القسوة والصعوبة فى كافة المناحي؛ معيشيا، غذائيا، وصحيا. يكفى أن العديد منهم نزح منذ بداية أكثر من 6 مرات هربا من الموت لموتُ آخر، ومن لم يمت بالقصف والعدوان، يواجه الموت كل ساعة من نقص الأدوية والمياه والغذاء.
وثانيا؛ لأن الاجتياح البرى لرفح هو تصفية فعلية للقضية الفلسطينية بما يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومى المصري، باعتبار اجتياح رفح عملاً عدائيًا يهدد الأمن القومى لمصر، ونحن أعلنا مرارا وتكرارا أننا لم ولن نقبل المساس بأراضينا أو حدودنا او سيادتنا الوطنية، وكذلك لن نقبل تصفية القضية، ومصر لا تزال هى العقبة الرئيسية والوحيدة أمام ذلك المخطط، لذلك كانت التصريحات الإسرائيلية والإشارات والتلميحات الأمريكية، لكن هيهات.
أثبتنا ما قبل السابع من أكتوبر وما بعده أن مبدأ «مسافة السكة» ليس مصطلحا مجازيا أطلقته مصر، لكنه واقع فعلى طبقته القيادة المصرية والموقف المصرى فى غزة سياسيا وإغاثيا خير دليل، وكذلك عندما وضعنا «خطوطا حمراء» فى كل ما يخص الأمن القومى المصرى والعربي، أثبتنا أننا نمتلك من القدرة على وضع تلك الحدود والخطوط، وضمان عدم تجاوزها، والدليل الأبرز على ذلك «خط سرت الأحمر». لا تهاون أو مواءمة فى حماية الأمن القومى المصري، وما اقترن به من خطوط حمراء، فى مختلف الدوائر والقضايا، لذلك رفح خط مصرى أحمر جديد، وقادرون على أن لا يتم تجاوزه.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الموقف المصري غزة القيادة المصرية رفح خط أحمر مدينة رفح الفلسطينية قطاع غزة رفح الفلسطینیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

«ظلام وحصار وجوع»| الاحتلال يقطع الكهرباء عن قطاع غزة بالكامل مما يزيد من معاناة المدنيين.. وحماس تدين السياسة الإسرائيلية القائمة على العقاب الجماعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تصعيد جديد للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، قررت إسرائيل وقف إمدادات الكهرباء عن القطاع، بعد أيام من منع دخول المساعدات الإنسانية، مما يفاقم معاناة السكان المحاصرين. ويأتي هذا القرار في ظل تحذيرات دولية من كارثة إنسانية قد تصل إلى حد الإبادة الجماعية، في ظل التدهور المستمر للأوضاع المعيشية في قطاع غزة.

 

وقف إمدادات الكهرباء

أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، يوم الأحد، أنه أصدر تعليماته بوقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء على الفور، مشددًا على أن إسرائيل ستستخدم "كل الأدوات المتاحة" لاستعادة الرهائن وضمان عدم بقاء حركة حماس في غزة بعد انتهاء الحرب. وجاء قراره بعد نحو أسبوع من إعلان إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، الذي يواجه بالفعل أزمة غير مسبوقة.

 

ورحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، بالقرار، داعيًا إلى فصل محطة معالجة المياه العادمة في القطاع أيضًا، وهو ما ينذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.

 

المياه والمستشفيات في خطر

يعتمد قطاع غزة على مصدر وحيد للكهرباء عبر خط إسرائيلي يغذي محطة تحلية المياه الرئيسية، التي توفر مياه الشرب لأكثر من 600 ألف شخص. ومع انقطاع الكهرباء، تواجه المحطة خطر التوقف التام، مما قد يؤدي إلى أزمة مياه خانقة في القطاع. كما يعتمد السكان على الألواح الشمسية والمولدات، لكن شح الوقود يجعل هذه البدائل غير كافية لتغطية الاحتياجات الأساسية، خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.

 

كما تأثرت المستشفيات بشدة، حيث تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، الذين تتزايد أعدادهم بسبب القصف الإسرائيلي المستمر. وتشير التقديرات إلى أن قطاع غزة كان بحاجة إلى نحو 550 ميجاواط من الكهرباء يوميًا قبل الحرب، كان يتم توفير 120 ميجاواط منها عبر الخطوط الإسرائيلية. لكن مع توقف الإمدادات، لم يتبقَ سوى بدائل محدودة، لا تكفي لسد الاحتياجات المتزايدة للسكان المحاصرين.

 

ردود الفعل

أدانت حركة حماس بشدة قرار إسرائيل قطع الكهرباء عن غزة، معتبرة أنه يأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها تل أبيب ضد سكان القطاع. وقالت الحركة في بيان لها إن إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والوقود يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، ويكشف عن نوايا الاحتلال في فرض سياسة الأمر الواقع. كما اتهمت إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقات الموقعة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول تعطيل الاتفاقات التي شهد عليها المجتمع الدولي، بهدف تحقيق مكاسب سياسية على حساب معاناة سكان غزة.

 

من جانبها، حذرت المقررة الأممية الخاصة بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، من أن قطع إمدادات الكهرباء عن غزة ينذر بإبادة جماعية، مشيرة إلى أن توقف محطات تحلية المياه سيحرم السكان من مصدرهم الأساسي للمياه النظيفة، مما سيؤدي إلى كارثة صحية واسعة النطاق.

ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت يعاني فيه سكان غزة من أوضاع معيشية مأساوية، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات الإنسانية. 
وتتصاعد الدعوات الدولية للضغط على إسرائيل من أجل التراجع عن قراراتها التي تعمق الأزمة الإنسانية في القطاع، فيما يطالب الفلسطينيون المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لوقف الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها سكان غزة.

مقالات مشابهة

  • «ظلام وحصار وجوع»| الاحتلال يقطع الكهرباء عن قطاع غزة بالكامل مما يزيد من معاناة المدنيين.. وحماس تدين السياسة الإسرائيلية القائمة على العقاب الجماعي
  • الصحة الفلسطينية بغزة: خمسة شهداء و37 مصابًا في القطاع خلال 24 ساعة الماضية
  • وفد من حركة الفصائل الفلسطينية يعقد لقاء مع رئيس المخابرات المصرية
  • حماس: سياسة التجويع الإسرائيلية تطال الأسرى في غزة
  • الإمارات تجدد رفض تهجير الفلسطينيين وتطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية
  • مصطفى يدعو لتبني خطة إعمار غزة "الفلسطينية المصرية" عربيا وإسلاميا
  • مصطفى يدعو لتبني خطة إعمار غزة “الفلسطينية المصرية” عربيا وإسلاميا
  • وزير الخارجية المصري: ندرب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في قطاع غزة
  • مطبخ المصرية يوزع 230 وجبة إفطار يوميا بقري الدقهلية
  • مصر: نشدد على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية في قطاع غزة